صحيفة البلاد:
2025-12-15@01:25:44 GMT

زمن السيارات الصينية

تاريخ النشر: 15th, January 2025 GMT

زمن السيارات الصينية

خلال سنتين، أصبح في السوق السعودي ماركات سيارات صينية الصنع أكثر من الماركات الأخرى مجتمعة. و هناك ماركات أخرى نرى فيديوهات لها و تخطف إعجابنا و لم تدخل الأسواق العربية حتى الآن.
بل إن شركات دول الخليج، أصبحت تتسابق للحصول على وكالات شركات السيارات الصينية.

يبدو أن فكرة إن السيارات الصينية لا تعيش طويلاً، وأنها غير اعتمادية، بدأت في التغير.

صحيح أن انتشار هذه السيارات قد يعود غالبا الى رخص أسعارها، مقارنة بالسيارات الكورية واليابانية و الأُوروبية، ولكنها أصبحت تتميز بكم هائل من التكنولوجيا، ووسائل الراحة أكثر من مثيلاتها. بل إن الضمان المقدم عليها، أصبح سبع سنوات والبعض يقدم ضمان عشر سنوات. وأصبحوا ينافسون في سوق السيارات الفخمة بتقديم مزايا اضافية و بسعر يقل كثيراً عن الآخرين.

نعرف أن الصين، هي أكبر منتج للسيارات الكهربائية في العالم، وان شركة تيسلا الأمريكية الشهيرة، لديها مصنع في الصين مثلها مثل باقي الشركات الأمريكية الكبيرة.
بداية السيارات الصينية شبيه بتجربة السيارات اليابانية التى بدأت بانتاج سيارات رخيصة لكي تجذب المشترى. ثم بدأت بإضافة بعض وسائل الراحة و التى كانت تفتقدها السيارات الأوروبية في ذلك الوقت. وأصبحت لاحقاً السيارة الأكثر إعتمادية، والأكثر مبيعاً في العالم. ثم دخلت سوق السيارات الفارهة بنجاح. وعلى نفس الخطى، مشت السيارات الكورية. من يصدق أن كوريا التى بدأت بسيارة ب ٣٠ ألف ريال، أصبحت تنتج سيارات يتعدى ثمنها ٤٠٠ ألف ريال خلال ٣٠ عاماً.

و لكن الصين اختصرت الوقت، و نمت بسرعة كبيرة، و قريباً، ستصبح المسيطرة على سوق السيارات.
ما حدث مع السيارات الصينية، هو مؤشر مشجع للخطوه العملاقه التى قام بها صندوق الاستثمارات بانتاج سيارات لوسيد في السعودية.
الصين تتميز بقدراتها الهندسية الكبيرة و التطور الكبير في جميع مجالات التصنيع و الابتكار. ولاأزال أذكر أحد المديرين في ابل حين قال إن اتجاه الشركة لانتاج أجهزة ابل في الصين، ليس بسبب رخص العمالة، بل لأن عدد المهندسين المتميزين، يفوق عددهم عن أمثالهم في أمريكا بكثير جداً.

كنا نقول إن الصين مصنع العالم لأنه تنتج كل شئ يحتاجه الإنسان و بأسعار رخيصة مقارنة بباقي الدول. ولكن هناك من لا يعلم أن الصين تتفوق بالتقدم التكنولوجي على أكثر دول العالم إن لم يكن جميعها.
أذكر القنصل الصيني السابق في جده عندما قال لدينا جميع المنتجات منها ماهو مصمم ليعيش مدى الحياة، ومنها ماهو للاستخدام الخفيف. و أضاف أن الأمر يعود للتجار اللذين يبحثون عن أرخص المنتجات لتحقيق أكبر ربح دون النظر إلى الجودة.
الصين تفوقت في كل المجالات وكلنا يذكر كيف بنت الصين مستشفىً كاملاً في أسبوع واحد أيام انتشار كورونا.
وتساءلت يومها عن إمكانية الاستعانة بشركات صينية لإنجاز المشاريع لدينا في اوقات قصيرة، وجاءني الرد بأن الشركات الصينية الكبيرة مشغولة داخل الصين. فحجم الإنجاز هناك لا يستوعبه عقل.

وأذكر عندما قامت السلطات هناك ببناء مدينة كاملة ونقلت أكثر من ٣٠ ألف شخص كانوا يسكنون منطقة، لبناء سد في ذلك الموقع. لا أظن أن دولة أخرى مهما بلغ تقدمها، تقوم بذلك بسهولة، وفي مده قصيرة مثل الصين.
إن ماتقوم به الصين من أعمال داخل مدنها، وإنشاء مدن جديدة متكاملة، يفوق ما يحدث في العالم أجمع بل ولا يوجد له مثيل. وهو ماصرح به رئيس إحدى شركات الاتصالات الأوربية عندما قال إن حجم شبكات الاتصال الذي ينجز في الصين في عام، يعادل ما ينفذ في باقي الكرة الأرضية.
بالعودة الى موضوع السيارات الصينية، نجد أنها رغم جودتها، إلا أنها لاتزال تفقد الكثير من ثمنها عند إعادة البيع. و قد تحتاج إلى سنوات حتى يدرك السوق أنها أصبحت سيارة إعتمادية. وربما أن رخص ثمنها، يكون سبباً في ذلك. فبدلا من دفع ٤٠ ألف ريال في سيارة مستعملة، أحصل على سيارة جديده ب ٥٠ ألف ريال.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: السیارات الصینیة ألف ریال

إقرأ أيضاً:

عقيدة ترامب للأمن القومي.. من أكثر المتضررين في العالم؟

في تحول جذري يعيد صياغة دور الولايات المتحدة في الساحة الدولية، كشفت إدارة الرئيس دونالد ترامب عن وثيقة إستراتيجية الأمن القومي الجديدة، المكونة من 37 صفحة، والتي تؤسس لمرحلة "الواقعية التجارية" وتنهي حقبة "تصدير الديمقراطية".

هذا التحول لم يبق حبرا على ورق، بل ترجم بشكل فوري لتحركات تشريعية في الكونغرس لإنهاء "قانون قيصر" ورفع العقوبات عن سوريا، في خطوة يصفها المراقبون بأنها "تاريخية".

وتأتي وثيقة إدارة ترامب للأمن القومي الجديدة بفكر مغاير عن نمط تعامل أسلافه من رؤساء أميركا، إذ يهدف ترامب بسياسته الجديدة إلى تجاهل مفهوم الديمقراطية، ويعمل على إعادة صياغة شكل علاقته مع الحلفاء والمنافسين.

وحسب تقرير عرضه برنامج "من واشنطن"، فإن الوثيقة تستند إلى 3 محاور رئيسية، وهي إعادة ترتيب الخصوم (الصين وروسيا)، والقوى المزعزعة للاستقرار (إيران)، والمسارح المتغيرة مثل (أميركا اللاتينية والبحر الأحمر وأفريقيا)، غير أن الجوهر يكمن في "تغيير الأدوات".

ومن ضمن المتغيرات التي شملتها إستراتيجية ترامب، هي تخليها عن حماية أمن الدول الغنية والمتقدمة، مطالبا تلك الدول بأن تتحمل المسؤولية الأولى عن أمن مناطقها.

وتتبنى الوثيقة لهجة مغايرة عن الإستراتيجيات الأميركية السابقة، إذ تتحدث بصراحة عما سمته "محو الطابع الأوروبي" في خطاب يقترب من سرديات اليمين المتطرف ويثير توترا عميقا داخل أوروبا نفسها.

ويتخلل الإستراتيجية عدة تساؤلات حول أبعادها على السياسة التجارية والدبلوماسية، وملامح العلاقات الدولية الأميركية في العالم إذ تقلص من سيطرة واشنطن على النظام الدولي.

الاقتصاد هو الأمن

ويرصد برنامج "من واشنطن" بتاريخ (2025/12/11) آراء مراقبين ودبلوماسيين سابقين حول أبعاد التغيرات الأساسية التي كشفتها إستراتيجية ترامب الجديدة للأمن القومي.

ويرى السفير الأميركي السابق روبرت فورد تحولا جذريا في وثيقة ترامب للأمن القومي، إذ تتعامل الإدارة مع الشرق الأوسط باعتباره منطقة "أكثر استقرارا" مما يظن البعض، وميدانا مفتوحا للشراكات التجارية بدلا من الحروب.

وأوضح فورد أن الإستراتيجية تهمش الشرق الأوسط كمنطقة تهديد أمني، معتبرة إياه منطقة "أكثر استقرارا" وجاهزة لاستحداث شراكات تجارية بدلا من التدخلات العسكرية، مضيفا أن هذا التحول يعني عمليا انسحابا عسكريا أميركيا متوقعا من سوريا والعراق، حيث تستعيض الإدارة عن الجنود بالشركات، والتدخلات العسكرية بصفقات الاستثمار.

واللافت -حسب فورد- هو الغياب التام لمصطلح "حقوق الإنسان" في الوثيقة، مقارنة بذكرها 8 مرات في إستراتيجية سلفه الرئيس جو بايدن، مما يؤكد أن المعيار الجديد للعلاقات هو "المصلحة"، لا "المبادئ".

كما أوضح الدبلوماسي السابق أن الإستراتيجية تصب تركيزها على النصف الغربي من الكرة الأرضية وهو الأمر الجديد فيها، كما تشدد على أهمية منطقة شرق آسيا، وهو ما يشبه توجهات أوباما وبايدن.

أبعاد الإستراتيجية على الحرب في غزة

وفي قراءة دقيقة لمستقبل الحرب في غزة ضمن هذه الإستراتيجية، يؤكد فورد بشكل قاطع أن إدارة ترامب لا تملك أي رغبة "ولو بنسبة ضئيلة" في استخدام القوات الأميركية في أي شكل من أشكال في العمليات داخل قطاع غزة، سواء كانت عمليات قتالية أو حتى لحفظ السلام.

وستتبع واشنطن سياسية "النفس القصير"، فترامب يرفض سيناريو "الأحذية على الأرض" أو دخول أي جندي أميركي داخل غزة، حسب السفير الأميركي السابق.

واستشهد فورد بما حدث في التوتر الأخير بين إسرائيل وإيران كـ"نموذج مصغر" لعقيدة ترامب العسكرية، إذ تنفذ أميركا هجوما عسكريا قويا ومكثفا (ضربات صاروخية)، لمدة زمنية قصيرة جدا (يومين فقط)، ثم انسحابا فوريا وإعلان العودة للتفاوض بمجرد انتهاء المهمة المحددة.

ويعد هذا النموذج -حسب فورد- هو ما سيطبق على غزة، فواشنطن لن ترسل جنودها، ولن تتورط في المستنقع الميداني.

ويرى فورد أن المعضلة الكبرى في غزة لن تكون عسكرية فحسب، بل دبلوماسية، إذ يتساءل: "هل ستحافظ إدارة ترامب على اهتمامها المستمر في غزة؟".

ففي عالم ترامب، الدبلوماسية تشبه الصفقات التجارية السريعة، بينما يتطلب حل نزاع غزة "اهتماما مستداما"، وهو الأمر "الذي يفتقده ترامب الذي يُعنى بملفات أخرى بمجرد انخفاض حدة الصور الإعلامية".

ويرى الدبلوماسي السابق نبيل خوري أن الخطيئة الكبرى في عقيدة ترامب تكمن في قراءتها المعكوسة للواقع، فبينما أجمعت الإدارات السابقة على مركزية القضية الفلسطينية، يتجاهل ترامب ذكر "فلسطين" إلا مرة واحدة، ومتجاهلا قضية "حل الدولتين".

ويركز ترامب بدلا من ذلك على "دمج إسرائيل" وتوسيع التطبيع كبديل عن الحلول السياسية الجذرية، بحسب خوري.

بين "النرجسية" والواقعية المفرطة

رغم احتفاء أنصار "الواقعية السياسية" بإستراتيجية ترامب الجديدة للأمن القومي، فإن هذا النهج يواجه انتقادات حادة، إذ يصف خوري الوثيقة بأنها "نرجسية وشخصية للغاية" وتتسم بتناقضات خطيرة، خاصة في افتراضها أن المنطقة مستقرة في وقت تشتعل فيه الجبهات من غزة إلى لبنان.

ويحذر خوري من هذا التناقض الجوهري في الوثيقة، إذ يرى ترامب أن إسرائيل تفوقت على أعدائها في غزة، وبالتالي لا داعي للوجود الأميركي، وهو الأمر غير الصحيح، يضيف خوري، "لأن خططه قد تتطلب انخراطا أكبر وليس أقل"، مرجعا تزايد التوتر في المنطقة إلى تجاهل ترامب للجذور السياسية الخاصة بالصراع في غزة والاعتماد على "ذكاء الرئيس الشخصي" بدلا من الخبراء.

من جانبه، يشير المحلل السياسي محمد المنشاوي إلى أن ترامب أعاد تعريف "الأمن القومي" ليشمل الأمن الاقتصادي والمجتمعي (مكافحة الهجرة والمخدرات)، موجها خطابه للداخل الأميركي بقدر ما هو للخارج، ومستبدلا المظلة العسكرية التقليدية بمفهوم "القبة الذهبية" الصاروخية وإحياء الترسانة النووية.

واتفق الخبراء على أن واشنطن في عهد ترامب تنظر إلى الشرق الأوسط بوصفه "سوقا تجاريا" وليس "مشروعا سياسيا"، موضحين أن غض النظر عن حقيقة الوضع هناك سيعمق الأزمات، بينما يرى المنشاوي أنها "الواقعية الفجة" التي يطلبها الشارع الأميركي.

Published On 12/12/202512/12/2025|آخر تحديث: 12:04 (توقيت مكة)آخر تحديث: 12:04 (توقيت مكة)انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعيshare2

شارِكْ

facebooktwitterwhatsappcopylink

حفظ

مقالات مشابهة

  • الصين.. برنامج سفر 12 يوما بين بكين وشنغهاي وهانغتشو
  • أخبار السيارات | خطوات بسيطة للاهتمام بـ فلتر البنزين بالسيارات .. استدعاء سيارات جاكوار E PACE لهذا السبب
  • الصين تطلق موسم التنس مبكرا.. نجوم العالم يشعلون شينزن وماكاو قبل 2026
  • أخبار السيارات| 5 سيارات صينية زيرو «الأرخص في مصر».. وهذه مواصفات أصغر سيارة تقدّمها فيات في العالم
  • الصين تعيد إحياء علامات السيارات الأوروبية القديمة من الموت
  • كيف حققت الصين فائضا تجاريا مع العالم بقيمة تريليون دولار؟
  • حملة تنظيمية صارمة على تسعيرة السيارات الصينية
  • تباطؤ النمو العالمي لمبيعات السيارات الكهربائية بسبب استقرارها بالصين وتغيرات بأمريكا
  • عقيدة ترامب للأمن القومي.. من أكثر المتضررين في العالم؟
  • أخبار السيارات| أرخص 5 سيارات أوتوماتيك زيرو في مصر.. اركب سيارة موديل 2022 أوتوماتيك من سوق المستعمل