هكذا يدعم إيلون ماسك تمدد اليمين في أوروبا
تاريخ النشر: 15th, January 2025 GMT
روما- أثار إيلون ماسك نقاشات حادة حول دوره كسياسي ومستثمر داعم للتيارات اليمينية في أوروبا، عبر تغريداته على منصته إكس التي تستهدف الشباب خاصة في إيطاليا، ثم مشاريعه التكنولوجية التي تدعمها جورجيا ميلوني زعيمة اليمين ورئيسة الحكومة الإيطالية.
بينما يظهر الحذر لدى حكام ألمانيا ورومانيا من تغريداته. فهل أصبح ماسك محركا رئيسيا لتحولات سياسية واقتصادية في أوروبا؟
"سنصبح تحت رحمة أميركا وكل معطياتنا الشخصية بين أيديهم"، يقول المواطن الإيطالي ماريو في اليوم نفسه (قبل نهاية الأسبوع الماضي) الذي كان يحاول فيه أندريا ستوبا، مستشار ماسك، أن يطمئن الإيطاليين -في تصريح للتلفزيون الحكومي (راي)- بسبب مخاوف بعد الحديث عن اتفاق مرتقب بين شركة ستارلينك للاتصالات المملوكة لماسك مع سلطات روما.
وأكد ستوبا أنه في حال تم التوصل إلى اتفاق ستحتفظ مؤسسات إيطاليا بالسيطرة الكاملة على البيانات، مع استخدام التكنولوجيا الأميركية لحماية المصالح الوطنية.
تنظر ميلوني بإعجاب إلى ريادة أعمال إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركتي "تسلا" و"سبيس إكس". ففي حوار صادر بداية الشهر الجاري بجريدة "لاكورييري ديلا سيرا" الإيطالية، دافعت عنه وعن صداقتهما.
إعلانوأوضحت أن حكومتها أدخلت لوائح جديدة لتنظيم الأنشطة الفضائية الخاصة، وهو القطاع الإستراتيجي الذي رفضت قوى اليسار أن تفتحه ميلوني للخواص. وأكدت في مؤتمرها الصحفي السنوي -قبل أيام- أنها لم تناقش شخصيا مع ماسك مسألة ستارلينك، وأن "المصلحة الوطنية هي المعيار الوحيد في تقييم مثل هذه العقود المحتملة".
وتحدثت مصادر متطابقة عن مفاوضات تجري بين الحكومة الإيطالية وماسك حول عقد محتمل بقيمة 1.5 مليار يورو بشأن استخدام تكنولوجيا ستارلينك، ويهدف إلى توفير اتصالات آمنة عبر الأقمار الصناعية.
تعليقا على ذلك، تقول فرانشيسكا زابينو، الباحثة في العلوم السياسية الدولية، للجزيرة نت "انتقلنا من الاتفاقيات متعددة الأطراف إلى الثنائية. لا يبدو لي أن سيادة الدولة الإيطالية كانت واضحة تماما في مشروع الاتفاق المنتظر مع ماسك. ربما القول إن السيادة تم انتهاكها يعد تعبيرا قويا".
يشار إلى أن شركة ستارلينك تُعد جزءا من أعمال "سبيس إكس" الفضائية التابعة لماسك، وتمتلك 6700 قمر اصطناعي نشط في مدار الأرض المنخفض، وتعتبر قوة متزايدة في قطاع الاتصالات.
يستمد ماسك قوته أيضا من منصته إكس مستثمرا ذلك بشكل متناسب مع تموقعه السياسي الجديد، فزاد من تغريداته الداعمة لتوجهات اليمين الإيطالي منذ تسميته، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ضمن فريق الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، انطلاقا من مساندته نائب رئيسة الوزراء الإيطالية اليميني ماتيو سالفيني.
وخاطبه ماسك، في تغريدة له نهاية العام الماضي، قائلا: "برافو" وذلك أثناء محاكمة سالفيني على خلفية قراره بمنع استقبال ورسو سفينة نقل المهاجرين "أوبن أرمس" بالسواحل الإيطالية، عندما كان وزيرا للداخلية ما بين عامي 2018 و2019.
دعم ماسك لسياسة اليمين في قضايا الهجرة بإيطاليا بدا واضحا قبل شهرين، حينما استهدف قضاة الهجرة الإيطاليين في قضية عدم ترخيصهم بترحيل المهاجرين من عرض البحر إلى مراكز الإيواء بألبانيا، حيث غرد قائلا "يجب أن يرحل هؤلاء القضاة"، ثم وصفهم بـ "الديكتاتورية غير المنتخبة التي تتخذ القرارات".
إعلانغير أن الرئيس الإيطالي سيرجو ماتاريلا رد عليه بشكل حازم قائلا "إيطاليا تعرف كيف تهتم بنفسها وفقا لدستورها، ولا أحد من الخارج يمكنه إملاء التعليمات عليها".
وأشادت الباحثة زابينو برد فعل ماتاريلا باعتباره "ضامنا لسيادة البلاد"، وقالت إن تدخلات ماسك "تجعلنا في نهاية المطاف نصبح بشكل متزايد خدما للاقتصاد العالمي، ولأميركا، وللرأسمالية. وفي الوقت نفسه، تتحول الحكومات بشكل أكبر نحو اليمين وتصبح أكثر وطنية".
في ألمانيا، وقبل نهاية الأسبوع الماضي، كانت أليس فالدر القيادية اليمينية، رئيسة "حزب البديل من أجل ألمانيا"، في لقاء مع ماسك الذي دعا إلى التصويت لحزبها. وكان ماسك أعلن في 20 ديسمبر/كانون الأول الماضي، عبر منصة إكس، أن هذا الحزب هو "الوحيد القادر على إنقاذ ألمانيا".
وتسبب دعمه لهذا الحزب اليميني في انتقادات واسعة من قبل السياسيين ووسائل الإعلام، من بينها تعليق المستشار الألماني أولاف شولتس، الذي بثته قناة أورونيوز، والذي قال فيه "الانتخابات الألمانية لن يقررها أصحاب وسائل التواصل الاجتماعي".
وفي التاريخ نفسه قبل نهاية العام الماضي، غرد ماسك منتقدا إلغاء نتائج الانتخابات الرئاسية برومانيا التي كانت لصالح المرشح اليميني كالين جورجيسكو (المقرب من روسيا)، حيث كتب "كيف لقاضٍ أن يلغي الانتخابات ولا يعتبر دكتاتورا؟".
يقول الروماني دابو فيليب تودور، المختص بالتواصل الاجتماعي والوساطة، للجزيرة نت "لنرَ كيف يمكن لشبكة اجتماعية في الوقت الحالي أن تخلق واقعا افتراضيا، حيث يبقى العديد من مواطنينا، للأسف، عالقين".
ويتابع "من وجهة نظري، يجب حماية المواطنين وأن تتم العمليات الانتخابية بأمان لأن قلب الديمقراطية هو التصويت. من دون التصويت، لن نتمكن أبدا من التعبير عن خياراتنا. والخطر الأكبر هو أن تغريدة واحدة، كما نرى، يمكن أن تغير العالم".
إعلانوفي 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، كان ماسك قد وجه انتقادات كبيرة للمفوضية الأوروبية، مغردا "هذا غير ديمقراطي. يتعين على برلمان الاتحاد الأوروبي أن يصوت بشكل مباشر على الأمور، وليس التنازل عن السلطة لمفوضيته".
وفي العاشر من ديسمبر/كانون الأول الماضي، التقى رئيس الوزراء المجري اليميني فيكتور أوربان بماسك في فلوريدا. وفي مستهل العام الجديد، غرد ماسك داعما تومي روبنسون الناشط اليميني "المتطرف" في بريطانيا.
وفي تعليق على انتعاشة اليمين الأوروبي أخيرا بدعم من ماسك، قالت الباحثة زابينو "أعتقد أنه خلال السنوات الأخيرة، دخل الاتحاد الأوروبي في أزمة لأسباب مختلفة. الشعبويات والأحزاب اليمينية المتطرفة تهيمن على المشهد في معظم دوله".
وترى أن الولايات المتحدة أيضا بحاجة إلى إيجاد مساحة جديدة في هذا النظام العالمي الجديد، وأن طريقتها لفعل ذلك هي دعم هذه الحكومات اليمينية المتطرفة في أوروبا. أما إيطاليا، تقول الباحثة، فإنها كذلك تحاول البحث عن مكان لها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات إیلون ماسک فی أوروبا مع ماسک
إقرأ أيضاً:
إدمان مخدرات ولكمة أسفل العين.. إيلون ماسك يثير جدلا واسعا (شاهد)
أثار رجل الأعمال إيلون ماسك، جدلاً واسعاً عقب نشر صحيفة "نيويورك تايمز" تقريراً صادماً عنه، زعمت فيه أن الرئيس التنفيذي لشركتي "تسلا" و"سبيس إكس" ومالك منصة إكس، تعاطى المخدرات بشكل مكثف خلال دعمه لحملة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب العام الماضي 2024.
وفقاً للتقرير، الذي استند إلى مصادر مجهولة وأشخاص مقربين من ماسك، فإن الأخير لجأ إلى تعاطي مادة الكيتامين المخدرة بشكل شبه يومي، إلى جانب مواد مثل الإكستاسي ومواد فطرية تحتوي على السيلوسيبين.
كما زعم التقرير أن ماسك كان يحمل معه يومياً صندوقاً يحتوي على نحو 20 حبة، بعضها يحمل علامات عقار الأديرال، وهو منبه يُستخدم لعلاج اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD).
الصحيفة أشارت إلى أن سلوك ماسك خلال تلك الفترة كان مضطرباً، تخللته تصرفات مثيرة للجدل مثل إهانة أعضاء في مجلس الوزراء، وأداء حركة شبهت بـ"التحية النازية" خلال تجمع انتخابي، فضلاً عن ظهوره غير المتزن في مقابلات عامة، أبرزها مقابلته مع الإعلامي دون ليمون في 2024، والتي اعترف خلالها بتناول "كمية صغيرة" من الكيتامين لعلاج المزاج السلبي.
إلا أن الرئيس دونالد ترامب رد على التقرير خلال مؤتمر صحفي قائلا: "لم أكن على علم بهذه التقارير عن تعاطي إيلون للمخدرات، وأعتقد أن إيلون شخص رائع، ولا شيء يزعجني بشأنه".
وأضاف مشيداً بماسك: "لقد قام بعمل مذهل في خفض الإنفاق الحكومي".
بينما تجاهل ماسك الرد على التقرير، وقال متسائلاً بسخرية: "نيويورك تايمز؟ هل هي نفس الصحيفة التي حصلت على جائزة بوليتزر لتقاريرها الكاذبة عن فضيحة روسيا غيت؟ أعتقد ذلك"، قبل أن يطلب الانتقال إلى موضوع آخر.
الجدل لم يتوقف عند تقرير "نيويورك تايمز"، إذ ظهر ماسك بعد التقرير بساعات في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض الجمعة، وبدا أسفل عينه آثار كدمة واضحة.
وركزت عدسات المصورين على حركات ماسك، حيث قالت حسابات إنه بدا غير متزن، وغير قادر على الوقوف بثبات لفترات طويلة.
واللافت أن ماسك تعامل مع قضية الكدمة بهزل، حيث قال عندما سئل عن سببها "لم أكن في أي مكان قرب فرنسا"، في إشارة إلى فيديو يظهر زوجة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تدفع وجه زوجها.
وأضاف لاحقاً أن ابنه "إكس الصغير"، البالغ من العمر خمس سنوات، ضربه على وجهه أثناء اللعب.
????REPORTER: "Mr. Musk, what happened to your eye?"
ELON: "Well, I wasn't anywhere near France." ???????????? pic.twitter.com/v7MW1hZYus
يشار إلى أن ماسك استقال من منصبه كموظف حكومي خاص، ونشر تغريدة قال فيها: "مع انتهاء فترة عملي، أود أن أشكر الرئيس دونالد ترامب على فرصة الحد من الإسراف في الإنفاق".
Raise your hand if you did NOT need The NY Times to tell you how “intense” Elon Musk’s drug use was because you could see it with your own damn eyes and hear it with your own damn ears *this whole damn time.*pic.twitter.com/JV4phxcYtK
— Jen (@JenniferKorey) May 31, 2025Does anyone else find it odd that Elon Musk left the White House, and just a few days later, he shows up with a black eye on the same day Trump hints he might pardon Diddy?
I don't know, the timing seems pretty interesting if you ask me...
It's a big club and you ain't in it... pic.twitter.com/ioNg8XprbU