الأدعية المستحبة عند حدوث الزلازل "للَّهُمَّ لَا تَقْتُلْنَا بِغَضَبِكَ، وَلَا تُهْلِكْنَا بِعَذَابِكَ"
تاريخ النشر: 10th, January 2025 GMT
قالت دار الإفتاء المصرية إن الإنسان إذا تَعَرَّضَ إلى ما يُفْزِعُهُ أو يسبب له قلقًا؛ فإن الملاذ والملجأ هو الله سبحانه وتعالى؛ قال الله تعالى: ﴿قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ﴾ [الأنعام: 63-64].
وأوضحت الإفتاء أنه جاء في السنة النبوية المطهرة بعضُ الأدعية والأذكار التي يلتجأ بها العبد إلى الله تعالى عند وقوع ما يُفْزِعُه أو يقلقه متضرعًا راجيًا السلامة والنجاة؛ فمنها: ما جاء عن عبد الله بن عمر، عن أبيه رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا سمع صوت الرعد والصواعق؛ قال: «اللَّهُمَّ لَا تَقْتُلْنَا بِغَضَبِكَ، وَلَا تُهْلِكْنَا بِعَذَابِكَ، وَعَافِنَا قَبْلَ ذَلِكَ» رواه الترمذي في "سننه"، والنسائي في "عمل اليوم والليلة"، وأحمد في "مسنده"، والحاكم في "المستدرك".
ومنها: ما ورد في السُّنَّة المطهَّرة أن الإنسان إذا حصل له ما يُرَوّعُهُ أن يقول: "هو الله، الله ربي لا شريك له"؛ لما جاء عن ثوبان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا راعَه شيء قال: «هُوَ اللهُ، اللهُ رَبِّي لا شَرِيكَ لَهُ» رواه النسائي في "السنن الكبرى"، وأخرجه أبو داود وابن ماجه في "سننهما"، والطبراني في "المعجم الكبير" عن أسماء بنت عميس رضي الله عنها.
الزلازل
ومنها: ما جاء عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت: كان النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم إذا عَصَفَتِ الرِّيحُ قال: «اللَّهُمَّ إني أَسأَلُكَ خَيرَها، وَخَيرَ مَا فيها، وَخَيْرَ مَا أُرسِلَتْ بِهِ، وَأعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا، وَشَرِّ ما فيها، وشَرِّ ما أُرسِلتْ بِه، وَإذا تَخَيَّلتِ السماءُ تَغَيَّرَ لَوْنُهُ، وَخَرَجَ ودَخَلَ، وَأقْبَلَ وَأدبَرَ، فَإِذَا مَطَرَت سُرِّي عنه، فَعَرَفَتْ ذلك عائشةُ، فَسألَتْهُ؟ فقال: لَعَلَّهُ يا عَائِشَةُ كما قال قَوْمُ عَادٍ: ﴿فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُستَقْبِلَ أوديَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرنَا﴾ [الأحقاف: 24]» متفق عليه.
فهذه الأحاديث وما شابهها تدلُّ على استحباب الدعاء عند الزلزال أو غيره ممَّا يُرَوّع الإنسان أو يُفْزعه من الكوارث والأهوال؛ وقد استدل العلماء بهذا الحديث -حديث السيدة عائشة رضي الله عنها- على استحباب التضرّع واللجوء إلى الله تعالى عند وقوع الزلازل وما شابهها؛ وأن يدعو بدعاء سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ويقول: «اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُك خَيْرَهَا، وَخَيْرَ مَا فِيهَا، وَخَيْرَ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ، وَأَعُوذُ بِك مِنْ شَرِّهَا، وَشَرِّ مَا فِيهَا، وَشَرِّ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ».
وكان صلى الله عليه وآله وسلم إذا عصفت الريح قال: «اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُك خَيْرَهَا، وَخَيْرَ مَا فِيهَا، وَخَيْرَ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ، وَأَعُوذُ بِك مِنْ شَرِّهَا، وَشَرِّ مَا فِيهَا، وَشَرِّ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ»] اهـ.
أدعية الزلازل
وقال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري في "الغرر البهية في شرح البهجة الوردية" (2/ 66، ط. المطبعة الميمنية): [(وَسُنَّتِ الصلاة للعباد في نحو زلزال) كخسفٍ، أو صاعقة، أو ريح عَاصِفَةٍ؛ لئلا يكونوا غافلين، ولأن عمر رضي الله عنه حثَّ على الصلاة في زَلْزَلَةٍ. رواه الشافعي. (بِالِانْفِرَادِ).. وَيُسَنُّ الدعاء والتضرع؛ ففي "صحيح مسلم": كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا عصفت الريح قال: «اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا، وَخَيْرَ مَا فِيهَا، وَخَيْرَ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ، وَأَعُوذُ بِك مِنْ شَرِّهَا، وَشَرِّ مَا فِيهَا، وَشَرِّ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ»] اهـ.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: أدعية الزلازل الزلازل حدوث الزلازل دعاء صلى الله علیه وآله وسلم م ا ف یه ا رضی الله
إقرأ أيضاً:
دعاء الوضوء لصلاة الفجر.. 8 كلمات تبيض وجهك يوم تسود الوجوه
يعد دعاء الوضوء لصلاة الفجر أحد السُنن النبوية المهجورة، والتي يغفل عنها الناس، كما أن دعاء الوضوء هو أحد الأدعية الواردة في السُنة النبوية الشريفة، والتي لا يعرفها الكثيرون رغم فضلها العظيم، رغم أن دعاء الوضوء هو كذلك من وصايا رسول الله –صلى الله عليه وسلم- التي حثنا بالحرص عليها، للفوز بفضلها العظيم خاصة إن كان دعاء الوضوء لصلاة الفجر، والذي يضاعف الفضل والثواب، حيث يجمع فضلي دعاء الوضوء ودعاء الفجر في وقت مبارك وهو الثلث الأخير من الليل.
ورد من دعاء الوضوء وفيه يستحب أن يقول في أول الوضوء : بسم الله الرحمن الرحيم ، وإن ترك التسمية في أول الوضوء قالها في أثنائه قال بعض أصحابنا عن دعاء الوضوء : يستحب للمتوضئ أن يقول في ابتداء وضوئه بعد التسمية : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ، وهذا الذي قاله لا بأس به، إلا أنه لا أصل له من جهة السنة ويقال بعد الفراغ من الوضوء : « أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ، اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين ، سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك ».
و روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من توضأ فقال : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله ، فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء».
وروي في دعاء الوضوء بسنن الدارقطني عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من توضأ ثم قال : «أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله قبل أن يتكلم ، غفر له ما بين الوضوءين» إسناده ضعيف.
دعاء الوضوء مكتوبوجاء بالنسبة للدعاء على أعضاء الوضوء فلم يجيء فيه شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد قال الفقهاء يستحب فيه دعوات جاءت عن السلف ، وزادوا ونقصوا فيها ، فالمتحصل ما قالوه أنه يقول بعد التسمية : الحمد لله الذي جعل الماء طهورًا ، ومن دعاء الوضوء مكتوب يقول عند المضمضة : اللهم اسقني من حوض نبيك كأسًا لا أظمأ بعده أبدًا ، ويقول عند الاستنشاق : اللهم لا تحرمني رائحة نعيمك وجناتك ، ويقول عند غسل الوجه : اللهم بيض وجهي يوم تبيض وجوه وتسود وجوه .
وورد من دعاء الوضوء مكتوب فيقول عند غسل اليدين : اللهم أعطني كتابي بيميني ، اللهم لا تعطني كتابي بشمالي ، ويقول عند مسح الرأس : اللهم حرم شعري وبشري على النار ، وأظلني تحت عرشك يوم لا ظل إلا ظلك ، ويقول عند مسح الأذنين : اللهم اجعلني من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، ويقول عند غسل الرجلين : اللهم ثبت قدمي على الصراط .
دعاء بعد الوضوءورد دعاء بعد الوضوء عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أنه أوصى بترديد إحدى عشر كلمة عقب الوضوء لصلاة الصبح، منوهًا بأنها تفتح لمن يدعو أبواب الجنة الثمانية.
وجاء أن المراد بأبواب الجنة التي يفتحها دعاء بعد الوضوء أو دعاء ما بعد الوضوء، عند أهل اللغة يحتمل أن يكون أسباب دخولها وهي العفو والمغفرة والمراد من فتحها اتساعها واستيعاب داخليها، ومعنى فتح الجنة كثرة الصفح والغفران ورفع المنازل وإعطاء الثواب الجزيل، وذهب بعض العلماء إلى أنه يحتمل أن يكون على ظاهره وأن فتح أبوابها علامة لذلك.
و قد حرص رسول الله –صلى الله عليه وسلم- بل وداوم وأوصانا بالإكثار من الدعاء وذكر الله تعالى في كل الأوقات وأيًا كانت الأحوال، فأخبرنا بكلمات من يدعو بها عقب الوضوء، فإن أبواب الجنة الثمانية تُقتح له، وهي: « أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ».
وورد في صحيح مسلم، أنه قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يَتَوَضَّأُ فَيُبْلِغُ أَوْ فَيُسْبِغُ الْوَضُوءَ ثُمَّ يَقُولُ : أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ إِلَّا فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ الثَّمَانِيَةُ يَدْخُلُ مِنْ أَيِّهَا شَاءَ».