الأسبوع:
2025-12-07@09:25:06 GMT

"أخلاقنا".. التى كانت

تاريخ النشر: 26th, January 2025 GMT

'أخلاقنا'.. التى كانت

هل أصبح العنف هو الطريق الوحيد للتعبير عن مشاعرنا، وعن ردود أفعالنا تجاه مواقف قد تكون غاضبة؟.. سؤال طرح نفسه بكثرة خلال الآونة الأخيرة، خاصة مع تكرار حوادث العنف، وآخرها الواقعة التى كان أطرافها طالبات إحدى المدارس الدولية، ومع تكرار السلوكيات التى أصبحت تفتقر لأدني حدود الأخلاقيات والتى نلمسها عن قرب سواء فى المحيط العام أو الخاص، نتساءل ونكرر.

. وماذا بعد؟

طاقة العنف والمشاعر السلبية عادة ما تحركها نوازع داخلية، نمت عبر سنوات العمر، لتخرج فى مواقف معينة معلنة عن نفسها بلا ضوابط ولا حدود، طالبات المدرسة الدولية تربين فى بيئة ومستوى اجتماعي مرتفع بالتأكيد، والدليل على ذلك الرقم الذى يدفع لمثل هذه المدارس تحت بند المصروفات والذى يقترب أو يزيد عن المائتى ألف جنيه، واختار أولياء أمورهم هذه المدارس بالذات لوضع أبنائهم فى مستوى تعليمي واجتماعي يضمن لهم فرص عمل أفضل عند التخرج.

هل التدليل الزائد أو التعالي والغطرسة هو السبب فى هذا العنف؟ بالتأكيد فإن الأسباب متعددة ولا يمكن حصرها فى أسباب تتعلق بطبقة اجتماعية أو فئة معينة، ولكنها قضية تتعلق بالمجتمع ككل، الذى تبدلت أحواله، وتغيرت أخلاقياته بشكل لافت للنظر، ويؤشر أن الخلل أصاب قطاعًا لا يستهان به من شرائح المجتمع المختلفة، فعندما تلاحظ عدم إكتراث شباب وفتيات جالسين على المقاعد فى عربات المترو والمواصلات العامة، وحتى المخصصة لكبار السن، وتجاهل الكبار من السيدات والرجال، وعندما تشاهد فى مواقف الميكروباص الشباب والرجال يتدافعون للركوب أولا غير مكترثين بوجود نساء أو فتيات يرغبن فى الركوب بل ويدفعوهن دفعًا لإفساح الطريق إلى المقاعد، وعندما تجد الألفاظ النابية وقد سيطرت على لغة الحوار بين الكثيرين، ولا يقتصر الأمر على الشباب، ولكن على الرجال والسيدات أيضًا، كل ذلك يذكرنا بأخلاقيات "زمان" التى كانت تتسم بالرقي والذوق فى المعاملة فى مقابل هذا الانحدار الأخلاقي.

الأسلحة البيضاء التى يستلها الطالب من جيبه، ويهجم بها على زميله، أو حتى على المدرس، والحوادث التى تواردت فى هذا الشأن على الرغم من وجود لائحة للسلوك الأخلاقي، وحالة السيولة الأخلاقية داخل مدارس لم تكن يعرف طلابها فى زمان مضى سوى تبجيل المعلم واحترام الصغير والكبير، لدرجة أن الطالب كان يتوارى إذا شاهد معلمه فى الشارع، كل ذلك يحتاج منا لوقفة جادة تبدأ من الأسرة أولاً التى يجب أن تنتبه لتلك الانحرافات الأخلاقية وتضع حدًّا لها.

وتلك الفتاة التى تربص لها زميلها فى الجامعة والذى رفضت الارتباط به، عند أسوار الحرم الجامعى، وذبحها بسكين فسقطت فى الحال وسط ذهول زميلاتها، وكل من تواجد فى موقع الحادث، ذلك الحادث الذى هز المجتمع قبل سنوات، وغيره من حوادث كان القتل فيها هو الحل الأسهل من وجهة نظر الجاني.

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

أحلام

من بين ثمار الإبداع المتناثرة هنا وهناك، تطفو على السطح قطوف دانية، تخلق بنضجها متعة تستحق التأمل، والثناء، بل تستحق أن نشير إليها بأطراف البنان قائلين: ها هنا يوجد إبداع..
هكذا تصبح "قطوف"، نافذة أكثر اتساعًا على إبداعات الشباب في مختلف ضروبها؛ قصة، شعر، خواطر، ترجمات، وغيرها، آملين أن نضع عبرها هذا الإبداع بين أيدي القراء، علّه يحصل على بعض حقه في الظهور والتحقق.

"سمية عبدالمنعم"



وفى يوم كبقية الأيام، استيقظت أحلام من سبات عميق على شعاع الشمس الذى اقتحم سكينتها عبر النافذة الزجاجية واستقر على وجنتيها. وما لبثت أن فتحت عينيها حتى أصابها الذعر، ازدادت حدقا عينيها اتساعا وظلتا تجوبان المكان.
وتساءلت أحلام:
ما هذا المكان؟ هذا ليس بيتى وليست تلك شرفتى، أين مكتبي وخزانة ملابسى؟ 
ما هذا الجلباب الذى أرتديه؟ 
من ألبسنى إياه؟
أين أنا؟ هل ما زلت نائمة ويراودنى حُلم لا يلبث أن ينتهى؟
شردت أحلام لدقائق لا تعلم مدتها حتى استفاقت على شاب وسيم يدفع باب الحجرة فى عجلة مخاطبا إياها:  (ماما أنا نازل عايزة حاجة؟)
كادت أحلام أن يُغشي عليها ... ماما؟
أنا؟
كيف ينادينى بماما وأنا فى مثل عمره؟
حاولت النهوض وبالكاد استطاعت ساقاها أن تحملاها استرعى انتباهها ذلك البرواز المثبت على الجدار فى الجهة المقابلة للسرير، فهرولت إليه وتسمرت فى مكانها عندما وجدت نفسها فى الصورة ترتدى ثوب زفاف وبجوارها شخص لا تعرفه. تحشرجت الكلمات فى حلقها وهرعت تتجول فى ردهة طويلة كطول الجاثوم الذى أطبق عليها، آملة أن تجد لها مخرجا منه، وفجأة مرت بجوارها فتاة يافعة ارتطمت بكتف أحلام المذهولة من شدة اندفاعها، وخاطبتها قائلة:
(ماما أنا اتأخرت هرجع وآخدك للدكتور شكلك مش عاجبنى).
كادت أحلام أن تسقط أرضا لولا أنها ارتطمت بكرسي فهوت عليه تتساءل:
أين أنا؟ من هؤلاء؟
أين أبى وأمى؟ أين إخوتى ورفقتى؟
أين عمرى؟
ظلت تتساءل لدقائق مرت ثقيلة ولا مجيب 
وتاهت فى نوبة سبات جديدة 
هنالك سمعت صوتا خفيضا لا تعلم مصدره يناديها قائلا :
هيهات يا أحلام 
فقد ضاع العمر  وغدا أحلامًا.

مقالات مشابهة

  • للزمالك.. رب يحميه!
  • أحمد سيد  : أزمة ثقة.. عقدة تعرقل انطلاق برنامج الطروحات بالبورصة
  • جلسة صلح تنهي خصومة ثأرية استمرت سنوات في بنى سويف
  • حمدي رزق يوجه رسالة عاجلة لوزير التربية والتعليم بشأن تأمين المدارس
  • أحلام
  • إعادة تدوير الماضى
  • الإخوان من واشنطن إلى السودان
  • الميكروباص والتوكتوك والموتوسيكلات تقتل الطب والأطباء
  • أحمديات: عندما يخرج العنف عن السيطرة
  • وعظ الغربية يعزّز القيم السلوكية بمدرسة كفر جعفر بنات ضمن مبادرة أخلاقنا حياتنا