الحمرية.. طفرات تنموية بخطى ثابتة
تاريخ النشر: 24th, January 2025 GMT
الحمرية: محمد الماحي
شهدت مدينة الحمرية بتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، تطوراً ملحوظاً على صعيد المرافق والخدمات الحيوية، ونقلة نوعية شملت مجالات الحياة كافة، وواكبت النهضة الشاملة التي تشهدها الدولة، وحظيت بطفرات تنموية كبيرة، شملت المباني الحكومية بمختلف قطاعاتها، جنباً إلى جنب مع المساجد والحدائق والأسواق والمرافق الرياضية والمشاريع الخدمية للمواطنين والصيادين، وتمضي المدينة بخطى ثابتة نحو تعزيز نهضتها العمرانية لتحقيق تنمية شاملة وتوطيد مكانتها على الخريطة الاقتصادية.
أنجزت حكومة الشارقة، خلال الثلاث سنوات الماضية، عدداً من المشاريع الاستراتيجية في المدينة بكلفة 85 مليون درهم، في مقدمتها حضانة الحمرية وتعميق خور الحمرية وتوسعة المراسي وقرية جديدة للصيادين، وشكلت الإنجازات الشاملة التي تحققت في مختلف الميادين، أحد أعمدة النهضة الحضارية لإمارة الشارقة وتلاحم المواطنين مع قيادتهم المخلصة والحكيمة والمعطاء.
في مشاريع البنية التحتية، أنجزت دائرة الأشغال العامة في الشارقة مشروعاً لتوسيع وتعميق خور الحمرية، بهدف رفع كفاءته واستيعاب السفن الكبيرة، إضافة لإنشاء منزال جديد للسفن بطول 59 متراً وعرض 10 أمتار.
كما تم إنشاء قرية متكاملة للصيادين، تضمنت مجمعاً سكنياً يسع 140 شخصاً، ومواقف للقوارب تستوعب 70 موقفاً، ومسجداً يسع 220 مصلياً، ومرافق خدمية أخرى لدعم مجتمع الصيادين، حيث تُعد هذه المشاريع جزءاً من جهود الدائرة لتعزيز البنية التحتية وتطوير المرافق الخدمية بالمنطقة، بما يسهم في تحسين جودة الحياة ودعم الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية.
وسعياً من صاحب السمو حاكم الشارقة، للاستجابة إلى مطالب أهالي الحمرية، أنجزت دائرة الأشغال السوق العام مع الرصيف البحري والمراسي ومنزال شاطئ الحمرية وتوريد وتركيب سور شبكي حول موقع الدراجات النارية وصيانة ملعب القوس والسهم بنادي الحمرية الثقافي الرياضي.
بيئة مستدامة
يأتي ضمن المشاريع التي تشهدها الحمرية لتوفير بيئة مستدامة للبنية التحتية، ما تنفذه هيئة كهرباء ومياه وغاز الشارقة ضمن مشاريعها التطويرية، كالبدء في تنفيذ خطة لزيادة إنتاج المياه المحلاة، من خلال إنشاء محطة تحلية جديدة لإنتاج 90 مليون غالون يومياً، في إطار استراتيجية لاستدامة المياه وتوفيرها للمشاريع التطويرية، وللأجيال المقبلة.
كما تنفذ الهيئة مشروع إعادة تأهيل محطة الحمرية لتحلية المياه التي تعمل بنظام التناضح العكسي لرفع كفاءتها الإنتاجية إلى الطاقة القصوى وتبلغ 20 مليون غالون يومياً، لتوفير المياه النقية لمدينة الشارقة ومنطقة الحمرية، وفق سياسات وبرامج هادفة إلى تطبيق معايير الاستدامة والترشيد في استهلاك المياه، واستخدام مواد صديقة للبيئة، واعتماد أعلى معايير الاستدامة الدولية في مختلف المشاريع، تحقيقاً لبيئة اقتصادية مستدامة تمكن من الحفاظ على الموارد الطبيعية.
المساحة الخضراء
أما عن المشاريع الزراعية في الحمرية، فقد أنجزت دائرة الأشغال مشروع معالجة مياه الصرف الصحي، لإنشاء محطة لتنقية ومعالجة مياه الصرف الصحي بسعة 1000 متر مكعب يومياً بكلفة 7 ملايين درهم، وإعادة استخدامها لأعمال الري والزراعة، ويعتبر هذا المشروع من المشاريع الحيوية ضمن خطة بلدية الحمرية من حيث ضرورة الاستدامة، واستغلال المخرجات الحالية، وتطويرها للاستفادة منها بطريقة حضارية، وتوفير مياه الري لفتح مناطق زراعية جديدة، وزيادة المساحة الخضراء في المنطقة، كما تساعد على توفير الوقت، والجهد، وتسهيل عملية نقل مياه الصرف الصحي إلى المحطة، بدلاً من محطة الصجعة التي تقع على طريق المطار.
طرق داخلية
في إطار مشاريع الطرق، أنجزت هيئة الطرق والمواصلات في الشارقة طرقاً داخلية تغطي معظم الشوارع والميادين، بكلفة 30 مليون درهم، وتأتي هذه المشاريع ضمن استراتيجيات الهيئة الرامية لتطوير معايير الخدمات المقدمة، وتحقيق الرفاهية لسكان المنطقة، إذ اشتملت الأعمال على إنشاء طرق وتطويرها بطول 14 كيلومتراً.
وتضمنت المــشروعات طرقــاً مفـــردة، مكونة من حارتين للسير مع أكتاف حصـويــة مــن الجهتـين، ومـداخل للسيـــارات مكونة من الإنتــرلوك جهــة المســاكن، فضلاً عن إنشاء مواقف من الإنترلوك للمساجد، وعدد من المرافق الخدمية بالمنطقة، وبعض الأعمال التطويرية المصاحبة.
خدمات ترفيهية
حرص صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، على تلبية احتياجات أبناء مدينة الحمرية بدعمه لمشاريع ومرافق عامة تحقق تطلعاتهم ورغباتهم، ويتجلى ذلك في توفير الحدائق العامة وفق أعلى المعايير، وأبرزها حديقة الحمرية العامة، التي تضم مضماراً خاصاً للدراجات، استخدمت فيه أفضل أنواع المواد لتحقيق أعلى درجة من الأمان والانسيابية، وحديقة الشاطئ غرب التي تم تطويرها مؤخراً باعتبارها ذات إقبال جماهيري كبير، لما تضمه من خدمات ترفيهية، ومساحات خضراء تبعث الراحة والسكينة في النفوس.
كما شمل التطوير زيادة الممشى المطاطي بطول 1,300 متر، ووضع عدد من أعمدة الإنارة، وزيادة طول الجدار الاستنادي، مع استحداث ممشى من الإنترلوك على طول السور الخارجي للحديقة البالغة مساحتها 250,790 متراً مربعاً، وإنشاء أسوار خارجية ديكورية للحديقة، وأسوار معدنية، وتشييد غرف لحراس الحديقة.
التنمية الاجتماعية
تعزيزاً لأواصر الترابط بين الأهالي عبر الملتقيات والفعاليات والمناسبات التي تجمعهم في المجالس، ورصد احتياجاتهم ومناقشة أفكارهم ومقترحاتهم في مختلف المجالات، ورفعها إلى جهات اتخاذ القرار، تم إنشاء مجلس ضاحية الحمرية، بطراز عمراني محلي وعصري، ووزعت مرافقه بشكل يلبي احتياجات عدة، تتناسب مع مهامها وخدماتها، ليسهم بشكل كبير في تنظيم خدمات العزاء والأفراح والفعاليات والدورات التدريبية لأبناء المجتمع المحلي. ويمتد مبنى المجلس على مساحة 3600 متر مربع، ويضم مكاتب إدارية ومجلساً واسعاً، ومواقف سيارات والمرافق والملاحق الخدمية.
جودة الحياة
لأن عملية التنمية لا تنفصل عن الإنسان وراحته واطمئنانه، حرص صاحب السمو حاكم الشارقة، على تلبية مطالب أهالي الحمرية، وبتوجيهات سموه أنجزت هيئة كهرباء ومياه وغاز الشارقة، مشروع إيصال شبكة الغاز الطبيعي إلى الحمرية، عبر خط غاز رئيسي يمتد من شارع الإمارات للمنطقة، بطول 73 كيلو متراً على مرحلتين، وبكلفة قدرها 10 ملايين درهم، وذلك لخدمة كل القطاعات في المدينة، بإجمالي 1700 مستهلك، إضافة إلى المشاريع الاستراتيجية الخاصة في المنطقة، كما أسهم الخط الجديد في توفير الخدمات النوعية ودعم التوسع للمنطقة وتعزيز جودة الحياة.
في مشاريع البنية التحتية، أنجزت دائرة الأشغال العامة في الشارقة مشروعاً لتوسيع وتعميق خور الحمرية، بهدف رفع كفاءته واستيعاب السفن الكبيرة، إضافة لإنشاء منزال جديد للسفن بطول 59 متراً وعرض 10 أمتار.
كما تم إنشاء قرية متكاملة للصيادين، تضمنت مجمعاً سكنياً يسع 140 شخصاً، ومواقف للقوارب تستوعب 70 موقفاً، ومسجداً يسع 220 مصلياً، ومرافق خدمية أخرى لدعم مجتمع الصيادين، حيث تُعد هذه المشاريع جزءاً من جهود الدائرة لتعزيز البنية التحتية وتطوير المرافق الخدمية بالمنطقة، بما يسهم في تحسين جودة الحياة ودعم الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية.
وسعياً من صاحب السمو حاكم الشارقة، للاستجابة إلى مطالب أهالي الحمرية، أنجزت دائرة الأشغال السوق العام مع الرصيف البحري والمراسي ومنزال شاطئ الحمرية وتوريد وتركيب سور شبكي حول موقع الدراجات النارية وصيانة ملعب القوس والسهم بنادي الحمرية الثقافي الرياضي.
بيئة مستدامة
يأتي ضمن المشاريع التي تشهدها الحمرية لتوفير بيئة مستدامة للبنية التحتية، ما تنفذه هيئة كهرباء ومياه وغاز الشارقة ضمن مشاريعها التطويرية، كالبدء في تنفيذ خطة لزيادة إنتاج المياه المحلاة، من خلال إنشاء محطة تحلية جديدة لإنتاج 90 مليون غالون يومياً، في إطار استراتيجية لاستدامة المياه وتوفيرها للمشاريع التطويرية، وللأجيال المقبلة.
كما تنفذ الهيئة مشروع إعادة تأهيل محطة الحمرية لتحلية المياه التي تعمل بنظام التناضح العكسي لرفع كفاءتها الإنتاجية إلى الطاقة القصوى وتبلغ 20 مليون غالون يومياً، لتوفير المياه النقية لمدينة الشارقة ومنطقة الحمرية، وفق سياسات وبرامج هادفة إلى تطبيق معايير الاستدامة والترشيد في استهلاك المياه، واستخدام مواد صديقة للبيئة، واعتماد أعلى معايير الاستدامة الدولية في مختلف المشاريع، تحقيقاً لبيئة اقتصادية مستدامة تمكن من الحفاظ على الموارد الطبيعية.
المساحة الخضراء
أما عن المشاريع الزراعية في الحمرية، فقد أنجزت دائرة الأشغال مشروع معالجة مياه الصرف الصحي، لإنشاء محطة لتنقية ومعالجة مياه الصرف الصحي بسعة 1000 متر مكعب يومياً بكلفة 7 ملايين درهم، وإعادة استخدامها لأعمال الري والزراعة، ويعتبر هذا المشروع من المشاريع الحيوية ضمن خطة بلدية الحمرية من حيث ضرورة الاستدامة، واستغلال المخرجات الحالية، وتطويرها للاستفادة منها بطريقة حضارية، وتوفير مياه الري لفتح مناطق زراعية جديدة، وزيادة المساحة الخضراء في المنطقة، كما تساعد على توفير الوقت، والجهد، وتسهيل عملية نقل مياه الصرف الصحي إلى المحطة، بدلاً من محطة الصجعة التي تقع على طريق المطار.
طرق داخلية
في إطار مشاريع الطرق، أنجزت هيئة الطرق والمواصلات في الشارقة طرقاً داخلية تغطي معظم الشوارع والميادين، بكلفة 30 مليون درهم، وتأتي هذه المشاريع ضمن استراتيجيات الهيئة الرامية لتطوير معايير الخدمات المقدمة، وتحقيق الرفاهية لسكان المنطقة، إذ اشتملت الأعمال على إنشاء طرق وتطويرها بطول 14 كيلومتراً.
وتضمنت المــشروعات طرقــاً مفـــردة، مكونة من حارتين للسير مع أكتاف حصـويــة مــن الجهتـين، ومـداخل للسيـــارات مكونة من الإنتــرلوك جهــة المســاكن، فضلاً عن إنشاء مواقف من الإنترلوك للمساجد، وعدد من المرافق الخدمية بالمنطقة، وبعض الأعمال التطويرية المصاحبة.
خدمات ترفيهية
حرص صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، على تلبية احتياجات أبناء مدينة الحمرية بدعمه لمشاريع ومرافق عامة تحقق تطلعاتهم ورغباتهم، ويتجلى ذلك في توفير الحدائق العامة وفق أعلى المعايير، وأبرزها حديقة الحمرية العامة، التي تضم مضماراً خاصاً للدراجات، استخدمت فيه أفضل أنواع المواد لتحقيق أعلى درجة من الأمان والانسيابية، وحديقة الشاطئ غرب التي تم تطويرها مؤخراً باعتبارها ذات إقبال جماهيري كبير، لما تضمه من خدمات ترفيهية، ومساحات خضراء تبعث الراحة والسكينة في النفوس.
كما شمل التطوير زيادة الممشى المطاطي بطول 1,300 متر، ووضع عدد من أعمدة الإنارة، وزيادة طول الجدار الاستنادي، مع استحداث ممشى من الإنترلوك على طول السور الخارجي للحديقة البالغة مساحتها 250,790 متراً مربعاً، وإنشاء أسوار خارجية ديكورية للحديقة، وأسوار معدنية، وتشييد غرف لحراس الحديقة.
التنمية الاجتماعية
تعزيزاً لأواصر الترابط بين الأهالي عبر الملتقيات والفعاليات والمناسبات التي تجمعهم في المجالس، ورصد احتياجاتهم ومناقشة أفكارهم ومقترحاتهم في مختلف المجالات، ورفعها إلى جهات اتخاذ القرار، تم إنشاء مجلس ضاحية الحمرية، بطراز عمراني محلي وعصري، ووزعت مرافقه بشكل يلبي احتياجات عدة، تتناسب مع مهامها وخدماتها، ليسهم بشكل كبير في تنظيم خدمات العزاء والأفراح والفعاليات والدورات التدريبية لأبناء المجتمع المحلي. ويمتد مبنى المجلس على مساحة 3600 متر مربع، ويضم مكاتب إدارية ومجلساً واسعاً، ومواقف سيارات والمرافق والملاحق الخدمية.
جودة الحياة
لأن عملية التنمية لا تنفصل عن الإنسان وراحته واطمئنانه، حرص صاحب السمو حاكم الشارقة، على تلبية مطالب أهالي الحمرية، وبتوجيهات سموه أنجزت هيئة كهرباء ومياه وغاز الشارقة، مشروع إيصال شبكة الغاز الطبيعي إلى الحمرية، عبر خط غاز رئيسي يمتد من شارع الإمارات للمنطقة، بطول 73 كيلو متراً على مرحلتين، وبكلفة قدرها 10 ملايين درهم، وذلك لخدمة كل القطاعات في المدينة، بإجمالي 1700 مستهلك، إضافة إلى المشاريع الاستراتيجية الخاصة في المنطقة، كما أسهم الخط الجديد في توفير الخدمات النوعية ودعم التوسع للمنطقة وتعزيز جودة الحياة.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة الشارقة الإمارات هیئة کهرباء ومیاه وغاز الشارقة صاحب السمو حاکم الشارقة معاییر الاستدامة میاه الصرف الصحی البنیة التحتیة بیئة مستدامة من الإنترلوک هذه المشاریع من المشاریع ملایین درهم جودة الحیاة فی الشارقة فی المنطقة إنشاء محطة على تلبیة فی توفیر مکونة من فی مختلف تم إنشاء فی إطار
إقرأ أيضاً:
القمر الاصطناعي «813».. نموذج للتكامل العربي في بناء وتطوير المشاريع الفضائية
أبوظبي (وام)
جاء إطلاق القمر الاصطناعي العربي «813»، ليؤسس مرحلة جديدة للعمل الفضائي العربي المشترك، وليجسد رؤية استراتيجية تقودها دولة الإمارات في توحيد الجهود العربية في هذا القطاع الحيوي، من خلال توظيف علوم الفضاء وتقنياته لخدمة التنمية المستدامة ودعم صناع القرار في المنطقة، اعتماداً على بيانات دقيقة لرصد الأرض ومراقبة المتغيرات البيئية والمناخية.
ويمثل القمر «813» أول قمر اصطناعي عربي يتم تطويره ضمن مشروع مشترك بين الدول الأعضاء في «المجموعة العربية للتعاون الفضائي»، التي أُعلن عن تأسيسها في دولة الإمارات عام 2019 بهدف إنشاء إطار عربي موحد للتنسيق في مجالات الفضاء وتبادل الخبرات وبناء القدرات الوطنية، ويعد هذا المشروع ثمرة مباشرة لهذا التعاون، حيث شاركت فرق من المهندسين والعلماء العرب في مراحله المختلفة، من التصميم والتجميع والاختبارات، ضمن بيئة عمل مشتركة احتضنتها دولة الإمارات.
وتم تطوير القمر في المركز الوطني لعلوم وتكنولوجيا الفضاء في جامعة الإمارات العربية المتحدة، الذي اضطلع بدور محوري في تصميم الأنظمة الفضائية للقمر وتجميع حمولاته واختبارها، إلى جانب إعداد وتأهيل الكوادر العربية المشاركة.
ويعكس إطلاق القمر الاصطناعي، مكانة الدولة مركزاً إقليمياً لتطوير المشروعات الفضائية المتقدمة، وداعماً رئيسياً للجهود العلمية المشتركة في العالم العربي.
ويعتمد القمر الاصطناعي «813»، على حزمة من التقنيات المتطورة في مجال الاستشعار عن بُعد، حيث صُمم ليقدم بيانات عالية الدقة تغطي نطاقاً واسعاً من التطبيقات البيئية والعمرانية والزراعية والبحرية.
ويرتكز القمر على ثلاث حمولات رئيسية تعمل بشكل متكامل لضمان الحصول على بيانات شاملة ومترابطة عن سطح الأرض والغلاف الجوي المحيط بها.
وتتمثل الحمولة الأولى في نظام التصوير الطيفي الفائق (Hyperspectral Imaging - HSI)، الذي يعمل عبر نطاق الطيف المرئي والأشعة تحت الحمراء قصيرة الموجة من 400 إلى 1700 نانومتر، ويستطيع التقاط أكثر من 200 نطاق طيفي مميز. وتتيح هذه القدرات تحليل الخصائص الدقيقة للعناصر السطحية المختلفة، مثل الغطاء النباتي ونوعية التربة وجودة المياه والملوثات البيئية، مما يجعله أداة فعالة لدعم الزراعة المستدامة وإدارة الموارد الطبيعية ورصد التغيرات في النظم البيئية.
أما الحمولة الثانية، فهي نظام التصوير البانكروماتي (Panchromatic - PAN)، وهو مستشعر عالي الدقة يلتقط صوراً بالأبيض والأسود بدرجة وضوح مكانية كبيرة، تسهم في إنتاج خرائط تفصيلية وتحليل التوسع العمراني وتحديد خصائص التضاريس ورصد البنية التحتية على سطح الأرض. ويعمل هذا النظام بالتكامل مع بيانات التصوير الطيفي الفائق لتوفير صور تجمع بين الدقة المكانية العالية والغنى الطيفي.
وتأتي الحمولة الثالثة على شكل مقياس الاستقطاب الجوي (Atmospheric Polarimeter - AP)، الذي يقيس استقطاب الضوء عبر 12 نطاقاً طيفياً بهدف تصحيح تأثيرات الغلاف الجوي على الصور الملتقطة وتحسين جودتها، إضافة إلى توفير معلومات قيمة عن مكونات الغلاف الجوي والظروف المناخية. ويسهم هذا المقياس في تعزيز دقة منتجات القمر الاصطناعي، ودعم الأبحاث الخاصة بالمناخ وجودة الهواء والهباء الجوي.
ومن خلال هذه المنظومة المتكاملة من الحمولات، يوفر القمر «813» بيانات تُستخدم في مراقبة التغيرات البيئية ورصد ظواهر مثل التصحر وتدهور الأراضي وتغير الغطاء النباتي، إلى جانب مراقبة البيئات الساحلية والبحرية ودعم خطط إدارة الموارد المائية. كما يتيح إمكانات واسعة في مجالات التخطيط العمراني ومراقبة النمو الحضري، بما يساعد الجهات المختصة في إعداد خطط تنموية قائمة على معلومات موثوقة وحديثة.
مرحلة التشغيل
أخبار ذات صلةبدخول القمر مرحلة التشغيل واستقبال البيانات في مركز التحكم بالمهمات في المركز الوطني لعلوم وتكنولوجيا الفضاء بجامعة الإمارات، يتوقع أن يسهم في دعم جهود رصد ومتابعة المؤشرات البيئية في المنطقة، وتزويد صناع القرار بمعلومات دقيقة تساعد على وضع السياسات المناسبة للتعامل مع التغير المناخي وحماية الموارد الطبيعية، لترسخ دولة الإمارات من جديد دورها مركزاً للتعاون العربي في الفضاء وشريكاً فاعلاً في الجهود الدولية لصون كوكب الأرض.
قاعدة بيانات عربية
ويسهم القمر كذلك في إنشاء قاعدة بيانات عربية موحدة لصور وقياسات رصد الأرض، بما يعزز استقلالية الدول العربية في الحصول على بيانات فضائية عالية الجودة دون الاعتماد الكامل على المصادر الخارجية، ويتيح للجامعات ومراكز الأبحاث والمؤسسات المتخصصة في المنطقة تطوير نماذج وتحليلات متقدمة بناءً على بيانات موجهة لاحتياجاتها الوطنية.
وتأتي هذه الخطوة في إطار التزام دولة الإمارات بدعم التعاون العربي في قطاع الفضاء، وبناء قدرات الكفاءات العربية الشابة في مجالات الهندسة وعلوم الفضاء والتقنيات المرتبطة بها. فقد وفر المشروع فرص تدريب عملية للمهندسين العرب على مراحل تصميم الأقمار الاصطناعية وتجميعها واختبارها وتشغيلها، بما يعزز رصيد الخبرات الفنية في الدول المشاركة، ويفتح المجال أمام مزيد من المشروعات المشتركة في المستقبل.
إنجاز
ويمثل إطلاق القمر الاصطناعي العربي «813»، إضافة نوعية لرصيد الإنجازات الفضائية لدولة الإمارات والمنطقة، ومحطة جديدة في مسار توظيف الفضاء لخدمة الإنسان والتنمية المستدامة. كما يعكس حرص الدول العربية على العمل ضمن منظومة واحدة لمواجهة التحديات البيئية والتنموية، والاستفادة من التقنيات المتقدمة في قراءة التغيرات التي يشهدها كوكب الأرض، وتقديم حلول قائمة على المعرفة والابتكار.