العلاقات العمانية البحرينية .. شراكة تاريخية تمتد من حضارتي مجان ودلمون
تاريخ النشر: 13th, January 2025 GMT
تمثل العلاقات العمانية البحرينية واحدة من أقدم وأعمق العلاقات في منطقة الخليج العربي، حيث تعود جذورها إلى آلاف السنين، منذ ارتباط حضارتي مجان ودلمون، وقد شكلت هذه العلاقة شراكة اقتصادية وثقافية ساهمت في انفتاح الحضارتين بفضل موقعهما الجغرافي المتميز الذي جعلهما مركزين حضاريين حيويين في ذلك العصر.
وأوضح الدكتور علي بن سعيد الريامي رئيس قسم التاريخ بجامعة السلطان قابوس، أن الموقع الجغرافي لسلطنة عمان ومملكة البحرين لعب دورًا كبيرًا في تقوية العلاقات بينهما على مر العصور.
وأضاف الريامي: إن هذه العلاقة العميقة تؤكد أن العلاقات العمانية البحرينية تعتبر من أقدم العلاقات التاريخية في منطقة الخليج العربي.
وأشار الريامي إلى أن العلاقة بين عمان والبحرين تعززت بشكل أكبر بعد ظهور الإسلام، حيث دخل كلا البلدين الإسلام في وقت مبكر وكان أهلهما من أوائل من لبوا دعوة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، فقد استجاب ملك عمان، جيفر بن الجلندى، وملك البحرين، المنذر بن ساوى، لدعوة النبي دون قتال، مما يعكس الطبيعة السلمية للشعبين والقيادتين. وأضاف الريامي: إن الخليفة في فترة صدر الإسلام كان ينظر إلى عُمان والبحرين كوحدة إدارية متصلة بحكم الجوار الجغرافي والتقارب في المقومات الاقتصادية والموارد الطبيعية المتنوعة في كلا البلدين.
وبذلك تعكس العلاقة العمانية البحرينية صورة من التعاون المستمر والروابط الاجتماعية والثقافية التي تمتد عبر العصور، مؤكدة على الأهمية الاستراتيجية والتاريخية لهذه العلاقة في سياق منطقة الخليج.
تُظهر العلاقات العمانية البحرينية تطورًا ملحوظًا على مر العصور، حيث ازدادت رسوخًا وثباتًا مع تأسيس الدولة الحديثة في كلا البلدين، وخاصة بعد تأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وأن العلاقة بين البلدين لا تقتصر على الجوانب السياسية فقط، بل هي علاقة عضوية تجمع بين شعبين يرتبطان بأواصر اجتماعية وثقافية مشتركة، مما جعلها نموذجًا للتفاعل المشترك بين مختلف الأجناس البشرية التي استوطنت في البلدين عبر التاريخ.
وقد أشار الريامي إلى الدور المهم الذي لعبه العمانيون في البحرين خاصة خلال فترة الخمسينيات والستينيات وحتى أوائل السبعينيات، حيث أسهموا في الحراك الاجتماعي والثقافي في البحرين، وهو ما رصده الباحث الأكاديمي محسن الكندي في كتابه «السطر الأول في التاريخ الثقافي والأدبي العماني». وكانت البحرين حاضرة في أشعار الأدباء العمانيين مثل عبد الله الطائي وعلي بن محسن السوطي وغيرهم. كما اندمج العديد من الفنانين العمانيين في المشهد الفني البحريني، مما يعكس التقدير والاحترام المتبادل بين الشعبين.
من جانب آخر أكد الريامي أن الزيارة التاريخية التي يقوم بها جلالة الملك حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة، ملك مملكة البحرين، إلى سلطنة عمان سيكون لها تأثير كبير في تعزيز وتوثيق العلاقات بين البلدين، ويدفع بقيادتيهما إلى مزيد من التنسيق في العديد من القضايا، خاصة في المجالات الاقتصادية. ويتوقع أن تكون المباحثات بين قيادتي البلدين حول تعزيز التبادل التجاري والاستثمارات المتبادلة في مختلف القطاعات، بما يحقق تطلعات مواطني البلدين في التقدم والازدهار.
وفي السياق ذاته أشار محمد عبدالله العلي باحث دكتوراة في التاريخ بمملكة البحرين إلى أن الحضارتين دلمون (في البحرين) ومجان (في عُمان) شكلتا نقطة التقاء حضاري وتجاري في العصور القديمة. وكانتا وسيلتين لتبادل السلع الثقافية والاجتماعية، ولعبت دورًا كبيرًا في تشكيل التفاعلات الثقافية والاقتصادية في المنطقة. وأوضح أن هذه التفاعلات كان لها تأثير طويل الأمد على تطور الحضارات في المنطقة وأدت إلى إيجاد مهن تجارية جديدة وأجيال من العمال المهرة والتجار الذين أسهموا في النمو الاقتصادي والاجتماعي في المنطقة.
أشار العلي إلى أن الفريق الدنماركي الاستكشافي، الذي زار البحرين في القرن الماضي للبحث عن «دلمون»، اكتشف تسلسلًا ثقافيًا مهمًا لهذه الأرض التي كانت تعتبر مركزًا حيويًا للاتصال بين حضارات متعددة. بحسب الأساطير السومرية، وُصِفت البحرين بأنها أرض غريبة «لا ينعق فيها غراب ولا ترفع الطيور أصواتها»، مع تصويرها كبيئة آمنة وساحرة حيث لا يفترس فيها الأسود ولا يأكل الذئب الحمل.
وأكد العلي أن موقع «سار» الأثري في البحرين قدم دليلا قويًا على أن البحرين كانت ملتقى طرق حيوي بين أراضي جنوب غرب آسيا ومنطقة شمال غرب المحيط الهندي، كما أشارت هارييت كروفورد في دراستها إلى الأهمية الاستراتيجية والثقافية لهذا الموقع التاريخي. هذه التفاعلات الاقتصادية والاجتماعية بين البحرين وعُمان شكلت أساسًا للروابط بين البلدين التي بدأت قبل آلاف السنين، وهو ما يوضح العمق التاريخي لهذه العلاقات وأثرها الذي ما زال قائمًا حتى اليوم.
وأوضح العلي أن هذه العلاقات التي تعود إلى ما قبل الميلاد، قد أسهمت في تشكيل التاريخ الذي تلاها، فهذه الروابط الثقافية والاقتصادية أسهمت في تشكيل الهوية المشتركة بين البلدين، والدلائل التاريخية على ذلك موجودة في الوثائق الأرشيفية التي تزخر بها المنطقة والعالم، مما يبرز التاريخ الطويل والمتجذر للعلاقة العمانية البحرينية.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: العلاقات العمانیة البحرینیة بین البلدین فی البحرین
إقرأ أيضاً:
كيا تقدم الجيل الثاني من سيلتوس 2026 الرياضية
قدمت كيا رسمياً الجيل الثاني من سيلتوس في السوق العالمي، بعد دخول مرحلة تطويرية تشمل المنصة والتصميم الخارجي والداخلي، إضافة إلى تحسينات اخرى، مع توسيع الخيارات الميكانيكية المتاحة، ويأتي هذا الجيل ليعزز حضور السيارة ضمن فئة الكروس أوفر المدمجة، بعد سلسلة من التعديلات.
يبدأ الجيل الجديد بتقنيات متنوعة للمحركات، تشمل وحدتين بسعة 1.6 لتر مع تيربو، النسخة الأولى توفر قوة تبلغ 177 حصان مع عزم 265 نيوتن متر، وتتوافر بناقل حركة مزدوج القابض ذي السبع سرعات أو ناقل يدوي بست سرعات للراغبين في التحكم المباشر.
أما الإصدار الأقوى فيرفع القوة إلى 190 حصان مع الاحتفاظ بعزم الدوران نفسه، ويرتبط بناقل أوتوماتيكي تقليدي بثماني سرعات، وتواصل كيا تقديم محرك 2.0 لتر بتنفس طبيعي بقوة 147 حصان وعزم 179 نيوتن متر، مع ناقل حركة CVT.
أبعاد وتصميم سيارة سيلتوس 2026شهد الجيل الجديد نمواً في أبعاده بشكل يسهم في تحسين المساحة الداخلية، إذ أصبحت قاعدة العجلات تمتد إلى 2690 ملم بزيادة واضحة مقارنة بالطراز السابق، بينما ارتفع الطول العام إلى 4430 ملم، واتسع العرض إلى 1830 ملم.
في المقابل، شهد الارتفاع انخفاضاً طفيفاً ليصبح 1600 ملم، وهو ما يمنح السيارة طابعاً أكثر ثباتاً من حيث الشكل، كما ارتفعت سعة التخزين الخلفية لتصل إلى 536 لتراً، وتحمل سيلتوس الجديدة ملامح تصميم أعيد ترتيبها بالكامل تقريباً، تشمل شبكاً أمامياً عريضاً يمنح الواجهة حضوراً أقوى.
وتضم السيارة مصابيح ضوئية تمتد عبر مقدمة السيارة بمفهوم يتسم بالشراسة وعلى الجانبين، تظهر خطوط بارزة تمنح الهيكل مظهراً أكثر ديناميكية، بينما تمتد المصابيح الخلفية بعرض السيارة لتعزيز الإحساس بالاتساع والرسوخ على الطريق، مع جنوط رياضية، ومقابض مخفية ناحية الأبواب.
تجهيزات كيا سيلتوس 2026وفي المقصورة، طرأت تغييرات جوهرية على شكل لوحة القيادة والمقاعد، مع إضافة صف خلفي يمكن تغيير زاوية اتكائه لراحة أكبر للركاب، كما توفر السيارة سقفاً بانورامياً واسعاً، وأنظمة صوتية متقدمة من Bose أو هارمان كاردون.
وتحتوي السيارة على شاشتين بقياس 12.3 إنش مخصصتين للعدادات وأنظمة الترفيه بدعم التطبيقات الذكية، وتضم المقصورة أيضاً لوحة تحكم مستقلة للمناخ، إلى جانب مساعد صوتي يعتمد على تقنيات ChatGPT، وتحديثات برمجية لاسلكية لأنظمة السيارة، زر تشغيل وإيقاف المحرك.
كما تحتوي السيارة سيلتوس 2026 على وسائد هوائية للحماية من الصدمات، فرامل مانعة للانغلاق، كاميرا 360 درجة، برنامج التوزيع الالكتروني للفرامل، مثبت سرعة، حساسات ركن أمامية وخلفية، رصد النقاط العمياء، رصد وتحديد المسار.