قال موقع ستراتفور إن وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) من شأنه أن يخفف من حدة التوتر مع لبنان ومصر ويقلل من هجمات الحوثيين في اليمن، ولكن من غير المرجح أن يعزز التطبيع مع السعودية، خاصة أن الانتهاكات المحتملة للاتفاق من شأنها أن تعيد إشعال التوترات الإقليمية.

وذكّر الموقع بأن إسرائيل وحماس وافقتا يوم 15 يناير/كانون الثاني على وقف لإطلاق النار يهدف إلى إنهاء 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة، وقد لاقت الهدنة، التي تهدف إلى انسحاب إسرائيل من غزة وتمكين القطاع من الحكم الذاتي، ترحيبا دوليا، وخاصة من قبل البلدان والمسلحين الذين كانوا يقاتلون تضامنا مع حماس.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2صنداي تايمز: فلسطينية خضعت لعملية قيصرية بدون تخدير في غزةlist 2 of 2خبير أميركي: هكذا يمكن لإدارة ترامب احتواء التهديد الصيني وتجنب صراع محتملend of list

ومن المرجح الآن تمديد الهدنة التي تنتهي يوم 26 يناير/كانون الثاني بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، في حين تعهدت جماعة الحوثي بمراقبة وقف إطلاق النار في غزة وضرب إسرائيل في حالة حدوث انتهاكات، كما أعرب القادة الإيرانيون عن دعمهم للهدنة، ورحبت الدول المجاورة التي تربطها علاقات دبلوماسية بإسرائيل، مثل مصر والأردن بالاتفاق.

وعزا الموقع التوصل إلى الهدنة إلى التعب من الحرب، إلى جانب الضغوط المتزايدة من الولايات المتحدة على إسرائيل، ومن قطر ومصر على حماس وسط الأزمة الإنسانية في غزة وانخفاض الدعم الإقليمي.

إعلان

ومع وقف إطلاق النار في غزة، ستحول إسرائيل التركيز إلى الضفة الغربية لمواجهة التشدد الفلسطيني وتوسيع المستوطنات -كما يرى الموقع- وسيزيد ذلك من خطر اندلاع انتفاضة فلسطينية، تؤدي إلى تدفق اللاجئين إلى الأردن مما قد يزعزع استقرار البلد، وسيسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى استرضاء أعضاء اليمين المتطرف في حكومته الائتلافية من خلال التخطيط لضم الأراضي وبناء المستوطنات في الضفة الغربية.

إعلان حرب

وإذا أدى العدوان الإسرائيلي المتزايد في النهاية إلى إشعال انتفاضة فلسطينية، فإن الاضطرابات الناتجة عن ذلك ستؤدي إلى تدفق موجة من اللاجئين إلى الأردن، مما يهدد بتوتر العلاقات الدبلوماسية والأمنية بين عمان وتل أبيب، ويزعزع استقرار الأمن والمناخ السياسي في الأردن.

وبالفعل تزايد العنف في الضفة الغربية في الأسابيع الأخيرة، وزادت إسرائيل غاراتها وضرباتها هناك، ولكن وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي صرح بأن أي محاولة من جانب إسرائيل لتهجير الفلسطينيين إلى الأردن ستعتبر إعلان حرب، وأشار الصفدي إلى تصريحات الملك الأردني عبد الله الثاني الذي أكد أن مسألة إجبار الفلسطينيين على النزوح إلى الأردن "خط أحمر".

وفي المقابل، قال مرشح ترامب لمنصب وزير الخارجية، السيناتور ماركو روبيو، إن الإدارة القادمة ستعمل على إلغاء العقوبات التي فرضها الرئيس جو بايدن على المستوطنين الإسرائيليين العنيفين والكيانات في الضفة الغربية كجزء من التزامها بأن تكون "الإدارة الأكثر تأييدا لإسرائيل في تاريخ أميركا".

ورجح ستراتفور أن يؤدي وقف إطلاق النار في غزة في البداية إلى تهدئة التوترات الدبلوماسية والأمنية بين إسرائيل ومصر، ويسمح بعودة النازحين من شمال غزة إلى ديارهم، ويجنب مصر أزمة لاجئين على الحدود، مما يحسن الوضع الداخلي في مصر، ويجعلها تضغط على كل من إسرائيل وحماس للالتزام بشروط وقف إطلاق النار الجديد.

إعلان

ومع أن إسرائيل استمرت في ضرب لبنان بشكل دوري بعد بدء الهدنة معه، فإن وقف إطلاق النار يبشر باستمرار تهدئة الصراع في لبنان، ويمهد الطريق لتمديد الهدنة هناك.

تطبيع مجمد

ومن ناحية أخرى، رجح الموقع أن يظل التطبيع السعودي الإسرائيلي مجمدا رغم وقف إطلاق النار، ورغم انفتاح الرياض على اتفاقية الدفاع الأميركية والصفقة النووية التي عرضتها واشنطن مقابل إضفاء الطابع الرسمي على العلاقات مع إسرائيل، وذلك يعود إلى سعي السعودية لحل دائم للعنف الإسرائيلي الفلسطيني المتكرر، وإلى أن التطبيع أصبح محفوفا بالمخاطر السياسية بعد الحملة العسكرية الإسرائيلية المدمرة التي عززت المشاعر المعادية لإسرائيل بين المواطنين السعوديين.

ولذلك سوف تحافظ السعودية على موقفها القائل بأنها تريد رؤية دولة فلسطينية قبل التطبيع، مع أن ذلك غير قابل للتنفيذ بالنسبة للحكومة الإسرائيلية الحالية، وقد تستأنف العلاقات السرية الإسرائيلية السعودية -حسب الموقع- إلا أنها سوف تكون بطيئة الحركة، مما يؤدي إلى إعاقة التكامل الإقليمي لإسرائيل، وتطلعات إدارة ترامب لتوسيع اتفاقيات إبراهيم.

أما الحوثيون الذين أعلنوا عن وقف هجماتهم على السفن في البحر الأحمر، فقد يستأنفونها إذا كثفت إسرائيل وحلفاؤها الغربيون الضغوط عليهم أو إذا تآكل وقف إطلاق النار في غزة، خاصة أنهم قد يواجهون عقوبات اقتصادية متصاعدة من إسرائيل وحلفائها الغربيين بعد أن أثبتوا قدرتهم على تعطيل ممرات الشحن البحري الحيوية الضرورية لسلاسل التوريد الأوروبية والأميركية والتجارة الحرة، وعن قدرتهم على ضرب إسرائيل وتجاوز دفاعاتها الجوية.

وخلص ستراتفور إلى أن انتهاك شروط وقف إطلاق النار في بعض مراحله الأخيرة يهدد بإعادة إشعال الصراع من جديد مع ما يترتب على ذلك من توترات إقليمية، خاصة أن إسرائيل ستقوم خلال المرحلة الأولى بعمليات عسكرية منخفضة الكثافة ودورية في غزة لمنع حماس من إعادة تنظيم وتهديد قواتها في القطاع.

إعلان

وهذه العمليات التي قد تنطوي على غارات جوية محدودة ودورية، سوف تخلق المزيد من الفرص لخرق إسرائيل الاتفاق والمخاطرة بانهياره، خاصة إذا واجهت ضغوطا سياسية محلية للحفاظ على وجود عسكري طويل الأمد في غزة لمنع ما يشبه السابع من أكتوبر/تشرين الأول.

وختم الموقع بالتذكير بأن إسرائيل اشترطت للانسحاب الكامل من غزة عدم لعب حماس أي دور في الحكم المستقبلي للمنطقة، مع أنها لم تضع حتى الآن إستراتيجية لإيجاد حل بديل للحكم في القطاع، ومع أن السلطة الفلسطينية، التي تحكم الضفة الغربية، اشترطت لمشاركتها في حكومة غزة المستقبلية استئناف المحادثات مع إسرائيل بشأن حل الدولتين، الذي تعارضه الحكومة الإسرائيلية الحالية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات وقف إطلاق النار فی غزة الضفة الغربیة إلى الأردن أن إسرائیل

إقرأ أيضاً:

بعد أيام من الاشتباكات… اتفاق لوقف إطلاق النار بين تايلاند وكمبوديا

أعلن رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم، اليوم الاثنين، أن تايلاند وكمبوديا توصلتا إلى اتفاق يقضي بوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، وذلك بعد خمسة أيام من الاشتباكات المسلحة بين البلدين.

وأكد إبراهيم في تصريح رسمي أن الاتفاق جاء نتيجة جهود دبلوماسية مكثفة، مشيراً إلى أن وقف إطلاق النار سيدخل حيّز التنفيذ خلال الساعات الأربع والعشرين المقبلة.

وكان أكد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أن مسؤولين من وزارة الخارجية الأمريكية يتواجدون في ماليزيا لدعم جهود السلام، بالتزامن مع بدء محادثات بين كمبوديا وتايلندا تهدف إلى التوصل إلى وقف لإطلاق النار في النزاع الحدودي بين البلدين.

وأوضح روبيو في بيان مساء الأحد أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتابع الوضع عن كثب مع روبيو ونظرائهما في كلا البلدين، مشددًا على الرغبة في إنهاء الصراع “في أسرع وقت ممكن”.

كمبوديا تتهم تايلاند باستخدام أسلحة كيميائية في هجماتها الحدودية

اتهمت وزارة الدفاع الكمبودية القوات التايلاندية باستخدام أسلحة كيميائية خلال عملياتها العسكرية الجارية على طول الحدود بين البلدين، في تصعيد خطير للنزاع المستمر منذ خمسة أيام.

وقالت ليفتنانت جنرال مالي سوشياتا، المتحدثة باسم الوزارة، خلال مؤتمر صحفي عقد اليوم الاثنين، إن القوات التايلاندية “تستخدم أسلحة ثقيلة وخطيرة بشكل متزايد، إلى جانب أعداد كبيرة من القوات، في انتهاك واضح لسيادة كمبوديا”، واصفة العمليات التايلاندية بأنها “غزو عدواني”.

وأشارت سوشياتا إلى أن مقاتلات تايلاندية ألقت قذائف تحتوي على غاز سام فوق منطقة آن سيس مساء الأحد، كما استخدمت طائرات مسيّرة انتحارية، وقنابل عنقودية، وأسلحة كيميائية في هجمات استهدفت مناطق مختلفة، بينها بنوم خموش.

واعتبرت المسؤولة الكمبودية أن هذه الهجمات تشكل “تهديداً للسلم والنظام العالميين”، وتنتهك مواثيق الأمم المتحدة ورابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) والمبادئ الأساسية للقانون الدولي.

ويأتي ذلك بعد أربعة أيام من تصاعد النزاع الذي أودى بحياة 34 شخصًا ونزوح أكثر من 168 ألفًا، وسط ضغوط أميركية لإنهاء الأعمال العدائية. ويشارك في المحادثات، التي دعا إليها رئيس وزراء ماليزيا أنور إبراهيم بصفته رئيسًا لرابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، رئيس الوزراء التايلندي بالإنابة فومتام ويتشاياتشاي، إلى جانب مسؤول كمبودي لم يؤكد الحضور رسميًا بعد.

وكان الرئيس ترامب قد هدد بوقف اتفاقيات التجارة مع البلدين إذا استمر النزاع، قبل أن يؤكد لاحقًا أن الطرفين اتفقا على الاجتماع للتفاوض على وقف إطلاق النار.

مقالات مشابهة

  • دعت إلى خطوات فورية لوقف إطلاق النار.. ألمانيا تلوح بزيادة الضغط على إسرائيل
  • ماليزيا تعلن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين كمبوديا وتايلاند
  • ترامب يلمح إلى احتمال التوصل لوقف إطلاق النار في غزة
  • بعد أيام من الاشتباكات… اتفاق لوقف إطلاق النار بين تايلاند وكمبوديا
  • وزير بريطاني يعتزم الضغط على ترمب لوقف إطلاق النار في غزة
  • ستارمر يعتزم الضغط على ترامب لوقف إطلاق النار في غزة
  • قطر ومصر: مستمرون بمساعينا للتوصل لاتفاق شامل وعاجل في غزة
  • برعاية أمريكية.. مباحثات لوقف إطلاق النار بين كمبوديا وتايلاند
  • واشنطن: اقتربنا من اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة
  • الرئيس السيسي يبحث مع ماكرون جهود مصر لوقف إطلاق النار في غزة