البنك الوطني للأعضاء البشرية: فرصة إنقاذ أم تجارة مقنعة؟
تاريخ النشر: 22nd, January 2025 GMT
22 يناير، 2025
بغداد/المسلة:
كتب سهيل الطائي: تتصاعد النقاشات في العراق حول إنشاء “البنك الوطني للتبرع بالأعضاء البشرية”، اذ يثير هذا المقترح جدلًا واسعًا بين مؤيديه ومعارضيه.
وطرح محافظ البصرة أسعد العيداني مقترحا رسميا إلى مجلس الوزراء، لاقامة مؤسسة لتوفير الأعضاء البشرية بطريقة منظمة وآمنة، مع تقديم حوافز مالية تصل إلى 15 مليون دينار عراقي، إلى جانب إعفاءات ضريبية وتخفيضات على تكاليف السفر للمتبرعين.
وباعتبار أن العراق بلد يعاني من ارتفاع معدلات الفقر، يمكن أن تشكل هذه الحوافز جاذبية كبيرة للكثيرين، لا سيما الفئات الأكثر تضررًا، لكن هذا البعد الاقتصادي يحمل معه تساؤلات حول أخلاقيات استغلال حاجة الفقراء لدفعهم إلى التبرع بأعضاء حيوية مقابل المال ، فيما تحليلات تشير الى أن هذا التوجه قد يتحول إلى سوق تجارية للأعضاء البشرية، وهو ما قد يفاقم الفساد الموجود أصلًا في النظام الإداري العراقي.
و في ظل ضعف الآليات الرقابية التقنية والإدارية في العراق، هناك مخاوف جدية من أن يؤدي إنشاء مثل هذا البنك إلى تعزيز شبكات الاتجار غير الشرعي بالأعضاء البشرية حيث الفساد والرشاوى تسهّل تهريب الأعضاء أو تجاوز الضوابط القانونية المفترض وضعها لحماية المتبرعين.
و بينما يرى مؤيدو المقترح أنه خطوة تنظيمية يمكن أن تحل أزمة مرضى يحتاجون إلى زراعة أعضاء، وصف معارضون الفكرة بأنها “جريمة لاستغلال وابتزاز الفقراء”.
وقالت تغريدة لأحد الناشطين على تويتر بأنه “غطاء قانوني لتشجيع تجارة الأعضاء الممنوعة دوليًا”، في حين طالب آخرون بتعزيز الرقابة وضمان عدم تحول البنك إلى منصة لتجارة الأعضاء.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
الهواء مقابل النفط.. مفارقة الموت البطيء في أرياف العراق
27 يوليو، 2025
بغداد/المسلة: خيم الدخان مجددًا على سماء ميسان حتى بات التنفس رفاهية مؤقتة، وبدت المدينة مغطاة بستار رمادي يحجب الرؤية ويخنق التفاصيل.
وظهرت اللقطات المنتشرة على منصات التواصل الاجتماعي، خاصة في تويتر، تحت وسم #ميسان\_تختنق، لتوثق المشهد الذي وصفه البعض بـ”المرعب”، إذ لا تكاد العين تميز معالم الطرق إلا على بعد أمتار قليلة، فيما اكتظت المستشفيات بعدد من مراجعي الجهاز التنفسي.
وارتفعت أصوات أبناء ميسان تطالب الجهات المختصة بالتدخل الفوري، وكتب المدون “حيدر المياحي” على منصة X: “مَن يحرق القصب في هور الحويزة يقتلنا ببطء.. لن نسكت هذه المرة”.
وعلّق آخرون بأن ما يجري ليس مجرد ضرر بيئي عابر، بل جريمة تدمير ممنهج لما تبقى من الحياة في الأهوار، متهمين شركات نفطية محلية وأجنبية بأنها وراء حرق القصب لفتح مسارات الحفر والتنقيب.
وأكد المواطن كاظم الزيدي، وهو أحد سكان ناحية الكحلاء، أن الدخان “بات يوميًا تقريبًا منذ أسبوع”، مشيرًا إلى أن “أطفاله لا يذهبون للمدرسة بسبب الحساسية وضيق التنفس”. وقال: “لا نريد شيئًا أكثر من الهواء النظيف.. فهل هذا كثير؟”.
وصرّح المحلل البيئي علاء الخزرجي بأن حرق القصب في هذه الفترة يُعد كارثة بيئية لا تقل عن التصحر، مؤكدًا أن “نسبة المواد السامة في الهواء في ميسان تجاوزت الحد الآمن المسموح به بخمس مرات بحسب بيانات أجهزة الرصد المحلية”.
وأضاف: “هذا الدخان يحتوي على جسيمات دقيقة تدخل الرئة مباشرة وتسبب أمراضًا مزمنة، وقد تؤدي إلى الوفاة لدى كبار السن والمصابين بأمراض القلب”.
وذكرت مديرية البيئة في تقرير سابق أن أكثر من ٤٠٪ من الحرائق التي تسجل في مناطق الأهوار تكون “بفعل فاعل”، وغالبًا ما يتم تقييدها ضد مجهول رغم تسجيل صور للأدخنة تتصاعد من قرب مواقع الحفر.
وامتدت سحب الدخان هذه المرة حتى أطراف العمارة، وسط تحذيرات من اتساع نطاق التلوث، وغياب أي تصريح رسمي من وزارة النفط، رغم اتهامات مباشرة طالتها من نشطاء ووجهاء محليين.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts