في لقاء إعلامي بارز جمع بين الدكتور بدر عبدالعاطي، وزير الخارجية والهجرة، والإعلامي أحمد موسى في برنامج "على مسئوليتي"، قدّم الوزير رؤية متكاملة حول السياسة الخارجية لمصر في ظل الأوضاع الإقليمية والدولية المتغيرة. وقد ركّز الحوار على عدة ملفات رئيسية، أبرزها القضية الفلسطينية، الوضع في سوريا، وتوجهات مصر الاستراتيجية في المنطقة، إلى جانب أولوياتها التنموية داخليًا.

السياسة الخارجية المصرية: الالتزام بالمبادئ والثوابت

استهل الدكتور عبدالعاطي حديثه بالتأكيد على أن السياسة الخارجية المصرية تستند إلى مبادئ واضحة تعكس التزامها بالقانون الدولي واحترام سيادة الدول. وأوضح أن مصر، كدولة إقليمية كبرى، تلتزم بممارسة دورها بحكمة وتعقل، بعيدًا عن أي تصعيد غير محسوب. كما أشار إلى أن مصر ترفض الاستفزازات التي تهدف إلى زعزعة الاستقرار، مؤكداً على قدرة الدولة المصرية على التعامل مع أي تهديدات بفضل جيشها القوي ومؤسساتها الراسخة.

تصريحات الوزير أكدت أن مصر ليست فقط دولة ذات وزن إقليمي، بل أيضًا طرف رئيسي في تعزيز الاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط. هذا الدور يتجلى في جهودها المستمرة لحل الأزمات، ودعوتها للحوار كوسيلة أساسية لتسوية النزاعات.

القضية الفلسطينية: موقف ثابت ودور محوري

تناولت تصريحات الدكتور عبدالعاطي الدور المصري التاريخي في دعم القضية الفلسطينية.

 وشدّد على ضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، كحل نهائي للصراع. 

وأعرب عن قلقه من غياب الأفق السياسي الذي يؤدي إلى تفاقم الأوضاع، مثلما حدث مؤخرًا في غزة.

وأشار إلى الجهود المصرية المكثفة لوقف التصعيد الأخير في قطاع غزة، والتي تضمّنت إدخال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل. 

وأكد أن مصر تعمل بجدية وشفافية، دون أجندات خفية، لدعم حقوق الشعب الفلسطيني وحماية استقراره.

الأزمة السورية: رفض التقسيم والحفاظ على وحدة الدولة

فيما يخص الأزمة السورية، أشار الوزير إلى أن مصر ترفض بشكل قاطع أي محاولات لتقسيم سوريا.

 واعتبر أن هذا السيناريو سيشكل خطرًا جسيمًا على مستقبل الدول العربية بأسرها. وأكد أن مصر تدعم الحلول السياسية القائمة على احترام السيادة السورية، مع ضرورة وقف التدخلات الخارجية التي تؤجج الصراع.

كما شدّد على ضرورة احترام إسرائيل لاتفاق فض الاشتباك لعام 1974، مشيرًا إلى أن الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية تمثل انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية.

التنمية الداخلية: الارتباط بالأولويات الوطنية

على الصعيد الداخلي، أبرز الدكتور عبدالعاطي أن مصر تركز على تعزيز التنمية المستدامة ورفع مستوى معيشة المواطن. 

وأكد أن القيادة السياسية ترى في التحديث الاقتصادي والاجتماعي ضرورة لتحقيق الأمن والاستقرار. 

وأوضح أن مصر تسعى لإيجاد التوازن بين الانخراط في القضايا الإقليمية والحفاظ على استقرارها الداخلي.

رؤية تحليلية: بين الدبلوماسية والإنجاز الوطني

تصريحات الدكتور بدر عبدالعاطي تعكس نهجًا دبلوماسيًا متزنًا يتسم بالواقعية والالتزام بالمبادئ, فمصر تُظهر حرصًا على لعب دور إيجابي في حل الأزمات الإقليمية، مع التركيز على تقوية الداخل وتحديثه.

 السياسة الخارجية المصرية، كما عبّر عنها الوزير، تقوم على الحكمة والمبادرة، وتسعى لتحقيق السلام الإقليمي، مع إبقاء مصلحة المواطن المصري في صدارة الأولويات.

وفي مجمل اللقاء..  جاءت تصريحات الدكتور بدر عبدالعاطي لتعزز الثقة في مكانة مصر الإقليمية والدولية، حيث تواصل القيادة السياسية والدبلوماسية جهودها لتعزيز الاستقرار والسلام في المنطقة.

 وهذا النهج يعكس فهمًا عميقًا للتحديات الإقليمية والدولية، ويؤكد أن مصر، بثقلها التاريخي والسياسي، تظل لاعبًا رئيسيًا في تشكيل مستقبل المنطقة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: وزير الخارجية على مسئوليتي وزارة الخارجية بدر عبدالعاطي احمد موسى المزيد السیاسة الخارجیة أن مصر

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية: لا تستطيع دولة بمفردها مواجهة الأزمات في المنطقة

أكد وزير الخارجية بدر عبد العاطي، أن هناك تطور في العلاقات بين مصر وإيران بما يخدم مصالح المنطقة، ولدينا تشاور مستمر مع طهران وسعداء بالانفتاح الإيراني مع دول الجوار.


وأضاف عبد العاطي، خلال مؤتمر صحفي مع وزير الخارجية الإيراني "عباس عراقجي"، أن نعمل على توظيف علاقاتنا مع الولايات المتحدة وإيران لخفض التصعيد بالمنطقة، ولا تستطيع دولة بمفردها مواجهة الأزمات في المنطقة.


وتابع أن دعم الدولة ومؤسساتها أمر شديد الأهمية لدعم الاستقرار بالمنطقة، وأن أي تصعيد عسكري إضافي سيؤدي إلى خروج المنطقة عن السيطرة، وأن هناك توافق مصري أمريكي على أولوية الحلول السلمية بالمنطقة.
 

واستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم وزير الخارجية الإيراني "عباس عراقجي"، وذلك بحضور الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين في الخارج، و اللواء حسن رشاد رئيس المخابرات العامة.

وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن وزير الخارجية الإيراني نقل للرئيس تحيات وتقدير الرئيس "مسعود بزشكيان"، وهو ما ثمنه السيد الرئيس، حيث أكد الجانبان أهمية إستمرار المسار الحالي لإستكشاف آفاق التطوير المشترك للعلاقات بين الدولتين.

وأضاف السفير محمد الشناوي، المتحدث الرسمي، أن اللقاء تناول التطورات المتسارعة بالمنطقة، حيث أكد الرئيس الموقف المصري الرافض لتوسّع دائرة الصراع، مشدداً على ضرورة وقف التصعيد للحيلولة دون الإنزلاق إلى حرب إقليمية شاملة ستكون ذات تداعيات خطيرة على أمن ومقدرات جميع دول وشعوب المنطقة، مشيراً في هذا الإطار إلى أهمية المفاوضات الجارية بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية.

وذكر المتحدث الرسمي أن الرئيس السيسي أشار في ذات السياق إلى ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار في قطاع غزة وإنفاذ المساعدات الإنسانية، كما أكد على حتمية عودة الملاحة الى طبيعتها في منطقة مضيق باب المندب والبحر الأحمر.

من جانبه ثمن وزير الخارجية الإيراني الدور المصري لإستعادة الإستقرار الإقليمي، مؤكداً حرص بلاده على إستمرار التشاور بين البلدين خلال الفترة المقبلة.

طباعة شارك وزير الخارجية بدر عبد العاطي مصر وإيران

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية السابق: البعثات الدبلوماسية يجب أن تخدم التنمية والاستثمار لا السياسة فقط
  • ناقشا المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية.. وزير الخارجية يتلقى اتصالاً هاتفيًا من نظيرته الكندية
  • مدبولي يبحث مع وزير الخارجية جهود الدولة المصرية في وقف إطلاق النار في غزة
  • السيسي يلتقي وزير خارجية إيران ويحذر من حرب شاملة
  • برلماني: توجيهات الرئيس بتهيئة مناخ الاستثمار تعكس رؤية شاملة لبناء اقتصاد تنافسي وتنمية مستدامة
  • وزير الخارجية ونظيره الأمريكي يبحثان التطورات الإقليمية والدولية
  • وزير الخارجية يبحث مع نظيره الأمريكي آخر التطورات الإقليمية والدولية
  • وزير الخارجية: لا تستطيع دولة بمفردها مواجهة الأزمات في المنطقة
  • وزير الخارجية: القضية الفلسطينية أساس الصراع في المنطقة
  • فرص استثمارية.. نائب وزير الخارجية يلتقي أبناء الجالية المصرية في اليونان