لبنان ٢٤:
2025-12-13@19:18:15 GMT

حكومة التكنوقراط في لبنان.. حلّ أم مخاطرة؟

تاريخ النشر: 18th, January 2025 GMT

كتبت سابين عويس في" النهار": تدفع الأجواء المتشنّجة ما بين القوى السياسية على خلفية التمثيل السياسي لـ"حزب الله" في الحكومة العتيدة، في ظل شروط يفرضها على مشاركته ،رئيسي الجمهورية والحكومة المكلف في اتجاه الخروج من مأزق التأليف وتسهيل مشاركة كل المكونات إلى حكومة من الاختصاصيين على قاعدة "الرجل المناسب في المكان المناسب"، ما يعيد طرح مفهوم حكومات التكنوقراط ومدى نجاح تجربتها في لبنان في ظل الاصطفافات السياسية القائمة، وما إن كانت مرحلة التغيير الجديدة التي فرضها انتخاب العماد جوزف عون رئيساً وتكليف القاضي نواف سلام ستحمل منحى تغييرياً أيضاً في منهج تشكيل الحكومات في لبنان وآلية عملها وجدواه على مستوى الإنتاجية في ملاقاة شؤون الدولة والناس.


 
وإن كان أكثر توصيف لعهد عون قد اعتبر أنه عهد شهابي جديد، فلا بد من الإشارة إلى أن أولى حكومات شهاب وقد ترأسها في حينها (عام 1960) أحمد الداعوق ترجمت هذا المفهوم من خلال تشكيل حكومة تكنوقراط مطعّمة بسياسيين، لكن لم يُكتب لها العمر لفترة طويلة بسبب حلّ المجلس النيابي، علماً بأن ثانية حكومات شهاب بعد نحو 4 أعوام كانت أيضاً من التكنوقراط، وقد سجلت الإنجازات والإصلاحات التي صبّت في رصيد العهد وعُرفت في ما بعد بالإصلاحات الشهابية. كذلك كان الوضع لاحقاً مع حكومات الرئيس الراحل شارل الحلو. أما الرئيس الراحل سليمان فرنجية فبالرغم من كونه شخصية سياسية كانت حكومتاه اللتان ترأسهما كل من الرئيسين الراحلين صائب سلام وأمين الحافظ، أيضاً حكومتي تكنوقراط. تبعها ايضاً 4 حكومات ذات طابع تقني في عهود كل من الرؤساء إلياس سركيس وأمين الجميّل وإميل لحود.
 
لكل حكومة تكنوقراط ظروفها وحيثياتها، قبل الطائف كما بعده. وأكثر الأسباب وضوحاً في هذا الشأن يكمن في سعي القوى السياسية إلى إبعاد الحكومات عن المنحى السياسي المفجر لها من الداخل، في ظل نظام طائفي تحاصصي، من دون أن يكون الهدف الحقيقي إصلاحياً، خصوصاً أن تلك الحكومات لم تكن تعمّر طويلاً ولأكثر من بضعة أشهر خلافاً لحال الحكومات المتعاقبة ما بعد الطائف ولا سيما مع دخول الرئيس الراحل رفيق الحريري المعترك السياسي.
 
يسجل قيام نحو 12 حكومة تكنوقراط منها ما كان مطعّماً بسياسيين ومنها ما كان من التقنيين البحت وتحت عناوين محددة كما كانت حال حكومة الرئيس نجيب ميقاتي الأولى في عهد الرئيس إميل لحود والتي تشكلت على أثر استقالة حكومة الرئيس عمر كرامي غداة اغتيال الرئيس الحريري وكانت مهمتها وعمرها محددين: إعداد قانون للانتخاب وإجراء الانتخابات النيابية.

 
من أكثر الحكومات تعرّضاً للانتقاد والمعارضة نظراً إلى أن تشكيلها وظروف قيامها كانت من الأشد صعوبة على اللبنانيين بسبب العناوين التي تناولتها، حكومة الرئيس حسان دياب التي جاءت على أثر انتفاضة السابع عشر من تشرين، وتضمّنت وجوهاً جديدة غير منغمسة في الحياة السياسية، لكن التحديات الاقتصادية والمالية الناجمة عن أزمة الودائع وانهيار العملة الوطنية قضت على فرص نجاحها بعدما جاء قرار التخلف عن سداد ديون لبنان السيادية وتعثر إقرار القوانين الإصلاحية المطلوبة لرد الودائع وطمأنة المودعين لتقضي على فرص نجاحها.
 
وإن كانت الأنظار اليوم إلى الحكومة العتيدة للرئيس المكلف تنحو في اتجاه حكومة التكنوقراط نظراً إلى حجم التحديات الاقتصادية والمالية الكبيرة التي ستواجهها، فإن أي حكومة اليوم ما لم تحظ بالغطاء السياسي المحلي والدولي لن تكون قادرة على مواجهة هذه التحديات التي ستتطلب أيضاً صلاحيات استثنائية!
 

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

مصر: ضرورة تشكيل لجنة الـ«تكنوقراط» تمهيداً لعودة السلطة إلى غزة

القاهرة (الاتحاد)

أخبار ذات صلة تفاقم معاناة النازحين في غزة جراء اشتداد المنخفض الجوي مساعٍ أميركية مكثفة لتأسيس «قوة الاستقرار» في غزة

شدد وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي، أمس، على أهمية المضي في خطوات تشكيل لجنة الـ«تكنوقراط» الفلسطينية تمهيداً لعودة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة، مؤكداً الرفض القاطع لأي دعوات تستهدف تهجير الفلسطينيين أو تغيير الوضع الجغرافي والديموغرافي للقطاع.
وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان صحفي، إن ذلك جاء خلال اتصال هاتفي مع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، جرى خلاله بحث تطورات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة والجهود الدولية المبذولة لدعم مسار التهدئة وتثبيت وقف إطلاق النار في غزة وتحقيق التهدئة في الضفة الغربية.
واستعرض الوزير عبدالعاطي وفقاً للبيان، الجهود الحثيثة التي تبذلها مصر لدعم الأمن والاستقرار في المنطقة وعلى رأسها تثبيت وقف إطلاق النار في غزة، مشدداً على أهمية الالتزام بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2803 وضمان تدفق المساعدات الإنسانية من دون قيود إضافة إلى تناول المشاورات الجارية بشأن نشر قوة الاستقرار الدولية.
وأكد أهمية العمل المشترك لزيادة حجم المساعدات الإنسانية بما يلبي احتياجات سكان قطاع غزة، مشدداً على حرص مصر على مواصلة التنسيق مع الشركاء الإقليميين والدوليين لدعم حقوق الشعب الفلسطيني وتمكينه من ممارسة حقه في تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة.
وحذر الوزير عبدالعاطي من خطورة الأوضاع في الضفة الغربية في ظل التصاعد المقلق لعنف المستوطنين واستمرار سياسات مصادرة الأراضي مؤكداً أن هذا النهج ينذر بتوسيع دوائر التوتر ويفرض مسؤولية عاجلة على المجتمع الدولي للتدخل لوقف هذه الانتهاكات ومنع تدهور الأوضاع.
كما شدد على الدور المحوري الذي تضطلع به وكالة «الأونروا» في دعم اللاجئين الفلسطينيين، موضحاً أنه «دور لا بديل عنه ولا يمكن الاستغناء عنه».
وأشار الوزير عبدالعاطي إلى تلقيه اتصالاً هاتفياً من وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والمفوض العام لـ«الأونروا» فيليب لازاريني حول الدور المحوري الذي تقوم به الوكالة في توزيع المساعدات الإنسانية وتقديم الخدمات للفلسطينيين خصوصاً في ظل الظروف الدقيقة الحالية.

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية يؤكد أهمية البدء بتشكيل لجنة التكنوقراط الفلسطينية لإدارة قطاع غزة
  • معكم حكومة بريطانيا.. المكالمة التي تلقتها الجنائية الدولية بشأن نتنياهو
  • عون رداً على الكلام عن وجود ورقة موقعة منه حول التزامه لـحزب الله بموضوع الاستراتيجية الدفاعية: فلينشروها اذا كانت موجودة
  • إجتماع لساعتين... جعجع التقى السفير الأميركيّ وعرض معه المستجدات السياسيّة
  • خطوات أمنية محدودة لرفع الضغط السياسي
  • مصر: ضرورة تشكيل لجنة الـ«تكنوقراط» تمهيداً لعودة السلطة إلى غزة
  • معهد فلسطين: حكومة الاحتلال تدرك أن عمرها السياسي قصير
  • هجوم مُركّز من التيّار على وزير الطاقة
  • السيّد: هل تكفي الدولارات القليلة التي تحال على القطاع العام ليومين في لبنان ؟
  • على صلة بحزب الله وايران.. اليكم آخر المعلومات عن ناقلة النفط التي احتجزتها أميركا في الكاريبي