منذ فجر التاريخ واليهود لا يرون في غيرهم إلا أدوات لخدمتهم أو أعداء يجب سحقهم. هذه ليست مبالغة ولا إنفعالًا عاطفيًا، بل حقيقة راسخة في نصوصهم المقدسة وفي وجدانهم الجمعي الذي تشكل على أساس "شعب الله المختار" و"الأمم النجسة" التي لا تستحق الحياة.

اليهودي – وفقًا للعقيدة التلمودية – لا يرى في العربي أو المسلم إنسانًا كاملًا، بل كائنًا أدنى خُلق لخدمة الإسرائيلي.

وفي تلمودهم يرد  بوضوح هذا النص : "إن أرواح غير اليهود هي أرواح حيوانية في أجساد بشرية"، وهذه العبارة  اختصرت كيف يرى اليهود الآخر بأنه لا قيمة له إلا بقدر ما يقدم لإسرائيل من مصلحة أو مال أو حماية.

هذه العقلية المتعالية هي التي صنعت كل حروبهم وكل خياناتهم وكل تحالفاتهم القذرة مع قوى الاستعمار والمال. 
هم لا يعيشون إلا على تمزيق غيرهم ولا يقيمون دولتهم إلا على أنقاض الآخرين. 
من بابل إلى روما، ومن الأندلس إلى القدس، ومن سايكس–بيكو إلى غزة كان اليهود دومًا في صف النار يصنعون الفتن ثم يبكون على رمادها.

فهم يرون في العربي تهديدًا أبديًا وفي المسلم عدوًا وجوديًا وفي الأمة العربية جثة يجب أن تُنهب لا تُبعث.

فالإعلام الإسرائيلي والمناهج الإسرائيلية وحتى خطاب الحاخامات في الكنيس كلها تكرّس صورة العربي "المتوحش"، "الكاذب"، "البدائي" الذي لا يفهم إلا لغة القوة. ولهذا لا يتحدثون معنا إلا بالصواريخ ولا يفاوضون إلا على دمائنا.

إسرائيل التي تتغنى بالديمقراطية ترى في الفلسطيني إرهابيًا حتى وهو يحمل مفتاح بيته وتصف الطفل الذي يرشق حجارة على دبابة بأنه خطر وجودي على "دولة الأمن".

إنهم يكرهوننا لأننا نذكرهم بما حاولوا محوه بأننا أصحاب الأرض، وأنهم مجرد عابرين لصوص في التاريخ.

كما أن العداء اليهودي للعرب ليس وليد السياسة الحديثة، بل هو متجذر في اللاهوت العبري نفسه. ففي سفر التثنية نجد هذا النص التوراتي: "وأما مدن هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب إلهك نصيبًا فلا تُبقِ منها نسمة حية، بل حرمها تحريمًا" (تثنية 20:16). هذا النص الدموي هو الأساس الذي يبرر كل مذبحة، من دير ياسين إلى جنين، ومن قانا إلى غزة.

فهم يعتقدون أن الله منحهم الأرض ومنحنا نحن الموت. لهذا لا يترددون في القتل لأنهم يرونه تنفيذًا لوصية إلهية، لا جريمة حرب.


في كل مرة تشتعل فيها الحرب على أرض فلسطين تتجلى الحقيقة التي يحاول العالم الغربي تغطيتها بابتسامات الدبلوماسية وبيانات “السلام” إسرائيل لا ترى في العرب شركاء، بل خصومًا أزليين.
ومهما تحدّث قادتها عن “التعايش” و“الإتفاقات التاريخية”، فإن نظرتهم إلى المجتمع العربي لا تزال أسيرة الغطرسة القديمة نفسها — نظرة من يعتبر نفسه “الأعلى” حضاريًا وعرقيًا ودينيًا، ومن يرى في العربي مجرد خطر أمني أو رقم على هامش الخريطة.

من يتتبع الخطاب الإعلامي والسياسي في تل أبيب اليوم يدرك أن “السلام” الذي يتغنون به ليس أكثر من قناع سياسي يُستخدم حين تكون البنادق صامتة. أما حين تبدأ الصواريخ في غزة أو الخليل فإن الخطاب ذاته يكشف وجهه الحقيقي من دعوات للإنتقام وتحقير للفلسطيني وشيطنة للعربي، وتجريد كامل من الإنسانية لكل من يقف في صف المظلوم.

والأدهى من ذلك أن العقل الغربي الذي يدّعي الحضارة يصفق لهم ، بينما نحن نُدان حين ندافع عن أنفسنا.

ومن خلال هذا السياق أؤكد وبشدة أن إسرائيل ليست دولة طبيعية، بل مشروع كراهية منظم يربّي أبناءه على أن العرب "أدنى"، والمسلم "عدو"، والمسيحي "كافر"، وكل ما سوى اليهود "وسيلة لا غاية".
لذلك، حين تبتسم لنا تل أبيب في إتفاق تطبيع فإنها لا ترى فينا سوى فرصة جديدة للإبتزاز لا شريكًا في السلام.

من يعرف كيف يرانا اليهود يدرك أن الصراع معهم ليس على أرض فقط، بل على الوجود نفسه.
نحن بالنسبة لهم خطيئة يجب محوها من التاريخ، وهم بالنسبة لنا سرطان يجب أن يُستأصل من الجسد العربي.
هذه هي الحقيقة التي يجب أن تُقال بوضوح لا سلام مع من يري فيك عبداً
ولا أمان مع من يعتبر دمك قربانًا لطموحاته الدينية والسياسية.

ومن يراقب الخطاب اليهودي في السنوات الأخيرة سواء في الإعلام العبري أو في تصريحات قادتهم يدرك بوضوح أن نظرتهم إلى العرب لم تتغيّر رغم كل ما يرفعونه من شعارات عن“السلام”و”التعايش”. 
فخلف الوجوه المبتسمة والدعوات الزائفة إلى السلام تختبئ عقلية توراتية قديمة لا ترى في العربي سوى عدوٍّ ينبغي إخضاعه أو محوه من الوجود.

اليهود اليوم لا ينظرون إلى المجتمع العربي كشريك في الإنسانية، بل كأداة يجب السيطرة عليها، وكجغرافيا ينبغي إعادة تشكيلها لتخدم المشروع الإسرائيلي، وكل حديثهم عن “السلام” ما هو إلا مسرحية سياسية متقنة الإخراج هدفها كسب الوقت وتهدئة الرأي العام العالمي، وإستكمال بناء دولتهم العنصرية على أنقاض الشعب الفلسطيني.
إنهم يتحدثون عن السلام بألسنتهم بينما تفضحهم أفعالهم في غزة والقدس، في الضفة والجنوب اللبناني. سلامهم لا يعني إنهاء الحروب، بل تثبيت الإحتلال وشرعنة القتل، وفرض الهيمنة باسم "الأمن الإسرائيلي".

في أعينهم، العربي ليس إنسانًا مساوياً في الكرامة أو الحقوق، بل خطرٌ يجب ترويضه، ووجودٌ يجب تحجيمه. 
حتى دعاة السلام منهم لا يتحدثون عن المساواة، بل عن “تطبيعٍ” يكرّس التفوق اليهودي ويُبقي العربي تابعًا، خانعًا، مسلوب الإرادة.
إنهم يقدّمون أنفسهم للعالم كضحايا دائمين، بينما يمارسون كل أشكال القهر والتوسع ضد من حولهم. ومن يرفض الخضوع لمنطقهم يُصنّفونه إرهابيًّا وعدوًّا للسلام!


وأؤكد أيضاً أن من يقرأ التاريخ بعينٍ صادقة لا يخدعه بريق الشعارات ولا يخدّره حديث "السلام" المنمّق.
فاليهود منذ القدم  وحتى يومنا هذا لم يعرفوا معنى السلام إلا إذا كان غطاءً لمطامعهم، وستارًا يخدعون به العالم ليواصلوا سرقة الأرض وسفك الدماء باسم “الحق الإلهي”.
إنّ ما يحدث اليوم في فلسطين ليس حربًا دفاعية كما يزعمون، بل إستكمالٌ لحربٍ قديمة ضدّ كل ما هو عربيٍّ ومسلم.
حربٍ يشنّها فكرٌ توراتيٌّ مغلّف بالدبلوماسية الزائفة. فبينما تُمدّ لهم الأيدي بالسلام، يُشهرون الخناجر في الظهور، وبينما يرفعون شعارات التعايش يُجهّزون الدبابات والطائرات لدفن التعايش تحت الركام.

وختاماً ، لقد آن للعرب أن يدركوا أنّ “السلام الإسرائيلي” ليس سوى هدنة مؤقتة بانتظار فرصة جديدة للإنقضاض. 
فاليهود لا يرون فينا شركاءَ في إنسانيةٍ واحدة، بل عوائقَ في طريق "الوعد الإلهي" المزعوم. 
ومن لا يقرأ النوايا من بين سطور التاريخ سيظلّ ضحيةً للسلام الكاذب الذي تُخفي وراءه إسرائيل خنجرها المسموم.

طباعة شارك فجر التاريخ اليهود إسرائيل

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: فجر التاريخ اليهود إسرائيل فی العربی ترى فی

إقرأ أيضاً:

سيمون تتوَّجه برسالة سلام.. تكريم رفيع في مؤتمر «تقارب» تحت رعاية الدبلوماسية الدولية

في أجواء احتفالية تحمل رسالة إنسانية عميقة، حظيت الفنانة سيمون بتكريم راقٍ خلال مشاركتها في مؤتمر «تقارب»، والذي أُقيم تحت رعاية مركز السلام للدبلوماسية الدولية، وسط حضور مميز ضم ممثلين عن عدة دول، ونخبة من الشخصيات العامة والفنانين، في لقاء جمعهم هدف واحد واضح: تعزيز التقارب بين الشعوب وبناء جسور التفاهم الإنساني.

وعبّرت سيمون عن فخرها بهذا التكريم الذي وصفته بـ«الراقي»، مؤكدة أن مفهوم التقارب لم يكن يومًا مجرد شعار يُرفع في المناسبات، بل قوة حقيقية قادرة على إعادة تشكيل العلاقات الإنسانية، وفتح مساحات أوسع للفهم المتبادل، والتعاون، والإبداع المشترك بين الثقافات المختلفة.

وأضافت أن الإنسان يظل هو الثابت الوحيد وسط كل التحديات والظروف الصعبة، إلى جانب الثقافة التي تبقى دائمًا أحد أهم أدوات بناء الجسور بدلًا من إقامة الحواجز، مشددة على أن رسالة المؤتمر تجاوزت حدود الكلمات لتتحول إلى فعل حقيقي يدعو للتقارب بصدق ونية خالصة.

وأكدت أن هذه الفعالية لم تكن مجرد لقاء بروتوكولي، بل حملت رسالة صريحة بأن العالم يمكن أن يكون بيتًا واسعًا يتسع للجميع، إذا أحسنّا الإصغاء لبعضنا البعض واخترنا أن نقترب بإنسانية.

وفي ختام كلمتها، وجّهت سيمون الشكر لكل الحضور الكريم، ولكل من ساهم في إنجاح هذه الفعالية المهمة، التي أكدت من جديد دور الفن والثقافة في تعزيز قيم السلام، ودعمت مكانتها كسفيرة للنماء الإنساني وسفيرة للنوايا الحسنة.

 

مقالات مشابهة

  • زيلينسكي: أوكرانيا ستطلع أميركا على خطة السلام المعدلة
  • المفاوضات تدخل منطقة الضباب.. «سلام أوكرانيا».. موسكو تترقب وكييف تتريث
  • يديعوت: توني بلير خارج مجلس السلام الذي اقترحه ترامب لإدارة غزة
  • فايننشال تايمز: بلير لن ينضم لمجلس سلام غزة
  • فايننشال تايمز: إبعاد توني بلير من “مجلس السلام” الذي اقترحه ترامب بشأن غزة
  • سيمون تتوَّجه برسالة سلام.. تكريم رفيع في مؤتمر «تقارب» تحت رعاية الدبلوماسية الدولية
  • مونيكا وليم تكتب: انعكاسات التقدم الروسي في أوكرانيا على فرص التسوية
  • عبد السلام فاروق يكتب: رفعت سلام .. العاصفة الهادئة في سماء الثقافة المصرية
  • ما الذي اشترته نتفليكس؟ 100عام من التاريخ المرئي لـوارنر براذرز
  • رئيس الوزراء اللبناني: حزب الله وافق على اتفاق وقف الأعمال العدائية الذي يحصر السلاح بيد قوات الدولة