سالم بن نجيم البادي
هل انتصرت غزة؟ وهل للفرح ما يُبرره بعد الاتفاق على وقف الحرب؟
سوف نترك الإجابة على هذا السؤال لأهل غزة وحدهم، ولا داعي للجدل الحاصل حول تسمية ما حصل على أنه "نصر" أم "هزيمة". كل ما يُهم الآن هو أن تتوقف الحرب، وقد آن الأوان ليرتاح أهل غزة من ويلات الحرب التي استمرت 15 شهرًا، وحين نبتهج بقرب نهاية حرب غزة؛ فذلك من أجل الناس في غزة الذين أرهقتهم هذه الحرب المجنونة، ونتمنى توقف الحرب من أجلهم ونتضامن مع سكان غزة لأنهم بشر أبرياء وحسب.
نريد أن تتوقف الحرب في غزة الآن ولن نخوض في جدل عقيم هل انتصرت غزة أم لم تنتصر؟ وهل كان الثمن الذي دفعه الناس في غزة غاليًا جدًا مقابل المكاسب الزهيدة التي حصلوا عليها بعد طوفان الأقصى وتوقف الحرب؟!
ولا يجب أن نخوض في الحديث عن حماس التي نفذت طوفان الأقصى وأن ما قامت به كان تهورًا، ومغامرة دون التفكير في رد فعل إسرائيل والعواقب الكارثية التي سوف تحدث ووصف حماس وفصائل المقاومة بأبشع الأوصاف، وتحميلها كامل المسؤولية عن ما حدث في غزة، لأنَّ ذلك حديث لا جدوى منه، وليس هذا وقته، وكلما كتبت عن حرب غزة يظهر لي من يجلد حماس والمقاومة، وكنت لا أذكر حماس لا مؤيدًا ولا معارضًا، إذ إن همّي هو الإنسان في غزة؛ سواء أخطأت حماس أم أصابت، فإنني أترك الحكم عليها لله، ثم لسكان غزة وللعارفين ببواطن الأمور وللتاريخ.
الحديث في هذا الوقت يجب أن يكون كله عن وقف الإبادة الجماعية وأن يحصل الناس على الغذاء والعلاج والسكن والأمان والسلام والعودة إلى مناطقهم التي هجروا منها. وقد ظهرت بعض الأصوات التي تسخر من اعتبار ما حدث نصرًا لغزة، وتُنكر على الناس فرحهم وتتحدث عن أحوال غزة قبل وبعد طوفان الأقصى وعن حسابات الربح والخسارة. ومع الاعتراف بأن الحرب خلَّفت عشرات الآلاف من الضحايا والجرحى والمفقودين واليتامى والأرامل مع دمار شامل للبنية التحتية والمشافي والمدارس والمساجد، وأن الخسائر فادحة والتضحيات جسمية.
الحرب وحشية وقاسية وبربرية، وارتكبت فيها إسرائيل كل الجرائم مثل الإبادة الجماعية والتهجير القسري واستخدام الجوع كسلاح حرب وتعذيب المعتقلين.
التزام إسرائيل بالاتفاق هو محل شك ورفع الحصار الذي كان مفروضًا على غزة قبل الحرب غير مؤكد، وحتى السجناء الذين سوف يتم إطلاق سراحهم لا أحد يضمن أن إسرائيل لن تعيد اعتقالهم، وقد تعود إسرائيل إلى الحرب بعد إطلاق سراح الأسرى من غزة.
ومع كل ذلك فإن من حق أهل غزة أن يفرحوا وأن يعتبروا أن اتفاق وقف الحرب هو نصر حقيقي لهم؛ فهم من دفع ثمن هذا النصر وهم من يقررون ما إذا كانوا قد انتصروا، لأنهم الذين أذهلوا العالم بصمودهم الأسطوري والبطولي وتضحياتهم التي تفوق الخيال، حتى نالوا إشادات الشعوب التي هبت للتضامن معهم والمطالبة بوقف الحرب ضدهم.
الناس في غزة يستحقون الحياة الكريمة والحرية والفرح رغم أنف عدوهم.. لذلك اتركوهم يفرحوا بتوقف الحرب، لا شأن لكم بذلك، هُم وحدهم من يقيِّمون أعمال حماس وفصائل المقاومة.
سلام على أهل غزة.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
مفاوضات غزة: الوسطاء سلّموا حماس اعتراضات إسرائيل على ردّها.. ما هي؟
سلّم الوسطاء، اليوم الأربعاء، 30 يوليو 2025، حركة حماس ردًّا إسرائيليًا يتضمّن مجموعة من الاعتراضات على مقترحات الحركة ضمن مسار مفاوضات التهدئة وتبادل الأسرى في قطاع غزة .
وبحسب مصادر قناة "التلفزيون العربي"، فقد ركّزت أبرز اعتراضات الجانب الإسرائيلي على ثلاث نقاط أساسية هي:
- رفض بعض بنود إعادة التموضع والانسحاب التي طرحتها حماس ضمن الاتفاق المقترح.
- الاعتراض على مبدأ تبادل جثث جنود إسرائيليين مقابل أسرى فلسطينيين، وهو ما تعتبره إسرائيل غير مقبول في المرحلة الحالية.
- التمسك بعدم الانسحاب من محور صلاح الدين (فيلادلفيا)، وهو الشريط الحدودي الحساس بين غزة ومصر، والذي تعتبره إسرائيل ذا أهمية أمنية قصوى.
وأضافت المصادر أن تسليم هذه الردود جرى اليوم، ضمن جهود مستمرة لتقليص الفجوات بين الجانبين والتوصل إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، في ظل تعثر المفاوضات ومساع الوسطاء لتحريك الجهود وسط تعنت إسرائيلي أميركي.
اقرأ أيضا/ ويتكوف يتوجّه إلى إسرائيل اليوم لمناقشة أزمة غـزة ووقف إطلاق النار
ومن المتوقع أن يصل المبعوث الخاص بالرئيس دونالد ترامب، ويتكوف، إلى إسرائيل في وقت لاحق اليوم، في أول زيارة له منذ ثلاثة أشهر. وتأتي الزيارة في ظل الجمود الذي يعتري المفاوضات، وعلى خلفية الكارثة الإنسانية المتفاقمة في غزة.
ومن المقرر أن يلتقي ويتكوف، يوم غدٍ الخميس، رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو ، ومسؤولين آخرين، لبحث "الوضع الإنساني في القطاع وسبل تعزيز المساعدات"، بحسب ما نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مسؤولَين أميركيَين.
ولمّح أحد المسؤولين الأميركيين إلى احتمال أن تشمل زيارته أيضًا تفقد مراكز توزيع المساعدات التابعة لـ"مؤسسة غزة الإنسانية" (GHF) المدعومة أميركيا وتعمل تحت إشراف الاحتلال، داخل قطاع غزة.
وقال المصدر الأميركي إن "الرئيس ترامب يريد معرفة المزيد عن الوضع الإنساني في غزة، لفهم كيفية توفير مزيد من المساعدات للمدنيين هناك"، على حد تعبيره.
المصدر : وكالة سوا - عرب 48 اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية ارتفاع حالات الانتحار بالجيش الإسرائيلي منذ حرب غزة ويتكوف يتوجّه إلى إسرائيل اليوم لمناقشة أزمة غزة ووقف إطلاق النار الأحزاب الحريدية بإسرائيل تتعهد بتأييد "أي اتفاق" لتبادل أسرى الأكثر قراءة بحبح: الوسطاء ينتظرون رد حماس منذ أيام ولا سبب مقنع للتأخير الكنيست يصادق على مقترح يدعو لضم الضفة الغربية إصابات بالاختناق إثر استمرار عدوان الاحتلال على نابلس قناة عبرية: حماس تتمسك بدخول المساعدات عبر الأمم المتحدة عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025