ذكرى ميلاد بيرم التونسي.. «فنان الشعب» الذي خلّد الأدب الشعبي المصري والعربي
تاريخ النشر: 25th, January 2025 GMT
في حلقة اليوم، السبت، من برنامج "يوم سعيد"، تم الاحتفاء بذكرى ميلاد الشاعر الكبير بيرم التونسي، الذي يُعد واحدًا من أبرز شعراء العامية المصرية.
ترك التونسي إرثًا فنيًا وأدبيًا لا يُنسى، إذ استطاع أن يُحدث فارقًا كبيرًا في الأدب الشعبي المصري والعربي، وتعتبر أعماله اليوم جزءًا من التراث الثقافي الغني لمصر.
يُعد بيرم التونسي أحد أهم وأشهر شعراء العامية المصرية، ولقب بـ "شاعر الشعب" لما له من تأثير بالغ في الأدب الشعبي.
ورغم أنه بدأ في الكتابة بالفصحى، إلا أن تألقه كان في استخدامه للعامية المصرية، ما جعل طه حسين، عميد الأدب العربي، يقول: "أخشى على الفصحى من عامية بيرم".
وعُرف بتطويره للزجل المصري بشكل جعل له مكانة خاصة في قلوب الناس.
أبرز أعماله وأغانيه الخالدةألف بيرم التونسي العديد من الأغانى والقصائد الزجلية التي ما زالت حية حتى يومنا هذا، ومن أبرز أعماله التي تركت بصمة كبيرة في الساحة الفنية نذكر: "المجلس البلدي"، "أنا في انتظارك"، "أهل الهوى"، "هو صحيح الهوى غلاب"، "حبيبي يسعد أوقاته"، "غنيلي شوي شوي"، "الورد جميل"، "القلوب يعشق كل جميل"، "أحبابنا يا عين"، "هلت ليالي"، "مرحب مرحبتين"، و"محلاها عيشة الفلاح".
تلك الأغاني كانت جزءًا لا يتجزأ من ثقافة الشعب المصري، وساهمت في نقل مشاعرهم وهمومهم بلغة بسيطة وسلسة.
بداية حياته ومسيرته الأدبيةوُلد بيرم التونسي في حي الأنفوشي بالإسكندرية، حيث بدأ دراسته في كُتّاب الشيخ جاد الله، ثم انتقل إلى المعهد الديني في مسجد المرسى أبو العباس. بعد وفاة والده في سن الرابعة عشرة، انقطع عن المعهد، ليبدأ مسيرته في عالم الأدب والشعر.
بدأت شهرته بعد كتابة قصيدته الشهيرة "المجلس البلدي"، التي انتقد فيها المجلس البلدي بالإسكندرية بسبب فرضه ضرائب باهظة.
هذه القصيدة كانت البداية الحقيقية له في مسار أدبي وفني بارز.
حياته المضطربة في المنافيعلى الرغم من شهرته الأدبية، عانى بيرم التونسي من التضييق والملاحقة من السلطات بسبب آرائه الجريئة.
أصدر مجلة "المسلة" في عام 1919، ثم مجلة "الخازوق" التي تم مصادرتها.
وإثر مقال هاجم فيه زوج الأميرة فوقية، ابنة الملك فؤاد، تم نفيه إلى تونس.
سافر بعدها إلى فرنسا حيث عمل حمّالًا في ميناء مارسيليا لمدة سنتين.
وفي فرنسا، واجه بيرم ظروفًا معيشية قاسية، لكنه استمر في كتابة أزجاله.
وبسبب صراع سياسي وثقافي، تم ترحيله إلى تونس عام 1932، حيث أعاد نشر صحيفة "الشباب". وبعد أن تنقل بين لبنان وسوريا، تم إبعاده مرة أخرى من سوريا، وتوجه إلى إحدى الدول الأفريقية، إلا أنه تمكن من العودة إلى مصر في ظروف معقدة، حيث تم العفو عنه من قبل الملك فاروق بعد تدخل بعض النافذين في القصر.
عودته إلى مصر وتكريمهعاش بيرم التونسي فترات من الترحال والمنفى، لكنه عاد إلى مصر ليمارس الكتابة في الصحف المصرية مثل "أخبار اليوم" و"المصري" و"الجمهورية".
وفي عام 1960، منح الرئيس جمال عبد الناصر بيرم التونسي الجنسية المصرية، كما منحه جائزة الدولة التقديرية تقديرًا لإسهاماته الفنية والأدبية.
رحل بيرم التونسي عن عالمنا في 5 يناير 1961، ولكن أعماله ما زالت حية في ذاكرة الشعب المصري، وبقيت أغانيه وأشعاره تمثل جزءًا أساسيًا من تاريخ الأدب والفن في مصر والعالم العربي.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: يوم سعيد شاعر الشعب المزيد بیرم التونسی
إقرأ أيضاً:
ذكرى رحيل الفنان حسن كامي.. أيقونة الغناء الأوبرالي وحارس التراث الثقافي المصري
تحل اليوم / الأحد/ ذكرى رحيل الفنان المصري الكبير حسن كامي ، أحد أعمدة الغناء الأوبرالي والمسرح في مصر والعالم، الذي جمع بين البراعة الفنية وحب التراث الثقافي ، واشتهر بمسيرة عالمية طويلة شارك خلالها في مئات الأوبرات والمسرحيات والأعمال السينمائية والتلفزيونية، مخلفا إرثا فنيا يعكس مكانته كرمز للإبداع والإصرار في الحياة والفن.
ولد حسن كامى محمد على فى 2 نوفمبر 1936 ، وتلقى تعليمه في مدارس الجزويت ، ثم حصل على ليسانس الحقوق ،ولم يكتف بتخصصه الجامعي بل درس في معهد الكونسرفتوار وحصل على الدراسات العليا من إيطاليا ، ليجمع بين الثقافة الأكاديمية والحس الفني الراقي ، وعمل بدار الأوبرا المصرية عام 1963 إلى جانب وظيفته في إحدى الشركات السياحية، وشغل عدة مناصب منها مدير محطة طيران في مطار القاهرة، ومديرا وممثلا للخطوط الجوية التونسية، ووكيلا عاما للخطوط الجوية الأمريكية والتايلاندية والإسكندنافية.
أسند إليه دور البطولة في أوبرا "عايدة" على مسارح الاوبرا فى الاتحاد السوفيتى عام 1974 ، كأول فنان مصري يؤدي هذا الدور ، محققا نجاحا باهرا، كما شارك في أكثر من 270 أوبرا عالمية في دول عديدة ، منها الاتحاد السوفيتي ،إيطاليا ،بولندا ، فرنسا ، الدنمارك ، الولايات المتحدة ، اليابان وكوريا الجنوبية.
بدأ انطلاقته المسرحية بعد أن اكتشفه الفنان محمد نوح وشاركه مسرحية "انقلاب "، ثم توالت مشاركاته في المسرح ، و تولى لاحقا إدارة الأوبرا المصرية ، وكان يتقن ثلاث لغات .
تميز كامي بمسيرة فنية عالمية لافتة ، قدم خلالها أكثر من 125 عملا فنيا في السينما والمسرح والتلفزيون ، من أبرزها أفلام : "جنون الحب" عام ١٩٧٧ ، "عندما يتكلم الصمت" ١٩٨٨ ، "لن أعيش في حلمك" ١٩٩٠، "كريستال" ١٩٩٣ ، "مبروك وبلبل" ١٩٩٨، "فرح" ٢٠٠٤ ، و "بالألوان الطبيعة" ٢٠٠٩.
أ ما أعماله المسرحية فمنها : " دلع الهوانم" عام ١٩٩٢ ، "سندريلا" ٢٠٠٦، و "إس إم إس" ٢٠١٠ ، ومن أبرز مسلسلاته : "انا وانت وبابا فى المشمش" عام ١٩٨٩، "رأفت الهجان " الجزء الثاني ١٩٩٠ ، "صباح الورد" ١٩٩٥، "ضبط وإحضار" ٢٠٠١، "نقطة نظام" ٢٠٠٧ ، "مملكة الجبل" ٢٠١٠ .
وحصل كامي خلال مسيرته على العديد من الجوائز الدولية الرفيعة، منها الجائزة الثالثة العالمية في الغناء الأوبرالي من إيطاليا عام (1969)، الجائزة الرابعة العالمية (1973)، الجائزة السادسة من اليابان (1976)، بالإضافة إلى الميدالية الذهبية والجائزة الأولى في مهرجان موسيقى الألعاب الأولمبية في سيول عام (1988).
ولم يكن حسن كامي فنانا فسحب ، بل كان حارسا للتراث الثقافي المصري ؛ إذ امتلك وأدار مكتبة "المستشرق" في وسط القاهرة، إحدى أهم المكتبات التراثية في مصر ، والتي تضم أكثر من 22 ألف كتاب ومخطوطة والعديد من اللوحات والخرائط والوثائق النادرة، منها نسخ أصلية لكتب مثل: "تاريخ محمد علي" (1855)، و"تاريخ القدس" (1848)، و"وصف مصر" (1922).
وقبل شهر واحد من رحيله، شارك حسن كامي في أول مهرجان للموسيقى الكلاسيكية بمصر بعنوان «مهرجان قصر المنيل: إحياء التراث من خلال الموسيقى»، والذي أُقيم خلال الفترة من 1 إلى 9 نوفمبر 2018 ضمن أنشطة جمعية أصدقاء قصر المنيل، التي كان يترأسها ( أُنشئت عام 2006 برئاسة الأمير عباس حلمي، حفيد الخديوي عباس حلمي الثاني).
رحل حسن كامي في 14 ديسمبر 2018 عن عمر ناهز 82 عاما ، وشيعت جنازته من مسجد السيدة نفيسة بالقاهرة ، ولا يزال عطاؤه الفني والثقافي شاهدا على مكانته كأحد أعلام الفن المصري وصائنا للتراث الثقافي وعلما للابداع الفني والاصرار ، إذ جمع بين موهبه استثنائية وحياة إنسانية ملهمة ، وستظل ذكراه حية في أعماله الفنية ومكتبة "المستشرق " التي حملت تراث الأمة للأجيال القادمة.