من اليد الأولى للورق إلى التقنية
تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT
بخلاف المرة الأولى لاستلام الكتب المدرسية لأول مرة في الصف الأول والمتزامن مع هذه الأيام ،فإننا لا ننسى اليد التي أعطتنا الكتاب الأول والذي بسببه بدأنا القراءة، ما اتجهنا إليه وأحببناه إلى اليوم، مهما كان نوع تلك القراءة سواء كانت كتب فلسفية أو قصص أو نوتات موسيقية أو حتى خطط كروية، وكانت يد أمي ذات يوم ، هي ما جعلتني أكبر وأنا التهم الكتب وروايات الكاتبة الإنجليزية أجاثا كريستي، وحين نجحت في توجيهي للقراءة، كانت تكافئني في الإجازات الأسبوعية في الأيام المدرسية بشراء المجلات لقراءتها بعد انتهائي من مذاكرة دروسي.
ورغم استمرار معارض الكتب، وانتشار المكتبات ،إلا أن التقنية -والتي صارت شيئًا أساسيًا في حياتنا-، بدأت بتهديد الكتاب الورقي، وأصبحت الكتب الالكترونية تأخذ ما كان أساس القراءة ومتعتها حين نحمله بين أيدينا ونختار الوقت والمكان المناسبين له لأعوام طويلة، وذلك لسهولة حملها أو إيجادها، بالإضافة لأنها توفر الوقت والمال بعكس الورقية التي أصبح شراؤها مؤخراً يهدّد ميزانيتنا بصورةمبالغة فيها، ما يجعلنا نؤجله أو نلغي فكرة الشراء.
في المقابل ، ومع انتشار الأجهزة المخصصة للكتب الالكترونية التي نالت انتشارا واسعًا ما بعد عام 2015م، أصبح من الصعوبة جذب القارئ الورقي الذي وجد سبيله ميسّراً للقراءة بتطور تلك الأجهزة، خصوصاً أنها تتطور بصورة سريعة من حيث وضوح الشاشة التي اعتمدت على تقنية الحبر الإلكتروني أو الإضاءة المريحة للعين، ما يجعل تجربتها مقاربة لقراءة الكتب الورقية، وهذا أمر عزّز تنافس الشركات لإنتاج أجهزة متطورة تريح القارئ من أعباء الكتب الورقية وفي الحقيقة تهدف للربح المادي بصورة أكثر ذكاء، ليس هذا فحسب، بل حتى هواتفنا التي نحملها طوال الوقت أصبحت تحمل تطبيقات مخصصة للقراءة خلال أوقات الانتظار أو الاستماع إليها ونحن في الطريق لمقرأعمالنا أو لمكان لا يستغرق وقت الذهاب إليه 15 دقيقة، خلالها يمكننا قراءة كتاب بكل سهولة، وهذا ما تغافل عنه صناع وناشرو الكتب الورقية بالإضافة لعدم وضع حدّ لغلاء الأسعار في المعارض التي تقام ما يجعل اختيار التقنية خياراً أفضل. هذا الأمر قلّل من عقد الصالونات والمنتديات الأدبية التي يتحاور أعضاؤها فيما بينهم عن الكتب، أو نقدها أو حتى في عرض توصيات لكتب أخرى تستحق القراءة.
من جهة أخرى ،ساعدت التقنية والكتب الالكترونية ذوي الاحتياجات الخاصة على الاستمتاع بما نقرأه ومعايشة المشاعر التي تصلنا منها إلينا، عن طريق الاستماع للكتب الصوتية التي أصبحت لها تطبيقات خاصة بذلك سهلت لهم الوصول لكافة الكتب التي يمكنهم مشاركتنا ماقرأوه ومناقشة ما تحتوية الكتب من معلومات أو قصص أو حتى فائدة، وهذه سمة التطور الذي نعيشة في هذا الوقت، أن نكون مواكبين له حتى لو كان الورق ضحية لاتساع مدارك الإنسان.
@i1_nuha
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
جامعة الإسكندرية تطلق برنامج "ابدع انطلق" لتمكين ذوي الهمم ودعم مشاريعهم الريادية
أعلنت جامعة الإسكندرية اليوم عن فتح باب التقديم لطلابها للالتحاق ببرنامج "ابدع انطلق"، وهو مبادرة رائدة تهدف إلى دعم وتمكين الأشخاص ذوي الهمم داخل المجتمع الأكاديمي، ومساعدتهم على تحويل أفكارهم الابتكارية إلى مشروعات ريادية قابلة للتنفيذ على أرض الواقع.
يأتي هذا البرنامج في إطار التزام الجامعة بتعزيز الشمولية وتوفير بيئة تعليمية وداعمة لجميع طلابها، وخاصةً ذوي الهمم، لإطلاق إمكاناتهم الكامنة والمشاركة الفعالة في سوق العمل وريادة الأعمال.
ويأتي برنامج «ابدع انطلق» ضمن البرامج الداعمة لريادة الأعمال، حيث يوفّر للمشاركين تدريبًا عمليًا متخصصًا، إلى جانب الإرشاد الفني والريادي، ودعمًا متكاملًا يسهم في تنمية المهارات وبناء القدرات اللازمة لدخول مجال ريادة الأعمال بثقة واستدامة.
وأوضحت الجامعة أنه من المقرر تواجد فريق البرنامج داخل جامعة الإسكندرية يوم 15 ديسمبر، للتعريف بأهداف البرنامج وآليات المشاركة، والرد على استفسارات الطلاب، وتقديم الدعم اللازم خلال خطوات التقديم.
يستمر التقديم للبرنامج حتى 15 فبراير المقبل، على أن يتم التقديم من خلال جامعة الإسكندرية، في إطار شراكة مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وصندوق رعاية المبتكرين، واحدى المؤسسات المتخصصة.
دعت إدارة الجامعة كافة الطلاب من ذوي الهمم الذين يمتلكون أفكاراً ابتكارية وطموحاً لتحويلها إلى مشاريع مستدامة، إلى اغتنام هذه الفرصة والتقدم للبرنامج من خلال الموقع الإلكتروني المخصص لذلك، قبل الموعد النهائي للتقديم
وفى سياق متصل فى إطار حرص جامعة الإسكندرية على دعم المبادرات الوطنية الهادفة إلى بناء الإنسان المصري وتعزيز الوعي الثقافي لدى الطلاب، تدعو الجامعة أبناءها للمشاركة في المشروع الوطني للقراءة، وهو مبادرة ثقافية تعليمية كبرى تهدف إلى نشر ثقافة القراءة بين مختلف فئات المجتمع، وترسيخ عادة القراءة كجزء أساسي من شخصية الطالب المصري.
يأتي المشروع، الذي انطلق عام 2020 ضمن رؤية مصر 2030، كأحد أهم البرامج الوطنية التي تسعى إلى الارتقاء بالمستوى الفكري والمعرفي للطلاب، وتشجيعهم على القراءة المنظمة والواعية التي تسهم في بناء جيل مثقف قادر على التفكير والإبداع والمشاركة المجتمعية الفعّالة.
وتدعو جامعة الإسكندرية طلابها إلى المشاركة في فئة الطالب الجامعي بالمشروع،