أعلنت مديرية أوقاف الفيوم، عن انطلاق 17 قافلة دعوية، متوجهة إلى القرى والعزب "بجميع الإدارات"، ضمن جهود وزارة الأوقاف المصرية لتحقيق استراتيجيتها في بناء الإنسان.

 

جاء ذلك تنفيذا لتوجيهات الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، والذي يولي اهتمامًا بالغًا بالمناطق النائية والقرى البعيدة، لضمان وصول الرسالة الدعوية والتوعوية إلى جميع فئات المجتمع.

 

شارك في القافلة عدد من القيادات الدينية البارزة، ومنهم فضيلة الشيخ محمود الشيمي مدير مديرية أوقاف الفيوم، وفضيلة الشيخ يحيى محمد مدير إدارة الدعوة، وفضيلة الشيخ طه علي، مسئول المساجد بالمديرية، وفضيلة فتحي عبد الفتاح مسؤول الإرشاد بالمديرية، وفضيلة الشيخ محمد عبد الكريم عضو المكتب الفني بالمديرية، ومديري إدارات الأوقاف الفرعية إلى جانب نخبة من العلماء وأئمة الأوقاف المميزين علميا ودعويًّا في ندوة بعنوان:"سماحة الإسلام في العبادات والمعاملات".

 العلماء: الدين الإسلامي يتميز بالسماحة واليسر في كل شئون الحياة

وفي هذه اللقاءات أكد العلماء، أن الدين الإسلامي دين يتميز بالسماحة واليسر في كل شئون الحياة، والمتأمل في كتاب الله (عز وجل) وسنة رسوله (صلى الله عليه وسلم) يجد أن اليسر والسماحة من أبرز خصائص هذا الدين،حيث إنه لا حرج فيه ولا مشقة،ولا شدّة فيه ولا عُسْر، يقول الحق سبحانه: “وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ”، ويقول تعالى: “يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ”، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم) : “إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلاَّ غَلَبَهُ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا، وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وَشَيْءٍ مِنَ الدُّلْجَةِ”، مشيرين إلى أن الإسلام رسَّخ قيمة التسامح في قلوب أتباعه، فدعاهم إلى السماحة بمفهومها الواسع الشامل لكل معاني السهولة واليسر في العبادات والمعاملات، مع التحلي بمكارم الأخلاق، كالعفو عند المقدرة، والصفح عن المسيء، وكظم الغيظ، وسعة الصدر، والتعايش السلمي بين الناس، والرحمة، والتعاطف وغير ذلك مما يحمله التسامح من معانٍ راقية.

وأضاف العلماء أن الإسلام جاء بتنظيم المعاملات بين الناس، لأنهم أحوج إلى السَّماحةِ واليسر فيما بينهم، ليعيشوا في أمن وعدل ورخاء، لذا حثَّ النبي (صلى الله عليه وسلم) على السماحة ورفع المشقة والحرج عن الناس في البيع والشراء، والاقتضاء، فقَالَ: “رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا سَمْحًا إِذَا بَاعَ، وَإِذَا اشْتَرَى، وَإِذَا اقْتَضَى”، فالسماحة في البيع : ألا يكون البائع شحيحًا بسلعته، مغاليًا في ربحه، محتكرًا لسلعته، والسماحة في الشراء : أن يكون المشتري سهلاً مع البائع فلا يبخس الناس أشياءهم، والسماحة في الاقتضاء : أن يطلب الرجل حقه أو دينه بلين ورفق وسماحة، قال تعالى : “وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ”، كذلك حثَّ الإسلام على السماحة في القرض، ورغَّب النبي (صلى الله عليه وسلم) في التجاوز عن المعسر، حيث قال: “حُوسِبَ رَجُلٌ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ فَلَمْ يُوجَدْ لَهُ مِنَ الْخَيْرِ شَيْءٌ إِلاَّ أَنَّهُ كَانَ يُخَالِطُ النَّاسَ، وَكَانَ مُوسِرًا، فَكَانَ يَأْمُرُ غِلْمَانَهُ أَنْ يَتَجَاوَزُوا عَنِ الْمُعْسِرِ، قَالَ: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : نَحْنُ أَحَقُّ بِذَلِكَ مِنْهُ، تَجَاوَزُوا عَنْهُ”، وقال (صلى الله عليه وسلم): “كَانَ رَجُـلٌ يُـدَايِنُ النَّاسَ فَكَانَ يَقُـولُ لِفَتَـاهُ : إِذَا أَتَيْتَ مُعْسِرًا فَتَجَـاوَزْ عَنْهُ لَعَـلَّ اللَّهَ يَتَجَاوَزُ عَنَّا، فَلَقِىَ اللَّهَ فَتَجَاوَزَ عَنْهُ”، مشيرين إلى أن السماحة ليست كلمة تقال، أو شعارًا يرفع، وإنما هي منهج حياة، ومبدأ من مبادئ الإسلام، فهي تتجلى في أحكامه، وتشريعاته، وعباداته، ومعاملاته، وقيمه، وأخلاقه.

وأثنى الحضور على هذه المبادرة، معربين عن تقديرهم لجهود وزارة الأوقاف في تفعيل الدور الدعوي، لا سيما في المناطق النائية التي تحتاج إلى مثل هذه اللقاءات البناءة، داعين إلى أهمية استمرار هذه القوافل الدعوية، لما لها من أثر عميق في نشر القيم الأخلاقية والدينية، وتعزيز روح التعاون والوحدة بين أبناء الوطن الواحد. 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: أوقاف سماحة يسر العلماء الفيوم السماحة فضيلة الشيخ بوابة الوفد جريدة الوفد صلى الله علیه وسلم السماحة فی ت ج او ز

إقرأ أيضاً:

النائب محمد رزق: حماية حقوق الإنسان مسؤولية جماعية وركيزة لبناء مجتمع عادل

أكد النائب محمد رزق، عضو مجلس الشيوخ، أن الاحتفال بـ اليوم العالمي لحقوق الإنسان يمثل تذكيرًا مهمًا بضرورة ترسيخ قيم الكرامة والحرية والعدالة لكل أفراد المجتمع، مشددًا على أن حقوق الإنسان ليست شعارات أو نصوصًا قانونية فحسب، بل منظومة متكاملة تحمي حياة الناس وتضمن لهم الأمان والمساواة.

وقال «رزق» في تصريح له، إن المجتمع لا ينهض إلا بصون الحقوق والحريات، وتعزيز العدالة الاجتماعية، وتمكين المواطن من الوصول إلى الخدمات الأساسية بشكل عادل ودون تمييز، لافتًا إلى أن الدولة المصرية قطعت شوطًا مهمًا في هذا المجال من خلال تطوير منظومة الحماية الاجتماعية، وتعزيز حقوق المرأة والشباب، وتكثيف البرامج الموجهة لدعم الفئات الأكثر احتياجًا.

وأضاف عضو مجلس الشيوخ أن حماية حقوق الإنسان مسؤولية مشتركة بين الدولة والمجتمع، مؤكدًا أن «كل خطوة تُتخذ لوقف ظلم، وكل صوت يُستمع إليه، وكل حق يُصان، تمثل حجرًا جديدًا في بناء مجتمع أكثر عدلًا وإنسانية».

وأشاد «رزق» بالجهود المبذولة لتطوير البنية التشريعية والمؤسسية الداعمة لحقوق الإنسان، وفي مقدمتها الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان، التي وضعت إطارًا شاملًا لتعزيز الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، مشيرًا إلى أن تفعيل هذه الاستراتيجية يعزز مكانة مصر الإقليمية والدولية.

واختتم النائب محمد رزق تصريحاته مؤكدًا أن «حماية الإنسان هي أساس أي عملية تنمية حقيقية»، وأن تعزيز ثقافة حقوق الإنسان في المجتمع يضمن مستقبلًا أفضل للأجيال القادمة، داعيًا جميع المؤسسات والجهات المعنية إلى مواصلة العمل المشترك لترسيخ هذه القيم في الواقع وليس فقط على الورق.

مقالات مشابهة

  • هل حرم الإسلام التعصب بكل أشكاله وصوره
  • حين يسيء الناس لدينهم قبل أن يسيء إليه خصومه
  • بمشاركة 260 لاعبًا.. انطلاق بطولة البترا المفتوحة لبناء الأجسام واللياقة البدنية
  • صحح مفاهيمك.. أوقاف كفر الشيخ تنظم ندوة حول التحذير من التشاؤم وآثاره السلبية
  • صندوق تحيا مصر يطلق قافلة حماية اجتماعية تستهدف 20 ألف أسرة | صور
  • خطيب الأوقاف: من أعظم نعم الله على الإنسان أن خلق له الوقت والزمن
  • عالم بالأزهر يوضح مفهوم الوسطية في الإسلام (فيديو)
  • غدا.. انطلاق انتخابات مجلس ادارة نادى المحافظة بالفيوم
  • «التعصب ليس مرتبطا بالدين وحده».. الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة 12 ديسمبر
  • النائب محمد رزق: حماية حقوق الإنسان مسؤولية جماعية وركيزة لبناء مجتمع عادل