“مجموعة السودان الحديث”: ما تقوله العمارة عن فضاءات السينما
تاريخ النشر: 22nd, January 2025 GMT
يَفتَتح الباحث والمعماري السوداني عبد الرحمن البشير المؤتمر بورقة عنوانُها “مساحة العرض صعود وسقوط التصنيف”، مستكشفاً صعود وزوال ثقافة العرض ومادّيته المكانية في السودان خلال القرن العشرين..
التغيير: وكالات
تُنظّم “مجموعة السودان الحديث” المُتخصِّصة في شؤون العمارة مؤتمرَها الثاني، السبت المُقبل، والذي يُقام افتراضياً بمشاركة عربية وأجنبية، بدءاً من التاسعة صباحاً، تحت عنوان “أحاديث الحداثة: السينما”.
يَفتَتح الباحث والمعماري السوداني عبد الرحمن البشير المؤتمر بورقة عنوانُها “مساحة العرض صعود وسقوط التصنيف”، مستكشفاً صعود وزوال ثقافة العرض ومادّيته المكانية في السودان خلال القرن العشرين، مُشيراً إلى دَور دُور السينما كفضاءات عامّة متكاملة ضمن سياقها الحضري. أمّا علي محمد شمّو فيستعرض “تاريخ السينما المتنقّلة” ويبحث في خصائص السينما السودانية وبنوع مُحدّد منها: “المتنقّلة”، وكيف ساهم هذا النوع من خلق تفاعل اجتماعي خارج الحيّز المعماري الثابت.
“تجلّي الحداثة: دور السينما والتحوّلات العمرانية في دمشق” عنوان الورقة المشتركة لأحمد صلاح وميرما الورع، وفيها يعرضان تاريخ العاصمة السورية مع السينما التي عرفتها لأول مرّة عام 1912، عندما نظّم التاجر حبيب الشمّاس أول عرض في أحد مقاهي المدينة المسرحية الفاخرة بساحة المرجة، ومنذ تلك اللحظة صارت السينما حاضرة حضوراً مُهمّاً في عمران المدينة. كذلك يستقرئ كلٌّ من غيثا واسيني والحبيب المومني في مداخلتهما “شظايا من الذاكرة: السينما المغربية كعدسة للتاريخ”، واقع دُور العرض المغربية بُعيد لحظة الاستقلال عام 1956 حيث شهدت هذه الفترة نشاطاً ثقافياً مكثّفاً، ويُضيئان منهجيات استخدام الموارد السينمائية لتحدي السرديات التاريخية المهيمنة في مجال العمارة.
يتضمّن 26 ورقة بحثية عن التاريخ وتصميم الأمكنة والاستديوهات
بدورها تبحث علياء يونس في ورقتها “فلسطين ليست نقطة تفتيش: الفيلم الفلسطيني كسِجلٍّ للمناظر الطبيعية والعمارة والذاكرة الجماعية” حضور السينما كفضاء ناشط قبل نكبة 1948، التي لم تمنع تطوّر الفيلم الفلسطيني رغم سياسات الاقتلاع والتهجير، فضلاً عن تدمير دُور العرض، بل تحوّلت السينما الفلسطينية إلى شكل من أشكال المقاومة الثقافية للاحتلال.
من عناوين الأوراق التي يتضمّنها المؤتمر أيضاً: “احتلال بغداد: الخيالات السينمائية والعنف الاستعماري” لأمين السادن، و”قصة السينما السودانية: أكثر من مئة عام من الحنين” لـ سوزانا ميرغني، و”السينما كحافز للحداثة في إيران: دراسة لثلاث دور سينما شهيرة في طهران” لـ نيغار منصوري، و”بيوت الثقافة كمولّدات للحياة الاجتماعية والهوية المحلّية” لـ هنريتا مورافسيكوفا، و”المسرح العربي واللغة المعمارية المستخدمة في صناعة النماذج” لآلاء يونس، و”العمارة والسينما: تخصّصات مترابطة” لمارك لامستر.
نقلا عن العربي الجديد
الوسومالسودان السينما العمارةالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: السودان السينما العمارة
إقرأ أيضاً:
"بحبك يا ستاموني".. أشهر إفيهات محمود عبد العزيز التي صنعت أسطورته في ذاكرة السينما
ظل الفنان الراحل محمود عبد العزيز واحدًا من أبرز أعمدة السينما المصرية والعربية، ليس فقط بفضل موهبته التمثيلية الكبيرة، بل لما امتلكه من قدرة استثنائية على إضفاء طابع خاص على الشخصيات التي يجسدها، لدرجة أن بعض عباراته تحولت إلى "إفيهات" خالدة في وجدان الجمهور.
بين الكوميديا والفلسفة والسخرية والدراما، تنوعت جُمله الشهيرة التي لا تزال تُتداول حتى اليوم، محققة تفاعلًا كبيرًا على مواقع التواصل الاجتماعي.
فيما يلي نستعرض أبرز الإفيهات التي تركت بصمة لا تُنسى من خلال شخصياته السينمائية المتنوعة.
"الكيف".. حين يصبح المزاج فلسفة
في عام 1985، قدّم محمود عبد العزيز أحد أنجح أدواره الكوميدية في فيلم "الكيف"، بشخصية "كمال مزاجنجي"، الشاعر الغنائي الباحث عن المزاج بمعناه الفلسفي والعميق.
ومن هذه الشخصية خرجت إفيهات أصبحت تراثًا شعبيًا متداولًا، أبرزها:
• "بحبك يا ستاموني مهما الناس لاموني"
• "اديني في الهايف وأنا أحبك يا فننس"
• "ده أنا بدهبزه وأدهرزه عشان يرعش ويحنكش ويبقى آخر طعطعة"
• "بالصلاة ع النبي إحنا حلوين أوي.. يعني لحمنا مُر ما يتاكلش، ولو اتكلنا ما ننبلعش، ولو اتبلعنا نقرش في الزور وما ننهضمش"
هذه الجُمل تجاوزت كونها مجرد عبارات، لتصبح تعبيرًا عن حالة اجتماعية وفكرية تسخر من الواقع وتُجمله في الوقت نفسه.
"إبراهيم الأبيض".. فلسفة زرزورفي فيلم "إبراهيم الأبيض" (2009)، قدّم محمود عبد العزيز شخصية "عبد الملك زرزور"، زعيم عصابة له طابع فلسفي سوداوي، حيث مزج بين القسوة والهيبة والحكمة المغلفة بالعنف، ومن أشهر عباراته في الفيلم:
• "حد له شوق في حاجة؟"
• "الجرأة حلوة مفيش كلام"
• "الإنسان ضعيف"
تلك العبارات كانت كفيلة بأن تخلق هالة من الغموض والجاذبية حول شخصية زرزور، وجعلت من مشاهد الفيلم محفورة في الذاكرة الجمعية للمشاهدين.
"الكيت كات".. عبقرية الشيخ حسنيفي تحفة داوود عبد السيد السينمائية "الكيت كات" (1991)، قدم الساحر أداءً استثنائيًا بدور "الشيخ حسني"، الرجل الكفيف الذي يرى الدنيا بعين مختلفة تمامًا. بشخصيته المتمردة الساخرة، أطلق العديد من الإفيهات التي لا تُنسى، ومنها:
• "أنا بشوف أحسن منك في النور وفي الضلمة كمان"
• "بتستعماني يا ولد؟"شخصية الشيخ حسني تجاوزت مجرد الأداء، لتصبح رمزًا للحياة وسط المعاناة، وشهادة على أن البصيرة قد تكون أعمق من البصر.
"العار".. مأساة تُختتم بإفيه
في فيلم "العار" (1982)، وفي المشهد الختامي الذي جمع بين الحزن والذهول، جاءت جملة محمود عبد العزيز لتُختصر المأساة العائلية كلها في جملة واحدة:
• "الملاحة الملاحة.. وحبيبتي ملو الطراحة.. حسرة علينا يا حسرة علينا"رغم بساطتها، فإن هذه الجملة خرجت بصوت مخنوق ووجه ممزق بين الصدمة والانكسار، فتركت أثرًا عميقًا لدى كل من شاهد الفيلم.
الساحر الذي سكن القلوب بإفيهاته
لم يكن محمود عبد العزيز ممثلًا عاديًا، بل كان "ساحرًا" بحق كما لُقب، قادرًا على تحويل الجملة العادية إلى "إفيه" خالد، وعلى جعل الجمهور يضحك ويبكي من نفس المشهد.
إفيهاته كانت نابعة من إحساسه بالشخصية وتماهيه معها، وهو ما جعلها صادقة وعفوية ومؤثرة في آنٍ واحد.
لا تزال مقاطع الفيديو التي تجمع أشهر عباراته تنتشر على مواقع التواصل، ويتداولها الجمهور بكل حب وحنين، تأكيدًا على أن فنه باقٍ، وأن "الساحر" لم يرحل من قلوب محبيه.