325 شوطاً في مهرجان ولي عهد دبي للهجن
تاريخ النشر: 18th, January 2025 GMT
علي معالي (دبي)
بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وتحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، وبمتابعة سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الثاني لحاكم دبي، رئيس نادي دبي لسباقات الهجن، والشيخ محمد بن مكتوم بن راشد آل مكتوم، رئيس مجلس إدارة نادي دبي لسباقات الهجن، ينطلق غداً الأحد مهرجان سمو ولي عهد دبي للهجن في ميدان المرموم، وتستمر منافساته حتى 29 يناير الجاري.
ويشهد المهرجان إقامة 325 شوطاً تتنافس فيها نخبة الأصايل من هجن أصحاب السمو الشيوخ وأبناء القبائل، وتنطلق منافسات هجن أصحاب السمو الشيوخ في الفترة من 19 إلى 22 يناير الجاري بواقع 116 شوطاً، فيما تُقام سباقات هجن أبناء القبائل في الفترة من 23 إلى 29 يناير عبر 209 أشواط موزعة على مختلف الفئات العمرية، بواقع 65 شوطاً لفئة الحقايق، و40 شوطاً لفئة اللقايا، و36 شوطاً لفئة الإيذاع، و34 شوطاً لفئة الثنايا، و34 شوطاً لفئة الحول والزمول، كما تم تخصيص 85 شوطاً لهجن الإنتاج، منها 4 لأصحاب السمو الشيوخ و81 لأبناء القبائل، إضافة إلى 24 شوطاً للرموز لهجن أبناء القبائل، بما في ذلك سيف سمو ولي عهد دبي للحول المفتوح وجائزته البالغة 5 ملايين درهم، ويعتبر الرمز الأهم في المهرجان.
وعقد نادي دبي لسباقات الهجن مؤتمراً صحفياً في منصة ميدان المرموم، أعلن خلاله عن تفاصيل المهرجان وأبرز الفعاليات المصاحبة، بحضور علي سعيد بن سرود، المدير التنفيذي للنادي، وعبدالرحمن أحمد أمين، مدير إدارة القنوات الرياضية بمؤسسة دبي للإعلام، وعبدالله أحمد فرج، مدير إدارة الإعلام والتسويق والفعاليات وعلاقات الشركاء بنادي دبي لسباقات الهجن.
أكد علي سعيد بن سرود، أن توقيت مهرجان سمو ولي عهد دبي للهجن مثالي وينتظره أهل الهجن بفارغ الصبر كفرصة لاختبار جاهزية الهجن قبل المهرجانات الختامية الكبرى، مشيراً إلى أن المهرجان يُعدّ رافداً رئيسياً لملاك الهجن من خلال الجوائز القيمة وإتاحة فرص البيع والشراء.
وأوضح بن سرود أن المهرجان هذا العام سيبدأ بسباقات أصحاب السمو الشيوخ في الميدان الصغير لمدة يومين، قبل الانتقال إلى الميدان الكبير لمدة يومين إضافيين، ثم تبدأ سباقات أبناء القبائل.
وأكد أن هذه الخطوة تهدف إلى تقليل التكاليف على الملاك وتسهيل نقل الهجن المشاركة، وقال: هذه الخطوة لاقت استحساناً كبيراً من أهل الهجن الذين قابلوها بمزيد من الارتياح.
وأعلن المدير التنفيذي للنادي عن إقامة مزاد للإنتاج الشخصي بتنظيم وإشراف النادي، حيث سيعرض سلالات مختارة بعناية وخاضعة للفحص، وذكر أن هذا المزاد ظل يشهد نجاحاً كبيراً وأسفر عن إنتاج مطايا مميزة حصلت على الرموز في المهرجانات المختلفة.
كما أشار إلى تنظيم ماراثون للمواطنين لمسافة 11 كلم، والذي يشهد التسجيل للمشاركة فيه إقبالاً كبيراً من جانب الشباب الراغبين في خوض هذا التحدي، وقال إن الماراثون يأتي برعاية مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث.
وتوجه علي سعيد بن سرود بالشكر للجهات المشاركة في المهرجان، مثل القيادة العامة لشرطة دبي، ومؤسسة دبي للإعلام، ومؤسسة دبي للمهرجانات، ومجموعة الحرس الخاص، وكل الجهات التي ساهمت في دعم وتنظيم هذا الحدث التراثي الكبير. أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: دبي سباقات الهجن دبی لسباقات الهجن بن راشد آل مکتوم السمو الشیوخ ولی عهد دبی بن محمد محمد بن
إقرأ أيضاً:
مهرجان القطيع .. ملتقى سنوي للتراث التهامي والهوية الثقافية في الحديدة
تقرير/ جميل القشم
في تهامة، حيث يلتقي خصب الأرض بعطاء البحر، وتنبع الذاكرة من مواسم الزراعة وأهازيج الصيد، ينبثق مهرجان القطيع كل عام، كحدث ثقافي يُعيد رسم ملامح الهوية التهامية ويمنحها حضورًا حيًا في وجدان الأجيال.
يجّسد مهرجان القطيع ملتقى مفتوحًا، يعكس وجدان الإنسان التهامي، ويعكس التقاليد والمعارف المتوارثة التي ظلّت حاضرة في تفاصيل الحياة اليومية، من الزراعة والصيد إلى الأهازيج والرقص والفنون الشعبية.
تقام فعاليات المهرجان في مدينة القطيع بمديرية المراوعة، في أجواء شعبية، تتداخل فيها الروح التهامية مع نبض المجتمع، وتتحول المساحات العامة إلى ساحات تفاعلية تستعرض فيها ملامح الماضي بلغة الحاضر.
يشهد المهرجان السنوي، عروضًا فنية ومسرحية وبهلوانية، تقدّمها فرق شعبية محلية، إلى جانب استعراضات حيّة لطرق الزراعة القديمة، وأدوات الصيد، وتقنيات حفظ المحاصيل والأسماك، في مشاهد بصرية تنقل الزائر إلى أعماق التاريخ المحلي.
يولي المهرجان، أهمية خاصة للرقصات الشعبية، التي تقدّم بزيها التقليدي وإيقاعاتها المميزة، وهو ما يضفي على الفعالية بُعدًا فنيًا متجذرا في الموروث الشفهي والجسدي للمنطقة، ويعزّز حضور من الثقافة الحركية في المشهد العام.
لا تغيب السباقات التراثية عن المشهد، إذ يحتضن المهرجان سباق الهجن، والخيول، والقفز على الجمال، لتكون مثل هذه العروض بمثابة استدعاء حيّ لمظاهر الفروسية والمروءة في البيئة التهامية.
تظهر الرسالة الثقافية للمهرجان جليّة في حرصه على تمكين المجتمع المحلي من تقديم تراثه بلسانه، دون وساطة، بعيدًا عن التنميط، ما يمنح الفعالية أصالة في الطرح وصدقًا في التلقي.
ويسهم المهرجان في ربط الأجيال بالهوية، إذ يجد فيه الكبار فسحة لاستذكار ما عاشوه، بينما يكتشف فيه الصغار تفاصيل جديدة عن بيئتهم وأصولهم، فتتكون بذلك حلقة تواصل حيّة بين الماضي والمستقبل.
يشكل المهرجان رافعة اقتصادية موسمية، تنتعش الأسواق المحلية، وتعرض المنتجات التهامية التقليدية من مأكولات، وأدوات، وحِرف، في مساحة تفاعلية تجمع بين المتعة والدعم الشعبي للصناعات الصغيرة.
ومن الناحية التعليمية، يقدّم المهرجان تجربة تعلم للأبناء والزوار، حيث تنقل مفاهيم الهوية والانتماء عبر التفاعل المباشر مع العروض والأنشطة، بدلاً من التلقين المجرد في الصفوف.
ويمنح في ذات الوقت، مساحة للمثقف الشعبي، الذي يحمل تراثا غير مكتوب، لعرضه من خلال الأداء أو الحكاية أو الحرفة، مما يعيد الاعتبار للمعرفة الشعبية بوصفها مكونًا مهمًا من الموروث الثقافي الوطني.
يقوم تنظيم المهرجان على جهود مجتمعية واسعة، تتشارك فيه اللجان الأهلية، والمبادرات الشبابية، والجهات الثقافية المحلية، ما يعزّز من روح الشراكة ويجعل من الفعالية مناسبة يتملكها الجميع.
يسعى القائمون على المهرجان الذي عادة ما يُقام في ثاني وثالت أيام عيد الأضحى، إلى تطويره سنويًا، سواء من حيث توسيع الفقرات أو إشراك كافة الفئات المجتمعية، لترسيخ حضوره كفعالية وطنية تتجاوز الطابع المحلي، وتعكس غنى الهوية اليمنية.
ويحرص المهرجان على البقاء بعيدًا عن المظاهر الشكلية، مقدّما نفسه كـ”ملتقى تلقائي” تُستعاد فيه الروح التهامية، وتُترجم فيه الثقافة من الناس وللناس، في سياق شعبي حي يعكس صدق الانتماء وعمق الوعي بالهوية.
يعكس مهرجان القطيع، ذاكرة تهامة الحية، وتنبض تفاصيله في وجوه الناس، وخطوات الراقصين، ونبرات العازفين، وضحكات الأطفال، وحكايات الآباء، ليبقى حدثًا سنويًا يزهر بالحياة كلما عاد، ويعمّق حضور التراث كلما نظم.
سبأ