باحث روسي: هل الاحتجاجات في منغوليا محاولة أميركية لضرب مصالح بكين وموسكو؟
تاريخ النشر: 14th, January 2025 GMT
يرى تقرير -نشره "المركز الروسي الإستراتيجي للثقافات"- أن الاحتجاجات التي تشهدها منغوليا حاليا قد تكون محاولة أميركية لضرب المصالح الصينية والروسية في البلاد، وتعزيز نفوذ الولايات المتحدة في المنطقة.
وقال الكاتب فلاديمير ماليشيف في تقريره إن العاصمة أولان باتور شهدت احتجاجات جماهيرية بتنظيم حزب "تحالف الحرية" لمطالبة الحكومة بالاستقالة بسبب فشلها في حل مشاكل التلوث والضرائب والفقر والبطالة.
وذكر أن الحكومة الائتلافية تضم أكبر حزبين في منغوليا وهما "الحزب الشعبي المنغولي" و"الاتحاد الديمقراطي" بالإضافة إلى حزب العمل.
واعتبر الكاتب أن الخطة الأميركية تقوم على تقسيم النخبة المنغولية، ومن ذلك تقسيم "الاتحاد الديمقراطي" الذي يعد ثاني أكبر حزب في البلاد إلى معسكرين: أحدهما موال لروسيا، ويقوده الرئيس السابق خالتاما باتولغا، والآخر موال للولايات المتحدة، بقيادة الرئيس السابق تساخياجين البجدورج.
وأشار أيضا لقول أليكسي تسيدينوف رئيس جمهورية بورياتيا عام 2023 إن "الولايات المتحدة تحاول تنفيذ انقلاب في منغوليا وفق السيناريو الأوكراني".
ثورة ملونةووفق الكاتب، هناك أطراف في الصين تعتقد أن الولايات المتحدة تعمل على تنفيذ "ثورة ملونة" بهدف صعود رئيس جديد موالٍ لها إلى سدة الحكم.
إعلانوأشار إلى الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي شهدتها البلاد في ديسمبر/كانون الأول 2022 بعد اختفاء إيرادات قدرها 1.8 مليار دولار من بيع 6.5 ملايين طن من الفحم المنغولي إلى الصين.
وأكد الكاتب أن عددا من المراقبين رجحوا حينها أن تكون الاحتجاجات مدبّرة من قوى خارجية، لا سيما في ظل سعي الولايات المتحدة إلى إيجاد طرق لاحتواء النفوذ الصيني والروسي بالمنطقة وإمكانية أن تتحول منغوليا إلى نقطة ارتكاز جديدة في تنفيذ هذه الإستراتيجية.
وفي هذا الإطار، جاءت جهود الولايات المتحدة للتأثير على أولان باتور من خلال توقيع عدة اتفاقيات ثنائية تتعلق بالأمن وإقامة "شراكة شاملة" بين البلدين في السنوات الأخيرة، وفق التقرير.
وحسب الكاتب، عبر حزب "تحالف الحرية" في المظاهرات الحالية عن استيائه من عدم إحراز الحكومة والبرلمان أي تقدم في حل المشاكل المتعلقة بالضرائب والرواتب، وأكد أنه لن يعقد اتفاقات أو حوارات مع الحكومة وستستمر "الاحتجاجات حتى تحقيق الهدف".
ولكنه لفت إلى أن الاقتصاد المنغولي -وفقا للبيانات الرسمية التي تقدمها الحكومة- يشهد تطورا إيجابيا، إذ سجل عام 2024 نموا بنسبة 5%، وبلغت الاحتياطيات النقدية 5.1 مليارات دولار، وتحسن التصنيف الائتماني للبلاد على المستوى الدولي.
كما رفعت الحكومة جميع أنواع المعاشات التي يقدمها صندوق التأمين الاجتماعي كل سنة ابتداء من 2018 وحتى 2023 بما يتماشى مع تغير تكاليف المعيشة، وأصبح الحد الأدنى للمعاش التقاعدي والمعاش العسكري حوالي 190 دولارا أميركيا.
ويثير ذلك -حسب الكاتب- شكوك جهات من أن الاحتجاجات في منغوليا مدبر لها من أطراف خارجية.
النفوذ الصيني والروسيوأوضح الكاتب أن الصين شريك تجاري رئيسي لمنغوليا في الوقت الحالي. ووفقا لبيان الهيئة الوطنية للإحصاء في منغوليا، بلغ حجم التجارة الثنائية مع الصين -من يناير/كانون الثاني إلى سبتمبر/أيلول- 13 مليار دولار، وهو ما يمثل 72.3% من إجمالي حجم التجارة الخارجية.
إعلانواعتبر أن العلاقات بين منغوليا وروسيا تتطور بشكل إيجابي، ففي عام 2022، أكد ديمتري فولفاتش نائب وزير التنمية الاقتصادية الروسي أن حجم التبادل التجاري المشترك بلغ 2.6 مليار دولار، وزار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين العاصمة أولان باتور في سبتمبر/أيلول من العام الماضي.
وأكد الرئيس المنغولي أوخنانغين خورلسوخ -في الزيارة الأخيرة التي قام بها إلى بكين- أن منغوليا "جسر" بين الصين وروسيا، معربا عن أمله في تطوير العلاقات مع بكين في مجالات الطاقة وغيرها، حسب موقع "سوهو" الإخباري الصيني.
مؤثرات أميركيةيرى الكاتب أن الولايات المتحدة تحاول جاهدة أن تحد من التقارب المنغولي مع روسيا والصين، وضمن هذه الجهود وقعت الحكومة المنغولية اتفاقية تعاون مع الناتو عام 2012، وقد حصلت أولان باتور بموجبها على صفة "شريك".
ونقل عن فلاديمير غرايفورونسكي رئيس قسم منغوليا في معهد دراسات الشرق التابع للأكاديمية الروسية للعلوم قوله إن واشنطن تسعى من خلال تعزيز العلاقات مع أولان باتور لاحتواء النفوذ الصيني هناك، مضيفا أن الولايات المتحدة تعتبر منغوليا قاعدة لمراقبة الصين وروسيا ودول آسيا الوسطى.
وحسب الكاتب، فإن عددا من الخبراء العسكريين يعتقدون أن أولان باتور سلّمت منظومتها الأمنية إلى واشنطن، مما منح الأخيرة الفرصة لممارسة أنشطة عسكرية وبيولوجية في هذه البلاد.
وباتت وزارة الدفاع الأميركية تسيطر على البنية التحتية التي أنشأها الاتحاد السوفياتي، بما في ذلك المنشآت المخبرية، ويؤكد إيغور نيكولين عالم الأحياء الدقيقة -والعضو السابق بلجنة الأمم المتحدة للأسلحة البيولوجية والكيميائية- أن جميع هذه المختبرات موجهة بالأساس ضد روسيا والصين وإيران.
وحسب صحيفة "بوليتيكو" يمكن أن تقلص الإمدادات من منغوليا من درجة اعتماد الولايات المتحدة على الموارد المعدنية القادمة من الصين، بعد أن فرضت الأخيرة قيودا على تصدير عناصرها الأرضية النادرة إلى واشنطن.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات الولایات المتحدة أولان باتور فی منغولیا الکاتب أن
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة تكرّم وزيرة التخطيط ضمن القيادات النسائية المصرية الملهمة في احتفالية “أجندة بكين +30”
شهدت القاهرة مساء اليوم فعالية خاصة نظمتها هيئة الأمم المتحدة للمرأة تحت عنوان “Beijing +30 Action Agenda: Honoring Inspiring Egyptian Women Leaders”، وذلك بمناسبة مرور ثلاثين عامًا على مؤتمر الأمم المتحدة الرابع للمرأة في بكين، والذي شكّل محطة محورية في مسيرة دعم حقوق المرأة عالميًا.
وخلال الفعالية، كرّمت الهيئة الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي، ضمن مجموعة من القيادات النسائية المصرية الملهمة، تقديرًا لإسهاماتها في تطوير منظومة العمل الحكومي، ودورها في دفع جهود الإصلاح والتنمية، ودعم تمكين المرأة في مواقع القيادة، بما يعكس التزام الدولة المصرية الراسخ بتعزيز المساواة وتحقيق التنمية الشاملة.
وشهدت الفعالية حضور عدد من القيادات النسائية، من بينهن الدكتورة مايا مرسي وزيرة التضامن الاجتماعي، والدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية، والدكتورة هالة السعيد مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الاقتصادية، والدكتورة غادة والي وكيل السكرتير العام للأمم المتحدة والمدير التنفيذي السابق لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، والمستشارة أمل عمار رئيسة المجلس القومي للمرأة، والدكتورة سحر السنباطي رئيسة المجلس القومي للطفولة والأمومة، ومروة علم الدين مسؤولة مكتب هيئة الأمم المتحدة للمرأة في مصر، وإيلينا بانوفا المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في مصر، وتشيتوسي نوجوتشي الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، إلى جانب نخبة من القيادات النسائية والوزيرات السابقات، وفي مقدمتهن السفيرة ميرفت التلاوي وزيرة التضامن الاجتماعي السابقة ورئيسة اللجنة الفرعية للصحة خلال المؤتمر العالمي الرابع للمرأة.
وأعربت الدكتورة رانيا المشاط عن اعتزازها بهذا التقدير الدولي، مؤكدة أن احتفالية “بكين +30” تعيد التأكيد على ما تحقق من تقدم للمرأة المصرية في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى، مشيرةً إلى أن مصر كانت ولا تزال فاعلًا أساسيًا في مسار دعم حقوق المرأة من خلال سياسات وبرامج وطنية تعزز مشاركتها في التنمية.