صحيفة الأيام البحرينية:
2025-05-28@10:34:30 GMT

التضخم.. «دائم» أم «مؤقت»؟

تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT

التضخم.. «دائم» أم «مؤقت»؟

يمكن الإشارة إلى مملكة البحرين على أنها من بين الدول القليلة في العالم التي حافظ على معدلات تضخم مقبولة عند قرابة 3% نتيجة لعدد من العوامل في مقدمتها ربط سعر صرف الدينار البحريني بالدولار الأمريكي القوي وحماه من فقدان أجزاء كبيرة من قيمته كما حدث مع كثير من عملات الدول ذات الأسواق الناشئة، إضافة إلى أسعار الفائدة المرتفعة وعدم ضخ الكثير من السيولة في السوق.

في هذه الأثناء يمكن كتابة العديد من الكتب حول توازن الاحتياجات التضخمية للبنك الفيدرالي في عالم ما بعد كوفيد، والذي أصبح أكثر تعقيدا بسبب الحرب المستمرة وأزمة الطاقة المرتبطة بها، إلا أن الذعر جعل الأمور تسوء أكثر كما يظهر ذلك بوضوح في حالات الهروب الأخيرة من البنوك في جميع أنحاء العالم. ويؤدي هذا إلى السؤال الطبيعي ماذا يحدث بعد ذلك بالنسبة للتضخم العالمي؟ وكيف يؤثر هذا الأمر على سوق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا؟ قال خبراء الصناعة مؤخرا لصندوق النقد الدولي بأن التنوع الإقليمي يجعل تنفيذ السياسة النقدية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا يشكل تحديا كبيرا، فمنذ عام 2020 كانت منطقة الشرق الأوسط تواجه تضخما نتيجة لارتفاع أسعار الغذاء وتراجع العملات، ولكن من المتوقع أن يتباطأ هذا التضخم في الأجل القصير تماشيا مع توقعات صندوق النقد الدولي. من المتوقع أن يستقر التضخم العالمي عند 6.6% في عام 2023 بعد أن بلغ 8.8% في العام الماضي وأن ينخفض بشكل أكبر إلى 4.3% في العام المقبل. وقد تعزز أداء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بفضل اثنين من أكبر اقتصاداتها، وهما الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، وقد أظهر كلاهما مرونة وسط التحديات العالمية بسبب المكاسب النفطية غير المتوقعة والإصلاحات الاقتصادية المستمرة. وتتوقع الحكومة السعودية أن ينمو الاقتصاد بنسبة 3.1% في عام 2023، بينما يتوقع البنك المركزي الإماراتي أن ينمو الاقتصاد بنسبة 4.3% في عام 2024. سيكون للتضخم الإقليمي أيضا تأثير على استمرار النمو المعتدل للدولار الأمريكي، ومن وجهة نظرنا لا يزال الدولار أحد العوامل المهمة التي تؤثر على تدفقات رأس المال إلى أسواق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وبالتالي فإن التراجع المتواضع للدولار الأمريكي ينبغي أن يكون داعما لمزيد من تدفقات رأس المال إلى المنطقة. وفي المستقبل القريب يبدو أن التضخم العالمي أيضا من المرجح يتراجع، ويدعم ذلك تخفيف عراقيل الإمداد وانخفاض أسعار السلع الأساسية. ومع ذلك يمكن القول إن الأمر الأكثر أهمية بالنسبة للمستثمرين العالميين هو التوقعات طويلة الأجل للتضخم وما إذا كنا سنعود إلى «الوضع الطبيعي القديم» لـ«انخفاض التضخم»؟ أم أن مكافحة التضخم ستكون الشاغل الرئيسي للبنك الاحتياطي الفيدرالي؟ نعتقد أن العودة إلى بيئة «انخفاض التضخم» القديمة هي النتيجة الأقل احتمالا. هناك ثلاثة عوامل رئيسية تقود هذا الرأي. كان أحد الدوافع الرئيسية لـ«انخفاض التضخم» هو تسارع العولمة بعد بدء العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة والصين في سبعينيات القرن العشرين، وانهيار جدار برلين في عام 1989 وانضمام الصين إلى منظمة التجارة العالمية في عام 2001. أطلقت هذه الأحداث الثلاثة العنان لموجة هائلة من الضغوط الانكماشية حيث ركزت الشركات على إعادة توجيه الاستثمار بهدف زيادة كفاءة التكلفة، وخير دليل على هذا الاتجاه هو ارتفاع كثافة التجارة في النشاط الاقتصادي العالمي. مع ذلك، هناك علامات تشير إلى أن «أرباح السلام» هذه تبدأ في التلاشي مع انخفاض كثافة التجارة في الناتج المحلي الإجمالي. وفي الوقت نفسه هناك أدلة غير رسمية متزايدة تشير إلى أن التجارة الحالية تأخذ في الاعتبار المخاطر الجيوسياسية. وهذا يؤدي إلى تكثيف العلاقات، وعلى الرغم من أن هذا من المفترض أنه نتيجة اقتصادية أفضل من الاستدامة المحلية، إلا أن الفوائد من المرجح أن تكون أقل بكثير من عالم أكثر عولمة. العامل الثاني الذي من المرجح أن يدفع التضخم إلى الأعلى هو التحول إلى الحياد الكربوني، في حين أن التكلفة المتزايدة لمصادر الطاقة الأكثر اخضرارا سوف تتضاءل بمرور الوقت فمن غير المرجح أن تختفي. وفي الوقت نفسه، فإن حجم الاستثمار في البنية التحتية المطلوب لتحقيق أهداف صفر انبعاثات كربونية يبدو ضخما، ومن المرجح أن يؤدي ذلك إلى فرض ضغوط تصاعدية على أسعار جميع أنواع المواد الخام والمدخلات. المحرك النهائي المحتمل لارتفاع التضخم هو نسبة التركيبة السكانية للمتقدمين في العمر في العالم، حيث يؤدي التحضر وانتشار الإنترنت وزيادة الوصول إلى التعليم إلى انخفاض معدلات الخصوبة في جميع أنحاء العالم. وهذا من شأنه أن يقلل من حجم القوى العاملة العالمية ومن المرجح أن يعطي العمال قوة تفاوضية متزايدة، على عكس الاتجاه التنازلي على مدى السنوات الثلاثين الماضية، وإذا حدث هذا السيناريو، فمن المرجح أن يؤدي ارتفاع الأجور إلى ضغوط تصاعدية على التضخم. لذلك في حين أن التوقعات لعام 2023 وربما في أوائل عام 2024 هي تراجع التضخم بما يتناسب مع أهداف البنك المركزي إلا أننا نعتقد أن العقد المقبل وما بعده من المرجح أن يتسم بمخاطر تصاعدية على التضخم.
* الرئيس التنفيذي للاستثمار في وحدة إدارة الثروات في بنك ستاندرد تشارترد

المصدر: صحيفة الأيام البحرينية

كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا الشرق الأوسط وشمال أفریقیا من المرجح أن فی عام

إقرأ أيضاً:

فاليريا جولينو من مهرجان كان: أتمنى عرض فيلمي Fuori في الشرق الأوسط| حوار

في رصيدها محطات عالمية، من هوليوود إلى روما، ومن كوميديا إلى دراما، لكن في مهرجان كان 2025، تعود فاليريا جولينو إلى الشاشة الكبيرة ليس فقط كممثلة مخضرمة، ومخرجة، بل كصوت نسائي يحمل ثقل التجربة وجرأة الحكي.


في فيلم Fuori، تقدم غولينو دور الكاتبة الإيطالية غوليارد سابينزا، التي وجدت حريتها الحقيقية داخل جدران السجن. أداءها هادئ في ملامحه، عاصف في عمقه، يستدعي كل ما راكمته من حساسية فنية على مدار عقود. ومع كل مشهد، تذكرنا غولينو لماذا لا تزال من أبرز وجوه السينما الأوروبية.

في هذا الحوار، نتوقف مع فاليريا عند تفاصيل الدور، نقترب منها أكثر ومن كواليس Fuori، وصولا إلى التحدي النفسي التي واجهته وأبعاد الشخصية، وتلك العلاقة المعقدة بين الفن والحرية.

المخضرمة الإيطالية تحدثت عن فيلمه الجديد، وهو الفيلم الإيطالي الوحيد المشارك في مسابقة مهرجان كان السينمائي الدولي، وقالت: الفيلم مقتبس عن مذكرات الكاتبة الإيطالية جوليارد سابينزا بعنوان L’università di Rebibbia، والتي تسرد فيها تجربتها في السجن عام 1980 بعد إدانتها بسرقة مجوهرات.

وقالت الممثلة الإيطالية الكبيرة في حوارها مع صدى البلد: الفيلم عن قصة حقيقية بالطبع عن حكاية جوليارد سابينزا التي تتعرف على سجينتين شابتين، وتتشكل بينهن علاقة صداقة قوية تستمر بعد الإفراج عنهن، وهو ما نراه في الفيلم على نحو مؤثر وشيق.
 

الفيلم تلقى الفيلم تقييمات متباينة بعد عرضه في “كان”، أشار البعض إلى أن السرد غير الخطي قد أثر على تماسك القصة، بينما أثنى آخرون على أداء الممثلات، خاصة ماتيلدا دي أنجيليس في دور روبيرتا.

فاليريا جولينو أكدت أنها تتمنى أن يعرض فيلمها الجديد في الشرق الأوسط، وأنها لا تمتلك أي توقعات حول ردود الأفعال، ولكنها شددت أنه يحمل قضية عالمية، تستطيع السيدات في أي مكان في العالم التماهي معه والتعاطي مع أحداثه، وأضافت: هذا فيلم انساني، وليس شريط سينمائي عن السيدات في إيطاليا خلال ثمانينات القرن الماضي فقط.

بحضور تجاوز الكاميرا، تؤكد فاليريا أنها لم تذهب إلى مهرجان كان السينمائي لتستعرض تاريخها، بل لتضيف إليه صفحة جديدة، وتابعت: الفيلم ليس فقط عن تجربة سجن، بل عن التضامن بين النساء، وعن كيفية تحويل الألم إلى قوة.

وعن تعاونها مع المخرج قالت: “ماريو يمتلك رؤية فنية فريدة، عمله الدقيق على التفاصيل وسعيه لفهم الشخصيات بعمق جعل تجربة التصوير مميزة ومثرية.”
 

أما عن تفاصيل عملها على الدور بالفيلم قالت: كان من المهم أن أُظهر التناقضات في الشخصية، قوتها وهشاشتها، تمردها وحساسيتها. وكيف أيمكن للسجن أن يصبح مساحة للتأمل وإعادة اكتشاف الذات.

حول العمل مع الممثلة الشابة ماتيلدا دي أنجيليس، قالت الممثلة الإيطالية فاليريا جولينو الحائزة على جائزة أفضل ممثلة من مهرجان فينيسيا السينمائي انها لا تحب تقديم النصائح للجيل الأصغر من الممثلات بشكل مباشر، مؤكدة أن هذه الطريقة لا تروق لها، ولا تستخدمها عادة عندما تعمل مع ممثلات أصغر.

وتابعت في حوارها مع موقع صدى البلد: "أستطيع أن أتحدث لساعات، لكنني لا أحتمل أن املي نصائح أو نقل الخبرة بشكل تقليدي ومباشر، بقدا كان التعاون مع ماتيلدا رائعًا، وتطورت بيننا علاقة صداقة حقيقية خارج وداخل التصوير."

الممثلة الإيطالية قدمت خلال مهرجان كان السينمائي فيلم جديد لها كمخرجة هذه المرة، بعنوان "فن الفرح" مقتبس عن عن رواية بنفس العنوان للكاتبة الإيطالية جوليارد سابينزا.

وقالت: أكتفي بدوري فيه كمخرجة فقط ولا أقدم أي ظهور أمام الشاشة، عن قصة حياة شخصية أنثوية قوية ومستقلة تُدعى موديستا، تعيش في صقلية خلال أوائل القرن العشرين.
 

موديستا تتمرد على التقاليد والأعراف الاجتماعية الصارمة، خاصة المتعلقة بمكانة المرأة وحقوقها، وتخوض رحلة طويلة من البحث عن الحرية الشخصية والفكرية. الفيلم يستعرض تجاربها في الحب، السياسة، والدين، وكيف تحاول أن تصنع لنفسها "فن الفرح" وسط مجتمع محافظ.

طباعة شارك فاليريا جولينو الممثلة فاليريا جولينو السينما الإيطالية مهرجان كان السينمائي

مقالات مشابهة

  • جولة دي بي ورلد للجولف أفضل حدث رياضي في «الشرق الأوسط»
  • ماكرون: ملتزمون بوضع حد للصراع في منطقة الشرق الأوسط
  • 20.6 مليار دولار نمو سوق الإعلام في الشرق الأوسط 2028
  • إطلاق كتاب «فنّانو الشرق الأوسط.. من عام 1900 إلى اليوم»
  • اعتراف خطير من محافظ بنك إسرائيل . ماذا سيحدث في حال استمرار الحرب على قطاع غزة؟
  • فاليريا جولينو من مهرجان كان: أتمنى عرض فيلمي Fuori في الشرق الأوسط| حوار
  • هل هناك مخطط سري لتفكيك سوريا؟
  • من مركزية إعلان البندقية 1982 إلى هوامش حرب غزة 2023
  • صفقات الغضب بين ترامب و نتنياهو
  • "غلوبانت" تفتتح مقرها الإقليمي في الشرق الأوسط بالرياض