أوراق الإمام محمد عبده المجهولة في ندوة بمكتبة الإسكندرية
تاريخ النشر: 22nd, January 2025 GMT
نظمت مكتبة الإسكندرية ندوة بعنوان "أوراق الإمام محمد عبده المجهولة" للحديث عن مجموعة من الأوراق المكتشفة حديثا في جامعة الأغا خان بالمملكة المتحدة.
وذلك بحضور الدكتور أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية؛ والدكتور عماد أبو غازي الأستاذ بكلية الآداب جامعة القاهرة، وزير الثقافة الأسبق؛ والدكتور وليد غالي، الأستاذ بمركز دراسات الحضارة الإسلامية بجامعة الأغا خان بالمملكة المتحدة.
وأدار الندوة الدكتور محمد الجمل مدير مركز دراسات الحضارة الإسلامية، بإشراف الدكتورة مروة الوكيل مدير قطاع البحث الأكاديمي.
وقال الدكتور محمد الجمل إن الندوة تتناول الحديث عن مجموعة من الأوراق المكتشفة حديثا للإمام محمد عبده المجدد في الفقه والتاريخ والحضارة الإسلامية، أوراق مجهولة اكتشفت في جامعة الأغا خان بالمملكة المتحدة بالصدفة بعد شرائها من إحدى المؤسسات، ويتواجد في نفس الجامعة الدكتور وليد غالي الباحث وشاركه في فحص الوثائق الدكتور عماد أبو غازي الذي كان في زيارة للمملكة المتحدة.
بدوره، قال الدكتور أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية، إن الإمام محمد عبده يعد أحد أبرز المجددين في الفكر والثقافة في العصر الحديث وأحد دعاة الإصلاح وأعلام النهضة العربية الحديثة، و ساهم بعلمه وفكره في تحرير العقل العربي من الجمود الذي أصابه لعدة قرون، كما شارك في إيقاظ وعي الأمة نحو التحرر من الاحتلال، وإحياء الاجتهاد الفقهي لمواكبة التطورات السريعة في العلم ومسايرة حركة المجتمع وتطوره في مختلف النواحي السياسية والاقتصادية والثقافية ولقد تأثر به العديد من رواد النهضة.
وأضاف أن الندوة تتناول عرض مجموعة من الأوراق والصور والوثائق المخطوطة والمحفوظة بجامعة الأغا خان في لندن والتي تم تدوين بعضها بخط الإمام محمد عبده في عام 1883، وتتضمن أيضا أحداثا تاريخية وسياسية متعلقة بتاريخ مصر في تلك الحقبة الزمنية، ومنها لائحة تأسيسية بخط يد الإمام محمد عبده لإقامة حكومة وطنية في مصر، يرجع تاريخها إلى شهر سبتمبر عام 1883 والتي دونها بعد عام واحد من الاحتلال البريطاني لمصر.
وتابع:الندوة تسلط أيضا الضوء على التطور الفكري للإمام محمد عبده ويمثل التنويري المنفتح على الثقافات بالشرق والغرب والمجدد الديني والمشارك بكافة جهده في الحركة الوطنية المصرية، حيث يؤكد أن رابطة الدولة تقوم على أساس المواطنة والعدل، مطورا منهجه من خلال عدة عناصر منها صناعة الأفكار والكوادر التي تحمل الأفكار وصناعة المؤسسات التي من خلالها تبقى هذه الأفكار.
وأوضح أنه على الرغم من وفاة الإمام محمد عبده عام 1905 إلا أن إنتاجه الفكري المجدد مازال هو المصدر الأساسي الذي يستمد منه الفكر التنويري إلى يومنا هذا، حيث كان الإمام عالما مستنيرا ومفكرا شارك بكل جهده في الحركة الوطنية من أجل مستقبل أفضل لوطنه، وما زال الإمام محمد عبده معينا لا ينضب حتى الآن ليس بفكره الديني الإصلاحي فحسب بل بنضاله السياسي وأفكاره التقدمية.
وتحدث الدكتور وليد غالي، عن قصة اكتشاف الأوراق موضحا أن مكتبة الجامعة حصلت على المجموعة من إحدى صالات المزادات في لندن، لافتا أن المجموعة تتضمن اثنين من الكراسات أو المخطوطات و7 أوراق مكتوبة بخط الإمام محمد عبده، ومجموعة من الكتب النادرة.
وأضاف أن أحد الكراسات المهمة في المجموعة تحتوي على ترجمة 3 فصول من كتاب أفلاطون "الجمهورية"، بالإضافة إلى وثيقة لائحة الاستقلال المقترحة لإقامة حكومة وطنية، وجزء عن الأمثال والأشعار التي كتبها الإمام محمد عبده، إلى جانب جمل وكلمات خطها بيده خلال فترة تعلمه اللغة الفرنسية.
وتحتوي الكراسة الثانية على ترجمة لأحد الكتب المدرسية الفرنسية عن التاريخ، بينما تتحدث الأوراق "الفلوسكاب" عن تاريخ بني إسرائيل منذ عهد النبي موسى إلى القرن الثاني قبل الميلاد فيما يبدو أنها كتبت في إطار دراسي تعليمي.
من جانبه ، استعرض الدكتور عماد أبو غازي محتوى الوثيقة الهامة ضمن أوراق الإمام محمد عبده والتي تتمثل مقترح حكومة وطنية، موضحا أنها تتحدث عن مشروع لاستقلال مصر سنة 1883 وهي عبارة عن لائحة موجهة لبعض المصريين السياسيين من أعضاء الحزب الوطني الأهلي آنذاك ويعد مضمونها مشروعا مقدما للمصريين من بعض الساسة الإنجليز لمناقشة فكرة تشكيل حكومة أهلية في مصر.
وأضاف أن الوثيقة كتبت بصيغة التمويه بهدف عدم الكشف عن مصدرها تضمنت نقاط مهمة ودالة على التفكير السياسي في هذا الوقت، منها عنوان "لائحة أساسية لإعادة حكومة أهلية لمصر" وهي فكرة تشكيل حكومة أهلية مصرية لإدارة مصر، بالإضافة إلى بند يحدد الأمور التي ينبغي على المصريين أن يضعوها في المرحلة التالية من ناحية الحذر من هجوم أوروبي مرة أخرى؛ والحرص على دوام الحكومة في أيدي المصريين؛ واتخاذ طريقة سياسية تضمن تقدم البلاد ونجاحها ماديا ومعنويا.
وأشار إلى أن الوثيقة تضمنت طرح أمور متعلقة بالأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والتعليم في هذا الوقت؛ مبينا أن تلك الرؤية لم تلغ علاقة مصر بالدولة العثمانية بحيث تكون تابعة لها معنويا وفق ضوابط معينة؛ وكذلك المطالبة بوجود تمثيل دبلوماسي لمصر يعزز من علاقاتها الخارجية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: أوراق الإمام محمد عبده المجهولة المزيد مکتبة الإسکندریة الإمام محمد عبده الأغا خان
إقرأ أيضاً:
نقابة الصحفيين تنظم ندوة بعنوان «الإعلام تحت القصف في غزة»
أكد خالد البلشي نقيب الصحفيين، أن النقابة تبنت دعوة لمحاكمة مجرمي الحرب الإسرائيليين بحجم وقيمة الدماء التي سالت من أجل إظهار الحقيقة وكشف جرائم العدوان الإسرائيلي على غزة.
جاء ذلك في ندوة «الإعلام تحت القصف في غزة» التي نظمتها لجنة الشئون العربية والخارجية بنقابة الصحفيين برئاسة محمد السيد الشاذلي بالتعاون مع المنتدى الاستراتيجي للفكر والحوار.
وطالب البلشي، بتوفير وسائل حماية أكثر للصحفيين أثناء تغطية الحروب مع المطالبة بضرورة وقف هذه المجزرة الإنسانية التي راح ضحيتها عشرات الآلاف من الضحايا بكل أشكال الجرائم التي ترتكب في حق الصحفيين داخل فلسطين، لافتا إلى أن أكثر من 230 صحفيا فلسطينيا استشهدوا منذ 7 أكتوبر 2023 وحتى الآن.
شارك في الندوة، الكاتب الصحفي سمير عمر رئيس قطاع الأخبار في الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، والكاتب الصحفي عزت إبراهيم رئيس تحرير الأهرام ويكلي، والدكتور ياسر عبد العزيز الخبير الإعلامي ومدير مكتب جريدة الشرق الأوسط بالقاهرة، والإعلامي أسامة راضي رئيس قناة النيل للأخبار، والإعلامي فائق جرادة مدير مكتب التليفزيون الفلسطيني بالقاهرة، والدكتور ياسر رعد عبد المجيد مدير شبكة التليفزيون العراقي بالقاهرة، والخبير الإعلامي محمد صلاح الزهار.
كما شارك في الندوة الإعلامية منى سلمان المذيعة بقناة روسيا اليوم، وأدار النقاش الكاتب الصحفي محمد السيد الشاذلي رئيس لجنة الشؤون العربية والخارجية بنقابة الصحفيين، والكاتب الصحفي محمد مصطفى أبو شامة مدير المنتدى الاستراتيجي للفكر والحوار.
ودعا الكاتب الصحفي محمد السيد الشاذلي، المشاركين في ندوة «إعلام تحت القصف» للوقوف دقيقة حداد على أرواح شهدائنا من الصحفيين والإعلاميين الذين استشهدوا في مناطق النزاع.
وأشار الشاذلي، إلى أن الصالون يناقش قضية إعلامية شائكة، وخاصة في ظل ما نشهده يوميا من استشهاد الكثير من زملائنا الصحفيين، مضيفا "هذا إلى جانب تلقي عدد من الزملاء الصحفيين والإعلاميين أخبار استشهاد أطفالهم وزوجاتهم على الهواء أو قصف منازلهم، فيصبحون فجأة جزءا من الخبر وليس فقط ناقله".
وتابع تأتي أهمية الصالون في ظل التحديات المتزايدة التي تواجه العمل الصحفي في مناطق النزاعات، والدور المحوري الذي تلعبه التغطية الإعلامية في تشكيل الرأي العام خلال الأزمات والحروب، ويناقش أثر الحروب على مهنية وأداء الفضائيات الإخبارية، ومدى تأثر العاملين فيها بالضغوط التي تفرضها طبيعة هذه التغطيات الإعلامية، إلى جانب التحديات التي تواجه الإعلاميين في مناطق الصراع.
من جانبه، قال الكاتب الصحفي جمال عبد الرحيم سكرتير عام نقابة الصحفيين إن موقف النقابة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية موقف ثابت منذ عام 1980، وأضاف أنه منذ 7 أكتوبر أعلنت النقابة دعمها الكامل ومناصرتها للزملاء الصحفيين الفلسطينيين والتضامن معهم من خلال عشرات الفعاليات التي نظمتها النقابة للتضامن معهم.
وقال محمد مصطفى أبو شامة مدير المنتدي الإستراتيجي للفكر "نحاول قراءة المشهد الإعلامي في تعامله مع حرب غزة وهل نجح الإعلام العربي والعالمي في مهمته أم لا حيث وجه هذا السؤال إلى عدد من الحضور داخل الندوة للإجابة عليه".
ونوه الإعلامي سمير عمر رئيس قطاع الأخبار بالشركة المتحدة، إلى أن جزءا من نجاح الإعلام العربي في التصدي لمهمة كشف الجرائم الإسرائيلية للعالم لم يأت من تميز الإعلام العربي وإنما جاء نتيجة صعوبة تمرير السردية الإسرائيلية للحرب واتساع نطاق جرائمها.
ودعا الإعلامي أسامة راضي رئيس قناة النيل للأخبار، الإعلام العربي إلى لعب دور مبادر في فرض الحقائق الثابته عن الحق الفلسطيني وتصدير ذلك للرأي العام الغربي وتعزيز مصداقيته أمام الرأي العام، لافتا إلى هيمنة الإعلام الغربي والأمريكي.
كما تحدث الدكتور ياسر عبد العزيز مدير مكتب جريدة الشرق الاوسط بالقاهرة عن المهنية في نقل الأحداث في الحروب، وقال إن الإعلام الغربي لم يعد قادرا على الإسهام في معيار المهنية والكثير من الممارسات الإعلامية توضع في خانة الخطأ، لافتا إلى أن وسائل الإعلام في أوقات كثيرة استخدمت في الدعاية للدول أو إيصال صوت الدول ورغم تفاوتها مهنيا، إلا أنها تحولت إلى مرايا تعكس الرؤية لمصلحة الدول.
وقال الكاتب الصحفي عزت إبراهيم رئيس تحرير الأهرام ويكلي إن الإعلام الغربي لم يلتزم المهنية في نقل الأحداث منذ البداية، موضحا أن هذا صراع تراكمي والسردية التاريخية تثبت الحقوق المغتصبة في القضية الفلسطينية، والأسانيد القانونية الأخلاقية يجب أن تصاغ بالكيفية التي تصل لوسائل الإعلام الغربية لأن من يقدم التكييف القانوني لما يجري في غزة لا يجد طريقه إلى وسائل الإعلام الغربية.
وتحدثت الإعلامية منى سلمان عن تجربتها في العمل داخل قنوات تلفزيونية دولية، وأكدت أنها عندما تعارضت رؤية هذه القنوات مع ما تؤمن به من قضايا تقدمت باستقالتها، وأكدت أن الكثير من القنوات الغربية تنحاز للرواية الإسرائيلية في الصراع بفلسطين وتخالف المهنية.
وتحدث محمد صلاح الزهار قائلا «إذا أردنا التقييم الحقيقي للأداء الإعلامي العربي يجب أن نفكر في التطوير الإعلامي»، ولابد أن نخاطب الإعلام الغربي بطريقته وأن نطرح قضيتنا بمساحات تسمح لنا بأن تنتصر للرواية العربية.
اقرأ أيضاً«نقابة الصحفيين» تدين استهداف الصحفيين الفلسطينيين
الصحفيين الفلسطينيين: منظومة الاحتلال الإسرائيلي تواصل منهجيتها في استهداف الصحفيين