شهدت قاعة المؤسسات بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56، ندوة مئوية مجلة "المصور"، بحضور الكاتب الصحفي حلمي النمنم وزير الثقافة الأسبق، وعبد اللطيف حامد رئيس تحرير مجلة المصور، وعمر سامي رئيس مجلس إدارة دار الهلال، والكاتب الصحفي غالي محمد، والكاتب والمفكر يوسف القعيد، وأدار الندوة الكاتب الصحفي أشرف التعلبي.

وقال الكاتب الصحفي أشرف التعلبي، إن مجلة المصور صدرت عام 1924، وأشرقت في الوطن العربي كله، واستمرت رحلة المجلة الطويلة من الكفاح والإنجاز والنضال، ولم تكن مجلة ثقافية أو فنية فقط، فهي كانت تريد تقديم محتوى صحفي مختلف، فهي قائمة على الصورة، ونحن الآن بمعرض الكتاب نحتفل بمئوية المصور وتاريخها الممزوج بعمليات التنوير والوطنية.

جانب من الاحتفال بمئوية مجلة المصور

ومن جانبه، عبّر يوسف القعيد، عن سعادته بالحديث عن مجلة المصور، مشيرًا إلى أنه وقت كتابته في المجلة كان جنديًّا بالقوات المسلحة من 67 إلى 73، وفي آخر عام 69 بدأ في الكتابة والنشر وكان رئيس تحرير المجلة آنذاك أحمد بهاء الدين الذي أشاع في نفسي حالة من الارتياح غير العادية.

وأوضح القعيد، أن مجلة المصور لا تزال مخلصة لإسمها، تحافظ على مكانها رغم تراجع الورقي بشكل كبير علي مستوى العالم، فصورها ذات قيمة عالية ولا تزال تحتل مكانة كبيرة في الوطن العربي.

وأشار إلى أن الكاتب نجيب محفوظ، بعد حصوله على جائزة نوبل للأدب، ذهب إلى جريدة الأهرام ومجلة المصور ونشر مجموعة قصصية له في المصور، لذا أطالب بطباعة القصص مرة أخرى وإتاحتها للجمهور من جديد.

ولفت القعيد، إلى أن الكثير من الأدباء المصريين والعرب، أبرزهم محمود درويش، وسميحة القاسم، والشاعر العراقي محمد مهدي الجوهري، كانوا يشعرون بشرف في زيارة المجلة لأنها تعبر عن تاريخ الصحافة المصرية والوطن، فهي تعتبر قبلة المثقفين العرب.

وقال غالي محمد، إن المصور تعبر عن مسيرة الشعب المشرفة على مدار 100 عام، مشيرا إلى أن كل إصدار من المجلة سترى كنوزا مستحيل تراها في مكان آخر، مشيرا إلى أنها تتميز بالصور ومحافظة على شخصيتها على الرغم من الظروف والتحديات التي تواجه الصحافة.

وأكد غالي، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي وقت توليه رئاسة الجمهورية في 2014 قدم دعما كبيرا لكل الصحف القومية والمجلات، وخاصة المصور، وهذا السبب كان دافعا قويا وكبيرا لاستمرارها.

وبدوره، وجه وزير الثقافة السابق حلمي النمنم التحية لوزير الثقافة الحالي أحمد هنو، لإخراج معرض الكتاب بهذا الشكل الرائع، مؤكدًا أن هذا يعد إنجازًا ثقافيًّا مهمًا لمصر والثقافة العربية.

وقال النمنم إن مجلة المصور التي صدرت عن دار الهلال، هي نتاج للحركة الوطنية المصرية وثورة 1919 التي كانت تطالب بالاستقلال التام.

وأوضح أن مجلة المصور طوال مشوارها الصحفي والمهني تعبر عن الحركة الوطنية، في تصوري أن شروط التميز في المجلة أنها لا تغيّر معايير القومية المصرية، متابعًا: «نحن لا نقدم تنويرًا في الهواء الطلق، بل وفقًا للثقافة المصرية».

وتابع النمنم: «بعد معركة الشعر الجاهلي لطه حسين كتب مقالات عن الأيام في المصور، وأيضًا كتب محمد عبد الوهاب وأم كلثوم ونجيب الريحاني وفاتن حمامة مقالات في المجلة، لذا أطالب دار الهلال بتشكيل لجنة لرصد هذه المقالات في كتاب يتم عرضه في الدورة الجديدة من معرض الكتاب».

ونوه النمنم، بأنه قرأ مقالا لمحمد عبد الوهاب يقول فيه إنه استقى ألحانه من بائع الذرة وبائع البطاطا، فهذه المقالات باتت وثائق الآن.

وأكد أن الصحافة المصرية قوية ومتمكنة، والكل يذهب إليها، والأساس فيها هو الالتزام بالمعايير والقواعد المهنية.

وبدورها، أكدت الكاتبة ماجدة موريس، أنها تقرأ مجلة المصور منذ أن كانت طالبة في قسم الصحافة بجامعة القاهرة، مشيرة إلى أن المجلة تعتبر تاريخا كبيرا فهي تعرض موضوعاتها بشكل شيق وممتع وتتناول قضايا المرأة وهذا جانب مهم.

وقال عبد اللطيف حامد، إن تجربة العدد التذكاري في المجلة مغامرة كبيرة، رغم التحديات التي تواجهنا على المستوى التقني والتكنولوجي، مشيرًا إلى أن المصور طول تاريخها تصدر مصر أولًا في الثقافة والفنون والسياسة وكل المجالات التي تليق بحضارة عمرها 7 آلاف سنة.

وأوضح حامد، أن الغلاف الأول لمجلة المصور، كان صورة الملك فؤاد الأول، لأنه في ذلك الوقت كان رمزًا للوطن، لذا، نحن نحترم رؤساءنا لأنهم رموز الوطنية في كل وقت، كما أننا لدينا سقف حرية واسع، ولا نرفض مقالًا معينًا أو نحذف منه أي جزء مهما كان.

وختم حامد تصريحاته بالقول: «إن مجلة المصور فتحت العديد من القضايا التي لا تزال تُناقش حتى الآن، منها قانون الأحوال الشخصية، والنساء وكرة القدم الدعم الواجب، والمناداة بمشروع المونوريل 1961 وكانت مصر آنذاك27 مليون نسمة».

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: معرض الكتاب دار الهلال مجلة المصور تنوير ووطنية الکاتب الصحفی مجلة المصور فی المجلة ا إلى أن

إقرأ أيضاً:

هيئة الكتاب تصدر السبنسة لسعد الدين وهبة

أصدرت وزارة الثقافة، ممثلة في الهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، المسرحية الشهيرة "السبنسة" للكاتب الراحل سعد الدين وهبة، ضمن إصدارات سلسلة أدباء القرن العشرين، التي تهدف إلى إعادة تقديم أبرز الأعمال الأدبية لكبار المبدعين المصريين.

تدور أحداث المسرحية في قرية "الكوم الأخضر" بإحدى قرى دلتا مصر، قبيل ثورة يوليو 1952، حيث يعثر الشاويش صابر على قنبلة في القرية، فيبلغ الصول درويش الذي يسارع بإبلاغ رؤسائه، ووسط هذا الحدث الخطير، يطلب المأمور نوعًا معينًا من البلح لابنته التي تعاني من الوحام، في مشهد يجسد استغلال السلطة وسخرية الواقع، حيث يمتزج الهزل بالمأساة في إطار درامي ساخر.

عُرضت المسرحية لأول مرة عام 1963، ثم أعيد تقديمها على المسرح القومي عام 1986، كما قُدمت في عمل درامي تليفزيوني عام 1990، ما يعكس أهمية النص وثراءه الدرامي والفكري. كما تُعد المسرحية علامة بارزة في مسيرة سعد الدين وهبة، لما تمثله من نقلة نوعية في أسلوبه المسرحي وقدرته على المزج بين البعد السياسي والإنساني بلغة مسرحية محكمة.

إعادة إصدار "السبنسة" يأتي تأكيدًا من وزارة الثقافة على أهمية إحياء التراث المسرحي المصري وتقديمه للأجيال الجديدة باعتباره جزءًا من الذاكرة الثقافية والوطنية.

سعد الدين وهبة، مؤلف مسرحي وكاتب سيناريو مصري، قدم العديد من المسرحيات منها: سكة السلامة (1964)، السبنسة، كفر البطيخ، كوبري الناموس، الحيطة بتتكلم، رأس العش، وقام بكتابة السيناريو والحوار لعدد من الأفلام السينمائية والأعمال التليفزيونية منها: زقاق المدق، أدهم الشرقاوي، الحرام، مراتي مدير عام، الزوجة الثانية، أرض النفاق، أبي فوق الشجرة، أريد حلا، آه يا بلد آه، السبنسة، قصور الرمال، بابا زعيم سياسي.

طباعة شارك وزارة الثقافة الهيئة المصرية العامة للكتاب الدكتور أحمد بهي الدين المسرحية الشهيرة السبنسة سعد الدين وهبة

مقالات مشابهة

  • عالم يتوقع "العودة عبر الزمن" بحلول 2029.. كيف؟
  • حلمي النمنم: تطبيع محتمل مع إسرائيل قد ينطلق من دمشق وبيروت
  • النمنم: سوريا تقترب من التطبيع مع إسرائيل
  • وزير السياحة يبحث مع نظيره الصربي تنظيم معرض للآثار المصرية في بلجراد
  • افتتاح معرض الكتاب الدائم بمجمع البحوث الإسلامية بحضور وكيل الأزهر.. صور
  • شركات تكنولوجيا المعلومات المصرية تشارك في معرض جيتكس أوروبا 2025
  • فاتن حمامة.. سيدة الشاشة التي صنعت مجد السينما المصرية وقلوب الجماهير لا تزال تنبض باسمها
  • مجلة أمريكية: شركات الشحن لن تعود للبحر الأحمر قبل انتهاء العدوان على غزة… والهيمنة الأمريكية تتآكل أمام صمود اليمن
  • هيئة الكتاب تصدر السبنسة لسعد الدين وهبة
  • 7 أطعمة صيفية خارقة تحسن من صحة الأمعاء..فما هي؟