الشبكة اليهودية الدولية لمناهضة الصهيونية.. حراك يهودي عالمي ضد إسرائيل
تاريخ النشر: 11th, January 2025 GMT
الشبكة اليهودية الدولية لمناهضة الصهيونية، حركة أسستها عام 2008 مجموعة من الناشطين اليهود، بهدف مواجهة سياسات إسرائيل تجاه الفلسطينيين.
تتركز أهداف الشبكة على تفكيك ما تسميه "نظام الفصل العنصري الإسرائيلي" ودعم حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم ومقاومة الاحتلال، وعبرت عن ذلك بتنظيم العديد من الاحتجاجات في دول غربية عدة.
تأسست الشبكة اليهودية الدولية لمناهضة الصهيونية عام 2008، في وقت تصاعدت فيه عبر العالم أصوات يهودية ترفض إسرائيل وتتبرأ من تصرفاتها باسم اليهود، وتدين سياسة التطهير العرقي التي يمارسها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني.
تألفت الشبكة، التي أسستها الناشطة اليهودية المناهضة للصهيونية سارة كيرشنار وآخرون، من مجموعة من اليهود الذين ينتمون إلى شبكات محلية في كل من بريطانيا والولايات المتحدة وكندا وأوروبا وإسرائيل والهند والمكسيك والأرجنتين.
ومن أبرز المؤسسين للشبكة:
سارة كيرشنار: وهي من المؤسسين الرئيسيين، بدأت نشاطها التضامني مع فلسطين أثناء الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي اندلعت عام 2000. وهي من المدافعين عن حقوق الفلسطينيين ومعارضي السياسات الإسرائيلية. مايكل كالمانوفيتش: كان له دور بارز في تعزيز مواقف الشبكة المناهضة للصهيونية، وكرّس جهوده لتعزيز الوعي بحقوق الفلسطينيين ونقد السياسات الإسرائيلية. سام وينشتاين: وُلد في الولايات المتحدة، وكان من بين المؤسسين المؤثرين في الشبكة. شارك في عدد من الفعاليات والنقاشات الدولية المتعلقة بحقوق الفلسطينيين، كما دعم بقوة تفكيك "النظام العنصري" في إسرائيل.أوضحت الشبكة في ميثاقها التأسيسي أنها تلتزم بتفكيك "نظام الفصل العنصري الإسرائيلي"، والسعي لعودة اللاجئين الفلسطينيين، وإنهاء استعمار إسرائيل لفلسطين.
إعلانكما أكدت دعمها الحق الكامل للفلسطينيين في تقرير المصير ومقاومة الاحتلال الإسرائيلي، مشيرة إلى اعتمادها في هذا النضال بشكل رئيسي على الحركات الشعبية الفلسطينية والمنظمات التي يقودها الفلسطينيون.
وتعهدت الشبكة بمعارضة الصهيونية، التي تصفها بأنها تسعى لمنح السلطة السياسية والقانونية والاقتصادية لليهود والشعوب الأوروبية على حساب الشعوب والثقافات الأصلية.
وترفض الشبكة فكرة التوسع الاستعماري المستمر، وكذلك نظرة الصهيونية لفلسطين باعتبارها "أرضا مهملة"، وهو ما تم تبريره من أجل تدمير الحياة الفلسطينية حسب تعبيرها.
كما أوضحت تحديها للمنظمات الصهيونية واللوبيات السياسية التي أُنشئت لدعم وتعزيز "الأفكار الصهيونية".
وعبرت عن التزامها بالتضامن والعمل من أجل العدالة، ودعمها الحركة النضالية المتنوعة التي يقودها الشعب الفلسطيني من أجل مواجهة الظلم.
بعد بدء إسرائيل حربها على قطاع غزة أواخر عام 2008، نظم محتجون يتبعون للشبكة اليهودية الدولية لمناهضة الصهيونية احتجاجات في مدن بالولايات المتحدة وبلدان أخرى، بما في ذلك تنظيم سلسة بشرية أمام القنصلية الإسرائيلية في مدينة لوس أنجلوس.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2009، شارك أعضاء الشبكة في مسيرة حاشدة أمام مبنى البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية في مدينة نيويورك الأميركية.
وأدانت الشبكة عام 2014 تصعيد الاحتلال الإسرائيلي للعنف في قطاع عزة، وأكدت وقوفها مع المقاومة الفلسطينية، داعية المجتمع الدولي إلى محاسبة إسرائيل على جرائمها المتكررة تجاه الفلسطينيين.
وعقب إطلاق المقاومة الفلسطينية عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وشن إسرائيل عشرات الغارات على القطاع، نظم أعضاء الشبكة احتجاجات ضمن حراك الجامعات الأميركية الذي يندد بالحرب على غزة.
إعلانوشارك نحو 100 شخص من أعضاء الشبكة في احتجاجات في مدينة سان فرانسيسكو، واحتلوا ردهة في مبنى يضم القنصلية الإسرائيلية، غير أن الشرطة الأميركية اعتقلت العشرات منهم بتهمة التعدي على ممتلكات الغير.
في مطلع عام 2025، اعتقلت شرطة لندن الناشطة اليهودية المناهضة للصهيونية، ياعل كاهن، واستجوبتها قبل أن تطلق سراحها، وتعقيبا على ذلك، قال عضو الشبكة سام ونستون إنه "لدينا حكومة صهيونية تأخذ بعض تعليماتها من القدس والسفارة الإسرائيلية، لا حياد هنا".
وأكد أنهم غاضبون لاعتقال كاهن "لمجرد أنها قارنت بين أفعال النازيين والإبادة الجماعية المروعة التي تُرتكب في غزة"، وقال إن "المذبحة التي راح ضحيتها في الغالب نساء وأطفال تقل أعمارهم عن عام واحد على يد الدولة الإسرائيلية، تستحق مقارنتها بكل أبشع الجرائم في التاريخ".
وأكد أن اعتقالها هو محاولة لإسكات الحركة المتنامية ضد الإبادة الجماعية التي تنفذها إسرائيل بدعم سياسي وإمدادات عسكرية من حكومات غربية عدة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
ستيف ويتكوف يهودي أمريكي صهيوني
المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف الذي أعد وثيقة وقف إطلاق النار في غزة، هو يهودي أمريكي من أصل بلغاري، كان والدة صانع معاطف للسيدات في نيويورك، وذلك وفق مزاجه وتخيله، ويبدو أن صنعة والدة قد أثرت على مسار ابنه ستيف السياسي، فصاغ اتفاقية وقف إطلاق النار في غزة، وفق مزاجه، ومصالح بني قومه.
ستيف ويتكوف لم يتدخل في المفاوضات غير المباشرة مع حركة حماس من باب الشفقة والرأفة على الشعب الفلسطيني، بل هي الوقائع الميدانية، التي فرضت نفسها على المبعوث الأمريكي، فصار طرفا ًفي مفاوضات وقف إطلاق النار بعد أن تأكد لديه استحالة حسم المعركة على أرض غزة في زمن معلوم، واستحالة بقاء العالم صامتاً متفرجاً على محرقة فضحت الإرهاب الإسرائيلي، وكشف عقم السياسة الأمريكية.
تدخل ستيف ويتكوف في المفاوضات جاء لصالح الوجود الإسرائيلي نفسه، وجاء لتحقيق الأهداف الإسرائيلية التي عجز عن تحقيقها الجيش الإسرائيلي، وذلك من خلال مواصلة التضييق على حياة أهل غزة، وتجويعهم، وذبح مقومات وجودهم، حتى تصير الهجرة عن أرض غزة أمنية.
لذلك اعتمدت خطة ستيف ويتكوف لوقف إطلاق النار في غزة على أربعة كمائن:
الكمين الأول: إطلاق سراح 10 أسرى أحياء لدى رجال المقاومة في غزة في غضون أسبوع واحد، وبهذا يكون ويتكوف قد أعطى للإسرائيليين الفرصة الكاملة لاسترداد الأسرى سريعاً، ومن ثم التنصل من الاتفاق بشكل جزئي، أو بشكل كلي، ومواصلة حرب الإبادة على أهل غزة، وتحميل المسؤولية لحركة حماس.
الكمين الثاني: تطرق ويتكوف إلى موضوع المساعدات المقدمة إلى أهل غزة، وترك تقدير كمياتها ونوعها للعدو الإسرائيلي، وبهذا يكون ويتكوف قد أهمل متعمداً موضوع البضائع التي تصل إلى أهل غزة عن طريق التجار، ومنها المجمدات؛ من لحوم ودجاج وأسماك وبيض وألبان حرم منها أهل غزة ثلاثة أشهر، وهذا التجاهل يمكّن العدو الإسرائيلي من التحكم بأنواع البضائع التي ستدخل إلى أهل غزة، بدءاً من المأكولات والمشروبات، وليس انتهاءً بمقومات العمل والإعمار، وما يسمح للناس بمواصلة بقائهم وحياتهم التي لا تعتمد فقط على المساعدات الإنسانية.
الكمين الثالث: تجاهل ويتكوف معبر رفح، وحق الفلسطينيين في قطاع غزة بالسفر إلى الخارج، والعودة إلى أرض غزة، دون تدخل إسرائيلي بالاعتراض أو المنع لقوائم المسافرين، وفي هذا التجاهل أعطى ويتكوف الحق للإسرائيليين في مواصلة سجن الفلسطينيين داخل قطاع غزة، مع عدم السفر أو التحرك إلا بعد المرور من بوابة جهاز المخابرات الإسرائيلية.
الكمين الرابع: ويتعلق بعودة النازحين إلى بيوتهم، وهم يتكدسون في الخيام، ولا تتحقق هذه العودة الإنسانية إلا بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من المناطق التي توغل فيها، وهذا ما تجاهله المبعوث الأمريكي ويتكوف.
أمام هذا التدخل الأمريكي السافر لصالح العدو الإسرائيلي في المفاوضات، وفي مسار الحرب، لم يجد الفلسطينيون بداً من الاعتراض على خطة ستيف ويتكوف، مع توضيح ملابسات الاعتراض، تاركين للوسطاء التدخل لتعديل الخطة، بما ينسجم مع المطالب الإنسانية التي لا تخص رجال المقاومة، ولا تخدم مصالحهم ،بمقدار ما هي قضايا إنسانية، كان يتوجب على الوسطاء أنفسهم معالجتها، والمطالبة بها، دون أن تكون شرطاً في اتفاقيات وقف إطلاق النار، فالحاجات الإنسانية لشعب تحت الاحتلال ليست مجالاً للنقاش والحوار والمفاوضات، وهذه مسؤولية الوسطاء، ومسؤولية المجتمع الدولي بشكل عام، ومسؤولية أمريكا نفسها التي أرخت الحبل لبعض كبار موظفيها ـ أمثال ستيف ويتكوف ـ ليمارسوا الإرهاب التفاوضي بحق شعب يتوجع من حرب إبادة جماعية.
لقد رفض أهل غزة خطة ستيف ويتكوف رغم حاجتهم لوقف إطلاق النار، وفتح المعابر ودخول المساعدات، رفضوا الخطة، وهم ينتظرون، ويتوقعون أن يتدخل الوسطاء لتعديلها بما يتناسب وحاجاتهم الإنسانية، وطالما كان ويتكوف خادماً للسياسة الإسرائيلية، فإن الرفض الفلسطيني سيجبر ويتكوف على تعديل خطته لوقف إطلاق النار مرغماً.
كاتب ومحلل سياسي فلسطيني