السوريون في المناطق الحدودية يخشون احتلالاً إسرائيلياً طويلاً
تاريخ النشر: 12th, January 2025 GMT
اقتحم جنود إسرائيليون قرى حدودية سورية، واستولوا على أعلى قمة في البلاد، وأقاموا حواجز على الطرق بين المدن السورية، ويطلون الآن على قرى من المواقع العسكرية السورية السابقة.
الجيش الإسرائيلي يعمل في المنطقة الحدودية على غرار الضفة الغربية
وكتب مراسل "نيويورك تايمز" الأمريكية في القدس آرون بوكسرمان، أن السقوط المفاجئ للرئيس السوري بشار الأسد أغلق فصلاً من الحرب الأهلية التي استمرت عقداً، لكنه مثل أيضاً بداية توغل إسرائيلي في المنطقة الحدودية، وهو ما وصفته إسرائيل بتحرك دفاعي مؤقت لضمان أمنها.
ويعيش آلاف السوريين الآن في مناطق تسيطر عليها القوات الإسرائيلية جزئياً على الأقل، ما يترك الكثيرين قلقين في المدة التي ستستغرقها الحملة. واعتقلت القوات الإسرائيلية بعض السكان وأطلقت النار خلال احتجاجين على الأقل ضد الغارات، حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
Israel’s campaign in Syrian border area prompts fears it plans to stay https://t.co/XYYVUH0Ba4
— The Boston Globe (@BostonGlobe) January 12, 2025ويقول بعض السوريين على الأقل الآن، إنهم يخشون أن يتحول الوجود الإسرائيلي إلى احتلال عسكري طويل الأمد. وقال شاهر النعيمي، من قرية خان أرنبا الحدودية التي اقتحمتها القوات الإسرائيلية، متأسفاً: "نحن الجزء الوحيد من البلاد الذي لم يتمكن حقاً من الاحتفال بسقوط نظام الأسد، لأنه مع سقوط الطاغية، جاء الجيش الإسرائيلي".
الحدود هادئةخاضت إسرائيل وسوريا صراعات متعددة، ولكن على مدى عقود، كانت الحدود بين البلدين هادئة إلى حد كبير. وكانت آخر مرة خاضتا فيها الحرب في 1973، عندما هاجمت سوريا ومصر، إسرائيل في يوم الغفران. وبعد ذلك، اتفق الجانبان على إنشاء منطقة عازلة منزوعة السلاح تحرسها قوات حفظ السلام للأمم المتحدة والتي كانت بمثابة حدود أمر واقع.
ولكن عندما أطاحت الفصائل المسلحة الأسد من السلطة في8 ديسمبر (كانون الأول)، أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو قوات بلاده بـ "السيطرة" على المنطقة العازلة، التي تضم عدداً من القرى السورية. ووصف ذلك بخطوة مؤقتة "لضمان منع ترسيخ أي قوة معادية بجوار الحدود مع إسرائيل" وسط الاضطرابات الداخلية في سوريا، وبعد الهجوم المفاجئ الذي قادته حماس من غزة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
Israel has crossed into Syria for the first time since 1973
Israel has preemptively taken up positions in the UN buffer zone guarded by UNDOF and in some cases slightly beyond it in Syria itself
On such area is around Hader where Israel had to aid UN soldiers attacked by rebels pic.twitter.com/nfdn2hKc5M
وسرعان ما سيطرت القوات الإسرائيلية على قمة جبل الشيخ، أعلى جبل في سوريا، وتقدمت على طول المنطقة العازلة وما وراءها. وفي الوقت نفسه تقريباً، قالت إسرائيل إنها شنت مئات الغارات الجوية في أنحاء البلاد مستهدفة الطائرات المقاتلة، والدبابات، والصواريخ وغيرها من أسلحة حكومة الأسد.
وأثارت الحملة العسكرية المستمرة، والعملية البرية في المنطقة الحدودية الفعلية، اتهامات دولية لإسرائيل بانتهاك وقف النار المستمر منذ عقود.
وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن في مقابلة هاتفية، إن الجيش الإسرائيلي يعمل في المنطقة الحدودية "الآن على غرار الضفة الغربية، حيث يمكنه الدخول والخروج إلى أي مكان يريد واعتقال من يريد". وقال بعض السوريين إنهم يأملون في علاقات جيدة مع إسرائيل، مشيرين إلى عدائهم المشترك لإيران، التي دعمت نظام الأسد. كما قدمت إسرائيل الرعاية الطبية لبعض السوريين داخل الأراضي التي تسيطر عليها إبان الحرب الأهلية السورية، بما في ذلك لسكان المنطقة الحدودية.
وقال ضرار البشير، وهو زعيم محلي في منطقة القنيطرة الحدودية: "لقد تجاوز العلاج الطبي بعض العداء الذي كان يشعر به الناس"، لكن البشير وآخرين قالوا أيضاً، إنه إذا تحولت العملية الإسرائيلية إلى احتلال طويل الأمد، فإن ذلك من شأنه أن يشعل المزيد من العنف في بلد أنهكته سنوات الحرب الأهلية. وتسيطر إسرائيل فعلاً على جزء كبير من مرتفعات الجولان، وهي الأراضي التي كانت تحت سيطرة سوريا والتي احتلتها إسرائيل في حرب 1967، ثم ضمتها بعد في خطوة لم يعترف بها معظم المجتمع الدولي.
وقال عرسان عرسان، أحد سكان قرية سورية خارج المنطقة العازلة والذي ساعد في التنسيق بين مسؤولي الأمم المتحدة والسكان المحليين: "نريد السلام، لكن يبدو أن صناع القرار في إسرائيل يعتقدون أنهم سيحققون كل شيء بالقوة.إذا دفعوا الناس إلى الزاوية، فستنفجر الأمور، تماماً كما فعلوا في غزة".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية سقوط الأسد فی المنطقة الحدودیة القوات الإسرائیلیة
إقرأ أيضاً:
الجيش الإسرائيلي ينذر سكان خان يونس وبني سهيلا وعبسان ويطلب إخلاءها
وجه الجيش الإسرائيلي، يوم السبت، تحذيرا لسكان مدينة خان يونس وبلدتي بني سهيلا وعبسان جنوبي قطاع غزة، من عمليات سيجريها في المنطقة.
وأفاد الجيش الإسرائيلي في بيانه بأن "المنظمات الإرهابية تواصل استخدام محيطكم لإطلاق القذائف الصاروخية نحو إسرائيل حيث سيهاجم جيش الدفاع بقوة كل منطقة يتم استخدامها منطلقا لأنشطة إرهابية".
وأضاف: "تم انذار وتحذير هذه المنطقة عدة مرات في الماضي وتم تحديدها منطقة قتال خطيرة، تتحمل المنظمات الإرهابية وفي مقدمتها حماس المسؤولية الكاملة عن معاناة ونزوح السكان، عليكم إخلاء المنطقة فورا والانتقال غربا إلى منطقة المواصي - من أجل سلامتكم أخلوا فورا".
يأتي ذلك في وقت باتت فيه المعاناة الإنسانية في غزة لا تطاق من حيث النزوح المتكرر والمجاعة المنتشرة بين الأهالي، في وقت يتواصل القصف والغارات الإسرائيلية على المنازل ومراكز النزوح في أنحاء القطاع.