موجةٌ من حوادث العنف المتكررة (خاصة بين الشباب وصغار السن وطلبة المدارس) تغزو جنبات مواقع الأخبار ومنتديات التواصل، وتنذر بما لا تُحمد عقباه إنْ لم ننتبه لهذا التطور السلوكي الفج الذي يهدد السلامَ الاجتماعيَّ في بلادنا الطيبة. لماذا كل هذا العنف؟ وكيف تحوَّل مجتمعُنا المصريُّ إلى متفرج يكتفي بالمشاهدة أو تصوير هذه المشاجرات والأحداث العنيفة دون أن يتدخل لمنعها؟!! لم يذكرِ التاريخ يومًا أننا كنا هكذا، فلماذا كلُّ تلك القسوة والحِدة التي تصل أحيانًا إلى سفك الدماء وترويع الآمنين دون أدنى تفكير أو تردد؟ هل أصابع الاتهام تشير إلى المواد المخدرة التي يتعاطاها البعض فتُذهب عقلَه وتحوِّله إلى مسخ لا يشعر، أم هو انخفاض المخزون الديني والفكري في عقول وقلوب الصغار وفقدان الوازع الأخلاقي الذي يهذب الروح ويحجِّم العنف لديهم؟ لماذا تراجعنا وأُصبنا بقسوة المشاعر ورُبَّما تبلُّدها رغم التقدم التكنولوچي الذي يُفترض فيه ومعه أن يطوِّرَ العقولَ ويهذبَ الأخلاقَ ويدفعهما نحو الأفضل؟ هل ماتتِ القلوب، أم أنها بالفعل -كما يقول البعضُ- مجرد حالات فردية تمَّ تسليطُ الضوءِ عليها بشدة لننخدعَ ونصدقَ أنها ظاهرة عامة فنسقط من داخلنا تحت تأثير كاذب للميديا اللعينة؟ أسئلةٌ حائرةٌ تحتاج إلى إجابات من المختصين في دروب علوم الاجتماع والجريمة ورجال الفكر والدين.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: لماذا کل
إقرأ أيضاً:
"الفن يفضح العنف الزوجي: «فات الميعاد» ينضم لقائمة درامية جريئة تصرخ بلسان النساء"
اتجهت الدراما العربية مؤخرًا إلى تسليط الضوء على واحدة من أخطر القضايا المسكوت عنها داخل البيوت، وهي العنف الزوجي، في محاولة لفضح القهر الذي تتعرض له بعض النساء خلف الأبواب المغلقة، وتقديمه على الشاشة بصراحة غير مسبوقة.
أحدث هذه الأعمال كان مسلسل «فات الميعاد»، الذي أثار تفاعلًا كبيرًا بعد عرضه، حيث تناول حياة امرأة تتعرض للتهديد والتعنيف النفسي والجسدي من زوجها، في حبكة مشوقة تجمع بين المعاناة والتمرد.
قدّم المسلسل نموذجًا حيًا لمعاناة كثير من النساء اللاتي يُجبرن على الصمت خوفًا من المجتمع أو تشتت الأسرة.
ويُعد هذا المسلسل امتدادًا لسلسلة من الأعمال الفنية التي ناقشت هذه القضية بعمق، ومن بينها:
«إلا أنا – حكاية دون ضمان»
من أبرز الحكايات التي عرضت ضمن سلسلة «إلا أنا»، وتناولت قصة فتاة تتزوج عن حب لتكتشف وجهًا آخر لزوجها بعد الزواج، حيث تتعرض للضرب والإهانة، لتدخل في صراع نفسي وجسدي يحرك تعاطف المشاهدين بقوة.
«ليه لأ؟» – الجزء الثاني
تناول المسلسل قصة امرأة مطلقة تحاول بناء حياة جديدة بعيدًا عن زواج سابق كان مليئًا بالتحكم والسيطرة، وطرح فكرة حق المرأة في الطلاق والاستقلال كخطوة شجاعة للهروب من علاقة مؤذية.
«لعبة نيوتن»
أحد أبرز المسلسلات التي ناقشت العنف النفسي بشكل غير مباشر، من خلال شخصية "هنا" التي تعاني من تحكم زوجها وتخبطها بين الرغبة في التمرد والخوف من الانفصال، في معالجة نفسية عميقة للعلاقات السامة.
«ستهم»
رغم أن تركيز المسلسل الأساسي كان على تمكين المرأة، إلا أن بعض مشاهد العمل أظهرت بوضوح نماذج من القهر الأسري والعنف الذي قد تتعرض له المرأة في محيطها العائلي والزواجي.
«ضرب نار»
تناول المسلسل جانبًا من العنف اللفظي والنفسي داخل العلاقات، وسط أجواء اجتماعية شعبية تسلط الضوء على نظرة المجتمع الدونية للمرأة التي ترفض الإهانة أو تحاول المطالبة بحقها.
تؤكد هذه الأعمال أن الدراما لم تعد تكتفي برواية القصص العاطفية أو الاجتماعية فقط، بل أصبحت مرآة لقضايا حقيقية تعاني منها النساء في الواقع، محاولة دق ناقوس الخطر، وتحفيز الحديث المجتمعي عن حق المرأة في الحياة الكريمة والأمان داخل الزواج.
والسؤال المطروح: هل تستطيع هذه الأعمال تحريك المياه الراكدة؟ وهل تتحول قصص الشاشة إلى دعم فعلي وتشريعات حقيقية تحمي النساء من العنف؟
الأمل معقود على استمرار الفن في أداء هذا الدور بجرأة وصدق.