سودانايل:
2025-07-30@18:15:18 GMT

النصر

تاريخ النشر: 26th, January 2025 GMT

د. قاسم نسيم

طِعَانٌ ضَجَّ منْ هَوْلِ الطِّعانِ
وضَرْبٌ جُنَّ منه الهِنْدُواني

وحربٌ ما رأيتُ لها شبيهًا
على طُولِ التقلبِ والزمانِ

تجاسرتِ الجيوشُ على شَعُوبٍ
فلا يَخْشَوْن هُلْكًا أو تفاني

كأنَّ الموتَ منهم في وفاقٍ
فلا يفْني له منهنَّ فانِ

سراديقُ المآتمِ قارعاتٌ
فلانٌ قد يقدَّمُ عن فُلانِ

ومقتلةٌ على السودان ساقتْ
ملايينَ الرجالِ إلى التَّفاني

فما شَهِدتْ بلادي في مداها
على مُكْثٍ مثيلًا في الزَّمانِ

غُزاةٌ من بلادِ الغربِ جاءوا
لنزعِ الملكِ في أرضِ الحِزَانِ

وحِلٍّ في منازلِها وغَصْبٍ
لكلِّ أصيلةٍ بِكْرٍ حَصَانِ

ونهبٍ لم يُغادِرْها بشيءٍ
من الذَّهب النَّفيسِ إلى الأواني

حِدَاثُ السِّن أَغْرارٌ تتالوا
إلى حيثُ المغانمَ والمغاني

تواثبتِ الغزاةُ الحربَ حتى
خشيت على الرجال من الحِرَانِ

تمُدُّهُمُو الألوفُ مُعَقِّبَاتٍ
كما اتصلتْ سلاسلُها الغواني

سُكَارى غابَ رُشْدُ العقلِ عنهم
حَيارى الْفِكْرِ عاهاتِ الذِّهان

عَلَوْا في الأرضِ حتى ظنَّ ظانٌ
ملاكَهُمُ لأرضِ النِّيلِ داني

طَبَتْ فُرْسَانُنا حتى خشينا
مُمَانعةَ المُضِّيِّ إلى الطِّعَان

فلما حرَّ عند البأس وطسٌ
وصار الْموتُ مَبْذُولَ الْعِنانِ

وفرَّ من الْمعاركِ كلُّ غِرٍّ
قَريبُ الْعَهْدِ بالْحربِ العَوَانِ

وأثْبتَ في حقولِ الْموتِ رِجْلأ
فتى الإفْرِنْدِ كَسَّابُ الرِّهَانِ

تَدَارَكَهُ صغيرَ السِّنِ دينٌ
وحبُّ الأرضِ طَبْعٌ فيه باني

كأنَّ الموتَ عندهمو صديقٌ
أتى لصديقه يتآنسانِ

كأنَّ الموتَ معدومٌ هُراءٌ
كِذَابٌ أو خِدَاعُ البهلوان

كأنَّ دماءهم فوق العَنَاصِي
ضريرةُ عُرْسِهم يوم القِرَانِ

تراكبتِ السِّنانُ على السِّنانِ
وخرَّ الْبيتُ من أصلِ البَوَانِ

قتالٌ لا فصاحةَ تحتويه
فقد عَجِزَ البيانُ عن الْبيانِ

فَفَرَّ من المَقَاتِل كُلُّ فَحْلٍ
إذا لم يصطنعه الحادثانِ

أبعد القتلِ - تَطَّلبون صُلحًا-
وهتكٍ للعروضِ لَدَى الحِسانِ

وحربِ إبادةٍ تقضي علينا
وتُبْدِلُنا بأقوامٍ ثواني

فمَرْحَى ثم مرحى ثم مرحى
بموت الحُرِّ في وَسَط الطِّعانِ

فلا نُعطيكمو إلا سيوفًا
ونيرانًا كلون الزعفران

تقحمتِ الخيولُ النَّارَ عمدًا
كأنَّ الْخيلَ تمضي بلا عِنَانِ

وَرَدْنَّ النَّارَ بَيْضًا ناصعاتٍ
وَعُدْنَ توشحًا بالأُرجُوانِ

غُزاةٌ ينثرون الموتَ فينا
كما نُثرتْ عَرُوسًا بالْجُمَانِ

وَخُرِّبَتِ المدائنُ واسترقوا
غوانٍ قد بَذَذْنَ عن الُغواني

فلمَّا جاش بالفُرسانِ بأسٌ
وصار الموتُ مُرْتَاضَ الرِّعَانِ

تكسَّرتِ الظُبا واندقَّ رُمْحٌ
وأَلْقَتْ خيْلُنَا وَجْهَ الْجِرانِ

تَرَجَّلَ من رِكابِ الْموتِ جندٌ
تَجَالُدُهُمْ لصاقًا أو تداني

على نَهْرِ الدَّماء يخوضُ جُندٌ
فَتَزْلِقُهم على الأرضِ الأسَانِ
ذ
وتطفو فوقَ أنهرِنا رُؤوسٌ
وأيدٍ والشعورُ وكاحلان

يُوالونَ المعاركَ بالأيادي
وزحفٍ والسُّنونِ وبالقران

صِراعٌ ما يماثلُه صِراعًا
وقَتْلٌ بَاَدَ فيه الفَيْلَقَانِ

فَلَمَّا كلَّتِ الظُّباتُ ضَرْبًا
وصار الْرُمْحُ مَعْطُوبَ السِّنَانِ

فَخَرْمٌ للمآقي ناظراتٍ
بِعُودٍ أو بسبابِ البنانِ

وَقَضْمٌ بالنَّوائب كُلُّ شِلْوٍ
وليس الخُبرُ صِدْقًا كالعَيَانِ

وذي الأعناقُ لمْ تُضْرَبْ بِسَيْفٍ
فَقَدْ دَكَّتْ غَضَارِفَها اليدانِ

وما زالتْ صنوفُ الموتِ شَتَّى
كَصَلمِ الأُذانِ أو قَطْعِ اللِّسانِ

أَرَانتْ بُهْمُهُمْ حُزنًا عليهم
مراقدُ أهْلِها تحت الدِّفانِ

زنيمٌ ما أبَرَّهُمُو خِلاقٌ
كريهُ السَهْكِ فجارٌ وزاني

وكانَ كَذُوْبُهم بالنَّصر يَهزي
فصار النصر مُهدىً للهِجَان

أَسَانٌ قدْ مَضَتْ فيها أسَانُ
وما اتعظوا بِتَجْريبِ السِّنانِ

وما رَشَدوا وذي الأيامُ تمضي
بِمَيْتٍ سار يُحْملُ في إرانِ

فهذا حضَّه الإيمانُ ثَبْتًا
وذا بالسُّكْرِ شَجَّاعِ الْجبانِ

بحقٍ لا شجاعةَ تحتويهُم
سوى خَدَرِ الْعَقَارِ على الجَنَانِ

وقد حرقوا البلادَ فلا تراها
سوى الأنقاضِ تُبْحِرُ في دُخَانِ

منازلُ لم يزلْ فيها خيالٌ
يُشَيِّعُني إلى ذاك الزمانِ

زمانٌ كمْ عَشِقَتُ الحسنَ فيه
وجافَيْتُ الْقِتَالَ إلى الْحِسانِ

قِتَالٌ ما روته ذكرياتٌ
وما خال الخيالُ له التهاني

وأرواحُ الشَّهيدِ على تلالٍ
ترى نصرًا عنيدَ الرأي دَاني

وفرَّ من المَقَاتلِ كلُّ ناجٍ
فِرارَ الْهِرِّ أو ذُعُرِ الأرَاني

هنيئًا يا بلادي بانتصارٍ
وهذا اليومُ عِيْدُ الْمَهرجانِ

gasim1969@gmail.

com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: إلى ال

إقرأ أيضاً:

لوتان: كفى وعودا فارغة ولا بد من مواجهة مسرح الموت في غزة

قالت "لوتان" إن المجاعة -التي تفاقمت بسبب الدمار وتشريد السكان (في غزة)- لم تمنع إسرائيل من مواصلة الدفاع عما لا يمكن الدفاع عنه، مشيرة إلى أن عدم التحرك الغربي لمواجهة مسرح الموت في غزة أمر لا يطاق.

وأوضحت الصحيفة السويسرية -في افتتاحية بقلم لويس ليما- أن إطلاق المحتجزين الإسرائيليين في غزة، وتصور قطاع غزة خاليا من حركة حماس كانا في المتناول لو لم تعرقل إسرائيل المفاوضات، وساهم قادتها ولو بشكل طفيف في وضع خطة بديلة.

وأشارت إلى أن التخفيف الطفيف للحصار على غزة -الذي قررته إسرائيل الساعات القليلة الماضية- لن يغير شيئا، وكأن ما يحدث لا يهم، حيث يسارع قادة إسرائيل عسكريون ومدنيون إلى مهاجمة أي بادرة انتقاد بشراسة لا تصدق، دون أن يكون لديهم حساب مع أحد.

التخفيف الطفيف للحصار الذي قررته إسرائيل الساعات القليلة الماضية لن يغير شيئا (الجزيرة)

وأشارت لوتان إلى أن غياب التحرك الغربي سوف يظل أمرا لا يطاق، ما دامت دولة ما تهنئ نفسها على مجرد توقيعها على رسالة محكمة الصياغة، ولكنها لا تلزم أحدا، وما دام يقدم رئيس دولة أخرى بعد سنوات من المماطلة وعدا بالاعتراف بأن أنقاض غزة غير الصالحة للسكن تنتمي إلى دولة تدعى فلسطين، مؤكدة أنه قد آن أن يتولى زمن التحذيرات والوعود الفارغة.

ونبهت إلى أن أحدا لن يفكر حقيقة في إمكانية اتخاذ أي إجراء ما دامت الكلمات تبث الخوف في النفوس، عندما تكون انتقادية وموجهة إلى إسرائيل. وشبهت الواقع بساعة رملية كبيرة تتحدر من داخلها حبات الإنسانية تدريجيا، إنسانية الضحايا أولا، ثم إنسانية المعتدين والشهود غير الفاعلين.

مقالات مشابهة

  • في "مصائد الموت".. هكذا امتهن جيش الاحتلال كرامة نساء غزة
  • بالصور: غزة - مواليد جُدد في حضانة الموت البطيء
  • لوتان: كفى وعودا فارغة ولا بد من مواجهة مسرح الموت في غزة
  • تجربة قطار الموت في القدية.. سرعة جنونية وانطلاقة لا تُنسى
  • كارثة وشيكة.. خطر الموت يواجه الرضع في غزة
  • أبناء يلقون والدتهم التسعينية في البرد والعراء حتى الموت.. فيديو
  • الموت يفجع المخرج المسرحي خالد جلال
  • الإعدام لكويتي وزوجته ضربا خادمتهما حتى الموت
  • أشواق الأرض
  • من بستان كبير لأشجار بائسة.. مزارع بابلي يروي حكاية الموت البطيء (صور)