د. آية الهنداوي تكتب: سلام على الورق وعداء في الميدان ..كيف يرانا اليهود حقاً ؟
تاريخ النشر: 12th, October 2025 GMT
منذ فجر التاريخ واليهود لا يرون في غيرهم إلا أدوات لخدمتهم أو أعداء يجب سحقهم. هذه ليست مبالغة ولا إنفعالًا عاطفيًا، بل حقيقة راسخة في نصوصهم المقدسة وفي وجدانهم الجمعي الذي تشكل على أساس "شعب الله المختار" و"الأمم النجسة" التي لا تستحق الحياة.
اليهودي – وفقًا للعقيدة التلمودية – لا يرى في العربي أو المسلم إنسانًا كاملًا، بل كائنًا أدنى خُلق لخدمة الإسرائيلي.
وفي تلمودهم يرد بوضوح هذا النص : "إن أرواح غير اليهود هي أرواح حيوانية في أجساد بشرية"، وهذه العبارة اختصرت كيف يرى اليهود الآخر بأنه لا قيمة له إلا بقدر ما يقدم لإسرائيل من مصلحة أو مال أو حماية.
هذه العقلية المتعالية هي التي صنعت كل حروبهم وكل خياناتهم وكل تحالفاتهم القذرة مع قوى الاستعمار والمال.
هم لا يعيشون إلا على تمزيق غيرهم ولا يقيمون دولتهم إلا على أنقاض الآخرين.
من بابل إلى روما، ومن الأندلس إلى القدس، ومن سايكس–بيكو إلى غزة كان اليهود دومًا في صف النار يصنعون الفتن ثم يبكون على رمادها.
فهم يرون في العربي تهديدًا أبديًا وفي المسلم عدوًا وجوديًا وفي الأمة العربية جثة يجب أن تُنهب لا تُبعث.
فالإعلام الإسرائيلي والمناهج الإسرائيلية وحتى خطاب الحاخامات في الكنيس كلها تكرّس صورة العربي "المتوحش"، "الكاذب"، "البدائي" الذي لا يفهم إلا لغة القوة. ولهذا لا يتحدثون معنا إلا بالصواريخ ولا يفاوضون إلا على دمائنا.
إسرائيل التي تتغنى بالديمقراطية ترى في الفلسطيني إرهابيًا حتى وهو يحمل مفتاح بيته وتصف الطفل الذي يرشق حجارة على دبابة بأنه خطر وجودي على "دولة الأمن".
إنهم يكرهوننا لأننا نذكرهم بما حاولوا محوه بأننا أصحاب الأرض، وأنهم مجرد عابرين لصوص في التاريخ.
كما أن العداء اليهودي للعرب ليس وليد السياسة الحديثة، بل هو متجذر في اللاهوت العبري نفسه. ففي سفر التثنية نجد هذا النص التوراتي: "وأما مدن هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب إلهك نصيبًا فلا تُبقِ منها نسمة حية، بل حرمها تحريمًا" (تثنية 20:16). هذا النص الدموي هو الأساس الذي يبرر كل مذبحة، من دير ياسين إلى جنين، ومن قانا إلى غزة.
فهم يعتقدون أن الله منحهم الأرض ومنحنا نحن الموت. لهذا لا يترددون في القتل لأنهم يرونه تنفيذًا لوصية إلهية، لا جريمة حرب.
في كل مرة تشتعل فيها الحرب على أرض فلسطين تتجلى الحقيقة التي يحاول العالم الغربي تغطيتها بابتسامات الدبلوماسية وبيانات “السلام” إسرائيل لا ترى في العرب شركاء، بل خصومًا أزليين.
ومهما تحدّث قادتها عن “التعايش” و“الإتفاقات التاريخية”، فإن نظرتهم إلى المجتمع العربي لا تزال أسيرة الغطرسة القديمة نفسها — نظرة من يعتبر نفسه “الأعلى” حضاريًا وعرقيًا ودينيًا، ومن يرى في العربي مجرد خطر أمني أو رقم على هامش الخريطة.
من يتتبع الخطاب الإعلامي والسياسي في تل أبيب اليوم يدرك أن “السلام” الذي يتغنون به ليس أكثر من قناع سياسي يُستخدم حين تكون البنادق صامتة. أما حين تبدأ الصواريخ في غزة أو الخليل فإن الخطاب ذاته يكشف وجهه الحقيقي من دعوات للإنتقام وتحقير للفلسطيني وشيطنة للعربي، وتجريد كامل من الإنسانية لكل من يقف في صف المظلوم.
والأدهى من ذلك أن العقل الغربي الذي يدّعي الحضارة يصفق لهم ، بينما نحن نُدان حين ندافع عن أنفسنا.
ومن خلال هذا السياق أؤكد وبشدة أن إسرائيل ليست دولة طبيعية، بل مشروع كراهية منظم يربّي أبناءه على أن العرب "أدنى"، والمسلم "عدو"، والمسيحي "كافر"، وكل ما سوى اليهود "وسيلة لا غاية".
لذلك، حين تبتسم لنا تل أبيب في إتفاق تطبيع فإنها لا ترى فينا سوى فرصة جديدة للإبتزاز لا شريكًا في السلام.
من يعرف كيف يرانا اليهود يدرك أن الصراع معهم ليس على أرض فقط، بل على الوجود نفسه.
نحن بالنسبة لهم خطيئة يجب محوها من التاريخ، وهم بالنسبة لنا سرطان يجب أن يُستأصل من الجسد العربي.
هذه هي الحقيقة التي يجب أن تُقال بوضوح لا سلام مع من يري فيك عبداً
ولا أمان مع من يعتبر دمك قربانًا لطموحاته الدينية والسياسية.
ومن يراقب الخطاب اليهودي في السنوات الأخيرة سواء في الإعلام العبري أو في تصريحات قادتهم يدرك بوضوح أن نظرتهم إلى العرب لم تتغيّر رغم كل ما يرفعونه من شعارات عن“السلام”و”التعايش”.
فخلف الوجوه المبتسمة والدعوات الزائفة إلى السلام تختبئ عقلية توراتية قديمة لا ترى في العربي سوى عدوٍّ ينبغي إخضاعه أو محوه من الوجود.
اليهود اليوم لا ينظرون إلى المجتمع العربي كشريك في الإنسانية، بل كأداة يجب السيطرة عليها، وكجغرافيا ينبغي إعادة تشكيلها لتخدم المشروع الإسرائيلي، وكل حديثهم عن “السلام” ما هو إلا مسرحية سياسية متقنة الإخراج هدفها كسب الوقت وتهدئة الرأي العام العالمي، وإستكمال بناء دولتهم العنصرية على أنقاض الشعب الفلسطيني.
إنهم يتحدثون عن السلام بألسنتهم بينما تفضحهم أفعالهم في غزة والقدس، في الضفة والجنوب اللبناني. سلامهم لا يعني إنهاء الحروب، بل تثبيت الإحتلال وشرعنة القتل، وفرض الهيمنة باسم "الأمن الإسرائيلي".
في أعينهم، العربي ليس إنسانًا مساوياً في الكرامة أو الحقوق، بل خطرٌ يجب ترويضه، ووجودٌ يجب تحجيمه.
حتى دعاة السلام منهم لا يتحدثون عن المساواة، بل عن “تطبيعٍ” يكرّس التفوق اليهودي ويُبقي العربي تابعًا، خانعًا، مسلوب الإرادة.
إنهم يقدّمون أنفسهم للعالم كضحايا دائمين، بينما يمارسون كل أشكال القهر والتوسع ضد من حولهم. ومن يرفض الخضوع لمنطقهم يُصنّفونه إرهابيًّا وعدوًّا للسلام!
وأؤكد أيضاً أن من يقرأ التاريخ بعينٍ صادقة لا يخدعه بريق الشعارات ولا يخدّره حديث "السلام" المنمّق.
فاليهود منذ القدم وحتى يومنا هذا لم يعرفوا معنى السلام إلا إذا كان غطاءً لمطامعهم، وستارًا يخدعون به العالم ليواصلوا سرقة الأرض وسفك الدماء باسم “الحق الإلهي”.
إنّ ما يحدث اليوم في فلسطين ليس حربًا دفاعية كما يزعمون، بل إستكمالٌ لحربٍ قديمة ضدّ كل ما هو عربيٍّ ومسلم.
حربٍ يشنّها فكرٌ توراتيٌّ مغلّف بالدبلوماسية الزائفة. فبينما تُمدّ لهم الأيدي بالسلام، يُشهرون الخناجر في الظهور، وبينما يرفعون شعارات التعايش يُجهّزون الدبابات والطائرات لدفن التعايش تحت الركام.
وختاماً ، لقد آن للعرب أن يدركوا أنّ “السلام الإسرائيلي” ليس سوى هدنة مؤقتة بانتظار فرصة جديدة للإنقضاض.
فاليهود لا يرون فينا شركاءَ في إنسانيةٍ واحدة، بل عوائقَ في طريق "الوعد الإلهي" المزعوم.
ومن لا يقرأ النوايا من بين سطور التاريخ سيظلّ ضحيةً للسلام الكاذب الذي تُخفي وراءه إسرائيل خنجرها المسموم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: فجر التاريخ اليهود إسرائيل فی العربی ترى فی
إقرأ أيضاً:
د. نرمين سامي تكتب: من مدينة السلام.. السيادة المصرية تتحدث
ليست العبرة في تاريخ الأمم بسنوات الرخاء والسلام وحسب، بل بمواقفها في ساعات المحن والأزمات، حين تُختبر المواقف ، وتُكشف النوايا، ويُوزن الرجال والدول بميزان المبدأ والشجاعة.
واليوم، تمر أمتنا بمنعطف تاريخي ستُسجل صفحاته بأحرف من نور أو جمر ، ومصر بحكمتها وثقلها وتاريخها تقف في قلب هذا المنعطف. إنها لا تدير أزمة عابرة فحسب ، بل تتقمص دورًا مصيريًا في واحدة من أعقد القضايا التي شهدها العالم؛ القضية الفلسطينية.
فالمتأمل في الموقف المصري يدرك أنه لا يلعب دور الوسيط العادي، بل إنه يحمل راية الصمود والإنسانية في وجه عاصفة عاتية. إنه يحاول، برغم كل الضغوط الهائلة، أن يكون الضمير النابض للأمة، والحصن الذي يحمي ما تبقى من مبادئ العدل والكرامة. فهل ندرك نحن، كأبناء لهذه الأمة حجم المسؤولية التي تتحملها مصر؟ وهل نعي ثمن هذا الموقف؟
إن مصر اليوم، وبكل وضوح، تضع نصب عينيها استقرار المنطقة كلها، وهي تدرك أن أي حل حقيقي وعادل للقضية الفلسطينية لا يمكن أن يمر إلا من خلالها. هذا ليس ادعاءً، بل هو استحقاق تاريخي وجغرافي وسياسي. والسؤال الذي يجب أن نوجهه لأنفسنا هو: أين نقف نحن من مصر في هذا الوقت بالذات؟
إننا إن لم نقف مع مصر اليوم، بقلوبنا وعقولنا وكلمتنا، فلا نستحق أن نتحدث غدًا عن "شرف الانتماء" للوطن. فالوطن ليس أرضًا نستظل بظلها في أوقات الرخاء فقط، الوطن هو أن نكون سندًا له حين يحتاج إلى صوتنا، إلى تأييدنا، إلى فهمنا لسياساته الصعبة في بحر متلاطم الأمواج. الوفاء للوطن في أوقات الشدة هو الذي يصنع الفرق بين المواطن والمساكن.
أما القضية الفلسطينية فتمر بمنعطف بالغ الحساسية، تتقاطع فيه المبادئ مع المصالح، والمشاعر مع التحديات الجيوسياسية الواقعية. وفي خضم هذا المشهد الملتهب، تبرز حاجة ماسة إلى التمييز بين حقائق ثابتة وأجندات متحركة.
فالحق الثابت في المقاومة والتحرير لا شك ولا جدال فيه ؛ إن لأي شعب تحت الاحتلال الحق الطبيعي والشرعي في مقاومة محتليه، وفقًا لمواثيق القانون الدولي نفسه. ففلسطين، بأرضها المغتصبة وشعبها المُشرَّد، لها الحق الكامل في الدفاع عن وجودها، واستعادة سيادتها، وتحرير أراضيها. هذا مبدأ ثابت لا يمكن المساس به .
وكلنا تربينا على أن فلسطين هي جزء منا، يؤلمنا ما يؤلمها ويفرحنا ما يفرحها. هذا الارتباط لم ينشأ فقط لأن قضيتها تمثل "أمنا قوميا" لمصر فحسب، بل هو أعمق من ذلك بكثير. لقد تشربنا القضية كجزء من عقيدتنا ووجداننا وتاريخنا المشترك، وهي رابطة دم وتضحية أصبحت جزءًا من هويتنا، ندافع عنها بكل ما أوتينا من قوة .
وهذا بالضبط ما يفسر الموقف الثابت للرئيس السيسي برفض أي عملية تهجير للفلسطينيين إلى الأراضي المصرية ؛ فما يضير مصر بإثنان مليون فلسطيني في الوقت التي تحتضن فيه ملايين الأشقاء من السودان وسوريا على أراضيها طيلة أكثر من أحد عشر عامًا !
ليس هذا تناقضًا بل هو ذروة الحكمة والمسؤولية ، فالرفض هنا ليس رفضًا للشعب الفلسطيني، بل هو رفض لتصفية القضية بأكملها. لأن دخول الفلسطينيين إلى مصر يعني انتهاء القضية الفلسطينية وفقدان الحق التاريخي في العودة إلى غزة وتنتهي القضية وهو ما تسعى إليه إسرائيل منذ عشرات السنين ، وساعدها فيه ما فعلته حماس في السابع من أكتوبر لعام ٢٠٢٣ ، سواء اتفقنا أو اختلفنا على كونه حدث مقصود ومدبر بالفعل .
لذلك، يكون الرفض هنا هو أعلى درجات الدفاع عن القضية، وهو موقف يستحق الإشادة والفهم قبل النقد. مصر ترفض أن تكون شريكًا في إنهاء قضية عربية إسلامية، وتؤكد أنها لن تسمح بمسح هوية فلسطين من على خارطة التاريخ.
وهنا ثمة سؤال يطرح نفسه .. هل كانت حماس مستعدة لعواقب ما فعلته في السابع من أكتوبر؟
الأيام والوقائع أثبتت أن الإجابة واضحة: كلا. فما نشهده الآن هو مشهد مأساوي يعيد نفسه، حيث تطلب حماس وقف إطلاق النار والعودة إلى ما قبل السابع من أكتوبر.!
وهو ما يشبه اعترافًا ضمنيًا بأنها خاضت معركة لم تكن مجهزة لتحمل تبعاتها الاستراتيجية. لقد أقدمت على خطوة مصيرية دون امتلاك الرؤية أو الأدوات لتحويل الانتصار إلى مكاسب استراتيجية حقيقية للشعب الفلسطيني، تاركةً غزة وشعبها يدفعون الثمن وحدهم..!
وعلى الجانب الآخر .. من ينتصر فعليًا في الصراع القائم ؟
فالناظر إلى المشهد الإقليمي سيجد أن الصراع تجاوز غزة بكثير. فبغض النظر عن الدمار في القطاع، سواء قبل السابع من أكتوبر أو بعده، فإن النتيجة الأهم التي تحققت على الأرض هي تعزيز السيطرة الإسرائيلية الفعلية على معظم جوارها المباشر. فقد سيطرت بشكل شبه كامل على سوريا (من خلال الضربات المتكررة دون ردع حقيقي )، وأضعفت حزب الله في لبنان الذي بات محاصرًا سياسيًا وعسكريًا، وقضت بشكل شبه تام على أذرع إيران الممتدة في المنطقة. كما أن غزة، بؤرة الصراع، تعود بشكل أو بآخر إلى مربع الصفر، بل وأكثر تدميرًا وانقسامًا.
إسرائيل، من منظور استراتيجي بحت، حققت انتصارات جيوسياسية كبرى على حساب أجندة المقاومة، بينما وجدت حماس نفسها وحيدة في مواجهة العاصفة، تطلب العودة إلى نقطة البداية.
لذا، إن كنت تقف مع المقاومة هذا موقف تُحترم مشاعره النبيلة. لكن ينبغي أن تدرك أن تأييدك لحركة "حماس" يختلف عن تأييدك للمقاومة ذاتها، فهي لا تمثل وجه المقاومة الفلسطينية الوحيد، بل تتحرك وفق أجندات خاصة مرتبطة بفكر "الإسلام السياسي" الذي قد لا يعبر بالضرورة عن المصالح العليا للشعب الفلسطيني بأكمله.
وهذه الأجندة نفسها هي التي أوصلتنا إلى ما نحن فيه، حيث لم تتردد في توجيه سلاحها نحو من دافعوا عن القضية طوال تاريخهم، فكانت جريمة اغتيال الجنود المصريين في سيناء دليلاً دامغًا على أن دماء العرب أصبحت وسيلة مقبولة لتمرير مشاريعها، وذلك ثمن الأجندات الخفية التي جعلت من القضية الفلسطينية غطاءً لتصفية الحسابات.
لذا فمن عدم الإنصاف أن تقلل من دور مصر أو تتهمها بالتخلي عن القضية الفلسطينية ، بسبب عدم تبنيها للأجندة الكاملة لحماس.
يمكنك دعم حق الشعب الفلسطيني في التحرير دون تأييد كل ما تفعله حماس. ويمكنك أن تثق في أن الموقف المصري، بحكمته وثقله، هو من يحافظ على جذور القضية مشتعلة، ويحميها من الابتلاع والتصفية، حتى لو لم تكن خطواته تتصدر عناوين الأخبار.
فلنكن أذكياء في قراءة المشهد، وألا نسمح لعواطفنا أن تجعلنا أداة في أيدي من قد يضحي بالقضية نفسها من أجل مكاسب أخرى.
ولننظر إلى الدليل العملي على عظمة هذا الموقف ؛ لقد استطاعت مصر أن تؤمن الوفد الفلسطيني (وفد حماس) على أراضيها، ليجري مفاوضات مصيرية في مأمن من أي استهداف أو تهديد.
وفي ذكرى حرب أكتوبر وعلى أرض سيناء الحبيبة ، ورفرفة علم فلسطين جوار علم مصر في سماء مدينة السلام على أرض مصر الأمان ، ووقوف خليل الحية في وضح النهار في مأمن رجال المخابرات المصرية ، وفي الوقت الذي لم يذهب فيه الرئيس السيسي للولايات المتحدة ، يأتي الرئيس ترامب إلى مصر لتوقيع اتفاقية وقف إطلاق النار بنفسه .
إنها سيادة تمنح الأمان لكل من وطئت قدماه أرضها، وتاريخ يثبت أن مصر عندما تتحدث بالسياسة، فإنها تدعم كلماتها بقوة قادرة على الحماية والتنفيذ.
لذا ينبغي أن نرى الصورة الكبيرة؛ أن مصر تَحمل أمانة، وتدفع ثمنًا باهظًا من أجلنا جميعًا. دورنا أن نكون جدارًا بشريًا يدعمها، لا أن نكون أحمالاً إضافية تثقل كاهلها.
لتكن كلمتنا واحدة، وموقفنا واضحًا ؛ نقف مع مصر.. لأن في وقوفنا معها وقوفًا مع كرامتنا، ومع مستقبلنا، ومع شرف نحتاج أن نثبت أننا نستحقه.
فمصريتنا شرف لا يدانى ، وواجب لا يتوقف ، وتضحية لا تتردد
فافخر بأنك مصري، فأنت من سلالة من علموا العالم أن الكرامة لا تُساوم، وأن الوطن لا يُمس بسوء ما دام فيه قلب ينبض ودماء تتدفق فداءً له.