غزة- تُجري الحكومة الفلسطينية في شمال قطاع غزة استعدادات كبيرة لاستقبال النازحين القادمين من وسط القطاع وجنوبه.

لكن هذه التحضيرات تصطدم بالحصار الإسرائيلي وشح الإمكانيات وقلة الدعم المقدم، إذ يحتاج النازحون إلى أعداد هائلة من الخيام وتوفر الوقود لتشغيل الخدمات اللازمة لحياتهم اليومية، كضخ المياه.

وأعلنت الحكومة أن العودة ستبدأ بعد غد الأحد عقب تسليم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لإسرائيل 4 من الأسيرات لديها حسب اتفاق وقف إطلاق النار المبرم بين الجانبين.

الثوابتة أكد أن السلطات في حالة انعقاد دائم لبحث الاستعدادات اللازمة لاستقبال النازحين (الجزيرة) استنفار

ويقول مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في القطاع إسماعيل الثوابتة إن السلطات في حالة انعقاد دائم لبحث الاستعدادات اللازمة لاستقبال النازحين.

وأضاف الثوابتة للجزيرة نت أن "هناك استعدادات لاستقبال قرابة مليون شخص من محافظات الجنوب والوسطى إلى غزة والشمال، وهناك ترتيبات ميدانية تسير على قدم وساق، وجميع الطواقم الحكومية أعلنت الاستنفار التام من أجل استقبال أبناء شعبنا العائدين".

وعلى رأس هذه الاستعدادات -بحسب الثوابتة- تحضيرات يجريها جهاز الشرطة لتأمين طريق عودة النازحين بشكل كامل، ونظرا لتوقع عودة مئات الآلاف منذ اليوم الأول أوضح أن الشرطة ستعمل على "تفويج" أعداد النازحين منعا للازدحام.

إعلان

ووصف الثوابتة هذه العملية بالمعقدة "خاصة أننا نتوقع أن هناك مئات الآلاف سيتوجهون من الجنوب للشمال"، ودعا النازحين إلى عدم المسارعة للعودة في الأيام الأولى تجنبا للزحام الشديد.

ويعمل جهاز هندسة المتفجرات في الشرطة -وفقا للثوابتة- على تنظيف الطرق من مخلفات الاحتلال لضمان سلامة أفواج النازحين، ودعا العائدين إلى الاستجابة لتعليمات الجهات الحكومية لضمان سلامتهم، مشيرا إلى أن الحكومة تعمل على توفير المواصلات اللازمة لنقلهم إلى مناطق سكنهم.

وتعد مشكلة المواصلات من العوائق الكبيرة التي تواجه عودة النازحين، إذ ينص اتفاق وقف إطلاق النار على أن العودة ستكون في شارع الرشيد مشيا على الأقدام فقط في الاتجاهين، وستكون في شارع صلاح الدين للسيارات من الجنوب إلى الشمال فقط، دون السماح بعودة المركبات إلى الجنوب.

طواقم بلدية غزة تعمل على تنظيف الشوارع استعدادا لعودة النازحين (قسم الإعلام في البلدية)

 

عقبات

وتوقع الثوابتة نشوء إشكاليات خلال تنفيذ هذه الإجراءات، لكنه أكد أن الحكومة تعمل على تجاوز أي عقبات ستعترض خططها الساعية لتأمين عودة السكان.

وبشأن العقبات التي ستواجه عودة النازحين، قال إن أهمها عدم توفر الخيام في مناطق غزة والشمال لإيوائهم، خاصة أن عشرات الآلاف منهم قد هدمت منازلهم.

وأضاف الثوابتة أن الاحتلال دمر في جميع مناطق القطاع نحو ربع مليون وحدة سكنية، منها أكثر من 150 ألف وحدة في محافظتي غزة وشمال القطاع.

من جانبه، يوضح مدير وحدة التخطيط والاستثمار في بلدية غزة ماهر سالم أنهم يعملون منذ اليوم الأول لبدء سريان وقف إطلاق النار على توفير المتطلبات الأساسية لعودة النازحين، مشيرا إلى نقص الإمكانيات وقلة الدعم.

وأفاد سالم للجزيرة نت بأن أهم هذه الإجراءات تشمل فتح الطرق المغلقة بفعل الاعتداءات الإسرائيلية لتسهيل عودة السكان الذين تم تهجيرهم من المدينة.

إعلان

وقال إن سيارات وجرافات البلدية تمكنت من فتح نحو 60% من الطرق الرئيسية المغلقة، وتعمل على استكمال البقية، قبل الانتقال إلى الفرعية.

كما لفت سالم إلى أن البلدية وضعت خطة لزيادة تشغيل الآبار الجوفية لتزويد أحياء المدينة بالمياه "لكن هذا الأمر يصطدم بعقبة عدم توفر الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية لضخ المياه".

وتمنع إسرائيل منذ بداية الحرب قبل نحو 15 شهرا إدخال الوقود إلى شمال قطاع غزة وتكتفي بإدخال كميات قليلة للمؤسسات الدولية في جنوبه.

بلدية غزة تعاني من نقص الدعم والإمكانيات (قسم الإعلام في البلدية) دمار هائل

كما تعمل بلدية غزة على صيانة شبكات الصرف الصحي وتسليك عدد كبير جدا من مناهل الشبكة، لمنع فضيان المياه العادمة في الطرقات والشوارع نتيجة زيادة عدد السكان.

وأوضح سالم أن طواقم البلدية تعمل منذ أيام على جمع كميات كبيرة من النفايات المتراكمة في أرجاء المدينة وترحيلها إلى مكبات مؤقتة.

ونظرا للدمار الهائل الذي لحق بالبيوت وفقدان الكثير من المواطنين أوراقهم الثبوتية المهمة -ومنها وثائق ملكية منازلهم- قال سالم إن البلدية تعمل على تشغيل منظومة الخدمات الإلكترونية لمساعدتهم على استخراج "بدل فاقد" عنها.

وأوضح سالم أن البلدية تسعى مع منظمات إغاثية عربية ودولية إلى توفير الخدمات الأساسية للمواطنين، وأنهم حددوا مواقع لإنشاء مراكز إيواء للنازحين العائدين الذين يقدر عددهم بنحو 600 ألف شخص، وتم وضع خرائط خاصة بها، كما تعمل طواقم البلدية وآلياتها على توفير البنية التحتية الخاصة بها.

لكن المشكلة تكمن -بحسب سالم- في عدم توفر الخيام اللازمة، وأكد "نحتاج إلى نحو 100 ألف خيمة، لا يتوفر إلا عشرها فقط تقريبا".

وطالب سالم المجتمع الدولي والدول المانحة والراعية لاتفاق وقف إطلاق النار بسرعة العمل على إدخال الخيام والمنازل المتنقلة لإيواء النازحين.

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات لاستقبال النازحین وقف إطلاق النار عودة النازحین بلدیة غزة تعمل على

إقرأ أيضاً:

إدخال شاحنات مساعدات إنسانية إلى معبر كرم أبو سالم تمهيدا لنقلها لأهل غزة

شرعت شاحنات المساعدات الإنسانية في الدخول إلى معبر كرم أبو سالم جنوب شرق قطاع غزة، صباح اليوم الاثنين، في إطار قافلة المساعدات الثانية التي تحركت من أمام ميناء رفح البري بمحافظة شمال سيناء ضمن الجهود المصرية التي نجحت أمس الأحد في إغاثة الشعب الفلسطيني بقطاع غزة.

وتخضع شاحنات المساعدات لعملية تفتيش من قوات الاحتلال الإسرائيلي على معبر كرم أبو سالم تمهيدا لإدخالها لسكان قطاع غزة لتوفير المواد الإغاثية الغذائية والطبية العاجلة لمواجهة حرب التجويع التي يشنها الاحتلال على الشعب الفلسطيني بقطاع غزة.

ويشرف الهلال الأحمر المصري على عمليات التنسيق والتجهيز، حيث يتولى استلام المساعدات وتنظيم آليات دخولها، بالتعاون مع الأطراف الدولية المعنية، لضمان إيصالها لسكان القطاع.

كانت قوات الاحتلال الإسرائيلي أغلقت المنافذ التي تربط قطاع غزة منذ يوم 2 مارس الماضي بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة وعدم التوصل لاتفاق لتثبيت وقف إطلاق النار، واخترقت الهدنة بقصف جوي عنيف يوم 18 مارس الماضي وأعادت التوغل بريا بمناطق متفرقة بقطاع غزة كانت قد انسحبت منها.. كما منعت سلطات الاحتلال دخول شاحنات المساعدات الإنسانية والوقود ومستلزمات إيواء النازحين الذين فقدوا بيوتهم بسبب الحرب على غزة، ورفضت إدخال المعدات الثقيلة اللازمة لإزالة الركام وإعادة الإعمار إلى قطاع غزة.

وتم استئناف إدخال المساعدات لغزة في مايو الماضي وفق آلية جديدة نفذتها سلطات الاحتلال وشركة أمنية أمريكية رغم رفض وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا لمخالفتها للآلية الدولية المستقرة بهذا الشأن.. وأعلن جيش الاحتلال هدنة مؤقتة لمدة عشر ساعات الأحد 27 يوليو 2025 وعلق العمليات العسكرية بمناطق في قطاع غزة للسماح بإيصال المساعدات الإنسانية، فيما يبذل الوسطاء مصر وقطر والولايات المتحدة جهودا للتوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بغزة وتبادل إطلاق الأسري والمحتجزين.

اقرأ أيضاًعبور 130 شاحنة مساعدات إنسانية من معبر رفح إلى قطاع غزة

دخول 110 شاحنات مساعدات إنسانية بينها 10 وقود إلى قطاع غزة

«الأونروا»: لم تدخل أي مساعدات إنسانية إلى غزة منذ 3 أسابيع

مقالات مشابهة

  • «كلباء للألعاب الشاطئية» تبدأ تحضيرات نسخة 2025
  • شاحنات المساعدات تدخل إلى غزة لليوم الرابع على التوالي عبر معبر كرم أبو سالم
  • انطلاق المرحلة الأولى من خطة عودة النازحين السوريين
  • ناقد رياضي: عودة إمام عاشور للزمالك هو «الرجوع المستحيل».. فيديو
  • عن الموقوفين السوريين في لبنان وعودة النازحين... ماذا كشفت السيّد؟
  • عاجل.. إدخال 126 شاحنة مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم
  • جهود مصر لإدخال المساعدات لأهالي قطاع غزة .. تفاصيل
  • واللا : الجيش الإسرائيلي يشرع بتوسيع معبر كرم أبو سالم
  • إدخال شاحنات مساعدات إنسانية إلى معبر كرم أبو سالم تمهيدا لنقلها لأهل غزة
  • ترقب عند معبر رفح.. بطء في كرم أبو سالم ومبادرة زاد العزة تواصل دعم غزة