تأهيل أخصائيات العلاج الطبيعي للتعامل مع الإصابات الرياضية
تاريخ النشر: 17th, January 2025 GMT
اختتمت اللجنة الأولمبية العمانية برنامج دورة تأهيل أخصائيات العلاج الطبيعي لتشخيص وعلاج الإصابات الرياضية، التي أقيمت لمدة 3 أيام خلال الفترة من 13-15 يناير الجاري بمقر الأكاديمية الأولمبية العمانية، بمشاركة عدد من أخصائيات العلاج الطبيعي من الاتحادات واللجان الرياضية، إلى جانب الكوادر العاملة في هذا المجال بالمستشفيات، وقدمت الدورة الدكتورة نسرين حمادة، أخصائية علاج طبيعي من جمهورية مصر العربية، وساهمت الدورة في تأهيل وتمكين أخصائيات العلاج الطبيعي في التعامل مع مختلف الإصابات الرياضية.
وتضمن اليوم الأول من الدورة تعريفًا عامًا بالدورة وأهدافها ومقدمة حول الإصابات الرياضية، ومحاضرة في الإسعافات الأولية للإصابات الرياضية، وتدريبًا عمليًا حول التشخيص وعلاج الإصابات الرياضية، أما اليوم الثاني فتضمن محاضرة في إصابات الكتف ومحاضرة في إصابات الركبة، ومحاضرة أخرى في إصابات الكاحل، واليوم الثالث من الدورة تضمن تدريبات عملية مكثفة في التشخيص والعلاج.
تجربة مثرية
وبعد ختام الدورة، قالت أسماء الجساسية أخصائية علاج طبيعي في مستشفى خولة: مشاركتي في دورة تأهيل أخصائيات العلاج الطبيعي لتشخيص وعلاج الإصابات الرياضية التي نظمتها اللجنة الأولمبية العمانية كانت تجربة مثرية ومفيدة للغاية، هذه الدورة لم تقتصر على تقديم المعلومات النظرية فقط، بل تضمنت تدريبات عملية مكثفة، وهو ما أضاف لي خبرات جديدة في التعامل مع الإصابات الرياضية المختلفة، ركزت الدورة على موضوعات محورية مثل: إصابات الكتف، والركبة، والكاحل، بالإضافة إلى الإسعافات الأولية، وهي جوانب أساسية أواجهها في عملي اليومي، ما تعلمته خلال أيام الدورة الثلاثة سيكون له أثر كبير على عملي في مستشفى خولة، حيث سأوظف التقنيات والمهارات المكتسبة لتحسين جودة الرعاية التي أقدمها للمرضى، خاصة الرياضيين الذين يحتاجون إلى تشخيص دقيق وعلاج فعال يساعدهم على العودة السريعة إلى ممارسة أنشطتهم، ومثل هذه الدورات تلعب دورًا محوريًا في تطوير الكوادر المحلية، فهي تعزز من كفاءتنا كأخصائيين، وتجعلنا أكثر جاهزية لمواكبة التطورات الحديثة في هذا المجال، كما أنها تفتح أمامنا أبوابًا للتعلم المستمر ومواكبة أفضل الممارسات العالمية، وأشكر اللجنة الأولمبية العمانية على هذه المبادرة المتميزة التي تُسهم بشكل مباشر في رفع مستوى خدمات العلاج الطبيعي في سلطنة عمان.
محتوى متنوع
من جانبها، قالت حفصة الحسنية أخصائية علاج طبيعي وتأهيل في المدينة الطبية الجامعية: وجودي في دورة تأهيل أخصائيات العلاج الطبيعي لتشخيص وعلاج الإصابات الرياضية فرصة حقيقية للتطور المهني واكتساب مهارات جديدة، والدورة قدمت محتوى علميًا ثريًا ومتنوعًا، مع التركيز على التشخيص الدقيق للإصابات الرياضية المختلفة، وهو جانب أساسي في عملي كأخصائية علاج طبيعي وتأهيل، بالإضافة إلى ذلك، تناولت الدورة محاور متقدمة في الإسعافات الأولية والتعامل مع الإصابات الشائعة بأسلوب علمي ومتطور.
وتعلمت خلال الدورة طرقًا حديثةً ومبتكرةً لاكتشاف الإصابات الرياضية في مراحلها الأولى، مما يساعد على تقليل المضاعفات وتحقيق استجابة علاجية أسرع، ووفرت لنا الدورة تدريبات عملية مكثفة لتطبيق ما تعلمناه على أرض الواقع، خاصة فيما يتعلق بالإصابات الشائعة مثل: إصابات الكتف والركبة والكاحل، هذه المهارات الجديدة ستساعدني في تقديم رعاية أكثر تخصصًا ودقة للمرضى الذين أتعامل معهم يوميًا في المدينة الطبية الجامعية.
وأضافت الحسنية: ما يميز هذه الدورة هو أنها لم تقتصر على الجانب العلمي فقط، بل أتاحت لنا فرصة للتفاعل مع خبراء وزميلات يعملن في مجالات مشابهة، مما ساعد في تبادل الخبرات والتعرف على تحديات جديدة وحلول عملية، ومثل هذه البرامج التدريبية لها دور كبير في تعزيز كفاءة الكوادر الطبية محليًا، وتسهم في تقديم خدمات صحية متطورة تتماشى مع المعايير العالمية، وندعو اللجنة الأولمبية العمانية على تنظيم مثل هذه الدورات المهمة بصورة مستمرة؛ نظرا لأهمية تمكين وتأهيل أخصائيي العلاج الطبيعي في الإصابات الرياضية.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: اللجنة الأولمبیة العمانیة علاج طبیعی طبیعی فی
إقرأ أيضاً:
طبيبة بريطانية لـعربي21: لم أر أي نشاط عسكري فلسطيني بأي مستشفى في غزة
أكدت الطبيبة البريطانية المتطوعة في مستشفى ناصر بقطاع غزة فيكتوريا روز، أنها لم ترى أي مقاتلين أو عناصر شرطة فلسطينية داخل المستشفيات التي عملت فيها خلال تواجدها في القطاع.
وأوضحت روز خلال مقابلة خاصة مع "عربي21"، أنه في حال اقترب القتال من مستشفى ناصر واضطروا للإخلاء فإن المرضى والجرحى الموجودين فيه معرضين للموت، علما أنه لا يوجد مستشفى أخر يمكنه استيعابهم.
ولفتت إلى أن الكوادر الطبية كلها في خطر، بل حتى الأطباء الأجانب المتطوعين يمكن أن يكونوا في خطر، لأن الاحتلال لم يعد يكترث بمعرفة إذا ما كانوا في منطقة يريد قصفها أم لا.
وتاليا نص الحوار كاملاً:
كيف هو الوضع الصحي والإمكانيات الطبية حالياً في قطاع غزة بشكل عام، وفي مستشفى ناصر الذي تتطوعين فيه بشكل خاص؟
نحن في مستشفى ناصر منذ 13 أيار/مايو وهو الوحيد المُتبقي حاليًا ويعمل ليس فقط في خانيونس بل في جنوب قطاع غزة ككل، أما المستشفى الأخر في ذات المنطقة وهو الأوروبي قد قُصف في 13 أيار/مايو وأصبح خارج الخدمة تمامًا الآن.
نعم هناك بعض المستشفيات الميدانية الجيدة حولنا وهي تابعة لمنظمة أطباء بلا حدود (MSF) – بلجيكا والمملكة المتحدة – وكذلك اللجنة الدولية للصليب الأحمر (ICRC)، وهناك أيضًا المستشفى الأردني والمستشفى الكويتي، لكنها جميعًا منشآت مؤقتة فهي أصلا من الخيام.
ومستشفى ناصر هو الوحيد الذي يوجد فيه وحدة عناية مركزة (ICU) والوحيد القادر على إنتاج الأوكسجين، نحن في الوقت الحالي نشعر بقلق كبير لأننا على بعد حوالي 1.5 كيلومتر فقط من القتال النشط، حيث تقع - المنطقة الحمراء - في المربع التالي لنا مباشرة.
وفي حال تقدم القتال واقترب واضطررنا إلى الإخلاء، فنحن قلقون جدًا بشأن ما قد يحدث، لأن أياً من تلك المستشفيات – وحتى جميعها مجتمعة – لا يمكنها استيعاب عدد المرضى الموجودين في مستشفى ناصر، ولا يمكن لأي منها استقبال مرضى العناية المركزة، حيث لدينا 24 مريضًا في وحدة العناية المركزة المخصصة للبالغين، بالإضافة إلى وحدة عناية مركزة أخرى منفصلة للأطفال.
وبالتالي إذا حدث أي شيء لمستشفى ناصر، فإن جميع هؤلاء المرضى سيموتون، وهذا ما يقلقنا بشدة.
قال العديد من الأطباء العاملين في غزة إنهم واجهوا جروحًا وإصابات يرونها لأول مرة في حياتهم، هل واجهتَ أيًا من هذه الإصابات؟ هل يمكنك وصفها لنا، وما هي الأسلحة التي تعتقدين أنها سببتها؟
لم يسبق لي أن رأيت مثل هذه الإصابات من قبل، ولكن بشكل عام الإصابات التي أراها، جميعها ناتجة عن القصف والانفجارات – أُناس تم تفجيرهم حرفيًا ــ، وفقدوا أجزاء من أجسادهم، إما أطرافهم، أو أذرعهم، أو أرجلهم، كما أن هناك أيضًا عدد كبير من الإصابات بالحروق.
لقد انتهيت للتو من إجراء عملية لسيدة تبلغ من العمر 27 عامًا، تعرض وجهها لانفجار، وفقدت كلتا عينيها، وأُصيبت بحروق شديدة في وجهها، وأثناء وجودها على طاولة العمليات، قالت لي: "أرجوكِ، قولي لي إن ابنتي لن تخاف من النظر إليّ مرة أخرى"، لقد شاهدت هنا إصابات مروعة للغاية، ما يحدث هنا غير إنساني.
لطالما وصف الاحتلال المستشفيات في قطاع غزة بأنها مراكز قيادة وسيطرة لحماس، وأنها تُستخدم للقيام بعمليات عسكرية، بصفتك طبيبة بريطانية محايدة، هل رأيتِ أية دلائل على استخدام الحركة للمراكز الصحية كنقطة انطلاق عسكرية؟
لم أشاهد أي مقاتلين هنا، لم أرَ أحدًا، لا عسكريين ولا شرطة ولا أي شيء من هذا القبيل، كل ما أراه هنا هم المرضى، أُناس تم تفجيرهم، ونصفهم من الأطفال، لم أشهد شيئًا كهذا من قبل.
ما هي الحالة النفسية للكادر الطبي العامل في مستشفى ناصر، وخاصة الدكتورة آلاء النجار التي فقدت تسعة من أبنائها، وأبنها العاشر وزوجها في حالة صحية حرجة؟
بالنسبة لي، أحاول ألا أفكر كثيرًا في ما يجري، لأن مجرد التفكير في الأمر يجلب الغضب الشديد، لذلك أركز على الاستمرار في العمل، وعلى رؤية أكبر عدد ممكن من المرضى وتقديم العلاج لهم.
ما يقلقني حقًا هم زملائي الجراحين الفلسطينيون الذين أعمل معهم، فهم يعيشون هنا، أما أنا على أية حال سأغادر بعد أسبوع أو أسبوعين وأعود إلى بلدي، وينتهي الأمر بالنسبة لي، لكنهم مضطرون للبقاء هنا وتحمل هذا الواقع، ولا أحد يعلم إلى متى سيستمر ذلك، هم من أشعر بالقلق عليهم.
وقد يحدث أن يصل للمستشفى الذي يعملون فيه أقرباء لهم مصابين نتيجة القصف، ونحن بالفعل لدينا العديد من أفراد الطاقم الطبي ممن فقدوا أفرادًا من عائلاتهم، هناك مثلا ممرض عمل معي فقد ابنه البالغ من العمر ثمانية أعوام في غارة جوية عندما كنت هنا في أغسطس الماضي، لقد كان أمرًا مؤلمًا ومُحزن للغاية.
هل تعتقدين أن قصف منزل الدكتورة آلاء النجار وغيره من منازل الكوادر الطبية كان متعمدا؟
لا أعلم ما إذا كان الأطباء أنفسهم هم المستهدفين، ولكنني أعتقد أن المستشفيات يتم إغلاقها بشكل ممنهج، كان لدينا في قطاع غزة 36 مستشفى، ولم يكن سوى أربعة منها قادرة على التعامل مع هذا النوع من الإصابات الجماعية، والآن لم يتبقَ سوى اثنين فقط، ومن المرجح أن تُغلق قريبًا بسبب تقدم القوات الإسرائيلية.
يبدو لي حقًا أنهم أغلقوا المستشفيات بشكل ممنهج، ومن الواضح أنه إذا سقط مستشفى ناصر، فلن يبقى هناك في أي مكان في الجنوب أي مستشفى يمكنه تقديم رعاية متخصصة لحالات الصدمات والإصابات.
كان هناك 36 مستشفى في غزة، والآن يوجد فقط حوالي 20 – بل أعتقد أن العدد أقل من ذلك فعليًا، والمستشفيات المتبقية لا يمكنها رعاية مرضى بهذه الإصابات الخطيرة، فهي مرافق صغيرة كانت تقدم خدمات العيادات الخارجية اليومية للمرضى أو رعاية الأمومة، ولم يُصمَّم أي منها للتعامل مع ما يحدث الآن، لكن جميعها تم تدميرها أو أُغلقت بشكل ممنهج.
في ذات الموضوع هل تعتقدين أن الأطباء الأجانب المتطوعون في غزة معرضون أيضا لخطر الاستهداف من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي؟
نعم، لا أعتقد أن لدينا أي حماية هنا، وهذا واضح جدًا، ولا يبدو أنهم مهتمون بمعرفة مكاننا.
عندما جئنا إلى غزة لأول مرة بعد الحرب، اضطررنا إلى تسليم جميع إحداثيات أماكن تواجدنا إلى قوات الدفاع الإسرائيلية، ولم نكن نستطيع التحرك إلا إذا منحونا الضوء الأخضر، أما الآن، فقد توقفوا حتى عن الاكتراث بذلك، وهم لا يهتمون فعلاً بمكان وجودنا، وإذا كنا في مكان يرغبون في قصفه، فسيفعلون ذلك، وقد أوضحوا هذا تمامًا.
أخيرا، ماذا تقولون للحكومة البريطانية والحكومات الغربية الأخرى بشأن ما يحدث في قطاع غزة؟ وحول الوضع الصحي والطبي والإنساني هناك؟
يجب عليهم الضغط لكي يتم فتح المعابر المؤدية لقطاع غزة، حيث يعاني القطاع من أزمة إنسانية، نحن بحاجة إلى إدخال المساعدات إليه، نحتاج إلى تدفق حر للطعام، والمساعدات الطبية، والطواقم الطبية المتطوعة، حتى نتمكن من الاستمرار في رعاية ضحايا هذه الحرب.