الصين ترغب في تعزيز التواصل والترابط مع العالم
تاريخ النشر: 2nd, July 2025 GMT
تشو شيوان **
الصين اليوم ليست مجرد لاعب دولي؛ بل مركز قوة عالمية يستدعي البحث في سبب ضرورة تعزيز الروابط معها، وبات من الواضح أن علاقات التعاون مع الصين تمنح العالم فوائد ملموسة على الصعيد الاقتصادي والتجاري والتكنولوجي وتقنيات الذكاء الاصطناعي، إضافة للمجالات العلمية وعلوم الفضاء، وأيضًا في مجالات الطاقة تحديدًا الطاقة الخضراء وأنظمة الطاقة المستدامة.
في عالم يتسم بالاعتماد المتبادل بين الدول، أصبحت الصين شريكًا أساسيًا لا يمكن تجاهله على الساحة الدولية. بفضل نموها الاقتصادي المتسارع، وتقدمها التكنولوجي المذهل، ودورها المتعاظم في صنع السياسات العالمية، هنا نجد أن الصين تقدم فرصًا لا مثيل لها للدول التي تسعى إلى تعزيز تنميتها وضمان مصالحها الاستراتيجية، فالصين ليست مجرد قوة اقتصادية صاعدة؛ بل هي شريك متعدد الأبعاد، يقدم حلولًا مبتكرة للتحديات المشتركة التي تواجه البشرية.
الاقتصاد الصيني بات اقتصادًا ديناميكيًا يدعم النمو العالمي؛ إذ تُعد الصين محركًا رئيسيًا للنمو الاقتصادي العالمي، حيث تسهم بنحو 30% من إجمالي النمو السنوي؛ مما يجعلها ركيزة أساسية للاستقرار المالي الدولي، كما إنها أكبر شريك تجاري لأكثر من 120 دولة حول العالم مما يعزز فرص التبادل التجاري والاستثماري عبر القارات، ولا تقتصر مساهمات الصين على التجارة فحسب، بل تمتد إلى الاستثمار في البنية التحتية من خلال مبادرات مثل "الحزام والطريق"، التي توفر تمويلًا وتقنية لدول نامية كثيرة، وقد ساعدت المبادرة دولًا وشعوبًا في تحسين مستوى حياتهم وتعزيز الاقتصاد والتنمية، إضافة إلى ذلك فإن السوق الصينية الضخمة، مع توسع طبقتها الوسطى، تُتيح فرصًا هائلة للشركات العالمية في قطاعات الاستهلاك والتكنولوجيا والخدمات لدخوله، ولهذا تتهافت الشركات العالمية للدخول للسوق الصيني مما يعزز النمو التجاري للعديد من هذه الشركات مما ينعكس إيجابًا على الاقتصاد العالمي.
لقد أثبتت الصين أنها في طليعة الابتكار العالمي وقدت نفسها للعالم كرائدة في التكنولوجيا وحاضرة في قيادة المستقبل، حيث تتصدر مجالات مثل الذكاء الاصطناعي، وشبكات الجيل الخامس، والطاقة المتجددة. وتعد شركاتها التكنولوجية العملاقة، مثل "هواوي" و"تينسنت" و"علي بابا"، منافسًا رئيسيًا في الأسواق العالمية؛ مما يفتح آفاقًا جديدة للتعاون التقني، كما إن استثمارات الصين الضخمة في البحث العلمي والتطوير جعلتها رائدة في مجالات مثل السيارات الكهربائية والذكاء الاصطناعي، وبالنسبة للبلدان في جميع أنحاء العالم، وأيضًا لقد جلبت القدرة الإنتاجية الصينية للطاقة الخضراء زخما جديدا للتنمية. وقد نشرت وكالة "بلومبرج" مقالا يقول إن الأمل في تحول الطاقة العالمي يرجع إلى حد كبير إلى "توفير الصين لمنتجات نظيفة ومنخفضة السعر"؛ إذ تُوفِّر الصين حاليا 50% من طاقة الرياح في العالم و80% من المعدات الكهروضوئية، ومن عام 2012 إلى عام 2021، نمت التجارة الصديقة للبيئة في الصين بنسبة 146.3%؛ مما يوفر للعالم شريكًا قويًا في مواجهة التحديات التكنولوجية والطاقة المستقبلية.
الصين تمتاز باستقرار سياسي ورؤية استراتيجية طويلة الأمد، وفي عالم يشهد تقلبات سياسية متزايدة، تبرز الصين كنموذج للاستقرار والتخطيط الاستراتيجي بعيد المدى. وبخلاف العديد من الدول التي تعاني من تغير السياسات مع تغير الحكومات، تتبع الصين نهجًا متسقًا يعتمد على رؤية واضحة تمتد لعقود مقبلة، وهذا الاستقرار يجعلها شريكًا موثوقًا به في المشاريع الكبرى، سواء في مجال التجارة أو البنية التحتية أو الطاقة، كما إن سياستها الخارجية المتوازنة، التي تركز على التعاون المربح للجميع، تجعل التعامل معها خيارًا مناسبًا للعديد من الدول.
لا تقتصر أهمية الصين على الجانب الاقتصادي أو التكنولوجي؛ بل تمتد إلى كونها فاعلًا رئيسيًا في حل المشكلات العالمية؛ فهي أكبر مستثمر في الطاقة النظيفة؛ مما يسهم في مكافحة تغيُّر المناخ، كما قدمت دعمًا طبيًا ولوجستيًا خلال الأزمات الصحية العالمية، كما تشارك بفاعلية في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، وتدعم برامج مكافحة الفقر في الدول النامية، وهذا الدور المتعدد الأوجه يجعل الشراكة مع الصين ضرورة لتحقيق الأمن والاستدامة على المستوى الدولي.
إلى جانب قوتها الاقتصادية والتقنية، تمتلك الصين تراثًا حضاريًا يمتد لآلاف السنين؛ مما يجعلها جسرًا بين الماضي والمستقبل. فثقافتها الغنية، وقدرتها على المزج بين الأصالة والحداثة، تثري الحوار الحضاري العالمي. كما إن صناعاتها الإبداعية، من السينما إلى الأدب، تزداد تأثيرًا على المستوى الدولي؛ مما يعزز التفاهم المتبادل بين الشعوب.
وفي ظل التحولات الكبرى التي يشهدها النظام العالمي، لم تعد الشراكة مع الصين خيارًا ثانويًا؛ بل أصبحت مطلبًا استراتيجيًا للدول التي تسعى إلى النمو والاستقرار؛ فالصين تقدم مزيجًا فريدًا من القوة الاقتصادية، والابتكار التكنولوجي، والاستقرار السياسي، والدور الفاعل في المعضلات العالمية. ومع ذلك، فإن نجاح هذه الشراكة يتطلب فهمًا عميقًا للمصالح المشتركة، واحترامًا للتنوع وهذا ما تريده الصين من العالم؛ مما يضمن علاقات دولية أكثر توازنًا وتكافؤًا للجميع.
** صحفي في مجموعة الصين للإعلام، متخصص بالشؤون الصينية وبقضايا الشرق الأوسط والعلاقات الصينية - العربية
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
الصين تكشف عن سلاح متطور لتعطيل شبكات الطاقة
الثورة نت/..
كشف إعلام صيني رسمي عن سلاح متطور يظهر تطوير قنبلة غرافيتية تستهدف البنية التحتية الكهربائية للعدو.
ونشرت قناة “CCTV” الصينية الرسمية فيديو للسلاح الذي يعرض باسم معطل شبكات الطاقة وفقا لصحيفة ساوث تشاينا مورننغ بوست الصينية.
وبحسب التقرير فإن السلاح عبارة عن صاروخ يطلق من منصة برية يحمل 90 ذخيرة فرعية تقوم بنشر خيوط كربونية دقيقة تمت معالجتها كيميائيا في الجو.
وتؤدي هذه الخيوط إلى إحداث دوائر قصيرة في المعدات الكهربائية العالية الجهد ما يتسبب في انقطاع واسع النطاق للتيار الكهربائي على مساحة تقدر بنحو 10 آلاف متر مربع.
ويبلغ مدى الصاروخ 290 كيلومترا فيما يصل وزن رأسه الحربي إلى 490 كيلوغراما ويهدف إلى شل مراكز القيادة والتحكم عبر استهداف محطات الطاقة الفرعية وشبكات الكهرباء.