#سواليف

في مقال نشرته صحيفة “هآرتس” العبرية، شدد الباحثان الإسرائيليان دانييل بيلتمان وعاموس غولدبرغ على أن ما يحدث في قطاع #غزة هو ” #إبادة_جماعية”، مشيرين إلى أن المجتمع الإسرائيلي سيضطر إلى مواجهة انعكاسات هذه الجرائم بعد انتهاء #الحرب.

واعتبر الباحثان الإسرائيليان أن هذه الجريمة ستكون وصمة عار أبدية على تاريخ اليهود، معبرين عن أسفهم حيال ما اعتبراه تحولا مروعا في مواقف المجتمع الإسرائيلي في تعاملهم مع الفلسطينيين في قطاع غزة.

وأشار الباحثان إلى أنه بعد انتهاء الحرب في غزة، سيضطر “المجتمع الإسرائيلي إلى النظر إلى نفسه في المرآة” ليكتشف أنه ارتكب فعلا فظيعا سيظل يشوه تاريخه، مشددين على أن جريمة الإبادة الجماعية ستكون جزءا لا يتجزأ من هذا التاريخ.

مقالات ذات صلة السبت .. أجواء باردة نسبياً أثناء النهار 2025/01/18

وأكد بيلتمان وغولدبرغ أنه لا يمكن تجاهل حقيقة أن ما يحدث في قطاع غزة يعتبر إبادة جماعية، بغض النظر عن النقاشات القانونية والفكرية التي قد تدور حول هذه المسألة.
وأوضح الباحثان أنه منذ فترة طويلة، كان هناك نقاش أكاديمي حول ما يحدث في غزة، حيث حاول بعض الباحثين والمفكرين أن يميزوا بين ما يعتبرونه “صراعاً عسكريا” وبين الجرائم التي ترتكب ضد الفلسطينيين. لكن بيلتمان وغولدبرغ يؤكدان أن هذا النقاش لن يغير من واقع معاناة الأطفال القتلى والجرحى والمشردين في غزة.

ولفت الباحثان الإسرائيليان إلى أن إجراء مقارنة لما حدث في غزة خلال السنة الأخيرة يقود إلى استنتاج مؤلم، وهو أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين هناك.

مقارنات تاريخية
وأشار الباحثان إلى أن تصريحات المؤرخ الإسرائيلي شلومو زند كانت محاولة لتفسير ما يحدث في غزة في سياق أوسع، حيث حاول القول إن الجرائم التي ترتكبها إسرائيل لا ترتقي إلى مستوى الإبادة الجماعية، ولكنه، في نفس الوقت، أشار إلى أن هذه الجرائم مشابهة للفظائع التي ارتكبتها جيوش ديمقراطية مثل فرنسا في الجزائر أو الولايات المتحدة في فيتنام.

أشار الباحثان إلى أن هذا الرأي لا يغير من الواقع المرير، بل إنه يبرز تناقضا كبيرا في كيفية تعامل العالم مع جرائم الاحتلال الإسرائيلي، موضحين أنه رغم أن القتل الجماعي الذي وقع في الجزائر أو فيتنام لم يُصنف بشكل رسمي كإبادة جماعية، إلا أن الطبيعة الاستيطانية للأعمال العسكرية في تلك المناطق تشير إلى أن تلك الأفعال تمثل نوعا من الإبادة الجماعية.

واستعرض الباحثان رأي المؤرخ بن كرنان، الذي وصف الاحتلال الفرنسي للجزائر بأنه إبادة جماعية بسبب طبيعته الاستيطانية، وهو ما يبدو مشابها للوضع الحالي في قطاع غزة. وأشار المقال أيضا إلى آراء بن كرنان في تحليل مجزرة الجزائر، حيث اعتبر أن فرنسا ارتكبت جرائم إبادة جماعية ضد الجزائريين.
كما استشهد الباحثان بكلام ليو كوفر، مؤلف كتاب “الإبادة الجماعية: استخدامها السياسي في القرن العشرين”، الذي يربط بين الجرائم التي ارتكبتها فرنسا في الجزائر والإبادة الجماعية. وهو ما ينسجم مع التوصيف الذي يقدمه الباحثان حول الوضع في غزة.

فيما يتعلق بحرب فيتنام، أشار الباحثان إلى محكمة راسل، التي ترأسها الفيلسوف الفرنسي جان بول سارتر، والتي اعتبرت أن الجرائم التي ارتكبتها الولايات المتحدة ضد فيتنام تمثل إبادة جماعية. وقد قُدمت تقارير توثق القتل الجماعي للمدنيين واستخدام الأسلحة المحظورة مثل “الآر بي جي” والمواد الكيميائية التي تسببت في تشويه البشر والبيئة.

التكنولوجيا العسكرية والإبادة
في الجزء الثاني من المقال، ناقش الباحثان كيفية استخدام التكنولوجيا الحديثة في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، حيث أشارا إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي اعتمد بشكل متزايد على الذكاء الاصطناعي في تحديد أهداف الهجوم.

وأوضحا أن التحقيقات التي أجراها الصحفي الإسرائيلي يوفال أبراهام في صحيفة “واشنطن بوست”، أكدت أن استخدام الذكاء الاصطناعي ساعد في اتخاذ قرارات بقصف أحياء سكنية بأكملها وقتل مئات المدنيين لاستهداف فرد واحد فقط.

وأكد الباحثان أن هذه السياسة العسكرية تستهدف تدمير أكبر قدر ممكن من المناطق المأهولة بالسكان، ما يعكس تجاهلا تاما لحياة المدنيين، لافتين إلى أن هذه الأفعال تشير إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي حول سكان غزة إلى أهداف مشروعة تماما.

وأشار الباحثان إلى أن نسبة كبيرة من ضحايا الحرب هم من المدنيين الذين لم يكونوا ضالعين في أي نوع من الأنشطة العسكرية. فوفقا لتقديرات المؤرخ الإسرائيلي لي مردخاي، كانت 60-80% من ضحايا القصف الإسرائيلي في غزة من المدنيين غير المتورطين في الأنشطة الحربية. وهذا يمثل رقما غير مسبوق في الحروب الحديثة.

نية الإبادة الجماعية
ناقش المقال أيضا ما يُسمى بـ “نية الإبادة الجماعية”، والتي تشترطها اتفاقية الأمم المتحدة لعام 1948 في تصنيف الجرائم على أنها إبادة جماعية. وقد استعرض الباحثان التصريحات التي أطلقها بعض المسؤولين الإسرائيليين، ومنها دعوات للقيام بما أسموه “نكبة ثانية” ضد الفلسطينيين في غزة.

واعتبرت هذه التصريحات الإسرائيلية دليلا على النية المسبقة لتنفيذ إبادة جماعية، حيث حض بعض السياسيين الإسرائيليين على استخدام القوة القصوى ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وأشار الباحثان إلى أن الخطاب الإسرائيلي أصبح أكثر تطرفا في الآونة الأخيرة، حيث بدأ المجتمع الإسرائيلي يتبنى فكرة أن المدنيين الفلسطينيين هم أعداء بالكامل وأنه لا مكان لهم في غزة. وفي هذا السياق، أكد الباحثان أن هذه التصريحات تشير إلى نية واضحة لاستهداف المدنيين بصورة منهجية.

اختتم المقال بالتأكيد على أن ما يحدث في غزة لا يمكن أن يُنظر إليه إلا كإبادة جماعية بكل المعايير القانونية والتاريخية. وأوضح الباحثان أن الجرائم التي ترتكبها إسرائيل لن تكون مجرد أحداث عابرة في التاريخ، بل ستظل وصمة عار دائمة على المجتمع الإسرائيلي والتاريخ اليهودي، مؤكدين أن هذه الجرائم ستكون جزءا لا يتجزأ من سجلات التاريخ للأجيال القادمة.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف غزة إبادة جماعية الحرب المجتمع الإسرائیلی الإبادة الجماعیة ما یحدث فی غزة الجرائم التی إبادة جماعیة فی قطاع غزة أن هذه على أن

إقرأ أيضاً:

رغم التوترات.. مكاسب جماعية لأسواق الخليج باستثناء بورصة مسقط

السعودية – أغلقت مؤشرات أسواق الأسهم الخليجية والمصرية، الاثنين، على ارتفاع جماعي باستثناء بورصة مسقط التي سجلت تراجعا، حسب رصد الأناضول.

جاء ذلك رغم اتساع الصراع في منطقة الشرق الوسط، وتهديد إيران بغلق مضيق هرمز الحيوي الذي يعد منفذا مهما للنفط الخليجي.

وارتفع مؤشر السوق السعودية “تاسي” بـ1.29 بالمئة إلى مستوى 10710.2 نقطة.

وكان سهما “البحر الأحمر العالمية” و”الراجحي للتأمين التعاوني” من بين أكثر الأسهم صعودا، إذ ارتفعا بـ9.97 بالمئة و8.86 بالمئة على التوالي.

وفي الإمارات، صعد مؤشر سوق أبوظبي بنسبة 0.46 بالمئة إلى 9557.5 نقطة، بزيادة بـ 44.15 نقطة.

وجاء ذلك بدعم من مكاسب قوية لأسهم مثل “الخليج الاستثمارية” و”الاتحاد للتأمين”، اللذان سجلا مكاسب 11.90 بالمئة و8.33 بالمئة على الترتيب.

وزاد مؤشر سوق دبي 1.12 بالمئة ليغلق عند 5411.3 نقطة، مع صعود قوي لأسهم “الأسمنت الوطنية” و”تكافل الإمارات”، بـ11.11 بالمئة و6.03 بالمئة على التوالي.

وفي قطر، سجل مؤشر البورصة ارتفاعا بـ0.51 بالمئة ليصل إلى 10332.8 نقطة، وكان من أبرز الأسهم الصاعدة “الخليج الدولية للخدمات” و”بنك الدوحة”، اللذين ارتفعا بـ2.97 بالمئة و2.62 بالمئة على الترتيب.

وفي البحرين، ارتفع المؤشر العام بـ0.22 بالمئة إلى 1883.86 نقطة، ومن بين الأسهم الأبرز “ألمنيوم البحرين” و”بنك السلام”، اللذين سجلا مكاسب بـ2.38 بالمئة و0.46 بالمئة على الترتيب.

وأغلق المؤشر الأول في سوق الكويت مرتفعا بـ0.65 بالمئة عند 8053.65 نقطة، مدفوعا بصعود قوي لسهم “الكويتية العقارية القابضة”، الذي قفز بـ82.83 بالمئة.

وتراجع مؤشر بورصة مسقط تراجعا طفيفا بـ0.04 بالمئة إلى 4523.4 نقطة، وذلك وسط تراجع سهمي “الأنوار للسيراميك” و”البنك الأهلي”، اللذين انخفضا بـ2.94 بالمئة و1.94 بالمئة على التوالي.

أما في مصر، فقد ارتفع المؤشر الرئيسي “إيجي إكس 30” بنسبة 1.17 بالمئة، أي ما يعادل 362.7 ليصل إلى مستوى 31418.7 نقطة.

وجاء من بين الأسهم الصاعدة في السوق المصرية سهما “النساجون الشرقيون” و”المصرية للاتصالات”، اللذين ارتفعا بـ3.60 بالمئة و3.16 بالمئة على الترتيب.

ويأتي ذلك في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، حيث أعلن التلفزيون الحكومي الإيراني، مساء الإثنين، بدء عملية عسكرية استهدفت قاعدة العديد الجوية الأمريكية في قطر، وهي من أكبر القواعد العسكرية في الشرق الأوسط وتضم نحو 8000 جندي أمريكي.

وسبق ذلك، فجر الأحد، شن الولايات المتحدة ضربات جوية على منشآت نووية إيرانية في فوردو ونطنز وأصفهان، في تصعيد مباشر بعد تقديمها دعماً عسكرياً واستخبارياً ولوجستياً للهجوم الإسرائيلي على إيران.

ومنذ 13 يونيو/ حزيران الجاري، تشهد المنطقة تصعيدًا خطيرًا، إذ تهاجم إسرائيل منشآت نووية وقواعد صاروخية وقادة عسكريين وعلماء نوويين في إيران، بينما ترد طهران بقصف مواقع عسكرية واستخباراتية إسرائيلية باستخدام صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الطرفين.

 

الأناضول

مقالات مشابهة

  • هروب اليهود من إسرائيل
  • ‪مجالس جماعية تستأنف تزفيت وتبليط الطرقات قبل الإنتخابات
  • الخرطوم: “الدعم السريع” ارتكبت “إبادة جماعية” والدول الراعية للمليشيا متورطة في الجريمة
  • الأمن الوطني يتعبئ لمكافحة الجرائم البيئية التي تستهدف الثروة الغابوية
  • باحثان بجامعة المنصورة يفوزان بجائزة الشارقة لأفضل أطروحة دكتوراه في الوطن العربي
  • الأمم المتحدة ترى أن خطر وقوع إبادة جماعية في السودان "مرتفع جدا"
  • رغم التوترات.. مكاسب جماعية لأسواق الخليج باستثناء بورصة مسقط
  • شيخ الأزهر لسفيرة الاتحاد الأوروبي: ما يحدث في غزة إبادة جماعيَّة
  • الصراع الإسرائيلي-الإيراني يحدث قلقًا وانقسامًا في العدالة والتنمية
  • شيخ الأزهر لسفيرة الاتحاد الأوروبي : ما يحدث في غزة إبادة جماعية