( العادات السيئة و غلاء المعيشة)
تاريخ النشر: 26th, January 2025 GMT
في ظل الارتفاع المتزايد في الأسعار الذي يلتهم المرتبات ويهدد استقرار الأسرة المصرية، بات من الضروري إعادة النظر في بعض العادات اليومية التي تثقل كاهل الجميع، لتصبح الترشيد والبساطة حلاً لا مفر منه.
طالما أن الأسعار أصبحت تلتهم كامل المرتبات ولم يعد لدى الأسرة المصرية أي فائض لأي طارئ، هناك عادات مصرية لا بد من التخلص منها فورًا.
في رمضان مثلًا، ونحن على أبواب الشهر الفضيل، تجد كل أسرة تعد أكثر من نوع خضار وأكثر من نوع لحم إلى جانب الفراخ والحمام والبط والديك الرومي، وتُصنع بكميات كبيرة. حتى العيش لم نعد نقسمه على أربعة كما كان يحدث. وطالما ذكرنا رمضان، لا داعي للمكسرات والمشمشية والقراصيا والتين، ولا داعي لطبق الخشاف من الأصل.
نأتي إلى السلع الأخرى مثل الشاشات. تخيلوا أن أغلب البيوت المصرية الآن في كل حجرة شاشة، وفي كل حجرة تكييف، وهناك شاشة رئيسية ضخمة تزيد عن 60 بوصة تتوسط الصالة الخاصة بالمنزل، ويتحدثون عن زيادة استهلاك الكهرباء! إلى جانب اختيار نوعيات معينة من الثلاجات ونوعيات معينة من الغسالات، رغم أن الناس في الولايات المتحدة يقومون بالغسيل في غسالات عامة؛ كل شخص ما عليه سوى اصطحاب الغسيل والمسحوق والذهاب إلى المغسلة لاختيار برنامج الغسيل بنفسه.
جهاز العروسين أصبح أزمة كل أسرة مصرية، سواء لديها ابنة أو ابن على طريق الزواج أو في سن الزواج. الأسرة ترضخ لطلبات الابن أو الابنة في شراء نوع معين من الأجهزة سعره يتجاوز إمكانيات الأسرة، وبالتالي تدخل الأسرة في أزمة بسبب تلك الرغبات التي لا تراعي إمكانيات الأسرة والزمن الذي نعيش فيه. هذا إلى جانب المواصفات الخاصة في الأثاث (نوم، سفرة، صالون)، والشقة يجب أن تكون تمليك وفي زايد أو التجمع، ولا مانع من أن تكون في الرحاب أو الشروق! يا إخواننا، ارحموا أنفسكم...
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء" (متفق عليه). هناك أكثر من تفسير لكلمة الباءة، لكنني أميل – وأنا لست برجل دين – إلى المعنى الخاص بالاستطاعة والقدرة على إيجاد منزل مناسب وكذلك القدرة على الإنفاق. والله أعلم.لن أكون مبالغ اذا قلت أن هناك ناس دخلت السجن بسبب جهاز العروسين، بعد أن لجأوا إلى كتابة شيكات و وصل امانه الخ من أجل زواج ابن أو أبنه.
طبعًا، الكثير قد يفسرون هذا المقال على أنه يغسل يد الحكومة من قضية جشع التجار وارتفاع أسعار السلع والمرافق. أبدًا، أعلم أن هناك تقصيرًا في ملاحقة التجار، وأعلم أن كل تاجر جملة وقطاعي يبيع كما يشاء. منذ أيام، على سبيل المثال، نزلت سوق العباسية ووجدت الفراولة بخمسين جنيهًا للكيلو، وأثناء سيري وجدت سيارة صغيرة تقف على بعد ليس بقليل عن السوق تبيع نفس كيلو الفراولة بخمسة وعشرين جنيهًا للكيلو، أي أن هناك فارق خمسة وعشرين جنيهًا في الكيلو الواحد. هذا لا يعني سوى شيء واحد: أن هناك تلاعبًا كبيرًا في الأسعار في كل السلع. وهنا يأتي دور الدولة في ملاحقة الجشع البشع الذي أصبحنا عليه.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الزاد الأسرة المصرية الأسعار الخضار الشهر الفضيل الغسيل المسحوق المغسلة رسول الله صلى الله عليه وسلم الحكومة جشع التجار أسعار السلع أن هناک
إقرأ أيضاً:
أردوغان: غزة تشهد أفظع إبادة في القرن.. وسنكون هناك يوم التحرير
في كلمة نارية ألقاها اليوم الجمعة خلال فعالية شبابية في إسطنبول، وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الأزمة في قطاع غزة بأنها "أفظع إبادة جماعية خلال القرن الأخير"، مؤكدًا أن الواقعة تجاوزت حدود التصعيد لتصل إلى مستوى تهديد وجودي للإنسانية. وشدد على أن مجموعة قليلة من الجناة تقودها السياسة الإسرائيلية تقضي على كل ما يمت للرحمة والإنسانية في غزة، وليس الأطفال والرضع فحسب.
وأضاف أردوغان أن الفلسطينيين في القطاع يعيشون مشاهد تفوق فظاعة معسكرات الاعتقال النازية، حيث تُستخدم المجاعة كوسيلة استراتيجية لاستهداف الفلسطينيين عبر حرمانهم من الغذاء والماء والدواء، ما أدى إلى حالات إغماء جماعي في مراكز توزيع المواد الغذائية وتحولها إلى مسارح للقتل العمد نتيجة إطلاق الرصاص على المحتشدين أثناء انتظارهم للحصول على القليل من الحياة.
أسرى الجوع في غزة... القسام تنشر مشاهد صادمة لأسير إسرائيلي هزيل ينتظر صفقة مفقودة | فيديو
فرنسا: نرفض آلية توزيع المساعدات الأمريكية الإسرائيلية في قطاع غزة
وبينما وصف المشهد الإنساني في غزة بأنه كارثي بكل المقاييس، شدّد أردوغان على أن مشهد الدمار الذي تراه عين الإنسان في غزة لا يقل فظاعة عما جرى في المعسكرات النازية: “تعيش غزة، أمام أعين ما يُسمى بالعالم المتحضر، مشاهد أسوأ بكثير من تلك التي يمكن أن نراها في معسكرات الاعتقال فقط”.
وعبّر الرئيس التركي عن تفاؤله بأنه «بمشيئة الله سنرى نهاية الظلم في غزة كما حدث في سوريا»، مشيرًا إلى أن الفلسطينيين في القطاع سينعمون بالحرية الدائمة، كما وعد بأن "سنكون هناك أيضًا عندما يأتي ذلك اليوم المبارك"
واعتبر أردوغان أن تركيا، مدعومة بالشباب وضمائر الشعوب الإسلامية والدول الحرة، لن تتخلى عن حقوق الفلسطينيين، مستعرضًا ما قدمته بلاده من دعم إنساني وسياسي عبر إرسال أكثر من ١٠١ ألف طن مساعدات وتفعيل الدبلوماسية التي أفضت إلى وقف التعامل التجاري تمامًا مع إسرائيل كإشارة رمزية وواقعية على دعم الشعب الفلسطيني
وأكد الرئيس التركي أن ما يحدث في غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 وحتى اليوم، ومنذ إغلاق المعابر في مارس 2025، يتجاوز الجرائم العسكرية ليدخل في إطار الإبادة الجماعية المدعومة من قوى دولية، مجددًا دعوته للمجتمع الدولي خاصة الدول الإسلامية التي "تلعب دورًا ضاغطًا" لوضع حد لهذا الظلم الغاشم وإنصاف الضحايا عبر مساءلة محاسبة على المستويين القانوني والتاريخي
انتهت الكلمة بتأكيد أردوغان على استمرارية موقف تركيا الداعم لغزة: عبر القوة الدبلوماسية والتعبئة الشعبية، ومقاومة ما وصفها بالعدوان الذي يسعى إلى محو ذاكرة شعب بأكمله، مؤكدًا أن التحرر الكامل لغزة ليس حلمًا بعيدًا، بل وعدٌ سيُنفذ بإرادة الله وإرادة الشعوب الحرة.