بيان صادر عن كتلة حزب جبهة العمل الإسلامي النيابية حول انتصار المقاومة على الاحتلال
تاريخ النشر: 16th, January 2025 GMT
#سواليف
بيان صادر عن كتلة #حزب_جبهة-العمل_الإسلامي النيابية حول #انتصار #المقاومة في #فلسطين على #الاحتلال الصهيوني
قال تعالى في محكم التنزيل :
( وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَنْ يَشَاءُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ ) آل عمران ١٣
مقالات ذات صلة هميسات يستجوب الحكومة حول تعيين أشخاص مؤخراً في المناطق الحرة التنموية 2025/01/14( وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَىٰ لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ ۗ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ )
آل عمران ١٢٦
بكل مشاعر الفخر والاعتزاز تبارك كتلة حزب جبهة العمل الإسلامي النيابية في مجلس النواب الأردني للأمة العربية الإسلامية عامة وللشعب الفلسطيني ومقاومته الأبية في غزة خاصة انتصارهم المبين على الاحتلال الصهيوني وقوى الاستكبار والغطرسة الداعمة والمساندة له.
لقد قدم الشعب الفلسطيني ومقاومته نموذجا فريدا في البطولة والفداء في وجه حرب صهيونية متوحشة وإجرام غير مسبوق، وخاض حربا ذاد فيها عن الأمة العربية الإسلامية، وكان الدرع الحامي لها، ورأس الرمح الصائل عنها، ووقف سدا أمام أخطر مشروع للهيمنة يستهدفها ومزق خرائطه.
ستبقى صور التضحية وأنهار الدماء ومشاهد الدمار التي عاشتها غزة بصبر طوال خمسة عشر شهرا من الحرب شاهدا على عظمة وثبات أهلنا في فلسطين على أرضهم وصمودهم الأسطوري الذي غير وجه العالم، وسطرت درسا لا يمحى من تاريخ الشعوب في فرض إرادتها وانتصارها على قوى الإجرام وكسرها لتسلطها.
يأتي هذا الانتصار في ظل عجز عربي رسمي وتخاذل أممي دولي أمام احتلال أكد مرة بعد مرة أنه خارج على كل شرعية دولية، معاد للحقوق الإنسانية، مسكون بعقدة العلو والاستكبار على الأمم والشعوب، ولا ينصاع لأي قانون، لكن غزة التي وقفت وحدها في وجهه جعلته يجثو على ركبتيه وينصاع لارادتها وكرامتها.
إن ملاحقة كافة المجرمين من العدو الصهيوني وداعميه والعمل على محاكمتهم، والاستمرار في المقاطعة الشعبية لبضائع كل جهة تناصر إجرامه واجب لازم، وفعل أخلاقي يجب أن يتواصل.
توقفت معركة السلاح، ولكن تخوض الآن غزة معركة البناء، لذا فإننا مطالبون كأمة ودول وشعوب بتقديم كل عون لإعادة إعمار غزة وتضميد جراح أهلها، وبناء كل مرافق الحياة فيها.
بورك كل جهد ساند غزة وعمل على وقف مجازر العدو الصهيوني فيها، بورك الأردن الدولة والشعب أرض الحشد والرباط الشامخ بمواقفه النابعة من إيمان عميق لدعم غزة وفلسطين، الذي تقدم وفتح الباب من سمائه وأرضه لإغاثة غزة ودعم صمودها أمام حرب التجويع، مثمنين المواقف الملكية الداعمة لغزة في كافة المحافل الدولية، بوركت جهود جيشنا العربي الباسل الذي كانت مسشفياته في غزة عنوانا لوحدة المعركة والمصير، وبوركت خطوات شعبنا التي ما غادرت الساحات والشوارع مؤازرة لغزة، وبوركت دماء أبناء الأردن الأبطال ماهر الجازي وعامر قواس وحسام أبو غزالة.
حفظ الله الأردن وطنا حرا أبيا آمنا ترعاه عناية الرحمن وعاشت فلسطين حرة عربية إسلامية من البحر إلى النهر، والمجد لمقاومتها الباسلة، والرحمة للشهداء، والشفاء للجرحى، والحرية للأسرى.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتلة حزب جبهة العمل الإسلامي النيابية / مجلس النواب الأردني
عمان – الاردن
تاريخ ١٦ رجب ١٤٤٦ هـ
الموافق ١٦ كانون الثاني ٢٠٢٥م
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف حزب جبهة انتصار المقاومة فلسطين الاحتلال
إقرأ أيضاً:
هُزم جدعون وانتصر داود بإرادته: فشل عربات الاحتلال وبزوغ نصر غزة
في قلب المعركة المستعرة على أرض غزة، وبين الركام والدمار، سقطت أقنعة القوة الإسرائيلية وانكشفت هشاشة منظومتها العسكرية، حين فشلت عملية "عربات جدعون" فشلا ذريعا أمام ثبات المقاومة الفلسطينية، في ملحمة تُعيد إلى الأذهان صورة داود الذي انتصر بمقلاعه على جالوت. ولعل في هذا الفشل المتكرر والارتباك الإسرائيلي المتصاعد، بدايات تشكل نصر فلسطيني أكبر، تتجاوز نتائجه الميدان، لتصل إلى معادلات الردع والسيادة والإرادة.
أولا: انهيار خرافة "جدعون"
لم تكن عملية "عربات جدعون" مجرد اجتياح عسكري محدود، بل كانت ترجمة لمشروع سياسي-أمني إسرائيلي كبير، يهدف إلى فرض معادلة جديدة في ملف الأسرى. أرادت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية من خلالها قلب الطاولة على حماس، وكسر إرادتها عبر الضغط العسكري المتواصل، واقتحام المخيمات الوسطى حيث يُعتقد أن الأسرى الإسرائيليين محتجزون هناك، لكن شيئا من ذلك لم يتحقق.
فبعد أسابيع من القصف، وتوغلات محدودة، وخسائر بشرية ومادية لم تعلن عنها إسرائيل كاملة، انتهت العملية دون أن تحقق أيا من أهدافها، بل وأعادت الجدل الإسرائيلي الداخلي حول جدوى العمليات العسكرية، في ظل تعقيد المشهد السياسي وغياب الرؤية الاستراتيجية.
بعد أسابيع من القصف، وتوغلات محدودة، وخسائر بشرية ومادية لم تعلن عنها إسرائيل كاملة، انتهت العملية دون أن تحقق أيا من أهدافها، بل وأعادت الجدل الإسرائيلي الداخلي حول جدوى العمليات العسكرية، في ظل تعقيد المشهد السياسي وغياب الرؤية الاستراتيجية
ثانيا: مقاومة تتحدى جالوت العصري
غزة المحاصرة، المكلومة، المدمرة، لم تسقط، بل وقفت شامخة في وجه أعتى الآلات العسكرية في المنطقة. فمقاتلو المقاومة، الذين توزعوا في الأنفاق، والمخيمات، والأنقاض، لم يكتفوا بالصمود، بل أداروا معركة استنزاف ذكية، أفقدت الاحتلال توازنه، وجرّته إلى فشل سياسي وعسكري مزدوج.
لم تسفر العملية عن تحرير أي أسير إسرائيلي، ولم تُضعف حماس، ولم تُحقق الانفراجة السياسية التي سعى نتنياهو لتسويقها داخليا. بل على العكس، تعزز موقع المقاومة، وتكرست صورة الفشل الإسرائيلي في الرأي العام العالمي.
ثالثا: خيارات الاحتلال تتقلص وأزمته تتعمق
بحسب ما كشفته هيئة البث الإسرائيلية، فإن المؤسسة الأمنية تدرس الآن بدائل خطيرة تُوصف بـ"المتطرفة"، تشمل حصارا شاملا للتجمعات السكانية في غزة، ومنع دخول الغذاء والماء والمساعدات، لإجبار الفلسطينيين على النزوح جنوبا. لكن هذه الخطط، وفق اعتراف المصادر نفسها، ما تزال "حبرا على ورق"، وغير قابلة للتطبيق الفوري في ظل صمود المدنيين والمقاومة، وخشية إسرائيل من ردود الفعل الدولية.
البدائل الأخرى لا تقل كارثية: احتلال كامل للقطاع، أو تقسيم غزة، أو حكم عسكري مباشر. لكنها جميعا تحمل في طياتها فشلا استراتيجيا مستترا، وتدلل على ارتباك غير مسبوق في منظومة القرار الإسرائيلي.
رابعا: الجيش الإسرائيلي في مرآة الهزيمة
في جلسة المجلس الوزاري المصغر، كان رئيس الأركان إيال زامير صريحا عندما قال إن أهداف الحرب باتت متضاربة. وهو اعتراف علني بأن إسرائيل، رغم قوتها النارية والاستخباراتية، تعجز عن تحديد هدف نهائي قابل للتحقيق. لقد أصبحت آلة الحرب تائهة، تدور في فراغ استراتيجي، وتتآكل معنويا وسياسيا وعسكريا.
زامير أضاف أن توسيع العملية إلى المخيمات الوسطى ليس مضمونا، وأن على القيادة السياسية أن تعلن صراحة وجهتها إذا أرادت شيئا آخر. وهو تصريح يحمل بين سطوره لوما ضمنيا للمستوى السياسي الذي يدير حربا مفتوحة بلا رؤية.
خامسا: نتنياهو والخيارات المستحيلة
منذ عودة الفريق الإسرائيلي من قطر، لم تحقق المحادثات أي اختراق. ورغم محاولات الوساطة المستمرة، إلا أن إسرائيل، بلسان نتنياهو، تُصر على تحميل حماس المسؤولية، متجاهلة واقع الاحتلال المستمر، والحصار، والقتل الجماعي.
نتنياهو الذي يتخبط بين الداخل الملتهب، والضغط الدولي، والفضائح القضائية، يبدو أنه يبحث عن مخرج بأي ثمن، حتى وإن كان عبر صفقات إعلامية أو خطط عسكرية وهمية. لكنه يدرك، كما يدرك قادة جيشه، أن الزمن لم يعد في صالحهم.
سادسا: نحو معادلة ردع جديدة
حرب غزة الحالية، رغم ألمها، أسست لمعادلة ردع جديدة. فالمقاومة اليوم لم تعد محاصرة أخلاقيا أو عسكريا، بل أثبتت أنها قادرة على إدارة حرب طويلة النفس، وتحديد متى وكيف تُنهيها.
فشل "عربات جدعون" ليس مجرد نكسة عسكرية، بل هو إعلان بفشل سياسة الضغط المزدوج (العسكري والتجويعي) التي اعتمدتها إسرائيل، إنه تأكيد على أن غزة، رغم نزيفها، تملك زمام المبادرة، وتعيد تشكيل معادلات الإقليم بأكمله.
سابعا: العالم يُعيد النظر
إن صور الحشود العسكرية على حدود غزة، والتي نشرتها وكالات مثل رويترز والصحافة الفرنسية، لم تعد تُخيف العالم كما كانت. بل أصبحت تُثير أسئلة عن جدوى هذا العنف، ومغزاه، ومآلاته. أما مشاهد المجاعة، ونداءات الأطفال، وصمود المدنيين، فقد خلقت تعاطفا إنسانيا متصاعدا، وبدأت تُحرّك مياها راكدة في مواقف بعض الدول.
الحديث في الكواليس بدأ يتسع ليشمل ضرورة فرض تسوية شاملة، لا تستثني المقاومة، ولا تُعيد إنتاج معادلات أوسلو البالية. لقد بدأت غزة تفرض نفسها شريكا إجباريا في صناعة القرار
الحديث في الكواليس بدأ يتسع ليشمل ضرورة فرض تسوية شاملة، لا تستثني المقاومة، ولا تُعيد إنتاج معادلات أوسلو البالية. لقد بدأت غزة تفرض نفسها شريكا إجباريا في صناعة القرار.
ثامنا: النصر ليس ضربة واحدة بل تراكم إرادات
حين نهزم عدونا في ميدان الوعي، ويعترف بفشله، ونفرض عليه لغة الردع، فنحن نقترب من النصر. قد لا يكون نصرا تقليديا في صورة رفع أعلام على المباني، لكنه نصر أعمق، نصر إرادة، وثبات، واستنزاف طويل النفس.
"هُزم جدعون" ليس شعارا، بل واقع عسكري وسياسي ومعنوي. و"داود" الفلسطيني، لا يزال يقاوم بمقلاعه، يصنع معجزته بالصبر، ويقلب موازين الإقليم بحنكة وثبات.
خاتمة: بداية النهاية؟
في هذه اللحظة التاريخية، تتشكل ملامح تحول استراتيجي. لم تعد إسرائيل تلك القوة التي تُرعب، ولم تعد غزة مجرد ساحة للحصار. لقد انقلبت المعادلة، وباتت "عربات جدعون" رمزا لفشل مشروع الاحتلال في إخضاع الفلسطينيين.
ربما لا تزال الطريق طويلة، لكن خطواتها الأولى كُتبت اليوم، بإرادة من لا يملك إلا الإرادة، وبقوة من راهن عليه العالم أن ينكسر، فصمد.
لقد انتصر داود، لأنه لم يفقد ثقته بنفسه، وستنتصر غزة، لأنها لم تفقد إيمانها بحقها.