غارديان: لا فائز في غزة وحركة حماس لا تزال صامدة
تاريخ النشر: 22nd, January 2025 GMT
قال مقال بصحيفة غارديان البريطانية إنه لا فائز في غزة، إذ صمدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) حتى النهاية وتعمل الآن على استعادة دورها السياسي في القطاع، في حين استطاعت إسرائيل عبر حربها التي قتلت 47 ألف شهيد على الأقل إضعاف الحركة، ولكن بشكل محدود.
وقال الكاتب ومراسل الأمن الدولي لدى الصحيفة جيسون بورك إن وقف إطلاق النار يعد حالة من الجمود، ولا تستطيع إسرائيل أو حماس ادعاء تحقيق النصر، وقد يهدد ذلك استمرارية الاتفاق.
وفي حين شدد المسؤولون الإسرائيليون على انهيار حماس، سعت الحركة لإثبات العكس بظهور مقاتلي كتائب عز الدين القسام وهم بكامل عدتهم وعتادهم وبأعداد غفيرة أثناء عملية تسليم الأسيرات الإسرائيليات في قلب مدينة غزة، حسب المقال.
القوة العسكريةوأضاف الكاتب أنه بالرغم من مزاعم إسرائيل بإضعاف حماس عسكريا، وتدمير الجيش الإسرائيلي خطوط الإمدادات والعديد من مخازن الذخيرة والأسلحة، فإن الحركة استمرت بالقتال حتى وقف إطلاق النار.
وأشار بورك إلى المعارك العنيفة التي اندلعت الأسبوع الماضي في بيت حانون بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحتلال، حيث ألحقت حماس خسائر فادحة بالقادة الإسرائيليين الذين استهانوا بعدد ومعنويات المقاتلين هناك، والتقدمات التي أحرزوها بعملية إعادة بناء شبكة الأنفاق.
إعلانكما انتقد الكاتب المزاعم الإسرائيلية بقتل 17 ألف مقاتل من الحركة، وقارن ذلك بأرقام منظمة "بيانات مواقع وأحداث النزاعات المسلحة"، والتي قدرت أن عدد القتلى 8500، علما بأن هذا الرقم يشمل كذلك مقاتلين من جماعات مسلحة أخرى وعناصر أخرى غير مسلحة من حماس، وفق المقال.
وفي هذا الصدد، ذكر المقال خطاب وزير الخارجية الأميركية السابق أنتوني بلينكن الأسبوع الماضي، حين قال إن حماس جندت من المقاتلين ما يساوي تقريبا عدد الذين فقدتهم، ويرى الكاتب أن ذلك قد يقوض نجاح الاتفاق واستمراريته.
الوجود السياسيوأما على الصعيد السياسي، فأكد الكاتب أن حماس لا تزال حاضرة في القطاع، على الرغم من اغتيال إسرائيل رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، وخلفه يحيى السنوار.
وقال الكاتب إن الاغتيالات أضعفت الحركة، ولكنها لا تزال الخيار الوحيد المتواجد حاليا لتولي زمام الأمور في القطاع، وخصوصا في ظل غياب أي خطة لتشكيل حكومة في غزة.
ورغم الدمار الذي حل بغزة والضعف الذي أصاب سلطة حماس، فإن بعض أجزاء هيكلها الإداري لا تزال تعمل، وفق المقال، وتواصل منظمات الإغاثة التعامل مع نفس المسؤولين من الحركة الذين كانت تتعامل معهم قبل الحرب، مما يعزز مكانتها السياسية.
وختم الكاتب مقاله بالتحذير من أن فشل إسرائيل في تدمير الحركة قد يبدد الآمال بتحقيق سلام دائم في القطاع.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات فی القطاع لا تزال
إقرأ أيضاً:
هآرتس: لا تمنحوا نتنياهو صكّ براءة حيال ما يفعله بغزة
دحض رئيس تحرير صحيفة هآرتس في مقال جريء الروايات التي تصوّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كضحية للضغوط اليمينية أو كزعيم مرتبك لا يملك خطة واضحة.
ويؤكد ألوف بن في المقال أن ما يحدث في قطاع غزة من دمار شامل ونزوح جماعي ومجاعة منهجية، ليس نتيجة سياسة ارتجالية أو فوضى، بل تنفيذ صارم لإستراتيجية متعمدة يتبناها نتنياهو منذ سنوات.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2يديعوت أحرونوت: تسونامي دبلوماسي يحاصر إسرائيلlist 2 of 2محللون إسرائيليون: احتلال غزة مجرد تطلعات مجنونة لا يمكن تحقيقهاend of listوجاء المقال ردا على ما قاله المحلل السياسي والمراسل الاستقصائي الإسرائيلي، رفيف دروكر، من أن نتنياهو يبدو ككرة تتقاذفها أقدام وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش من جهة، والبيت الأبيض من جهة أخرى؛ وكعجوز منعزل لم "يُوقَظ" في الوقت المناسب لإنقاذ إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023؛ وكسياسي لا يركز سوى على الحفاظ على قاعدته الانتخابية، من دون اكتراث لأي شيء آخر.
يصب في مصلحة نتنياهو
واعتبر كاتب المقال أن دروكر يبالغ في التخفيف من مسؤولية نتنياهو إزاء ما يجري من أحداث في بلده، وأن تصويره بذلك الشكل يصب في مصلحته، رغم أن تلك الأوصاف لا تُشرِّف زعيما يرى نفسه وريثا لشخصيات تاريخية مثل ونستون تشرشل، رئيس وزراء بريطانيا خلال الحرب العالمية الثانية، وفرانكلين روزفلت، رئيس الولايات المتحدة خلال نفس الفترة.
ويرى ألوف بن أن تصوير نتنياهو كزعيم ضعيف يتهرب من المسؤولية يخفف من حدة المعارضة لأفعاله، ويغفل الحقيقة الأساسية، وهي أنه يدير المشهد بعقلية سلطوية تهدف إلى سحق الديمقراطية داخليا، وإعادة تشكيل الواقع الفلسطيني بالقوة خارجيا.
ففي الداخل، يتابع نتنياهو مشروعه لتقويض النظام الديمقراطي واستبداله بحكم فردي، متجاهلا أي معارضة قضائية أو جماهيرية، عبر تعيين موالين مثيرين للجدل في مواقع حساسة، والتضييق على السلطة القضائية.
وفي الخارج، وعلى جبهة الشمال، انتهج نتنياهو تخطيطا بعيد المدى لضرب إيران، مستغلا نقاط ضعف خصومه وتغير المناخ الدولي لصالحه. أما في الجنوب، فكان الرد على "كارثة" السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 هو تبني سياسة تفكيك المجتمع الفلسطيني في غزة بالكامل، ودفعه إلى خارج القطاع كنوع من العقاب الجماعي الممنهج.
ألوف بن: تصوير نتنياهو كزعيم ضعيف يتهرب من المسؤولية يخفف من حدة المعارضة لأفعاله، ويغفل الحقيقة الأساسية، وهي أنه يدير المشهد بعقلية سلطوية تهدف إلى سحق الديمقراطية داخليا، وإعادة تشكيل الواقع الفلسطيني بالقوة خارجيا. القرار الأخطر والأهموقال رئيس تحرير الصحيفة الإسرائيلية اليسارية إن الهزيمة التي تلقاها نتنياهو على يد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في ذلك اليوم من عام 2023، هي التي دفعته إلى اتخاذ القرار "الأهم والأخطر" في حياته السياسية، وهو تفكيك المجتمع الفلسطيني في غزة ودفعه نحو المنافي، كعقاب جماعي على "المجزرة التي ارتُكبت بحق الإسرائيليين" تماما كما تصور الرواية الإسرائيلية "النكبة الأولى" كعقاب جماعي للفلسطينيين على رفض خطة التقسيم وشن الحرب على الدولة "اليهودية" الناشئة.
إعلانويخلص المقال إلى أن النقاشات المستقبلية حول نوايا نتنياهو -سواء كانت نكبة ثانية مخطط لها أم لا- تبقى مسألة ثانوية أمام الحقيقة المؤلمة الماثلة، التي تكشف أن ما يجري على الأرض هو تنفيذ لإستراتيجية لا لبس فيها تحمل بصمات نتنياهو من دون مواربة، وهدفها محو غزة وتغيير ديمغرافيتها قسرا، وسط صمت وتواطؤ داخلي ودولي.