جيش الاحتلال الإسرائيلي يقتل 15 شخصا بجنوب لبنان
تاريخ النشر: 26th, January 2025 GMT
عواصم - الوكالات
قالت السلطات اللبنانية إن القوات الإسرائيلية قتلت 15 في جنوب البلاد اليوم الأحد بعد انتهاء الموعد النهائي لانسحابها من المنطقة ومحاولة الآلاف العودة إلى منازلهم في تحد لأوامر من الجيش الإسرائيلي.
وقالت إسرائيل يوم الجمعة إنها تعتزم إبقاء قواتها في جنوب لبنان لما بعد المهلة التي انتهت اليوم الأحد كما كان مقررا في اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة وأوقف الحرب مع جماعة حزب الله المدعومة من إيران العام الماضي.
ونص الاتفاق على انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان وإخلاء المنطقة من أسلحة حزب الله ومقاتليه مع انتشار الجيش اللبناني في غضون 60 يوما، وهي المهلة التي انتهت صباح اليوم الأحد. لكن إسرائيل تقول إن لبنان لا يطبق بنود الاتفاق بالكامل.
واتهم الجيش اللبناني إسرائيل أمس السبت بالمماطلة في سحب قواتها من الجنوب. وأعلن الجيش اللبناني مقتل أحد جنوده على يد القوات الإسرائيلية اليوم الأحد.
واندلع الصراع بين حزب الله وإسرائيل بالتزامن مع الحرب في قطاع غزة، وبلغ ذروته عندما شن الجيش الإسرائيلي هجوما كبيرا على الجماعة مما أدى إلى تشريد أكثر من مليون لبناني وتركها في حالة ضعف.
وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن 15 شخصا قتلوا وأصيب 83 في مواقع عديدة في الجنوب. وأضافت الوزارة في بيان اليوم إن القتلى والمصابين سقطوا جراء "إعتداءات العدو الإسرائيلي خلال محاولة مواطنين الدخول إلى بلداتهم التي لا تزال محتلة".
وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته "العاملة في جنوب لبنان أطلقت أعيرة تحذيرية للتصدي لتهديدات في عدة مناطق رصدت فيها القوات اقتراب مشتبه بهم". وأضافت "عدد من المشتبه بهم... شكلوا خطرا وشيكا" تم اعتقالهم.
وبث تلفزيون المنار اللبناني التابع لحزب الله لقطات من عدة مواقع في الجنوب لسكان يتحركون صوب قراهم في تحد للأمر الإسرائيلي ورفع بعضهم راية حزب الله وصورا لمقاتلين في الجماعة لقوا حتفهم في الحرب.
واتهم متحدث باسم الجيش الإسرائيلي على إكس، موجها حديثه إلى سكان جنوب لبنان، حزب الله بمحاولة تأجيج الموقف وقال إن الجيش الإسرائيلي سيبلغهم "في القريب العاجل" بالمناطق التي يمكنهم العودة إليها.
ويعول حزب الله، الذي تلقى ضربات قوية أضعفته خلال الحرب مع إسرائيل، على الدولة اللبنانية لضمان الانسحاب الإسرائيلي ووصف عدم تنفيذ ذلك في موعده بأنه انتهاك لاتفاق وقف إطلاق النار.
وقال حسن فضل الله النائب عن حزب الله "لبنان التزم بالاتفاق واسرائيل انقلبت عليه بغطاء أمريكي، لبنان ملتزم بالقرار 1701 ونريد له أن يطبق من الطرفين".
وقال البيت الأبيض يوم الجمعة إن تمديد وقف إطلاق النار في لبنان ضروري بشكل عاجل.
* دعوة للثقة في الجيش
قال فضل الله لرويترز "ما يجري في القرى الحدودية هو تحرير بقوة الناس وشعبنا لا يكسر أمام الجيش الاسرائيلي. واليوم تطبق معادلة الجيش والشعب والمقاومة على الأرض. وسنخرج الاحتلال من أرضنا مهما كانت التضحيات".
وتابع قائلا "نحن أهل الأرض وأصحابها والشعب سيفرض إرادته على أرضه، نحن نريد من الدولة أن تقوم بدورها كاملا والجيش ينتشر في القرى التي يدخلها أهلها ونتعاون معه لتسهيل مهمته".
وذكرت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت ورئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام أرولدو لاثارو في بيان مشترك اليوم الأحد أن الظروف "ليست مهيأة بعد" لعودة اللبنانيين بأمان إلى الجنوب.
وقالا إن الجداول الزمنية المحددة بموجب اتفاق وقف إطلاق النار لم يتم الوفاء بها، وحثا إسرائيل ولبنان على الامتثال للاتفاق.
وحدد الاتفاق جدولا زمنيا مدته 60 يوما للتنفيذ.
ودعا الرئيس اللبناني جوزاف عون سكان الجنوب للتحلي بضبط النفس والثقة في الجيش.
وقال في بيان "سيادة لبنان ووحدة أراضيه غير قابلة للمساومة، وأنا أتابع هذه القضية على أعلى المستويات لضمان حقوقكم وكرامتكم".
ولم تذكر إسرائيل المدة التي ستبقى فيها قواتها في الجنوب، حيث يقول الجيش الإسرائيلي إنه يصادر أسلحة جماعة حزب الله ويدمر بنيتها التحتية.
وقالت إسرائيل إن هدف حملتها العسكرية على حزب الله هو تمكين عودة عشرات الآلاف من الإسرائيليين إلى شمال إسرائيل بعد أن أجبرتهم صواريخ حزب الله على مغادرة المنطقة.
وبدأ حزب الله هجمات على إسرائيل دعما لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في بداية الحرب في قطاع غزة في الثامن من أكتوبر تشرين الأول 2023.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی وقف إطلاق النار الیوم الأحد جنوب لبنان حزب الله
إقرأ أيضاً:
عون يرد على اتهامات واشنطن: لبنان أنجز مهامه رغم خروقات إسرائيل
بيروت – رفض الرئيس اللبناني جوزاف عون، مساء الاثنين، الاتهامات الأمريكية التي تتهم الجيش اللبناني بالتقاعس عن أداء مهامه في جنوب نهر الليطاني، مؤكدًا أن هذه الادعاءات “لا أساس لها من الصحة”.
جاء ذلك خلال لقائه الموفد الرئاسي الفرنسي الوزير السابق جان إيف لودريان في قصر الرئاسة ببيروت، وفقًا لبيان صادر عن الرئاسة اللبنانية.
وتأتي هذه التصريحات ردًا على اعتراضات سابقة من أعضاء بمجلس الشيوخ الأمريكي، بينهم السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، على بيان أصدره الجيش اللبناني وصف فيه إسرائيل بـ”العدو”، وتندد قوات إسرائيلية بإطلاق النار على عناصر من قوة الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل).
وكتب غراهام في منشور على “إكس” أن قائد الجيش اللبناني، بسبب وصفه إسرائيل بالعدو وجهوده الضعيفة أو شبه المعدومة لنزع سلاح حزب الله، يشكل “انتكاسة كبيرة للجهود الرامية إلى دفع لبنان إلى الأمام”، وأضاف أن ذلك يجعل من الجيش “استثمارًا غير مجدٍ للولايات المتحدة”.
وردًا على ذلك، قال عون إن الجيش اللبناني منذ نشره قبل عام في جنوب نهر الليطاني “نفذ مهمته كاملة في كل المناطق التي تواجد فيها، وفقد 12 شهيدًا أثناء تأديته لمهامه وفق ما حددته قيادة الجيش”.
وأشار إلى أن ذلك “أكدته قيادة القوات الدولية العاملة في الجنوب (يونيفيل)، وشهد ذلك كل من زار الجنوب مؤخرًا، ومنهم سفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن”.
وأضاف أن الجيش في “جهوزية تامة للتعاون مع لجنة الميكانيزم التي نوه رئيسها بفعالية الجيش وقيامهم بواجبهم كاملًا”.
وأوضح أن القول بأن الجيش “لا ينفذ مهمته كما يجب” هو “ادعاء غير صحيح ورفض جملة وتفصيلاً”.
وتأسست لجنة “الميكانيزم” بموجب وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة الفصائل اللبنانية، وتقوم بمراقبة تنفيذ الاتفاق، وتضم لبنان وفرنسا وإسرائيل والولايات المتحدة وقوة يونيفيل.
وأكد عون أن الاجتماع المقبل للجنة المقرر في 19 ديسمبر الجاري “سيبحث النقاط المطروحة وفق الأولويات المحددة”.
وشدد على أن “القوات الإسرائيلية تواصل تدمير المنازل والممتلكات، ولا تتيح المجال للجيش واليونيفيل ولجنة الميكانيزم للتأكد من خلوها من العناصر المسلحة”.
وفيما يتعلق بمرحلة ما بعد انسحاب قوة اليونيفيل نهاية عام 2026، أوضح عون للموفد الفرنسي أن لبنان يرحب برغبة دول الاتحاد الأوروبي في “استمرار مساهمتها في حفظ الأمن على الحدود، بالتعاون مع الجيش اللبناني”، بعد وضع الأطر القانونية المناسبة لذلك.
يُذكر أن اتفاق وقف إطلاق النار أنهى عدوانًا إسرائيليًا على لبنان في أكتوبر 2023، ثم تحوّل إلى حرب شاملة في سبتمبر 2024، خلفت أكثر من 4 آلاف قتيل ونحو 17 ألف جريح.
ومنذ سريان الاتفاق، ارتكبت إسرائيل آلاف الخروقات أدت إلى مقتل وإصابة مئات اللبنانيين، إضافة إلى دمار مادي واسع.
ولا تزال إسرائيل تتحدى الاتفاق بمواصلة احتلالها خمس تلال لبنانية في الجنوب سيطرت عليها خلال الحرب الأخيرة، إلى جانب مناطق أخرى تحتلها منذ عقود.
الأناضول