الجزيرة:
2025-12-13@14:28:58 GMT

تعرف على تطبيق ريد نوت الذي بدأ يستبدل تيك توك

تاريخ النشر: 19th, January 2025 GMT

تعرف على تطبيق ريد نوت الذي بدأ يستبدل تيك توك

في اللحظات التي يقف فيها "تيك توك" على أعتاب الحظر الأميركي لينتهي إلى مصير يشبه "هواوي" بدأ نجم آخر يسطع، وهو تطبيق "ريد نوت" أو كما يعرف في الصين باسم "شياوهونغشو".

ورغم أن "ريد نوت" ليس وليد اللحظة -إذ تأسس في عام 2013- فإنه اكتسب جماهيرية واسعة هذه الأيام بفضل هجرة مئات الآلاف من المستخدمين إليه بدلا من "تيك توك" فيما يشبه مظاهرة رقمية احتجاجية بشأن حظر "تيك توك" والأسباب التي قدمتها الحكومة الأميركية لهذا الحظر.

لذا، وبدلا من التوجه إلى تطبيقات التواصل الاجتماعي الأميركية التي تقدم ميزات تشبه "تيك توك" اختار الجمهور تطبيقا صينيا آخر، في تعبير واضح عن رفضه شركة "ميتا" و"يوتيوب" وكل التطبيقات التي تحاول محاكاة "تيك توك".

لكن إن كان "ريد نوت" قديما وجيدا هكذا فلماذا لم ينتشر في العالم مثل "تيك توك"؟ ومن يملك هذا التطبيق؟ وهل يمكن أن يصبح الخيار الأول لمحبي مقاطع الفيديو القصيرة؟

"إنستغرام" الصيني

بشكل مبسط، يمكن وصف تطبيق "ريد نوت" بأنه الرد الصيني على "إنستغرام"، إذ يحمل فكرة العمل ذاتها التي تتيح نشر مقاطع فيديو أو صور ثابتة أو حتى نصوص مباشرة في التطبيق، وذلك رغم اختلاف الواجهة قليلا بين "إنستغرام" و"ريد نوت".

إعلان

يعد التطبيق أحد أبرز تطبيقات التواصل الاجتماعي في الصين مع قاعدة مستخدمين تتخطى 300 مليون مستخدم شهريا مع كون الأغلبية للسيدات وأبناء الجيل "زد"، لذا يركز التطبيق على تقديم نصائح عن السفر والموضة والأزياء وأحدث صيحات الطعام، وغيرها من الأمور.

وتعود ملكية التطبيق إلى المؤسسين شارلوين ماو وميراندا كو فانغ بعد تأسيسه في عام 2013 بمدينة شنغهاي الصينية، ولاحقا تمكنت الشركة من جمع استثمارات متنوعة من كبرى الشركات التقنية الصينية، مثل "تينسينت" و"علي بابا" لتصل قيمة "ريد نوت" بحلول نهاية 2024 إلى ما يوازي 17 مليون دولار.

ويتمتع التطبيق بأثر واسع في المجتمع الصيني، ويمكن القول إنه يؤثر في الوعي الجمعي للمجتمع الصيني رغم أن شعبية التطبيق في السنوات الماضية كانت محصورة في الصين، إذ استطاع مستخدموه في عام 2023 تحويل مدينة دوسلدورف الألمانية إلى وجهة أساسية في رحلات الصينيين إلى ألمانيا، وذلك بفضل مطعم صيني يقدم تجربة مميزة.

وفي الأسابيع الماضية قفز التطبيق إلى طليعة قوائم التطبيقات الأكثر تحميلا في متجر "آبل" و"غوغل" على حد سواء، وذلك بعد هجرة مستخدمي "تيك توك" إليه ورغم وجود حواجز عديدة في الدخول إلى التطبيق.

"ريد نوت" ليس وليد اللحظة إذ أُسس في عام 2013 (مواقع التواصل الاجتماعي) نسخة واحدة لكل العالم

تعمد الشركات الصينية في العديد من الأوقات إلى إطلاق نسخة عالمية من تطبيقاتها ونسخة محلية موجهة للسوق الصيني، وذلك مثل "بايت دانس" التي تملك نسخة صينية لا يمكن تحميلها في الصين من "تيك توك"، فضلا عن تطبيق "وي شات" الذي يوفر الخيار نفسه.

لكن تطبيق "ريد نوت "لم يكن مستعدا لطوفان المستخدمين من خارج الصين، لذا لا يملك التطبيق إلا نسخة واحدة ذات واجهة واحدة وسياسة استخدام واحدة موجهة لجميع المستخدمين حول العالم، ورغم أن التطبيق قد يكون متاحا في جميع الدول فإن الشركة المطورة لم تكن تخطط للتوسع العالمي في الوقت الحالي.

إعلان

غياب هذه الخطط جعل التطبيق مخصصا بشكل فج للجالية الصينية داخل حدود الصين أو خارجها، إذ تعمل واجهة التطبيق باللغة الصينية رغم وجود خيارات لغات أخرى لكنها أقل جودة، فضلا عن أن المحتوى الموجود داخله يركز على الصين واللغة الصينية فقط مع غياب أي نوع آخر من أنواع المحتوى.

كما أن سياسة الخصوصية وقوانين الاستخدام الخاصة بالتطبيق تتلاءم مع القوانين الصينية فقط، فبينما يترك "تيك توك" المجال متاحا لأي شخص للتحدث في أي شيء دون النظر إلى القوانين الصينية في التطبيق ذي النسخة العالمية فإن "ريد نوت" يضع ضوابط عديدة للمنشورات ومقاطع الفيديو التي تتم مشاركتها عبره.

ويحظر داخل "ريد نوت" الحديث عن السياسة بشكل عام وانتقاد أي جهة حاكمة دولية، فضلا عن أن الحديث عن الميول الجنسية والأديان والمخدرات محظور تماما، كما أن مستخدمي التطبيق يجب أن يواقفوا على مشاركة بياناتهم مع "الحزب الشيوعي" الحاكم في الصين، ناهيك عن الموافقة على المبادئ العامة للحزب.

حفاوة من الجانبين

ورغم التوتر السياسي بين الصين وأميركا فإن كلا الجانبين من المستخدمين أبدى ترحيبه بالطرف الآخر، فبينما كان الأميركيون يمزحون بشأن تسليم الصين بياناتهم بشكل طوعي تلقى الجانب الآخر هذه النكات بصدر رحب، معبرين عن سعادتهم للتبادل الثقافي.

وانتشرت عبر المنصة مقاطع الترحيب التي اتخذت العديد من الأشكال، فبعض المستخدمين أخذوا على عاتقهم تعليم اللاجئين الأميركيين اللغة الصينية والمحظورات داخل التطبيق إلى جانب طرق تفاديها، فضلا عن أن البعض أخذ على عاتقه تعليم الزوار العادات الصينية بشكل مكثف.

وهذا الترحيب لم يقتصر على المستخدمين فقط، بل أسست المنصة حسابا في "تيك توك" وسخرت من جلسة الاستجواب التي تمت سابقا للمدير التنفيذي في "تيك توك"، كما شارك تطبيق "دو لينغو" الشهير لتعليم اللغات في الحملة، إذ قال إن قسم تعليم اللغة الصينية قد شهد قفزة هائلة تصل إلى 216% زيادة في المتعلمين.

"ريد نوت" يحظر الحديث عن السياسة بشكل عام أو الميول الجنسية والأديان والمخدرات (مواقع التواصل الاجتماعي) ماذا بعد؟

تجسدت سخرية القدر في انتقال المستخدمين الأميركين طواعية من منصة صينية تُحظر بسبب مخاوف من الخصوصية ومشاركة بيانات المستخدمين مع "الحزب الشيوعي" إلى منصة صينية أخرى تتبع القوانين الصينية بحذافيرها، في إشارة واضحة إلى كون بيانات المنصة متاحة للحكومة الصينية.

لكن هذا لا يعني أن الأمر سيستمر على ما هو عليه، وذلك لأسباب تتخطى حظر "تيك توك" الذي قد يوقفه ترامب فور وصوله إلى المكتب البيضاوي، ولكن "ريد نوت" نفسه ليس مهيئا لاستقبال المستخدمين العالميين، ناهيك عن الحفاظ عليهم.

إعلان

ووفق تقرير نشرته "رويترز"، فإن "ريد نوت" حاليا تحاول تطبيق آليات ترجمة تلقائية تعتمد على الذكاء الاصطناعي بشكل مباشر، إلى جانب توظيف مترجمين داخل الشركة، ولكن هذا لا يعني أنها قد تنجح في ذلك، أو أن المستخدم الأميركي الذي اعتاد على مهاجمة كل شيء بكل حرية يستجيب لهذه القيود ويتقبلها.

لذا، لا يسعنى إلا الانتظار لنرى كيف تنتهي رقصة منصات التواصل الاجتماعي الصينية مع الحكومة الأميركية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات التواصل الاجتماعی فی الصین تیک توک فضلا عن فی عام

إقرأ أيضاً:

سؤال: هل اللَّغة الصينية حاجة لنا أم رفاهية؟

سؤال: هل #اللغة_الصينية حاجة لنا أم #رفاهية؟
أ.د #رشيد_عباس
قرأتُ مؤخراً خبر توقفتُ عنده شيء من الوقت, الخبر جاء على لسان احد القيادات التربوية في وزارة التربية والتعليم التي نقدّرها ونكنّ لها كل الاحترام, الخبر يقول: ندرس إدراج اللَّغة الصينية في مناهجنا الحكومية.. انتهى الخبر, وهنا لابد لي من طرح التساؤل الآتي والذي من شأنه أن ينجلي معه الأمر: كيف ستندرج (لُغة) معقدة التراكيب مع حيثياتها الثقافية والايدولوجية الواسعة في منهاجنا الحكومية؟
طاما الحديث عن لًغة صينية وليس عن مادة أو مساق صيني دراسي, فأنا كغيري أفهم عند الحديث عن إدراج (لًغة صينية) في مناهجنا الحكومية, أن اللَّغة الصينية بعد فترة زمنية محددة ستصبح لًغة محلية ثانية بعد اللَّغة العربّية, كون اللَّغة الإنجليزية وبعد عدة عقود من دخولها في مناهجنا الحكومية لم تصبح لًغة محلية ثانية يتحدث ويعمل بها المجتمع الأردني بعد اللَّغة العربيّة, بل على العكس الطالب قضي بها على الأقل 12 سنة دراسية, وعند التقدم لامتحاناتها لم تتجاوز نسب النجاح الحقيقية في أحسن الظروف وفي بعض مهاراتها إلى ما نسبته 20 %, وبالذات في امتحان شهادة الدراسة الثانوية.
اعتقد جازماً أن الدول التي لديها لًغة محلية ثانية دخلت حيثيات وأيدولوجيات هذه اللَّغة الجديدة من باب مكوناتها الايدولوجية كون اللَّغة الأصلية لًغة سامحة لذلك, مؤكداُ هنا أن اللَّغة العربيّة بمكوناتها الأيدولوجية لن تسمح لدخول لًغة محلية ثانية كاللَّغة الصينية أو أية لًغة محلية ثانية في عالمنا العربي.
طالما الحديث عن (لًغة) وليس عن مساق أو مادة دراسية في مشروع وزارة التربية والتعليم والرامي إلى إدراج اللَّغة الصينية في مناهجنا الحكومية.. فهذا بالضرورة يعني أن (اللَّغة الصينية) والتي تحمل في ثناياها الايدولوجية أنماط معيشية وفكرية وسلوكية شديدة التعقيد ستصبح فيما بعد لًغة منطوق بها في المجتمع الأردني! وهذا ضرب من الخيال, فكما فشلت اللَّغة الإنجليزية ذات العقود الطويلة في مناهجنا الدراسية كلًغة منطوق بها في المجتمع الأردني, فأن مصير اللَّغة الصينية سيكون أكثر فشلاً وتراجعا في هذا المجال.
هناك أولويات أكثر الحاحاً من إدراج اللَّغة الصينية في مناهجنا الحكومية تتمثل في مراجعة الامتحانات الوطنية للصفوف الثلاث الأولى والمتعلقة بإخفاقاتهم وتراجعهم في اللَّغة العربية / لًغة الأم وبالذات في مهاراتي القراءة والكتابة, فضلاُ عن اخفاقات طلبة الصفوف (4 – التوجيهي) في موضوع التعبير/ الإنشاء في اللَّغة العربية لًغة الأم والتي دلّلت عليها كثير من الاختبارات والامتحانات أن 85% من طلبة هذه الصفوف ليس لديهم قدرات ومهارات على كتابة 150 كلمة حول موضوع معين بشكل جيد ودون وجود اخطاء إملائية عديدة ودون وجود تراكيب لًغوية ونحوية مليئة بالأخطاء.
ويبقى السؤال, كيف ندرس إدراج (اللَّغة) الصينية في مناهجنا الحكومية وطلبتنا وربما مجتمعنا للآسف الشديد لديه مزيد من الاخفاقات في اللَّغة العربّية / لًغة الأم في مهاراتها الأربع (قراءة, كتابة, تحدث, استماع), معتقداً هنا أن على الوزارة وقبل أن تُفكر في إدراج (اللَّغة) الصينية في مناهجنا الحكومية أن ترتب بيتها من الداخل.. وأقصد هنا تمكين جميع المعنيين من مهارات اللَّغة العربّية الأربع, كيف لا والتعامل مع (اللَّغة) الصينية كلًغة وليس كمساق أو مادة دراسية يحتاج إلى فكر أيدولوجية صناعي, ويحتاج إلى مجتمع منتج وليس مستهلك, وأن نتحرر من سؤال مهم مفاده: ما هي عائلتك؟ وصولاً إلى سؤال: ما هي مهاراتك؟
مع ملاحظة أنه لا يوجد عدد ثابت للحروف الصينية, فهي بالآلاف, ولإتقان القراءة والكتابة اليومية يحتاج الطالب إلى أكثر من 2500 حرف تقريباً, وللمتعلمين لا بد من التركيز على 4000 حرف ليتمكنوا المتعلم فهم النصوص واستيعاب دلالاتها.. مع ملاحظة أن مفردات اللَّغة الصينية هي مفردات انتاجية في طابعها العام, في حين أن مفردات اللغة العربية للأسف الشديد هي مفردات انتاجية في طابعها العام, وهذا لن يستقيم مع أنماط حياتنا اليومية.
الحروف العربّية تسير على خطين, والحروف الإنجليزية تسير على أربعة خطوط في حين أن الحروف الصينية لا تسير على أية خطوط بل تتكون من أكثر من ثمانية ضربات (سكتات) أساسية مع متغيراتها وقواعد ترتيبها.. الأمر الذي يجعل لًغتنا العربّية الجميلة لًغة القرآن الكريم ترفض بشدة أن يكون لها (ضرة) صينية تنافسها على الصفحات العربّية, وذلك لأسباب أيدولوجية عميقة, لكن ربما تكون مناهجنا قابلة لاستيعاب مساق أو منهاج مدرس أو جامعي صيني بسيط جداً ليس إلا.
وبعد..
الصين حضارة عظيمة لا يمكن استحضار ثقافتها من خلال لًغة معقدة التراكيب, ثم أن التكنولوجيا والاقتصاد يأتي عن طرق (الفكر) وليس عن طريق اللَّغة يا معشر القوم, مع تقديري للذين يفكروا في هذا المجال, كون الصين دولة اقتصادية قااااادمة.., لا بد لنا من أن نبقى على لًغة الأم ذات الـ(28) حرفاً أو ربما ألـ(29), حيث الاختلاف حول الهمزة والألف على أنها حرف واحد, ولا أن نخسر لًغة الأم وجاراتها, وبعدها سينطبق علينا ما حصل لطائر (الغراب) والذي حاول ذات يوم تقليد مشية الحمامة الانيقة.. لكنه فشل في ذلك, وعندما أراد العودة إلى مشيته الاصلية.. اكتشف انه نسيها تماماً, فظل طيلة حياته يمشي بشكل غريب ومضحك بين هذا وذاك.

مقالات مشابهة

  • سؤال: هل اللَّغة الصينية حاجة لنا أم رفاهية؟
  • إعفاء المدارس المتميزة من الاختبارات المركزية .. وتمكين الإدارات من التوسع في التطبيق
  • عاجل | إعفاء المدارس المتميزة من الاختبارات المركزية .. وتمكين الإدارات من التوسع في التطبيق
  • بقيادة ترمب.. تشكيل تحالف دولي لمواجهة الهيمنة الصينية في الذكاء الاصطناعي
  • التطبيق 1 يناير رسميًا.. قرار حكومي بشأن الحد الأدنى لـ المعاشات
  • لإعادة جذب المستخدمين.. ميتا تطلق تحديثات كبيرة لمنصة «فيسبوك»
  • إنستجرام يولد عناوين تلقائية للبحث دون علم المستخدمين
  • متابعة تطبيق اللغة الصينية بمدرستين في نزوى
  • تعطل ChatGPT على أجهزة أندرويد.. مطور التطبيق تكشف التفاصيل والحلول
  • أحمد أبو الغيط: الصين القطب الدولي الصاعد الذي يشكّل تهديداً مباشراً لأمريكا