يمانيون../
مثَّلَ الثلثُ الأخيرُ من شهر نوفمبر من العام 2023 كابوساً كَبيرًا على الصهاينة، حَيثُ أعلن اليمن بداية عمليَّاته العسكرية المساندة لغزة بمنع السفن المرتبطة بالعدوّ الصهيوني، وُصُـولًا إلى استهدافِ العُمق الصهيوني بالطائرات المسيَّرة والصواريخ البالستية، والفرط صوتية التي باتت تشكِّلُ التهديدَ الأكبرَ للصهاينة وتقوض شعورهم بالأمن، والخوف المُستمرّ مما تحملُه جُعبةُ اليمنيين من مفاجآت، فضلًا عن صيرورة العمليَّات اليمنية هي التهديد الأكبر على الاقتصاد الصهيوني؛ بسَببِ الأزمات الكبيرة التي أحدثتها العملياتُ اليمنية في مفاصلِ العدوّ الاقتصادية والحيوية، فمع تشديد الخناق اليمني على كيان العدوّ والذي باتت تأثيراته تظهر جليًّا على اقتصاد الكيان وشركائه، أفرزت العمليات العسكرية اليمنية مشاكل بالجملة على كيان العدوّ.

ووصل تأثيرُ عملية الإسناد في الجبهة العسكرية اليمنية حَــدّ تعطيل الحركة الملاحية المرتبطة بالعدوّ الإسرائيلي، وبحسب موقع “ورلد كارجو” المختص بأخبار الشحن العالمي، أَدَّى التأثير الاقتصادي لعمليات القوات المسلحة على الشحن في البحر الأحمر إلى انخفاض حجم الشحن بنسبة 85 %، ما يعني إصابة الاقتصاد الإسرائيلي بالشلل، في حين يترتب على هذه التراجعات الكثير من التبعات الاقتصادية على العدوّ وقطاعاته الإنتاجية.

ونشر الإعلام الصهيوني العديد من التقارير، التي تشير إلى إفرازات الحصار البحري اليمني، حَيثُ تعطلت قطاعات الصادرات والواردات بشكل كبير، وهذا أسهَمَ في إرباك آلات الإنتاج الصهيوني، وعطَّل أهم قطاعاته، والمتمثل في قطاع التكنولوجيا.

وفي سياق الخناق الشامل الذي يسببه اليمن بعملياته المباشرة في استهداف العدوّ الصهيوني، تؤكّـد وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية أن إطلاق الصواريخ من اليمن يشكل تهديداً للاقتصاد الإسرائيلي، حَيثُ يمنع العديد من شركات الطيران الأجنبية من السفر إلى الكيان، ويمنعه من إنعاش صناعة السياحة المتضررة بشدة، كما أَدَّى إلى إغلاق ميناء إيلات، ودفع السفن المتجهة إليه إلى اتِّخاذ طريق أطول وأكثر تكلفة حول إفريقيا.

وللمرة الأولى منذ عدة عقود، أظهر تقرير هجرة الثروات الخَاصَّة لعام 2024 الصادر عن شركة “هنلي أند بارتنرز” أن المهاجرين الأثرياء المغادرين من الكيان أكثر من أُولئك المصرين على البقاء؛ الأمر الذي جعل الكيان الصهيوني يعاني من أزمات استثمارية كبيرة، وهجرة جماعية لأصحاب رؤوس الأموال.

ونقلت منصة “غلوبس” الإسرائيلية عن التقرير خروج “إسرائيل” من قائمة “هنلي أند بارتنرز” للدول العشرين المستقطبة للثروات الخَاصَّة، وهو خروج يؤكّـد حالة الذعر والهبوط التي تطال كافة مفاصل العدوّ الصهيوني.

التقرير يسلّطُ الضوءَ على تراجُعٍ كبيرٍ بالنسبة لـ “إسرائيل” التي سبق أن صنَّفَت بين الوجهات العشرِ الأولى لأصحاب الملايين المهاجرين لعدة عقود وفق ما ذكرته “غلوبس”.

ويقول دان ماركوني، كبير مستشاري العملاء بفرع الشركة في كيان العدوّ، معلقًا على الوضع أن الحرب المُستمرّة لم تحطم صورة “إسرائيل” كملاذ آمن فحسب، لكنها تهدّد أَيْـضًا بالطغيان على إنجازاتها الاقتصادية.

وتضيف “غلوبس” أن هروب المستثمرين الأثرياء لا يشكل مُجَـرّد ضربة لصورة الأمان، بل يمثل أَيْـضًا انتكاسة اقتصادية كبيرة قد يكون من الصعب عكس اتّجاهها.

ومع تصاعد العمليات اليمنية تؤكّـد تقارير تضاعف الخسائر الاقتصادية والمالية على كيان العدوّ الصهيوني؛ وهو ما يرفع كُلفةَ إجرامه، ويزيد من فاعلية العمليات اليمنية المساندة لفلسطين وشعبها المحاصر في قطاع غزة.

مساراتٌ متصاعدة وخسائر كبيرة على الكيان ورعاته:

وعلى صعيد متصل يقول عدد من الباحثين في الشؤون الاقتصادية والعسكرية: إنه في سياق تصاعد عمليات قواتنا المسلحة المساندة لإخواننا الفلسطينيين في قطاع غزة، هناك مسار واضح لحجم وتداعيات هذه العمليات ومستوى تأثيرها المباشر على اقتصاد معسكر العدوّ الأمريكي، والبريطاني، والإسرائيلي.

ويوضحون أنه مع بداية قواتنا المسلحة لعمليات الإسناد مطلع 2024 وخُصُوصًا في مسار المعركة البحرية تم ضرب أكثر من 211 سفينة شحن تجارية تابعة للعدو الإسرائيلي والأمريكي والبريطاني في مياه البحر الأحمر والعربي والمحيط الهندي، عدد من هذه السفن تم ضربها بطريقة تدميرية أَدَّت إلى إغراقها بالكامل.

ويؤكّـدون أنه في قلب معركة البحر الأحمر تعرض معسكر هذا العدوّ خُصُوصًا الأمريكي والبريطاني إلى خسائرَ فادحة أُخرى تمثَّلت في جانب الإنفاق العسكري في تشغيل المجموعات البحرية وفي مسار تكاليف ذخائر المنظومات الدفاعية التي تعدت أكثر من 1.16 مليار دولار منها 160 مليون دولار تكاليف صواريخ الاعتراض الجوي فقط.

وبعد العمليات المكثّـفة التي نفَّذتها القواتُ المسلحة اليمنية، فَــإنَّ كيانَ العدوّ الإسرائيلي ورعاته قد تعرَّضوا لسلسلةٍ من الخسائر المباشرة على اقتصادهم فمن جهة خسارة ملاحتهم البحرية وَسفنهم التجارية بالبحر الأحمر وتعطل ميناء أم الرشراش (إيلات) بالكامل، وهو الأمر الذي ضرب استقرار واقع العدوّ الصهيوني المعيشي والاقتصادي بشكل مباشر.

أما في معركة الجو فقد تمكّنت قواتنا المسلحة خلال عام من اعتراض وإسقاط نحو 14 طائرة بدون طيار أمريكية طراز MQ-9، إضافة إلى سقوط مقاتلة F18 والتي كلفت العدوّ الأمريكي نصف مليار دولار كخسائر القيمة الفعلية لهذه الطائرات.

وفي الوقت نفسه هناك خسائر موازية يدفعها العدوّ الأمريكي والبريطاني في تكاليف عملياته الجوية على اليمن والإنفاق العسكري الهائل لهذه العمليات، تكاليف الطيران والغارات وعمليات التزود بالوقود جواً.

وفيما يتعلق بعمليات قصف أعماق كيان العدوّ الإسرائيلي فَــإنَّ وصول الصواريخ الفرط صوتية بنجاح جعل كُـلّ المدن الحيوية الصهيونية غير آمنة من يافا المحتلّة إلى حيفا وعسقلان والمناطق ذات القيمة الحيوية العالية بالأخص المناطق الصناعية والنووية، وقد أَدَّت العمليات اليمنية في هذه المناطق الحيوية إلى تكبيد العدوّ الصهيوني خسائر كبيرة زلزلت اقتصاد كيان العدوّ، منها مغادرة آلاف الشركات الاستثمارية الأجنبية وارتفاع معدل الهجرة العكسية وتكاليف الإنفاق الدفاعي الهائل.

ومع استمرار العمليات اليمنية، يعاني العدوّ الصهيوني من أزمات اقتصادية متلاحقة، تمثلت في تراجع قيمة عملة العدوّ “الشيكل”، وسقوط أسهم البورصة للشركات والبنوك “الإسرائيلية” وإغلاق أكثر من 60 ألف شركة، وهروب جماعي للمستثمرين وأصحاب رؤوس الأموال، فضلًا عن تعطل قطاع السياحة بنسبة تصل إلى 80 % وفق تقارير صهيونية متخصصة.

كما أَدَّت العمليات اليمنية المكثّـفة إلى مضاعفة أزمة النقل الجوي داخل كيان العدوّ، حَيثُ باتت فقط 26 شركة تتعامل مع مطارات فلسطين المحتلّة من 95 شركة قبل تصاعد العمليات التي طالت مدن فلسطين المحتلّة من جانب الجبهة اللبنانية واليمنية، وعلى الرغم من التهدئة في جبهة الشمال، ما تزال العملياتُ اليمنية في عمق العدوّ، تعمق أزمة الطيران، وهذا أَدَّى إلى انهيار حاد في القطاعات الإنتاجية النوعية التي تعتمد على النقل الجوي بعد تعطل النقل البحري، خُصُوصًا قطاع التكنولوجيا الذي يمثل ربع عائدات وموارد العدوّ الصهيوني.

ومن خلال التقارير التي أقر بها العدوّ، وتحدث فيها عن العجز المالي غير المسبوق، والانهيار الكبير في الاستثمار والسياحة والإنتاج، فَــإنَّ كلفة الإجرام على العدوّ الصهيوني في تصاعد مُستمرّ؛ ما يزيد سُمعة العدوّ الاقتصادية سوءًا في نظر المستثمرين، خُصُوصًا بعد أن فقد العدوّ مركزه الاستثماري وباتت مدنُه غيرَ قابلة للاستثمار، فضلًا عن كونها غير صالحة للحياة بعد الفوضى التي تحدثها العمليات اليمنية وما يترتب عليها من دوي الصفارات وهروع الملايين إلى الملاجئ وكأنها مُدُنُ أشباح.

المسيرة: محمد الكامل

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: العملیات الیمنیة کیان العدو أکثر من

إقرأ أيضاً:

قائد الثورة: عملية الثلاثاء أربكت العدو.. وجبهة الإسناد اليمنية مستمرة حتى وقف العدوان على غزة

يمانيون/ خاص

أكد السيد القائد، أن جبهة الإسناد اليمنية مستمرة في تنفيذ عملياتها العسكرية النوعية دعماً لمعركة الفتح الموعود والجهاد المقدس، مشدداً على أن العمليات هذا الأسبوع طالت أهدافاً استراتيجية في حيفا ويافا وأسدود، ضمن إطار التصعيد المستمر رداً على جرائم العدو الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

وفي كلمته التي ألقاها اليوم الخميس، حول مستجدات العدوان على غزة والتطورات الإقليمية والدولية، أوضح السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، أن القوات المسلحة نفذت خلال هذا الأسبوع 11 عملية عسكرية استخدم فيها صواريخ باليستية وفرط صوتية وطائرات مسيرة، مؤكداً أن العمليات حققت أهدافها بدقة بفضل الله تعالى.

وقال قائد الثورة: “كان من أبرز عملياتنا في هذا الأسبوع عملية مساء الثلاثاء كانت عملية قوية ومؤثرة وناجحة بفضل الله سبحانه وتعالى”.

مشيراً إلى أنها أحدثت إرباكاً واضحاً في المنظومة الدفاعية للعدو الإسرائيلي، كما لفت إلى إطلاق العدو العديد من الصواريخ الاعتراضية في نفس الوقت، وبعضها تزامن مع إقلاع إحدى الطائرات من مطار اللد، فيما شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من محيط المطار، في دلالة واضحة على وصول الصاروخ إلى هدفه.

وأكد السيد القائد أن العملية أحدثت تخبطاً كبيراً داخل الكيان الصهيوني، وأجبرت الملايين من المستوطنين على الفرار إلى الملاجئ، كما تم تفعيل صافرات الإنذار في مئات المدن والمغتصبات المحتلة، ما يعكس حجم التأثير الذي خلفته الضربة.

وأوضح السيد عبد الملك الحوثي أن هذه العمليات تأتي ضمن استراتيجية متواصلة تهدف إلى فرض حصار جوي على العدو الإسرائيلي، كرد طبيعي ومشروع على جرائم الإبادة والتصعيد العدواني المستمر في قطاع غزة.

وأضاف: “نحن نعمل على فرض الحصار الجوي بالتوازي مع الحصار البحري، وقد أوقفنا الملاحة على العدو الإسرائيلي في البحر الأحمر وخليج عدن وباب المندب، وهو اليوم متوقف تماماً في مسرح عملياتنا البحرية.”

وأعرب السيد القائد عن أسفه الشديد لاستمرار بعض الأنظمة العربية والإسلامية في تزويد العدو الإسرائيلي بالبضائع عبر البحر الأبيض المتوسط، واصفًا ذلك بأنه “موقف مخزٍ وغير أخلاقي يتنافى مع القيم الإسلامية والعربية، ويصب في خدمة العدو”.

وجدد السيد التأكيد على أن جبهة الإسناد اليمنية ستواصل عملياتها النوعية حتى يتوقف العدوان ويتم رفع الحصار الجائر عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، مشدداً على أن معركة التحرير ماضية بإذن الله، وأن النصر للمقاومة آتٍ لا محالة.

مقالات مشابهة

  • لماذا لم تلتقط طهران مؤشرات التهديد الإسرائيلي؟
  • خامنئي يتوعد كيان العدو بـعقاب شديد ومؤلم
  • خلال 10 أيام.. القسام ينفذ سلسلة من العمليات النوعية / تفاصيل
  • قائد الثورة: عملية الثلاثاء أربكت العدو.. وجبهة الإسناد اليمنية مستمرة حتى وقف العدوان على غزة
  • رئيس نقابة الطيارين في كيان العدو : أزمة الطيران لم تنتهِ بعد وقد تتفاقم أكثر
  • كيان العدو يقصف مئات الجوعى في نقاط توزيع المساعدات وحماس تطالب بالتدخل العاجل
  • “حماس “تطالب المجتمع الدولي بوقف الآلية الدموية التي استحدثها العدو الصهيوني لتكريس التجويع والإبادة
  • السفير الأمريكي لدى الاحتلال : لا أمان لأحد من العمليات اليمنية
  • أستاذ اقتصاد : استقرار الأوضاع الاقتصادية والأمنية يجذب المستثمرين لمصر
  • صاروخ يمني يرعب كيان العدو