بوابة الوفد:
2025-07-28@20:12:45 GMT

صلوات خاصة تذهب الحزن

تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT

اعتدت منذ سنوات طويلة أن أجلس فى الركن القصى من المقهى، طاولة صغيرة ذات أرجل نحيفة خشبية، وكرسى صغير تتوسط ذراعه لوحة نحاسية صغيرة مكتوب عليها بخط كوفى «ستأتى غريبًا وترحل غريبًا»، لم أهتم يومًا بمعرفة من دشنها.

ركن المقهى يريحنى بإضاءته الخافتة التى تأتى من أشعة الشمس المتسللة باستحياء من فتحات المشربية الضيقة، فضلًا عن انعزاله قليلًا عن باقى رواد المقهى القابع بجوار بوابة السلامة الضخمة، والمواجه لرصيف المحطة.

صخب القطارات ما عاد يزعجني، كم من مرات ذاكرتى لا تسعفنى لحصرها أمسك بيمينى سبحة من الفيروز مكتوبًا على حباتها بخط منمنم أسماء الله الحسنى، ووردة حمراء، وفى اليد الأخرى منديلًا من الحرير مطرزًا ببيت شعر صوفى أحفظه عن ظهر قلب أردده بصوت خفيض: «لست أمامى ولكنك كل ما أرى»؛ لكى أودع بها رفيق رحلة أو حبيبًا قريبًا من القلب.

يستقل قطارات المحطة الذاهبة بعيدًا العابرون من كل عمر ومذهب ودين، منهم من يلوح بيده مبتسمًا فرحًا برحلته الأخيرة، ومنهم من يذوب فى الزحام فى محاولة للاختباء لعله يصبح نسيًا منسيًا.

فتحت عينى ببطء شديد، وأخذت أعتدل فى جلستى وأضبط هيئتى السوداء، وأتذكر رويدًا رويدًا ما حدث بالأمس.. فبكيت بحرقة على رفيق عمرى يسرى شبانة.. من كان فى عينى ومازال نجم النجوم فى قسم الحوادث فى جريدة الوفد، ومن أهدانى أجمل زهرتين فى حياتي: أحمد ودينا.. يا الله! هل رحل حقًا وتركني؟!

من سيأتى فى المساء ليهدينى أزهار الفل البيضاء التى زرعتها فى روف بيتنا؟ الزهور تموت مع أصحابها فلم يعد للفل معنى.

قبل رحيله بثلاثة أيام فقط أيقظنى لصلاة الفجر معه، لم أعرف وقتها أنها الصلاة الأخيرة والود الأخير والكلمات الأخيرة. 

يهرول نادل المقهى مسرعًا باتجاهى ويدعو لى مبتسمًا بسلامة العودة قائلًا: رواد المقهى قلقون عليكِ، وهناك من أحبابك من يأتى كل فترة لكى يسأل عنكِ، أربعة عشر شهرًا وأنت هنا.. الله يرحم حبيبك كان وداعه يومًا مشهودًا، كل من كان فى المحطة بكى عليه، اخرجى يا بنيتي، فأحمد ودينا ينتظران كل يوم أن تفتحى عينيك وتكملى معهما الطريق بالخارج، اذهبى، مربتًا على كتفى محدثًا نفسه: «ستأتى غريبًا وترحل غريبًا».

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: اشعة الشمس غریب ا

إقرأ أيضاً:

لسبب غريب.. اعتزال نجل توتي كرة القدم

أعلن كريستيان توتي، نجل فرانشيسكو توتي، أسطورة روما، اعتزاله كرة القدم بشكل نهائي عن عمر 19 عامًا، في قرار مفاجئ، بعد مسيرة قصيرة لم يتمكن خلالها من ترك بصمة قوية داخل المستطيل الأخضر.

وبحسب صحيفة "لاجازيتا ديلو سبورت" الإيطالية، قرر كريستيان الاتجاه للعمل فى المجال الفني، حيث سينضم إلى الطاقم التدريبي في "مدرسة توتي لكرة القدم"، المشروع الذي أسسه والده ويشرف عليه حاليًا عمه ريكاردو.

وتشير التقارير إلى أن الانتقادات الحادة التي تعرض لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة بعد ظهوره مع أولبيا فى كأس إيطاليا، كان لها تأثير كبير في قراره بالاعتزال المبكر، وإنهاء مسيرته الاحترافية قبل أن تبدأ فعليًا.

طباعة شارك توتي فرانشيسكو توتي روما كريستيان توتي نجل فرانشيسكو توتي

مقالات مشابهة

  • لسبب غريب.. اعتزال نجل توتي كرة القدم
  • انهزام عالمنا غريب!
  • حتى في الحزن لم تنحنِ.. أرزة لبنان “فيروز” تلقي النظرة الأخيرة على زياد / فيديو
  • نهيان بن مبارك: حريصون على تجسيد قيم الهوية الوطنية
  • رئيس حركة حماس يكشف تفاصيل ما حدث في جولة التفاوض الأخيرة 
  • الحاج حسن: دماء الشهداء لن تذهب سدى
  • الاتحاد يدرس شراء عقد عبدالرحمن غريب
  • انطلاق رواد المستقبل لتعزيز ريادة الأعمال والابتكار بشمال الباطنة
  • محافظ قنا: تطوير ميدان المحطة وفقً أعلى المعايير الفنية والهندسية
  • الأزهر يوضح كيفية قضاء الصلوات الفائتة بطريقة سهلة وميسرة