ماسك يدخل على خط الانتخابات الألمانية ويوجه رسالة بشأن النازية
تاريخ النشر: 25th, January 2025 GMT
أعرب الملياردير الأميركي إيلون ماسك عن تأييده لحزب "البديل من أجل ألمانيا" في كلمة وجهها عبر الفيديو خلال مؤتمر انتخابي للحزب قبيل الانتخابات العامة المقرر إجراؤها الشهر المقبل.
وقال ماسك، خلال المؤتمر الذي ضم الآلاف من أنصار الحزب في مدينة هاله شرقي ألمانيا اليوم السبت، إن حزبهم هو "أفضل أمل لمستقبل ألمانيا".
وحثهم على النضال بقوله: "قاتلوا، قاتلوا، قاتلوا"، مستعيرا العبارة التي رددها الرئيس الأميركي دونالد ترامب إثر تعرضه لمحاولة اغتيال في يوليو/تموز الماضي خلال حملته الانتخابية.
وقال ماسك -الذي بات مقربا جدا من ترامب- إن الشعب الألماني "هو حقا أمة قديمة يعود تاريخها إلى آلاف السنين". وأضاف "قرأت أن يوليوس قيصر كان منبهرا جدا بالقبائل الجرمانية".
ورأى أن حزب "البديل من أجل ألمانيا" يريد "مزيدا من تقرير المصير لألمانيا وبلدان أوروبا، وتقريرا أقل من جانب بروكسل"، في إشارة إلى الاتحاد الأوروبي.
ويتهم سياسيون ومسؤولون أوروبيون إيلون ماسك بالتدخل في السياسات الأوروبية عبر تعليقات على منصته إكس تتناول سياسيين في دول عدة بينها ألمانيا وبريطانيا.
ووُجّهت انتقادات لماسك بسبب حركة أداها بيده خلال تجمع نظم احتفالا بتنصيب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، وفسّرها منتقدون على أنها تحية نازية.
إعلانوفي كلمته اليوم السبت، قال ماسك إنه "ينبغي ألا يحمل الأبناء أوزار آبائهم، فضلا عن أجدادهم"، في إشارة على ما يبدو إلى ماضي ألمانيا النازي.
وأضاف "هناك تركيز أكبر من اللازم على ذنب الماضي، وعلينا أن نتجاوزه".
من ناحية أخرى، تظاهر عشرات الآلاف أمام بوابة براندنبورغ في برلين مساء اليوم السبت للاحتجاج على تصاعد تأثير أقصى اليمين في ألمانيا.
واستخدم المتظاهرون المصابيح وهواتفهم المحمولة لتشكيل ما وصفه المنظمون بـ"بحر من الأضواء" احتجاجا ضد حزب "البديل من أجل ألمانيا".
وقدّرت الشرطة في العاصمة الألمانية عدد المشاركين بحوالي 30 ألف شخص.
وقبيل الانتخابات المقررة في 23 فبراير/شباط المقبل، تشير استطلاعات الرأي إلى أن "البديل من أجل ألمانيا" سيحصد 20% من الأصوات، وهي نسبة قياسية لأقصى اليمين بألمانيا في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات البدیل من أجل ألمانیا
إقرأ أيضاً:
إيلون ماسك يغادر البيت الأبيض.. ماذا أنجز خلال 129 يوما؟
بعد 129 يومًا على رأس وزارة "الكفاءة الحكومية" في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، طوى الملياردير إيلون ماسك، الخميس، صفحة مثيرة في العمل الحكومي، كانت حافلة بالتحركات الجذرية والتخفيضات القاسية، والجدل واسع النطاق.
وقدم ماسك، الذي تولى هذا المنصب المستحدث مطلع شباط / فبراير الماضي نفسه كقائد لحرب تقشف غير مسبوقة، معلنًا سعيه لتقليص الإنفاق الفيدرالي بمقدار 2 تريليون دولار، وتراجع الهدف لاحقًا، الهدف إلى 1 تريليون، ثم إلى 150 مليار دولار فقط.
وبحسب تصريحات رسمية للوزارة، نجحت حملة ماسك في تقليص الإنفاق بنحو 175 مليار دولار، عبر بيع أصول وإلغاء عقود وخفض أعداد الموظفين بواقع 260 ألفًا من أصل 2.3 مليون موظف فيدرالي.
لكنّ تحليلًا أجرته شبكةبي بي سي أظهر غيابًا للأدلة الدامغة على بعض إعلانات التوفير، كما رصد انتهاكات قانونية في عمليات التسريح، دفعت القضاء الفيدرالي للتدخل ووقف بعضها، خاصة في قطاعات حساسة كالأمن النووي، حيث تمّ تجميد فصل موظفين مختصين بالترسانة الأمريكية.
تراجع في النفوذ الأمريكي الخارجي
ولم تقتصر سياسات ماسك على الداخل، بل طالت وكالة "USAID" الأمريكية، حيث تم إلغاء أكثر من 80 بالمئة من برامجها، وتحويل ما تبقى إلى وزارة الخارجية، وأثرت قرارات على برامج إنسانية أساسية مثل مكافحة الجوع، والتعليم، والتطعيم في دول عدة بينها السودان، أفغانستان، والهند.
وبحسب تقرير البي بي سي اعتبر خبراء في الشأن الدولي أنّ هذه الخطوة تمثل تراجعًا في أدوات "القوة الناعمة" الأمريكية، وأنها تُضعف الدور التقليدي للولايات المتحدة في إدارة الأزمات العالمية.
تضارب مصالح ونظريات مؤامرة
ورغم الدعم العلني الذي تلقاه ماسك من ترامب، تعرّض الثنائي لانتقادات حادة بسبب تضارب المصالح، فشركات ماسك، وعلى رأسها "سبيس إكس" و"تسلا" و"ستارلينك"، ترتبط بعقود حكومية ضخمة، أبرزها عقد فضائي بقيمة 22 مليار دولار، ما أثار شكوكا حول استغلاله لمنصبه لتعزيز مصالحه التجارية.
كما اتهم ماسك بنشر معلومات مضللة، بينها مزاعم حول اختفاء احتياطي الذهب الأمريكي من قاعدة "فورت نوكس"، وادعاءات بحدوث "إبادة جماعية" ضد الأقلية الأفريكانية البيضاء في جنوب أفريقيا، وهو ما أثّر على العلاقات مع بريتوريا بعد أن نقل ترامب هذه المزاعم إلى الرئيس رامافوزا خلال لقائهما الأخير.
ورغم إشادة ترامب المتكررة بماسك، تحدثت تقارير عن توترات داخلية، خاصة من وزراء رأوا أن سياسات التقشف أضرت بوزاراتهم، وهو ما ظهر جليًا مع انتقاد ماسك العلني لمشروع قانون الموازنة الذي تبناه ترامب، واصفًا إياه بـ"الضخم والمخيب"، بسبب ما يتضمنه من إعفاءات ضريبية وزيادات في الإنفاق الدفاعي، وهو ما قال ماسك إنه "يُقوّض" جهوده في خفض النفقات.
في تغريدة وداعية عبر منصة "إكس"، شكر ماسك ترامب على الفرصة، مؤكداً أنه "سوف يواصل دعم الإدارة من الخارج"، بينما علّق ترامب قائلاً: "لن يغادر إيلون فعلياً... سيبقى دائماً معنا".