شهدت مرافعة النيابة العامة في قضية مقتل ابن سفير سابق داخل كومبوند شهير بالشيخ زايد سردا شافيا وكامل لكافة الأدلة القولية والفنية التي جمعتها النيابة خلال رحلتها في التحقيقات وطرحتها أمام هيئة المحكمة مطالبة بتوقيع أقصى العقوبة على المتهمين بالقصاص لروح المجني عليه عمرو جلال بسيوني. 

وسرد محمود غراب مدير نيابة أول وثان الشيخ زايد الأدلة القولية والفنية الدامغة التي تثبت ارتكاب المتهمين على رأسها اعترافهم التفصيلي بالمخطط الشيطاني وكواليس تنفيذه وجاء سرد الأدلة كالتالي: 

السيّدُ الرّئيسُ.

. حَضَرَاتُ السَّادَةِ الْمُسْتَشَارِينَ

ذلك هو الواقع في دعوانا كما حققناه وكيفما استقام لدينا فهما وتحصيلاً وعلى هذا الواقع تنسحب من الكيوف القانونية المنضبطة ما تقوم به جرائم القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد والسرقة وإخفاء الأدلة التي أنتم أعلم بها منا ونزولاً على مقتضي أدب الخطاب في ساحتكم الموقرة لن نعرج إلي بيان لما أنتم أعلم به منا من عناصر قانونية تلزم لقيام تلك الجرائم مادياً ومعنوياً إلا إذا كان العرض إليها إلماماً

 وفي سياق الإبانة عن أدلة دعوانا وبالقدر الذي يلزم لهذا التدليل وأوراق دعوانا ذاخرة بجملة من الأدلة الدامغة بلغت من التعدد حداً يضيقُ معه المقام عن سردها جميعا ولكن حسبنا في ذلك أن نعرج إليها بقدر ما يفي بالغاية منها ذلك أن الإحاطة بها والوقوف على مؤدي كلٍ منها هو مما لا يغيب عن فطنة عدلكم أو يبعد عن نافذ بصيرتكم وهي جميعا وأياً ما كان مأتاها سواء قول شاهد أو اعتراف متهم أو مستند يوثق الحقيقة ويقطع بها أو تسجيل مرئي من آلات مراقبة أو آثار مادية من تلوثات دموية وبصمات وراثية عثرنا عليها بمسرح الجريمة وحققتها وبينتها الأدلة الفنية هي جميعها حائزة لشرائط اعتبارها قانوناً إذ أنها جميعاً أجريت بمعرفة سلطة تحقيق مختصة التزمت في تحصيلها صحيح القانون فخلصت الينا متساندة غير معيبة بإكراه أو مشوبة بأي من مبطلات الدليل.

لقد سبق وأن استعرض زميلي ما حوته دعوانا من وقائع وبقى لنا أن نقيم عليها الدليل حتى نؤكد أننا ما وقفنا هاهنا لاعبين وما سقنا هؤلاء المتهمين أمامكم سوى بالحق واليقين

سيدي الرئيس.. 

مَا كَانَ لِلنِّيَابَةِ الْعَامَّةِ أَنْ تَقِف عَلَى تَفْصِيلَاتِ وَقَائِعِ الدَّعْوَى إِلَّا مِنْ خِلَالِ أَدِلَّةٍ دَامِغَةٍ جَعَلَهَا اللَّهُ سَبَبًا فِي كَشْفِ الْحَقِيقَةِ تكتفِ النِّيَابَةُ بِمَا أَقَرَ بِهِ الْمُتَهَمُونَ بِالتَّحْقِيقَاتِ لتَتَضَافَرَ أَدِلَّهُ الدَّعْوَى فتُطَبقَ عَلَى رِقَابِ الْمُتَّمِينَ لِنَسُوقَهُمْ بمَا إلَيْكُمْ أدِلَّةٌ مُتَنَوّعَةٌ مَا بَيْنَ قَوْلِيَّةٍ وَمَادِيَّةٍ وَفَنِّيَّةٍ تكامَلَتْ حَتَّى غَدَتْ، كَالْبُنْيَانِ الْمَرْصُوصِ يشُدُّ بَعْضُها بَعْضًا فَمَا تَرَكَتْ مَجَالًا لِقِيلٍ أَوْ قال. 

الدليل القولي: اعترافات المتهمين يوسف ومارك  

دَعُونِي أَبْدَأَ بِالْأَدِلَّةِ الْمُسْتَمَدَّةِ الْخَاصَّةِ بِالْمُتَهَمِ الثَّانِي يُوسُفَ فَسَتَعْلَمُونَ عَدَالَتَكُمْ لِمَا بَدَأْنَا بِهِ أَوَّلًا فلقد تَدَاعَتْ الْأَدِلَّهُ عَلَيْهِ كَمَا تَتَدَاعَى الْأَكَلَةُ عَلَى قَصْعَتِهَا

قَالَ اللهُ تَعَالَى:

“يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ”

نَقُصُّ عَلَى عَدَالَتِكُمْ مَا نَطَقَ بِهِ لِسَانُ يُوسُفَ وَهُوَ مُوَلّي الدُّبْرِ، مُسْتَدْبِرًا رَفِيقَهُ وَجَارَهُ نائِمًا نَعْرِضُ عَلَى سِيَادَتِكُمْ نَصَّ إِقْرَارِهِ قائلا "اتفقنا ان لو عمرو قام من النوم هنقتله" قالة أضحي بها قصد القتل جلي ظاهرمتوافر في حق المتهمين قالة أبانت ذلك القصد الخفي الذي لا يدرك عادة بالحس الظاهر بل تشير إليه الأمارات والمظاهر التي يأتيها الجاني وتنم عما يضمره في نفسه. 

لقد أخبرنا القاتلان بالتحقيقات عن تفاصيل مخططهما فدوناه في سطورها.. مخطط لقتل صمما عليه تسهيلاً للسرقة لقد جلت إقْرَارَاتُ يُوسُفَ عَلَى نَفْسِهِ قَائِلًا عن تلك اللحظة التي قتل فيها المجني عليه: "فضربته بالسكـ.ـينة الي كانت معايا ضربتين في ظهره"

ضربتان قاتلتان في موضع قاتل لا دلالة لها سوي إزهاق الروح غدرا وعدوانا.. أَقَرٍ مَارْكُ عَلَى يُوسُفَ مستكملاً تفاصيل مشهد هذا العدوان قائلاً: "يوسف ضربه بالسكينة في ضهره "

فَلَا تَظُنَّنْ أنِّي عَنكَ مُكْتَمِلٌ ، إِذَا غَدَرْتَ وَخَانَ الْعَهْدُ أَخْيَارُ فَالْخَصْمُ أَهْوَنُ مِنْ غَدْرِ الصَّدِيق إذَا خَانَ الْوَفَاء وَغَابَتْ عَنْهُ أَسْرَارُ 

اسْمَحُوا لِي أَنْ أَنْتَقِلَ الآن إلَى الْحَدِيثِ عَنْ الأدلة القولية المتوافرة في حق المتهم مارك فلقد أَقَرَّ عَلَى نَفْسِهِ قائلا:" أنا حطيت الخنجر في قلبه من تحت لفوق"

استَيْقَظَ عَمْرُو مِنْ نَوْمِهِ، فَمَا صَحِبَهُ سِوَى الكفن أة لَوْ رَأَيْتَهُ، قَدْ حَلَّتْ بِهِ الْمِحْن وتَغَيَّرَ ذَلِكَ الْوَجْهُ الْحَسَنُ ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة. 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: النيابة العامة الشيخ زايد مرافعة النيابة العامة ابن سفير سابق المزيد

إقرأ أيضاً:

“الأورومتوسطي”: أدلة حول مجزرة “النصيرات” تؤكد ضرورة فتح تحقيق دولي ومحاسبة شاملة

#سواليف

أكد “المرصد #الأورومتوسطي لحقوق الإنسان” ، أن الأدلة المتعلقة بمجزرة “النصيرات” التي ارتكبها #جيش_الاحتلال الإسرائيلي في 8 حزيران/يونيو 2024، باتت ترتكز إلى قاعدة متنامية من المعطيات الموثقة، مشددًا على أن الفيلم الوثائقي ” #النصيرات_274 : #مجزرة_الرهائن” الذي بثّته شبكة “الجزيرة” القطرية يمثل مساهمة نوعيّة في الكشف عن تسلسل الأحداث، وتوثيق طبيعة #القوة_المفرطة التي استُخدمت ضد المدنيين.

وأوضح المرصد، في بيان له اليوم السبت، أن ما تضمّنه الفيلم من شهادات ومواد بصرية يتقاطع بدرجة كبيرة مع نتائج تحقيقاته الميدانية، ويعزز من الأدلة التي تشير إلى استخدام قوات الاحتلال لقوة نارية عشوائية وغير متناسبة في منطقة مكتظة بالسكان، في مخالفة صارخة لقواعد القانون الدولي الإنساني.

ودعا المرصد إلى فتح تحقيق دولي مستقل يتمتع بولاية جنائية، بما يضمن الوصول إلى الحقيقة، ومحاسبة جميع المسؤولين عن المجزرة، ومنع تكرار الانتهاكات بحق المدنيين في غزة.

مقالات ذات صلة ألغام متبقية في طريق الصفقة.. هل ستفرج اسرائيل عن البرغوثي؟ 2025/07/05

وأشار البيان إلى أن التحقيق الاستقصائي الذي بثّته شبكة “الجزيرة” عبر منصتها “الجزيرة 360″، اعتمد على منهجية دقيقة تضمنت تحليل مصادر مفتوحة، وصور أقمار صناعية، وبيانات ملاحية جوية، إلى جانب شهادات حصرية وصور لم تُعرض من قبل، أعادت رسم مشهد المجزرة بدقة، ودحضت الرواية الإسرائيلية الرسمية بشأن ما جرى في النصيرات.

وأكد المرصد أن المجزرة أسفرت عن استشهاد 274 فلسطينيًا وإصابة 814 آخرين في يوم واحد، ما يجعلها واحدة من أكثر المجازر دموية في سياق #جريمة_الإبادة_الجماعية المستمرة في قطاع غزة.

ووثّق فريق المرصد شنّ قوات #الاحتلال هجمات جوية وبرية وبحرية عنيفة استمرت لساعتين في منطقة السوق المركزي بمخيم النصيرات، حيث يتجمع عشرات الآلاف من السكان، وامتدت لاحقًا لتطال معظم مناطق وسط القطاع. كما أكد أن الغارات استهدفت منازل مدنية، بينها منزل عائلة شلط الذي قُتل فيه أكثر من 30 مدنيًا، إلى جانب استهداف النساء والأطفال عمدًا في مناطق مأهولة، ما يدل على نية مسبقة لإيقاع أكبر عدد من الضحايا.

وفي حينه، أفاد شهود عيان، بينهم شاب يدعى “فيصل”، بأن القصف الإسرائيلي بدأ من شمال غرب النصيرات، ثم توسّع ليشمل مناطق أوسع، بما فيها شارع العودة ومخيم البريج، مشيرًا إلى أن المدنيين الذين حاولوا الفرار من المخيم تعرضوا لنيران كثيفة من الطائرات المسيّرة والقذائف المدفعية، مما أدى إلى سقوط عشرات الشهداء والجرحى، خاصة في منطقة شارع “جولس”.

كما أشار المرصد إلى أن استشهاد الصحافي الفلسطيني أحمد الشياح، أحد العاملين في إنتاج التحقيق الاستقصائي، في غارة إسرائيلية عقب الانتهاء من إعداد الفيلم، يمثل دليلاً على استمرار استهداف إسرائيل للصحافيين وموثقي الجرائم، في إطار سياسة تهدف لإخفاء الأدلة وقتل الشهود.

وأكد المرصد أن هذه المجزرة لا يمكن اعتبارها “حادثًا معزولًا” أو “خطأً عسكريًا”، بل إنها جريمة حرب مكتملة الأركان، نفذت بعلم مسبق بوجود المدنيين، وفي سياق عملية عسكرية زُعم أنها لتحرير رهائن، بينما شملت قصفًا واسع النطاق طال مناطق بعيدة عن مسرح العملية الخاصة.

وأضاف أن مجزرة النصيرات تُعدّ جريمة ضد الإنسانية، كونها جزءًا من هجوم واسع ومنهجي على المدنيين، كما تُشكّل ركنًا من أركان جريمة الإبادة الجماعية، بالنظر إلى القصد الواضح لتدمير جزء من السكان الفلسطينيين من خلال القتل الجماعي، والتحريض، والحصار، والتجويع، والحرمان من سبل الحياة، والتهجير القسري.

وطالب المرصد الأورومتوسطي بإجراء تحقيقات دولية مستقلة وشفافة في جريمة النصيرات، والسماح بدخول لجان تحقيق دولية إلى غزة، وفق قواعد القانون الدولي وقرارات محكمة العدل الدولية.

كما دعا المحكمة الجنائية الدولية إلى تضمين مجزرة النصيرات في تحقيقاتها حول الجرائم المرتكبة في غزة، وتوسيع دائرة المسؤولية لتشمل كل من تورط في إصدار الأوامر أو تنفيذها، وإصدار مذكرات توقيف بحق المسؤولين الإسرائيليين، وعلى رأسهم رئيس الوزراء ووزير الدفاع السابق، وتسليمهم إلى العدالة الدولية دون حصانة.

وأهاب المرصد بجميع الدول، فرادى وجماعات، تحمّل مسؤولياتها القانونية في وقف جريمة الإبادة في غزة، ووقف كافة أشكال الدعم السياسي والعسكري والاستخباراتي المقدم لإسرائيل، وتجميد أصولها وملاحقة شركاتها العسكرية، وتعليق الامتيازات والاتفاقيات التجارية معها.

كما دعا الدول التي تعتمد مبدأ الولاية القضائية العالمية إلى إصدار مذكرات توقيف بحق المسؤولين الإسرائيليين المتورطين في الجرائم ضد المدنيين، ومحاكمتهم وفق التزاماتها الدولية بمكافحة الإفلات من العقاب، وإنصاف ضحايا الإبادة الجماعية في قطاع غزة.

وترتكب “إسرائيل” منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 وبدعم أميركي، إبادة جماعية في قطاع غزة، تشمل قتلا وتجويعا وتدميرا وتهجيرا، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.

وخلفت الإبادة نحو 193 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال، فضلا عن دمار واسع.

مقالات مشابهة

  • ماذا يحدث للجسم عند الإكثار من تناول النسكافيه ؟
  • شبورة مائية كثيفة.. الأرصاد تحذر من درجات الحرارة المرتفعة. | ماذا قالت؟
  • ما حقيقة إعفاء سفير فلسطين في لبنان من منصبه؟
  • “الأورومتوسطي”: أدلة حول مجزرة “النصيرات” تؤكد ضرورة فتح تحقيق دولي ومحاسبة شاملة
  • سفير مالطا في لبنان زار الحواط في جبيل
  • النيابة العامة تضبط شبكة تزوير «الهوية الوطنية» وتلاحق المتهمين
  • حدث منتصف الليل| ماذا قالت لجنة التفاوض عن سد النهضة؟.. الإسكان تطرح 110 ألف وحدة بهذا الموعد
  • قرار من النيابة يحدد مصير المتهمين بالتعدى على الطالبة كارما
  • محامٍ: هذه أبرز أسباب انتشار الجرائم الإلكترونية وكيف تثبت أنك ضحية .. فيديو
  • إطلاق 7 أدلة إرشادية في المشتريات الحكومية