"جان" هو المهندس المعمارى ذو الخمس وعشرون ربيعًا، حينما جاء إلى "القاهرة" مع حملة "نابليون بونابرت" عام 1798 ضمن علماء، مصاحبين الحملة ليكتشفوا أسرار الحضارة المصرية وهو الذى خط أعظم ما إحتوته المكتبة العالمية، موسوعة "وصف مصر" "جان دى شابرول".
هذا "الجان" حينما عاد إلى "باريس" أسند له الإمبراطور وظيفة محافظ العاصمة "باريس" فقدمها للفرنسيين وللعالم كله كما هى اليوم،عاصمة "النور".


نحن فى القاهرة نحتاج إلى مبدع لا لكى يخطط مثل "القاهرة الخديوية" أو غيرها،ولكن فقط للحفاظ على ما نمتلكه من عظمة فى العمارة القديمة !.
وإليكم قصة إحدى عمارات وسط البلد، أو عمارة "تيرنج" إحدى المعالم المهملة فى منطقة "العتبة الخضراء " وسط البلد ﻫﻰ ﻋﻤﺎﺭﺓ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻓﻰ ﺃﻋﻼﻫﺎ ﻛﺮﺓ ﺗﺤﻤﻠﻬﺎ 4 ﺗﻤﺎﺛﻴﻞ، ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻤﺎﺭﺓ ﻻ ﻳﻮﺟﺪ ﻣﺜﻠﻬﺎ ﺳﻮى ﺛﻼﺛﺔ فى ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻛﻠﻪ،صممها وأشرف على بنائها ﺍﻟﻤﻬﻨﺪﺱ ﺍﻟﻤﻌﻤﺎﺭﻯ (ﺃﻭﺳﻜﺎﺭ ﻫﻮﺭﻭﻳﺘﺰ )،ﻭ ﻫﻮ ﻣﻌﻤﺎﺭى "ﻳﻬﻮﺩى ﻧﻤﺴﺎﻭى" ﻭﻟﺪ ﻓﻰ ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ 1881 ﻓﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ "ﺟﺎﺟﻨﺪﻭﺭﻑ ﻓﻰ ﺍﻟﻨﻤﺴﺎ "ﺩﺭﺱ ﺍﻟﻌﻤﺎﺭﺓ فى ﺍﻟﻨﻤﺴﺎ ﻭ ﺟﺎﺀ ﺇلى ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ فى ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ 1913-1915 ﻡ بنى ﺧﻼﻟﻬﺎ هذا المبنى المعروف ب« ﺗﻴﺮﻳﻨﺞ ».
ﻋﻤﺎﺭﺓ ﺗﻴﺮﻳﻨﺞ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻠﻚ ﻳﻬﻮﺩﻯ ﻫﻮ" ﻓﻴﻜﺘﻮﺭ ﺗﻴﺮﻳﻨﺞ" ﻣﻦ ﻣﻮﺍﻟﻴﺪ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻘﺴﻄﻨﻄﻴﻨﻴﺔ ﻭ ﻗﺪ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻥ ﻳﺤﺎﻛﻰ ﻣﺘﺎجر ( ﺳﻴﺰﺍﺭ ﺭﻳﺘﺰ ) ﻓﻰ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ، وأختار هذا الموقع بميدان ﺍﻟﻌﺘﺒﺔ فى ﻋﺎﻡ 1910 لما لهذا الموقع من أهمية حيث يربط ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ بﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ الخديوية، ﻓﻔﻰ ﺷﺮﻕ ﺍﻟﻤﺒﻨﻰ "حى ﺍﻟﻤﻮﺳﻜﻰ" ﺍﻟﻤﻜﺘﻆ ﺑﺎﻟﺴﻜﺎﻥ ﻭ ﺍﻟﻤﻠﻴﺊ ﺑﺎﻟﺸﻮﺍﺭﻉ ﻭ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭﻯ ﺑﻌﻄﻮﺭﻩ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ،ﻭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻣﻨﻪ ﺃﻓﺨﻢ ﺍﻟﺤﺪﺍﺋﻖ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻓﻰ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ( ﺣﺪﻳﻘﺔ ﺍﻷﺯﺑﻜﻴﺔ ) ﻭ ﺍﻟﻤﺒﺎﻧﻰ ﺍﻟﻤﺰﻳﻨﺔ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ﺍﻟﻔﺨﻤﺔ ﺍﻟﺘﻰ أﻧﺸﺄﻫﺎ "ﺍﻟﺨﺪﻳﻮﻯ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ" ﻣﻊ ﻣﻴﺎﺩﻳﻨﻬﺎ ﺍﻟﺠﻤﻴﻠﺔ وﺍﻟﻔﻨﺎﺩﻕ ﺍﻟﻔﺨﻤﺔ ﻭ ﺃﻭﺑﺮﺍ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ﻭمظاهر ﺍﻟﺒﺮﺟﻮﺍﺯﻳﺔ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻣﻴﺔ،.
"ﻣﺒﻨﻰ ﺗﻴﺮﻳﻨﺞ" ﻏﻠﺐ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺸﻬﺪ ﺑﺄﻛﻤﻠﻪ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺍﻟﻜﺮﺓ ﺍﻷﺭﺿﻴﺔ ﺃﻋﻠﻰ ﻗﺒﺘﻪ ﺍﻟﺘﻰ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﻈﻬﺮ ﻻﻣﻌﺔ ﺑﺮﺍﻗﺔ ﻓﻰ ﺍﻟﻠﻴﻞ،ﻭ ﻗﺪ ﺗﻢ ﺍﻹﻧﺘﻬﺎﺀ ﻣﻦ ﺑﻨﺎﺀ "ﻣﺒﻨﻰ ﺍﻟﺘﻴﺮﻳﻨﺞ" ﻋﺎﻡ 1915 ﻣﻤﺎ ﺟﻌﻠﻪ ﻣﻦ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﺘﺎﺟﺮ ﺍﻟﺒﻴﻊ ﻣﺘﻌﺪﺩﺓ ﺍﻟﻄﻮﺍﺑﻖ فى ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ( ﺍﻟﻤﻮﻻﺕ ﺑﺎﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﺍﻟﺪﺍﺭﺝ ﺍليوم )، ﻳﺘﻜﻮﻥ ﻣﺒﻨﻰ ﺗﻴﺮﻳﻨﺞ ﻣﻦ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻃﻮﺍﺑﻖ،ﻭ ﻛﺎﻥ "ﻓﻴﻜﺘﻮﺭ ﺗﻴﺮﻳﻨﺞ" ﻭ ﺇﺧﻮﺗﻪ "ﻏﻮﺳﺘﺎﻑ ﻭ ﻛﻮﻧﺮﺍﺩ" ﻗﺪ أﻓﺘﺘﺤﻮﺍ ﺗﺠﺎﺭﺗﻬﻢ فى "ﻓﻴﻴﻨﺎ" فى ﺍﻟﻌﺎﻡ 1882ﻭ إﺳﺘﻬﺪﻓﻮﺍ ﻓﺘﺢ ﻓﺮﻭﻉ ﻟﻬﻢ فى ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻭ ﻟﻜﻦ ﻟﺴﻮﺀ ﺣﻈﻬﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺃﻭﻗﻔﺖ ﺃﻧﺸﻄﺘﻬﻢ فى ﺍﻟﺘﻮﺳﻊ.
فى ﻋﺎﻡ 1915 ( ﺗﻴﺮﻳﻨﺞ ﺍﻟﻘﺎﻫﺮﺓ ) ﻛﺎﻥ ﺗﺤﺖ ﺇﺩﺍﺭﺓ "ﻛﺎﺭﻟﻮ ﻣﻴﻨﺎﺳﺲ"  وفى ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻤﻄﺎﻑ ﺗﻢ ﻣﻨﺢ ﻣﺒﻨﻰ "ﺍﻟﺘﻴﺮﻳﻨﺞ" ﺗﺮﺧﻴﺼﺎ ﻣﺸﺮﻭﻃﺎ ﻟﻠﺘﺠﺎﺭﺓ فى "ﻣﺼﺮ" ﻣﻊ ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﻭ ﻣﻊ حلفاء ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ ﺍﻟﻌﻈﻤﻰ، حتى ﺗﻢ ﺗﺼﻔﻴﺔ ﻧﺸﺎﻃﻬﺎ فى ﻋﺎﻡ 1920، ﻭ ﺗﻢ ﺗﺠﺮﻳﺪ ﻣﺒﻨﻰ "ﺍﻟﺘﻴﺮﻳﻨﺞ" ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺑﻬﺎ الأصليين، ﻭ ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ ﺗﻨﻘﻠﺖ ﻣﻠﻜﻴﺔ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﺑﻴﻦ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﻟﻜﻴﻦ، ﻭ ﻇﻞ ﺍلمبنى ﻋﻠﻰ ﻗﻴﺪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﺑﻌﺪ ﻳﻮﻟﻴﻮ 1952 إﺳﺘﻮﻟﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﻭﺍﺿﻌﻰ ﺍﻟﻴﺪ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺣﻮﻟﻮﻩ ﺇﻟﻰ "ﻭﺭﺵ ﺻﻐﻴﺮﺓ ﻭ ﻣﺤﺎﻝ ﺗﺠﺎﺭﻳﺔ" ومخازن للكاوتش والبويات،ﻭ إﺳﺘﻤﺮ ﺍﻟﺘﺠﺎﻫﻞ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺌﻮﻟﻴﻦ ﻭ ﺧﺎﺻﺔ ﺍﻟﻘﺎﺋﻤﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﻭ ﺍﻷﻣﺎﻛﻦ ﺍﻷﺛﺮﻳﺔ ﻣﻤﺎ ﻧﺘﺞ ﻋﻨﻪ ﺃﻥ ﻭﺻﻞ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺗﻌﺘﺒﺮ "ﺟﺮﻣﺎ" ﻓﻰ ﺣﻖ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﻤﻌﻤﺎﺭﻯ ﻟﻤﺒﻨﻰ ﻫﻮ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻣﻦ ﻧﻮﻋﻪ ﻓﻘﻂ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ !!وهذا الأثر المعمارى الحى، ما زال يستصرخ من له سلطة القرار السياسى فى البلد، لكى يعيده إلى الحياة للمصريين، فهل سيجد من يلبى ندائه!! 
[email protected]

المصدر: بوابة الفجر

إقرأ أيضاً:

مؤمن الجندي يكتب: مهما صفق الواقفون

حين تتكرّر الهزيمة، تُصبح كرة القدم عجوزًا ساخرة، تجلس على حافة المدرّج، تضحك على أحلامنا المتكررة، وتصفّق بحرارةٍ لخيبتنا كلما لبسناها ثوب المجد الزائف.. هي لا تكرهنا كما نزعم، ولا تحبّ غيرنا كما نتوهّم، لكنها ترفض أن تُصافح من لا يحترم قواعدها، ولا يمنحها ما تستحق من عقلٍ، لا عاطفة.

مؤمن الجندي يكتب: أثر اللامستحيل مؤمن الجندي يكتب: ما الذي لا يستطيع المال شراؤه؟

نخسر، فنبكي. نخرج، فنغنّي.. نهدر فرصةً بعد أخرى، ثم نحمّل الحظ ذنب ما ارتكبته أقدامنا المرتعشة، وقلوبنا المرتبكة.. وكأننا اعتدنا أن نؤجر مقاعد الشرف في مواكب الوداع، لا أن نصعد منصات التتويج.


هي عادتنا.. لا نشتريها، بل نرثها.. عادتنا في تدوير الخيبة، وتلميع الفشل، وارتداء وسام "الشرف" على صدر الهزيمة.. خرج الأهلي من الدور الأول لكأس العالم للأندية بلا انتصارات، كما خرجت غيره من قبل منتخبات مصرية في بطولات عالمية، كما سيخرج القادمون من بعده.. خروج "مشرف" كما يقولون، لكنه في الحقيقة لا يشرف أحدًا، ولا يليق بمن يمتلك ذرة طموح أو احترام لذاته.

خرج لأن الكرة لم "تخونه"، بل لأنه خان فرصه وإمكانياته.. ضيّع أهدافًا، وتراخى في لحظات الحسم، وراهن على حظ عاقر لا ينجب إلا الندم.. خرج لأن هناك من يفضّل تبرير السقوط، لا تحليله، لأننا نحترف صناعة الأعذار أكثر من صناعة الإنجاز.

كل مرة، نفس الملامح، نفس النبرة، نفس الكلمات: "كنتم رجالة"، "ولا يهمك يا بطل"، وكأننا نغني لخيبة نحبها!

نحن الشعب الذي يحب تزيين الانكسارات، ويجيد تأليف الأهازيج في جنازات الفُرص الضائعة.. بل نختزل الفشل في "عدم التوفيق"، وكأن الحظ هو اللاعب رقم 12، وليس التنظيم الفني، ولا الاستعداد، ولا الإدارة ولا حتى تركيز اللاعبين على أرضية الميدان.

نكرّر السيناريو ذاته منذ عقود، في الكرة، وفي اليد، وفي الطائرة، وفي كل لعبة دخلناها بـ "حلم"، وخرجنا منها بـ "عذر".

المشهد محفوظ:

هزيمة دموع تصفيق جماهيري… منشورات على السوشيال ميديا… ومقولة شهيرة: "شرفتونا".. لكن الحقيقة؟

لا، لم يُشرّفنا أحد بمجرد الحضور، فالعالم لا يتذكّر من حضر، بل من حصد.. والقفز من الطائرة دون مظلة لا يجعلك شجاعًا، بل ساذجًا مهما صفّق لك الواقفون في الأسفل.

"الخروج المشرف" أكذوبة نُغنّيها لأنفسنا كي لا نسمع صوت خيبتنا، و"الحظ" ليس خصمك، بل عادتك في الهروب من الحقيقة.

في النهاية، كلماتي ليست للأهلي فقط بل للجميع.. لا تطلب من العالم أن يحترمك، وأنت لا تحاسب من خذلك، ولا تنتظر المجد، وأنت تفرح ببطاقات المشاركة، لا بالكؤوس.. إن لم نخجل من كثرة النسخ التي نكرر فيها هذا السيناريو، فليكن عندنا من الشجاعة ما يكفي لنمزق هذه النسخة، ولنكتب حكاية أخرى.. حكاية إنجاز، لا "عذر".. حكاية بطولة، لا دموع.
حكاية نرويها للعالم، لا لأنفسنا فقط.

للتواصل مع الكاتب الصحفي مؤمن الجندي اضغط هنا 

مقالات مشابهة

  • المفوضية تعلن النتائج الأولية لانتخابات «نقابة  موظفي الشؤون الاجتماعية»
  • حكومة حماد: ندين هجوم طهران، ونقف مع الدوحة
  • مؤمن الجندي يكتب: مهما صفق الواقفون
  • د.حماد عبدالله يكتب: وسائل النقل العام (هى الحل!!)
  • وفاة رجل الأعمال أحمد عبدالله الشيباني في إحدى مستشفيات القاهرة
  • د.حماد عبدالله يكتب: عصر "الكتاتيب"،"والتكايا!!"
  • الدكتور سلطان بن محمد القاسمي يكتب: تِيْهُ الغَرَام
  • حماد: اليونان تجاوزت الحدود البحرية.. وسنرُد بالتنقيب
  • حماد وبلقاسم حفتر يفتتحان منتزة درنة الترفيهي
  • د.حماد عبدالله يكتب: السينما المصرية!!