يمانيون../
بعدَ عامٍ وثلاثةِ أشهرٍ من الثبات الأُسطوري اليماني منقطع النظير في مساندة غزة، تضعُ الحربُ أوزارها، ليدوِّنَ التاريخُ في أنصع صفحاته ملحمةً بطولية تاريخية حدثت بين أئمة الكفر ممثلةً بالكيان الصهيوني وحلفائه، وبين الأُمَّــة الإسلامية ممثلة بالمجاهدين في فلسطين وفي جهات محور الجهاد والمقاومة، وفي مقدمتها يمن الحكمة والإيمان.

وفي خطاب النصر وجه الناطقُ الرسمي لكتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس- أبو عبيدة، رسائلَ الشكر والتقدير لجبهات الإسناد التي عززت من صمود المقاومة الفلسطينية.

في مقدمة رسائل الشكر والعرفان أتت اليمن على لسان أبي عبيدة لتعبِّرَ عن الثناء لليمن لموقفها التاريخي المناصر لغزة والمنتصر لمظلوميتها، واصفًا أنصارَ الله بإخوان الصدق والجهاد.

مديحُ يرفعُ رؤوسَ أحرار اليمن:

قيام أبي عبيدة بالثناء والمدح لإخوانه اليمنيين جعل العديدَ من اليمنيين يجهشون بالبكاء حمدًا لله على ما وصلوا إليه من مقام رفيع في نصرة الحق ومقارعة الباطل وفرحًا بالنصر الذي منَّ الله به على عباده المؤمنين، حَيثُ يقول رئيس وكالة الأنباء اليمنية سبأ نصر الدين عامر: إن “كلام أبي عبيدة عن اليمن يرفع رأس كُـلّ يمني ويبيّض وجه القيادة التي رفعت رأس اليمن وسجلته في أنصع صفحات التاريخ، اللهم لك الحمد ولك الشكر”.

أبو عبيدة في حديثه عن اليمن أكّـد أن الشعبَ اليمني يشبه شعبَ غزة في الصبر والثبات والتضحية والفداء والعنفوان والصمود، وإزاء ذلك يقول عضو المكتب السياسي لأنصار الله محمد الفرح: إن “ما قاله أبو عبيدة عن اليمن في خطاب النصر هو بالنسبة لنا أغلى من أن نملك الرياض وأبوظبي”.

ويضيف في تغريدة له على منصة “إكس” رصدتها صحيفةُ “المسيرة” “لأن الحياة مواقف وليست مظاهر والكرامة التي جُبل عليها وطُبع بها البشر منذ خلق آدم هي أغلى من كنوز الأرض”.

ويتابع الفرح “لقد فاضت عيونُنا بالدمع حينما تلقينا هذه الكلمات التي شعرنا أنها نابعةٌ من أعماق أهل غزة”، مردفاً القول: “نشكر الله الذي وفَّقنا لهذا الدور الناصع والمشرِّف”.

ويأتي الموقفُ اليمني المشرِّف والخالد كتوفيقٍ إلهي ومكرمة ربانية حظي بها السيد القائد العَلَمُ عبدُالملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- الذي اتخذ ومن ورائه كافةُ الشعب اليمني قرارَ مساندة غزة بالمال والكلمة والموقف والبندقية.

وفي هذه الجزئية يقول عضو المكتب السياسي لأنصار الله الفرح: “نرفع أسمى آيات الحب والعرفان لقائدنا السيد عبد الملك -يحفظه الله- ولكل القادة العسكريين الذي أبلوا بلاء حسناً عند الله، ونقول لهم ولكل الشهداء والجرحى، بيَّض الله وجوهكم كما بيضتم وجوهنا”.

كلمة ناطقِ كتائب القسام أثارت مشاعر اليمنيين وجعلتهم يدركون أهميّة الموقف الذي اتخذوه في مساندة غزة، حَيثُ يقول عضو المكتب السياسي لأنصار الله محمد البخيتي: “أنتم من تستحقون الشكر بعد الله سبحانه وتعالى”.

ويضيف في تغريدة له على منصة “إكس” “لأنكم كنتم ولا زلتم خطَّ الدفاع الأول عن الأُمَّــة، ولأن تضحياتكم لا يضاهيها تضحيات، سنظل إلى جانبكم يداً بيد وكتفاً بكتف حتى النصر أَو الشهادة”، مُضيفًا في حديثه لأبي عبيدة والقساميين: “نحمد الله سبحانه وتعالى، أن شرفنا ونجانا من عذابه في الدنيا والآخرة بنصرتكم”.

هديةٌ ثمينةٌ لليمنيين

وفي الجانب المقابل أَيْـضًا، مثّلت إشادةُ الناطق الرسمي لكتائب القسام أبي عبيدة بالموقف اليمني المناصر لغزة شهادةً قوية وصادقة من المقاومة الفلسطينية، التي لمست بنفسها وهي في ميدان المواجهة مع قوات الاحتلال الصهيوني أثَرَ وفعالية الإسناد اليمني؛ فبعد أن توجت غزة بالنصر المبين وأثناء إشادة الناطق العسكري لكتائب القسام أبي عبيدة بالموقف اليمني ووصفه بالتاريخي يفخر الملايين من اليمنيين الأحرار أن وفقهم الله لهذا الموقف المشرف والمفصلي من تاريخ الأُمَّــة الإسلامية.

وفي هذا السياق يعتبر عضو المكتب السياسي لأنصار الله علي العماد، شهادةَ الصدق الذي قالها المجاهد أبو عبيدة عن اليمن، قُرباناً لنا عند الله.

ويضيف في تغريدة له على منصة “إكس”: “نسأل الله أن يتقبلَه منا ونستغفر الله عما قصرنا”.

ويؤكّـد أن إشادة الناطق الرسمي لكتائب القسام بالموقف اليمني أكبر هدية يحصل عليها اليمنيون والتي لا يعادلها أي ثمن وأي نعيم وملك في هذه الدنيا الفانية.

سِرُّ تكرار عبارة “إخوان الصدق”:

لم يكن ثناء أبي عبيدة لليمن هو الوحيد في خطاباته فقد سبق وأن وجَّه العديد من رسائل الشكر والعرفان لليمنيين المناصرين لغزة، وفي كُـلّ مرة يخاطب اليمن يخص بالشكر إخوان الصدق أنصار الله والشعب اليمني الأبي، في رسائل واضحة توجّـه لغيرهم من “الإخوان” الذين كانوا يتغنون بالمقاومة الفلسطينية ويدعون مناصرتها على مدى عقود من الزمن.

وفي السياق ذاته تقول الناشطة الإعلامية أُمَّـة الملك الخاشب: “في كُـلّ خطاب يكرّره أبو عبيدة مخاطباً اليمانيين ويسميهم إخوان الصدق؛ لأَنَّه يدرك جيِّدًا أن هناك في اليمن إخواناً للكذب والدجل والنفاق ومواقفهم من فلسطين كذب ودجل وصفر”.

وتضيف في تغريدة لها على منصة “إكس” “بل أطلقوا على ما يحصل في البحر الأحمر بأنه قرصنة وخطر على الملاحة الدولية وكانوا يحشدون مرتزِقتهم لفتح جبهات ضد صنعاء لإشغالها عن مواقفها في معركتها الكبرى مع غزة”.

وتزيد القول: “هؤلاء إخوان النفاق بعينهم وأمثلتهم كثيرة من اليمن يتسكعون في تركيا والرياض والقاهرة واليوم يحاولون تمثيل دور الفرحان لنصر غزة”.

وتختم حديثها بالقول: “ما أكذبَهم وما أوقحَهم وما أجرأهم على الله، للتذكير هؤلاء هم من أطلقوا اسم المسرحية على مواقف اليمن وحزب الله”.

من جانبه يقول الناشط عادل الحسني الذي كان من أبرز الموالين للعدوان: “شكر أبو عبيدة اليمن وتقدمت اليمن برسائل الشكر ولكن بالطبع لم يقصد أبو عبيدة رشاد العليمي أَو محمد اليدومي أَو عيدروس الزُّبيدي أَو طارق صالح”، مُضيفًا “جميعُهم كانوا يتسابقون لعرض أنفسهم بثمن بخس لحماية سفن الصـهاينة بل قصد الرجال الثابتين، إخوان الصدق، وأنصار القضية الميامين”.

ويختتم الحسني حديثه بالقول: “انتهت معركة طوفان الأقصى، ومن حق الصادقين الثابتين أن يفرحوا وعاد الخانعون الضعفاء بالخيبة والخزي، ونتمنى أن يتداركوا أنفسهم قبل خزي الآخرة”.

طُوبى لليمن:

في حديثه عن اليمن قال أبو عبيدة: طُوبى لليمن الذين يشبهون غزة وتشبههم في العظمة والكبرياء وفي التحدي والكرامة وفي النخوة والعزة، الذين فاجأوا العالم بعملياتهم البطولية وفرضوا معادلة لم تكن في الحسبان، وفي هذه الجزئية يقول الناشط الإعلامي علي شرف المحطوري: “لا يستطيبُ طعمُ النصر والإسناد إلا أهله”.

ويضيف في تغريدة له على منصة “إكس” “للخِذلان مرارة أشد من طعم العلقم، وكما قال أبو عبيدة طوبى لأهل اليمن، وطُوبى لكل من ساند غزة قولًا وفعلًا ودمًا وشاركها أسىً وفرحًا”.

وفي السياق ذاته يقول الناشط الإعلامي أمين حيان: “أبو عبيدة يخُصُّ أنصار الله إخوانَ الصدق والشعب اليمني بتحية خَاصَّة في خطاب النصر وإعلان وقف إطلاق النار”.

ويضيف في تغريدة له على منصة “إكس” “طوبى لنا مدح المقاومة الفلسطينية وطوبى لنا وصفُ أبي عبيدة لليمن بتوأم الشام في وصية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم”.

وفي رحاب مديح السيد القائد -يحفظه الله- يقول الشاعر أمين الجوفي “صادق الوعد ورافع الهامة، قول وفعل عليك مني ومن كُـلّ حر أزكى السلام وأطيب التحايا”.

ويضيف في تغريدة له على منصة “إكس” “لا أدري من كاتب أبيات هذا الزامل لكني وجدتها تعبر بما داخلي تجاه قائد عظيم رفع رأس اليمن عاليًا”.

ومع هذا الشرفِ العظيم، يدرك اليمنيون أن حكمة وذكاء وحنكة السيد القائد العلم عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- هي من جعلت الشعب اليمني الأبي يتخذ هذا الموقف الإنساني الإيماني المساند لغزة والثبات عليه منذ الوهلة الأولى لاندلاع طوفان الأقصى وحتى وقف إطلاق النار، ليبرئ اليمانيون الأحرار ذمتهم عند الله، ويسجلون اسمهم بحروف من ذهب، في أنصع صفحات التاريخ.

محمد ناصر حتروش المسيرة

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: عضو المکتب السیاسی لأنصار الله المقاومة الفلسطینیة لکتائب القسام فی خطاب النصر یحفظه الله أبی عبیدة أبو عبیدة عن الیمن

إقرأ أيضاً:

علماء اليمن يؤكدون على وجوب اتحاد المسلمين لنصرة غزةَ وتأييد إيران في مواجهة العدوان

الثورة نت /..

أكد علماء اليمن وجوب اتحاد المسلمين صفاً واحداً لنصرة غزة وفلسطين والمسجد الأقصى، وتأييد ودعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية في مواجهة العدوان الصهيوني الأمريكي عليها، ومباركة عمليات الوعد الصادق 3، التي تضرب الكيان الصهيوني في العمقِ ضربات حيدرية لم يتعرض لها منذ احتلاله للأراضي العربية الفلسطينية.

جاء ذلك في بيان صادر عن اللقاء الموسع المنعقد اليوم بعنوان “وجوب اتحاد المسلمين لنصرة غزة وتأييد إيران في مواجهة أعداء الأمة أمريكا وإسرائيل”.

واعتبر البيان الاتحاد والاعتصام بحبل الله فرض عين على جميع المسلمين، وخصوصاً في هذه المرحلة التاريخية الاستثنائية، قال تعالى: ﴿وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ﴾ وقال تعالى: ﴿وَأَطِيعُواْ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرِين﴾.

وأدان البيان استمرار المجازرِ وجرائم الإبادة والتجويع الصهيونية في غزة، واستخدام مراكز توزيع المساعدات التي تديرها شركة أمريكية مصيدة لقتل المُجَوَّعِينَ الفلسطينيين.

وحمّل البيان دول الطَوق العربية وشعوبها حول فلسطين، المسؤولية في المقام الأول أمام الله تعالى إزاء ما تعانيه غزة من حصار وتجويع مُميتين، مشيراً إلى أن إدخال الغذاء والماء والدواء واجب شرعي عليهم قبل غيرِهم، ويمتد الوجوب إلى بقية المسلمين، قال تعالى: ﴿وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ﴾.

وندد البيان باستمرار الانتهاكات المتكررة للمسجد الأقصى، والجرائم الصهيونية في الضفة الغربية وفي كلِّ فلسطين، وعلى لبنان وسوريا، مؤكداً أن المسؤولية تتضاعف كلما طال أمد ذلك.

واستهجن العلماء الخذلان العربي والإسلامي الذي يتغذّى عليه العدو الصهيوني ويُشجعه على ارتكاب المزيد من الجرائم، معتبرين التريليونات من الدولارات من المالِ العربي المدفوعة لترامب الكافر في زيارته الأخيرة إلى الخليج العربي تمويلاً للعدوان الأمريكي والإسرائيلي على محور الجهاد والقدس والمقاومة وعلى شعوب الأمة الإسلامية.

وعبر العلماء عن استنكارهم للعدوان الصهيوني الغادر والأمريكي المباشر على الجمهورية الإسلامية في إيران، مؤكدين حُرمة تأييد هذا العدوان علناً أو ضمناً، أو الفرحِ بما يُصيبها في سبيل الله أو التقليل من وقع ضرباتها على العدو الصهيوني، أو التشكيك والتشويه لدعمها المقاومة الفلسطينية، متخطية بذلك الحدود المذهبية والقومية مُنطلقة من الواجب الإسلامي والمسؤولية الإيمانية تُجاه القضية الفلسطينية.

وقال البيان “ومن يعتبر إيران عدواً فهو بلا شك يعتبر إسرائيل وأمريكا صديقاً، واعتبار أمريكا وإسرائيل صديقاً هو الولاء لهم بعينه الذي نهى الله تعالى عنه وأدخل من يتولاهم فيهم، قالَ تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِين﴾”.

وشدد علماء اليمن على أن استمرار وبقاء التطبيع مع الكيان الصهيوني في هذه المرحلة أشد حُرمة وأعظم ورزاً، ولا تبرأ الذمة إلا بقطع العلاقات بكل صورها وأشكالها معه، لافتاً إلى أن الواجب الشرعي يُحتم أن تتحول تلك العلاقات إلى عداءٍ شديدٍ له.

كما أكدوا حُرمة وجود القواعد العسكرية الأمريكية والأجنبية في البلدان العربية والإسلامية، التي تعتبر مُنطلقاً للعدوان على المنطقة وتهديداً مباشراً لها، واختراقاً للأمن القومي العربي والإسلامي، والواجب الشرعي إخراجها وتحرير المنطقة منها، قالَ تعالى: ﴿كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُون﴾ .

وأدان بيان علماء اليمن التهديد الأمريكي الوقح الوارد على لسان المجرم الكافر ترمب باستهداف المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران السيد على الخامنئي، مؤكدين أنَ استهداف القادة العسكريين في القوات المسلحة الإيرانية والعلماء النوويين وكل الشهداء، لن يزيد الشعب الإيراني إلا قوة وصموداً وثباتاً، ووحدة وتماسكاً والتفافاً حول قيادته المباركة.

ودعا علماء الأمة الإسلامية إلى القيام بمسؤوليتهم، في تبيين الموقف الشرعي الواجب على جميعِ المسلمين أنظمة وشعوباً وجيوشاً، بإدانة العدوان الصهيوني والأمريكي على غزة وإيران ولبنان وسوريا واليمن وكل البلاد الإسلامية، إدانة واضحة، وإعلان الدعم والنصرة الصريحة والتأييد الكامل لمحور الجهاد والقدس والمقاومة بدونِ مواربة وبعيداً عن الحسابات المذهبية الضيقة، قالَ تعالى: ﴿الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالاَتِ اللهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلاَ يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلاَّ اللهَ وَكَفَى بِاللَّـهِ حَسِيبًا﴾،.

وأفاد العلماء بأن الواجب الشرعي هو أن يكون المسلمون كافة شركاء في الموقف ضد العدو الإسرائيلي والأمريكي، امتثالاً لقولِهِ تعالى: ﴿وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِين﴾ وتأسياً برسول الله صلى اللهُ عليه وآله وسلمَ في قولِهِ تعالى: ﴿فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللهِ لاَ تُكَلَّفُ إِلاَّ نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللهُ أَن يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَاللَّـهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنكِيلا﴾.

وحث البيان، دعاة الفتنة من علماء السوء وخطباء التفرقة إلى تقوى الله، سيما في هذه المرحلة الحساسة، والكفِّ عن إثارة الفتن الطائفية والمذهبية خدمة لأمريكا وإسرائيل، محذرًا إياهم من مغبة مواقف النفاق المخزية والفتاوى والبيانات المُضلِّلَةِ التي تُعتبر اصطفافاً مع العدو، وتفريقاً لكلمة المسلمين، قالَ تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَـئِكَ يَلعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُون﴾.

وذكر أن المعركةَ الدائرة اليوم في غزة وإيران ولبنان واليمن هي معركة حق وباطل، ومعركةُ الإسلام ضد الكفرِ، وهي معركة واحدة لا ريب فيها ولا شُبهة، فلا يجوز الحياد فيها ولا تفريق الموقف الإسلامي إزاءها، فالمعتدي واحدٌ وهو أمريكا وإسرائيل لا فَرق بينهما في العدوان والإجرام والعداوة للإسلام والمسلمين، والتاريخ والشواهد تؤكدُ ذلك.

علماء اليمن أكدوا أيضاً ألا نجاةَ للأمة ولا سبيل لنيلِ العزة والكرامة والحرية والاستقلالِ إلا بالجهاد في سبيل الله ضد الأعداء أمريكا وإسرائيل، قال تعالى: ﴿انْفِرُواْ خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُون﴾.

وأشادوا بالموقف المشرف المبدئي والإيماني للشعب اليمني، وقيادته المباركة الممثلة بالسيد القائد عبد الملك الحوثي وللقوات المسلحة اليمنية الباسلة المساند لغزة ولبنان والمؤيد لإيران والمتضامن مع كل المظلومين في الأمة.

وتابع البيان: “لن ينسى شعبنا اليمني الوقفة الأخوية للجمهورية الإسلامية في إيران معه في الظروف الصعبة أمام العدوان السعودي الأمريكي”، مباركاً بيان القوات المسلحة الذي أعلنت فيه مواجهة أمريكا في حال تورطها في الهجوم والعدوان على إيران مع العدو الإسرائيلي.

وأشاد البيان بالعلماء الصادعين بكلمة الحق أصحاب المواقف الإيمانية المشرفة في زمن الصمت والخذلان والتواطؤِ، كمفتي سلطنة عُمان ومفتي ليبيا، وبمواقف الدول الإسلامية المشرِّفة كموقف جمهورية باكستان الإسلامية، وبمواقف النخب الثقافية والسياسية والإعلامية والشعبية، وبالدور الإيجابي للناشطين الأحرار في مواقع التواصل الاجتماعي، داعياً إلى الاستمرار لإظهار الحقائق وتفنيد الشائعات ومواجهة الحرب النفسية وفضح العملاء والخونة.

وأكد أهمية الوعي والبصيرة في هذا الصراع مع أعداء الأمة أمريكا وإسرائيل ومن معهم، وكذلك وجوب وضرورة الولاء للمؤمنين، والبراءة من أعداء الأمة أمريكا وإسرائيل، براءة صريحة واضحة، ومقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية، ووسائل الإعلام التابعة لهم، والمتماهية معهم.

ودعا علماء اليمن، الأمة الإسلامية إلى الثقة المطلقة بصدق وعود الله بالنصر المذكورة في القرآن الكريم، والإيمان بالنصر الحتمي للمؤمنين، والهزيمة الحتمية للكافرين، والخسارة الحتمية للمنافقين، مؤكدين أن العدو الإسرائيلي والأمريكي سيفشل في إيران – بإذنِ اللهِ – كما فشل في اليمنِ، قالَ تعالى: ﴿وَلَوْ قَاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الأَدْبَارَ ثُمَّ لاَ يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلاَ نَصِيرًا * سُنَّةَ اللهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلاً﴾.

وعد البيان، الرد الإيراني المشرف والمزلزل للكيان الصهيوني والرد المشروع والمكفول شرعاً وقانوناً على القواعد والمصالح الأمريكية في المنطقة، فرصة تاريخية للعرب والمسلمين، لتحريرِ المنطقة من الوجود الأمريكي والأجنبي وتعزيز الموقف الجهادي لتحرير فلسطين، وإزالة الغدّةِ الصهيونية السرطانية من جسد الأمة، وهو إرهاص لتحقق وعد الآخرة، قالَ تعالى: ﴿فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيرًا﴾.

مقالات مشابهة

  • محمد شاهين لزوجته: حسبنا الله في أي شخص يقول كلام مش حقيقي
  • علماء اليمن يؤكدون على وجوب اتحاد المسلمين لنصرة غزةَ وتأييد إيران في مواجهة العدوان
  • عطوان يكشف مفعول اعلان اليمن .. حال دخلت امريكا الحرب
  • “نحن أولو قوة وأولو بأس شديد” .. البأس اليمني بين النص القرآني والتاريخ الإسلامي
  • قائد أركان كتائب القسام يعبر عن الفخر بموقف اليمن البطولي في نصرة غزة
  • قائد هيئة أركان القسام يبعث برسالة إلى نظيره اليمني: “رسالتكم وصلت”
  • إقبال كبير على معرض إصدارات "الأعلى للشئون الإسلامية" بمسجد السيدة زينب
  • ختام مشروع “المطبخ المفتوح” لخدمة 2500 لاجئ بمعسكر أم جرو عبيدة بشمال دارفور
  • إقبال كبير على معرض إصدارات الشئون الإسلامية بمسجد السيدة زينب
  • باراك لقيادي لبناني كبير: امنعوا حزب الله