جريدة الرؤية العمانية:
2025-06-03@13:57:52 GMT

هل انتصرت غزة؟

تاريخ النشر: 18th, January 2025 GMT

هل انتصرت غزة؟

 

 

 

سالم بن نجيم البادي

 

هل انتصرت غزة؟ وهل للفرح ما يُبرره بعد الاتفاق على وقف الحرب؟

سوف نترك الإجابة على هذا السؤال لأهل غزة وحدهم، ولا داعي للجدل الحاصل حول تسمية ما حصل على أنه "نصر" أم "هزيمة". كل ما يُهم الآن هو أن تتوقف الحرب، وقد آن الأوان ليرتاح أهل غزة من ويلات الحرب التي استمرت 15 شهرًا، وحين نبتهج بقرب نهاية حرب غزة؛ فذلك من أجل الناس في غزة الذين أرهقتهم هذه الحرب المجنونة، ونتمنى توقف الحرب من أجلهم ونتضامن مع سكان غزة لأنهم بشر أبرياء وحسب.

نريد أن تتوقف الحرب في غزة الآن ولن نخوض في جدل عقيم هل انتصرت غزة أم لم تنتصر؟ وهل كان الثمن الذي دفعه الناس في غزة غاليًا جدًا مقابل المكاسب الزهيدة التي حصلوا عليها بعد طوفان الأقصى وتوقف الحرب؟!

ولا يجب أن نخوض في الحديث عن حماس التي نفذت طوفان الأقصى وأن ما قامت به كان تهورًا، ومغامرة دون التفكير في رد فعل إسرائيل والعواقب الكارثية التي سوف تحدث ووصف حماس وفصائل المقاومة بأبشع الأوصاف، وتحميلها كامل المسؤولية عن ما حدث في غزة، لأنَّ ذلك حديث لا جدوى منه، وليس هذا وقته، وكلما كتبت عن حرب غزة يظهر لي من يجلد حماس والمقاومة، وكنت لا أذكر حماس لا مؤيدًا ولا معارضًا، إذ إن همّي هو الإنسان في غزة؛ سواء أخطأت حماس أم أصابت، فإنني أترك الحكم عليها لله، ثم لسكان غزة وللعارفين ببواطن الأمور وللتاريخ.

الحديث في هذا الوقت يجب أن يكون كله عن وقف الإبادة الجماعية وأن يحصل الناس على الغذاء والعلاج والسكن والأمان والسلام والعودة إلى مناطقهم التي هجروا منها. وقد ظهرت بعض الأصوات التي تسخر من اعتبار ما حدث نصرًا لغزة، وتُنكر على الناس فرحهم وتتحدث عن أحوال غزة قبل وبعد طوفان الأقصى وعن حسابات الربح والخسارة. ومع الاعتراف بأن الحرب خلَّفت عشرات الآلاف من الضحايا والجرحى والمفقودين واليتامى والأرامل مع دمار شامل للبنية التحتية والمشافي والمدارس والمساجد، وأن الخسائر فادحة والتضحيات جسمية.

الحرب وحشية وقاسية وبربرية، وارتكبت فيها إسرائيل كل الجرائم مثل الإبادة الجماعية والتهجير القسري واستخدام الجوع كسلاح حرب وتعذيب المعتقلين.

التزام إسرائيل بالاتفاق هو محل شك ورفع الحصار الذي كان مفروضًا على غزة قبل الحرب غير مؤكد، وحتى السجناء الذين سوف يتم إطلاق سراحهم لا أحد يضمن أن إسرائيل لن تعيد اعتقالهم، وقد تعود إسرائيل إلى الحرب بعد إطلاق سراح الأسرى من غزة.

ومع كل ذلك فإن من حق أهل غزة أن يفرحوا وأن يعتبروا أن اتفاق وقف الحرب هو نصر حقيقي لهم؛ فهم من دفع ثمن هذا النصر وهم من يقررون ما إذا كانوا قد انتصروا، لأنهم الذين أذهلوا العالم بصمودهم الأسطوري والبطولي وتضحياتهم التي تفوق الخيال، حتى نالوا إشادات الشعوب التي هبت للتضامن معهم والمطالبة بوقف الحرب ضدهم.

الناس في غزة يستحقون الحياة الكريمة والحرية والفرح رغم أنف عدوهم.. لذلك اتركوهم يفرحوا بتوقف الحرب، لا شأن لكم بذلك، هُم وحدهم من يقيِّمون أعمال حماس وفصائل المقاومة.

سلام على أهل غزة.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

صحيفة إسرائيلية: تركيا أصبحت القوة الجديدة التي تُقلق إسرائيل في الشرق الأوسط!

في ظل تغيّر موازين القوى في الشرق الأوسط، لم يعد بإمكان الإعلام الإسرائيلي تجاهل صعود تركيا، حيث نشرت صحيفة The Jerusalem Post تقريرًا وصفت فيه تركيا بأنها أصبحت “قوة عثمانية جديدة” في المنطقة، ولعبت دورًا محوريًا في تشكيل المشهد الإقليمي.

وأفادت الصحيفة، وهي من أبرز وسائل الإعلام في إسرائيل، بأن تركيا بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان أصبحت عنصر توازن رئيسي في الشرق الأوسط، ليس فقط من خلال تحركاتها العسكرية والدبلوماسية، بل أيضًا عبر تحالفاتها الاستراتيجية.

تركيا لاعب حاسم في ملفات إقليمية
وأشار التحليل إلى الدور البارز الذي تلعبه تركيا في ملفات حيوية مثل سوريا، غزة، قطر، وشرق المتوسط، مؤكّدًا أن “السياسة التي ينتهجها أردوغان جعلت من تركيا صانعة للقرارات الإقليمية”.

وفي التحليل الذي كتبه “جوناثان سباير”، تم تسليط الضوء على خطوات تركيا الأخيرة في السياسة الخارجية، حيث ورد في التقرير:
“أردوغان يضع تركيا في موقع المنافس الرئيسي لإسرائيل في الشرق الأوسط”. كما تم اعتبار استضافة “أحمد الشرع” في إسطنبول دلالة رمزية على استئناف العلاقات مع سوريا.

تقارب لافت مع سوريا
وتم تخصيص مساحة واسعة في التقرير للقاء الذي جمع بين أردوغان و الرئيس السوري أحمد الشرع في قصر دولمة بهتشه، حيث أشار التحليل إلى أنها الزيارة الثالثة للشرع إلى تركيا. وأضاف: “شكر الشرع أردوغان على دعمه لرفع العقوبات الدولية المفروضة على سوريا”.

اقرأ أيضا

تنتهي المهلة في 31 يوليو 2025: غرامة كبيرة تنتظر من لم يُجدد…

السبت 31 مايو 2025

وبحسب The Jerusalem Post، فإن تركيا تطمح إلى تطوير علاقاتها مع النظام السوري بهدف إنشاء بنية تحتية عسكرية مشتركة. حيث جاء في التقرير:
“تركيا تبدو عازمة على التعاون مع النظام الجديد لبناء بنية عسكرية داخل سوريا”.

مقالات مشابهة

  • باستثناء إسرائيل صدى طوفان الأقصى يتردد في ثورة بنغلاديش
  • إسرائيل تلوّح باغتيال 4 شخصيات جديدة من "حماس"
  • غزيون يحمّلون حماس مسؤولية المعاناة.. ويطالبون بسرعة إنهاء الحرب
  • مفاوضات غزة: إسرائيل تُقرّر عدم إرسال وفد تفاوضي إلى الدوحة
  • ليست حماس فقط.. إسرائيل تستهدف الجميع
  • غزة انتصرت وانهزمت الأمة
  • الأورومتوسطي .. إسرائيل تنفذ المجزرة الأكبر بحق المُجوَّعين
  • ⛔ لاحظ التعابير التي استخدمها فيصل محمد صالح في هذا اللقاء
  • جندي إسرائيلي شارك في حرب غزة: أشعر بالخجل والذنب لأن الناس يموتون جوعا
  • صحيفة إسرائيلية: تركيا أصبحت القوة الجديدة التي تُقلق إسرائيل في الشرق الأوسط!