بوابة الوفد:
2025-12-09@12:37:22 GMT

صلوات خاصة تذهب الحزن

تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT

اعتدت منذ سنوات طويلة أن أجلس فى الركن القصى من المقهى، طاولة صغيرة ذات أرجل نحيفة خشبية، وكرسى صغير تتوسط ذراعه لوحة نحاسية صغيرة مكتوب عليها بخط كوفى «ستأتى غريبًا وترحل غريبًا»، لم أهتم يومًا بمعرفة من دشنها.

ركن المقهى يريحنى بإضاءته الخافتة التى تأتى من أشعة الشمس المتسللة باستحياء من فتحات المشربية الضيقة، فضلًا عن انعزاله قليلًا عن باقى رواد المقهى القابع بجوار بوابة السلامة الضخمة، والمواجه لرصيف المحطة.

صخب القطارات ما عاد يزعجني، كم من مرات ذاكرتى لا تسعفنى لحصرها أمسك بيمينى سبحة من الفيروز مكتوبًا على حباتها بخط منمنم أسماء الله الحسنى، ووردة حمراء، وفى اليد الأخرى منديلًا من الحرير مطرزًا ببيت شعر صوفى أحفظه عن ظهر قلب أردده بصوت خفيض: «لست أمامى ولكنك كل ما أرى»؛ لكى أودع بها رفيق رحلة أو حبيبًا قريبًا من القلب.

يستقل قطارات المحطة الذاهبة بعيدًا العابرون من كل عمر ومذهب ودين، منهم من يلوح بيده مبتسمًا فرحًا برحلته الأخيرة، ومنهم من يذوب فى الزحام فى محاولة للاختباء لعله يصبح نسيًا منسيًا.

فتحت عينى ببطء شديد، وأخذت أعتدل فى جلستى وأضبط هيئتى السوداء، وأتذكر رويدًا رويدًا ما حدث بالأمس.. فبكيت بحرقة على رفيق عمرى يسرى شبانة.. من كان فى عينى ومازال نجم النجوم فى قسم الحوادث فى جريدة الوفد، ومن أهدانى أجمل زهرتين فى حياتي: أحمد ودينا.. يا الله! هل رحل حقًا وتركني؟!

من سيأتى فى المساء ليهدينى أزهار الفل البيضاء التى زرعتها فى روف بيتنا؟ الزهور تموت مع أصحابها فلم يعد للفل معنى.

قبل رحيله بثلاثة أيام فقط أيقظنى لصلاة الفجر معه، لم أعرف وقتها أنها الصلاة الأخيرة والود الأخير والكلمات الأخيرة. 

يهرول نادل المقهى مسرعًا باتجاهى ويدعو لى مبتسمًا بسلامة العودة قائلًا: رواد المقهى قلقون عليكِ، وهناك من أحبابك من يأتى كل فترة لكى يسأل عنكِ، أربعة عشر شهرًا وأنت هنا.. الله يرحم حبيبك كان وداعه يومًا مشهودًا، كل من كان فى المحطة بكى عليه، اخرجى يا بنيتي، فأحمد ودينا ينتظران كل يوم أن تفتحى عينيك وتكملى معهما الطريق بالخارج، اذهبى، مربتًا على كتفى محدثًا نفسه: «ستأتى غريبًا وترحل غريبًا».

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: اشعة الشمس غریب ا

إقرأ أيضاً:

قصف بطائرة مسيّرة يقطع الكهرباء عن مدينة الدمازين

بدأ الانقطاع عقب انفجار قوي هزّ الأحياء القريبة من المحطة التحويلية القديمة، قبل أن تغرق المدينة في ظلام شامل وتخرج مجموعات من السكان إلى الشوارع لمعرفة ما حدث..

التغيير: الخرطوم

انقطع التيار الكهربائي عن مدينة الدمازين بعد استهداف محطة الكهرباء الرئيسية بطائرة مسيّرة يوم السبت، في هجوم يندرج ضمن سلسلة ضربات مماثلة طالت منشآت حيوية في ولايات وسط وشمال السودان.

وبدأ الانقطاع عقب انفجار قوي هزّ الأحياء القريبة من المحطة التحويلية القديمة، قبل أن تغرق المدينة في ظلام شامل وتخرج مجموعات من السكان إلى الشوارع لمعرفة ما حدث.

وأمس السبت استهدفت طائرة مسيّرة المحطة الواقعة في الجهة الجنوبية الشرقية من المدينة قرب الخزان، ما أثار مخاوف من احتمال امتداد الأضرار إلى منشآت المياه والطاقة، في ظل هجمات متكررة بالطائرات المسيّرة على منشآت حيوية في النيل الأزرق خلال الفترة الماضية.

وأوضحت مصادر محلية  أن القصف أدى إلى توقف كامل للتيار الكهربائي عن الأحياء والمرافق الأساسية، وأن الانفجار كان محسوسًا في مناطق واسعة.

وأشارت إلى أن موقع المحطة يجعل تأثير استهدافها واسعًا على الخدمات اليومية للسكان.

وقال مواطنون إن انقطاع الكهرباء أربك الحياة العامة وتسبب في تعطل المرافق الصحية والأسواق، في وقت لم تصدر فيه السلطات المحلية أي بيان حول حجم الخسائر أو موعد إعادة الخدمة.

وتزامن القصف مع محاولة أخرى لطائرات مسيّرة لاستهداف الدمازين، حيث ذكرت مصادر عسكرية أن المضادات الأرضية التابعة للجيش تصدّت للهجوم ولم تُحقق المسيّرات أهدافها، متهمةً قوات الدعم السريع باستهداف مواقع مأهولة بالسكان.

وأفاد شهود عيان بسماع أصوات المضادات صباح السبت بالتزامن مع انقطاع التيار في جميع أنحاء المدينة.

وتأتي هذه التطورات في سياق التوترات المستمرة منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، حيث توسعت الهجمات بالطائرات المسيّرة لتشمل مواقع عسكرية ومنشآت حيوية، مخلّفة أضرارًا مباشرة في البنية التحتية وخدمات السكان في عدة ولايات.

الوسومالدمازين الطائرات المسيرة حرب الجيش والدعم السريع

مقالات مشابهة

  • زيارة تاريخية للعديسة وكفركلا.. هاني يطمئن المزارعين بعد الاعتداءات الأخيرة
  • تحذيرات زراعية عاجلة.. روشتة إنقاذ المحاصيل من موجة التقلبات
  • إسرائيل أعادت فتح ملف جنوب لبنان... هل تذهب إلى الحرب؟
  • حكم وجود الممرضة مع الطبيب في عيادة خاصة دون محرم .. الإفتاء تجيب
  • عام على السقوط: الشرع بالزيّ العسكري وهدية من بن سلمان.. ماذا عن ساعات الأسد الأخيرة؟
  • جلال برجس: الرواية الحقيقية تذهب إلى العتمة لتضيئها ولا تمتدح البهجة أو الفرح الزائف
  • إسرائيل تستعد لـاصطياد الرؤوس الأخيرة لحماس والحزب!
  • قصف بطائرة مسيّرة يقطع الكهرباء عن مدينة الدمازين
  • جلسة خاصة مع المخرج يسري نصر الله ضمن فعاليات مهرجان القاهرة للفيلم القصير
  • صرخات وحزن.. شهود العيان يروون اللحظات الأخيرة للطفل «زياد» قبل وفاته في حادث معدية بورسعيد