عربي21:
2025-07-31@03:42:21 GMT

الجماهير من غزة إلى رام الله

تاريخ النشر: 27th, January 2025 GMT

قد يستغرب البعض أشدّ الاستغراب، إذا قرأ أن الاستقبال الشعبي لإطلاق الأسرى، الذي شهدته رام الله يشكّل، بدوره، انتصاراً آخر للمقاومة. وذلك حين اندفعت الآلاف، وربما عشرات الآلاف من الجماهير للاحتفال الحار، بالأسرى الأبطال المحرّرين الذين أطلقوا في 25/5/2025، وبتحدّ صارخ لتهديدات الاحتلال، كما لسلطة رام الله.



وهو تكرار، أو امتداد، للاستغراب مما تحمله هذه الحشود الشعبية التي ملأت، أيضاً، شوارع قطاع غزة، من مغزى، وهي تحتفل بالاتفاق الذي أوقف إطلاق النار، يوم الأحد في 19/1/2025، كما تكرار المشهد، يوم تسليم الأسيرات الثلاث، وبعدهما الأسيرات الأربع في 25/1/2025، في غزة.

وهذا كله يحدث، بعد خمسة عشر شهراً، من حرب بريّة حامية الوطيس، وحرب إبادية وتدميرية، خرجت على قوانين الحرب، وعلى الأخلاق والقِيَم الإنسانية كافة.

كما يحدث في مخيم جنين والضفة الغربية، عموماً، إذ يخوضان مقاومة، لصدّ هجمات عسكرية صهيونية، اندلعت لتكمل ما ارتكبه الكيان الصهيوني، من جرائم وحشية في قطاع غزة.

إن هذه الحشود تثبت استراتيجية المقاومة، وتصفع المتخاذلين. 

إن الصمود في السجون لعشرات السنين، وبمعاملة غاية في الوحشية، آخر سنتين، والصمود الشعبي في قطاع غزة في احتمال إبادة بشرية، وتدمير للعمران، قد حظيا بإجماع، على أنهما فاقا احتمال البشر. وسجلا أسطورة في البطولة الإنسانية، تتصدّر ما عُرِف من بطولات في التاريخ الإنساني.فالدافع إلى الاستغراب، ينجم عن عدم توقع أن تتحدّى الجماهير، بهذه الحماسة في استقبال أسرى مقاومين، أمضوا سنوات في السجون وتحت التعذيب، وبلغ بعضها العشرينات والثلاثينات سنة سجناً.

أما الدافع الآخر، فقد جاء ليؤكد على الاحتفاء بالنصر، الذي ترجمه اتفاق الأحد في 19/1/2025، في خاتمة حرب العدوان على قطاع غزة، بعد خمسة عشر شهراً.  

واكتملت الصورة التي رسمتها الجماهير في قطاع غزة، بهز البنادق التي بدت للناظرين، غابة من البنادق، في الآن نفسه.

إن الصمود في السجون لعشرات السنين، وبمعاملة غاية في الوحشية، آخر سنتين، والصمود الشعبي في قطاع غزة في احتمال إبادة بشرية، وتدمير للعمران، قد حظيا بإجماع، على أنهما فاقا احتمال البشر. وسجلا أسطورة في البطولة الإنسانية، تتصدّر ما عُرِف من بطولات في التاريخ الإنساني.

وقد ترافقت هذه البطولات، مع البطولات القتالية الأسطورية، التي اجتمعت فيها الشجاعة، مع الذكاء الخارق في الحرب البريّة، التي تواصلت خمسة عشر شهراً.

على أن ما عبّر عنه خروج الجماهير، احتفاءً بالنصر، الذي عكسته اتفاقية وقف إطلاق النار، جاءت لتؤكد دعم الشعب للمقاومة، واستمساكه بتحدّي العدوان والمجازر.

وهو أمرٌ يجب أن يُسجّل، كإنجاز سياسي وعسكري ومبدئي، إلى جانب إنجاز عملية طوفان الأقصى نفسها، وإلى جانب الإنجاز العسكري المنجز قتالياً، في الحرب البريّة، وأخيراً وليس آخراً، إلى جانب إنجاز فرض الاتفاق، الذي أعلن هزيمة العدوان، وأذلّ نتنياهو.

إن هذا النهج في قراءة، ما عبّرت عنه الجماهير في قطاع غزة، ابتداءً، الاحتفال بوقف إطلاق النار، وانتهاءً، باستقبال الأسرى في غزة، يجب أن تُقرأ من خلاله، أيضاً، ما عبّرت عنه جماهير رام الله في استقبال الأسرى في 25/1/2025. وهي حشود لم تعرف رام الله مثلها طوال تاريخها.

لقد فرضت الجماهير، بآلافها وعشرات آلافها، في رام الله، وفي مختلف المدن والقرى والمخيمات في الضفة الغربية، إرادة وموقفاً سياسياً ومبدئياً، عبّر عن موقف كل الشعب الفلسطيني، في تبني استراتيجية المقاومة. وفي التمسّك بتحرير فلسطين كل فلسطين، من النهر إلى البحر، ومن أم الرشراش إلى رأس الناقورة.

ومن ثم الإصرار المستقبلي على مواصلة طريق التحرير، مهما غلا الثمن الذي يتطلبه، هذا التحرير من تضحيات. ومهما بلغت وحشية جيش العدو الصهيوني، في القتل والتدمير.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الاحتلال الفلسطيني اسرى احتلال فلسطين افراج احتفالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی قطاع غزة رام الله

إقرأ أيضاً:

ما المساعدات التي دخلت قطاع غزة؟ ومن المستفيد منها؟

غزة- أعلن الجيش الإسرائيلي، أول أمس السبت، أنه بدأ بتوجيهات من المستوى السياسي سلسلة عمليات لتحسين الاستجابة الإنسانية في قطاع غزة، بإسقاط المساعدات من الجو وتحديد ممرات إنسانية يسمح عبرها لقوافل الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بالتحرك الآمن بغرض إدخال المواد الغذائية والأدوية.

ويأتي الإعلان الإسرائيلي مع اشتداد التجويع الذي يعصف بأكثر من مليوني فلسطيني في غزة بعد مرور 5 أشهر على إغلاق إسرائيل المحكم لمعابر القطاع، ومنع دخول إمدادات الغذاء والدواء.

وتجيب الأسئلة التالية على تفاصيل التجويع التي يعيشها سكان غزة، وآليات إدخال المساعدات التي فرضتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، وكميات المواد الغذائية التي يحتاجها القطاع يوميا.

كيف تعمقت المجاعة في قطاع غزة؟

منذ 2 مارس/آذار الماضي، أغلق الاحتلال الإسرائيلي جميع معابر قطاع غزة منقلبا بذلك على اتفاق التهدئة الموقع في 18 يناير/كانون الثاني، والذي نص على إدخال 600 شاحنة مساعدات و50 شاحنة وقود يوميا إلى قطاع غزة.

ومنذ ذلك الحين، اعتمد سكان القطاع على المواد الغذائية التي كانت لديهم، والتي بدأت تنفد تدريجيا من الأسواق، حتى انتشر التجويع بين السكان وظهرت عليهم علامات وأمراض سوء التغذية سيما مع نقص المواد الأساسية من مشتقات الحليب واللحوم والدواجن والخضراوات، كما طال المنع الأدوية ومستلزمات النظافة الشخصية.

وأدى التجويع إلى وفاة 133 فلسطينيا، بينهم 87 طفلا، حسب آخر إحصائية صادرة عن وزارة الصحة في قطاع غزة، بعدما منع الاحتلال منذ ذلك الوقت -وحتى الآن- إدخال أكثر من 80 ألف شاحنة مساعدات ووقود.

كيف عادت المساعدات إلى غزة؟

في 27 مايو/أيار الماضي، أعلن الجيش الإسرائيلي اعتماد آلية جديدة لتوزيع المساعدات تعتمد على "مؤسسة غزة الإنسانية" الممولة أميركيا ويديرها ضباط خدموا في الجيش الأميركي، وافتتحت نقطة توزيع في المناطق الغربية لـرفح التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي، ومن ثم أقيمت نقطة أخرى في ذات المدينة، وبعدها نقطة ثالثة في محور نتساريم وسط قطاع غزة الخاضع لسيطرة جيش الاحتلال أيضا.

إعلان

وأبقت المساعدات الأميركية سكان غزة في دوامة المجاعة، ولم تحدث تغييرا على واقعهم المعيشي الصعب لعدة أسباب:

تقام نقاط التوزيع في مناطق خطيرة "مصنفة حمراء" ويسيطر عليها الجيش الإسرائيلي. لا يوجد آلية معتمدة بتوزيع المساعدات، ويغيب أي قاعدة بيانات للقائمين عليها، وتترك المجال للجوعى للتدافع والحصول على ما يمكنهم، دون عدالة في التوزيع. يضع القائمون على هذه المراكز كميات محدودة جدا من المساعدات لا تكفي لمئات الأسر الفلسطينية، وتبقي معظم سكان القطاع بدون طعام. ساهمت مراكز التوزيع الأميركية بنشر الفوضى وتشكيل عصابات للسطو عليها ومنع وصول المواطنين إليها.  يتعمد الجيش الإسرائيلي إطلاق النار على الذين اضطروا بسبب الجوع للوصول إلى هذه المراكز، مما أدى لاستشهاد أكثر من 1100 فلسطيني من منتظري المساعدات، وأصيب 7207 آخرون، وفقد 45 شخصا منذ إنشائها، حسب وزارة الصحة بغزة. أغلقت المؤسسة الأميركية نقطتي توزيع خلال الأيام الماضية، وأبقت على واحدة فقط غربي رفح، مما فاقم أزمة الجوع.

وفي 28 مايو/أيار الماضي، أعلن جيش الاحتلال أنه سيسمح بإدخال المساعدات إلى غزة عبر المعابر البرية التي يسيطر عليها، وذلك عقب الاتفاق بين أميركا وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) القاضي بإطلاق سراح الجندي مزدوج الجنسية عيدان ألكسندر مقابل السماح بتدفق المساعدات للقطاع.

ومنذ ذلك الحين، لم يلتزم جيش الاحتلال بالاتفاق، وسمح بمرور غير منتظم وبعدد شاحنات محدود جدا عبر معبر كرم أبو سالم جنوب شرق قطاع غزة، ومنفذ زيكيم شمال غرب القطاع، ومحور نتساريم وسط غزة، لكن الاحتلال:

يرفض وصول المساعدات إلى المخازن، ويمنع توزيعها عبر المؤسسات الدولية. يستهدف عناصر تأمين المساعدات بشكل مباشر، مما أدى لاستشهاد 777 شخصا، واستهداف 121 قافلة مساعدات منذ بداية الحرب. يريد البقاء على حالة الفوضى واعتماد المواطنين على أنفسهم في التدافع للحصول على القليل من الطعام، وفي معظم الأحيان يفشلون في ذلك. يستدرج المواطنين لمصايد الموت، ويطلق النار عليهم. جيش الاحتلال اعتمد خطة إسقاط المساعدات على أهل غزة (الفرنسية) ما الجديد الذي طرأ على إدخال المساعدات؟

بعد ارتفاع الأصوات المنادية بضرورة وقف تجويع سكان قطاع غزة والضغط الذي مارسته المؤسسات الدولية، والتحرك الشعبي سواء العربي أو الأوروبي الرافض لمنع دخول المواد الغذائية، أعلن الجيش الإسرائيلي، أول أمس السبت، السماح بإدخال المساعدات بما فيها تلك العالقة على الجهة المصرية من معبر رفح والسماح بمرورها عبر معبر كرم أبو سالم.

ورغم أن الاحتلال حاول إظهار أنه سمح لتدفق المساعدات بكميات كبيرة، إلا أن قراره جاء لامتصاص الغضب المتصاعد، وذلك ما تؤكده الكميات المحدودة جدا التي سمح بإدخالها إلى قطاع غزة، أمس، واقتصرت على 73 شاحنة فقط دخلت من معبر كرم أبو سالم جنوب قطاع غزة، ومنفذ زيكيم شماله، و3 عمليات إنزال جوي فقط بما يعادل أقل من حمولة شاحنتين.

من يستفيد من المساعدات الواردة لغزة؟

مع رفض الاحتلال الإسرائيلي عمليات تأمين وصول المساعدات إلى مخازن المؤسسات الدولية العاملة في قطاع غزة، وتعمده إظهار مشاهد الفوضى بين الفلسطينيين، يتجمع مئات الآلاف من المواطنين يوميا أمام المنافذ البرية التي تدخل منها المساعدات، وكذلك مراكز التوزيع الأميركية رغم خطورة ذلك على حياتهم، ويتدافعون بقوة على أمل الحصول على أي من المساعدات الواردة، ويضطرون لقطع مسافات طويلة مشيا على الأقدام في سبيل ذلك.

إعلان

وأفرزت هذه الحالة التي يعززها الاحتلال الإسرائيلي ظهور عصابات للسطو على المساعدات وبيعها في الأسواق بأسعار مرتفعة.

الجيش الإسرائيلي سيسمح بإدخال المساعدات العالقة بالجانب المصري (الفرنسية) ما كمية ونوعية المساعدات التي يحتاجها قطاع غزة لتجاوز المجاعة؟

تُقدر الجهات المختصة حاجة قطاع غزة من المساعدات بـ600 شاحنة يوميا، و500 ألف كيس طحين أسبوعيا، و250 ألف علبة حليب شهريا للأطفال لإنقاذ حياة 100 ألف رضيع دون العامين، بينهم 40 ألفا تقل أعمارهم عن عام واحد، مع ضرورة السماح بتأمينها ووصولها للمؤسسات الدولية بهدف توزيعها بعدالة على سكان القطاع، والسماح بإدخال البضائع للقطاع الخاص التي توفر جميع المواد والسلع التي يحتاجها الفلسطينيون يوميا.

مقالات مشابهة

  • القائم بأعمال سفارة جمهورية أذربيجان بدمشق لـ سانا: القمة التي جمعت السيدين الرئيسين أحمد الشرع وإلهام علييف في العاصمة باكو في الـ 12 من تموز الجاري خلال الزيارة الرسمية للرئيس الشرع إلى أذربيجان، أثمرت عن هذا الحدث التاريخي الذي سيسهم في تعزيز التعاون ا
  • وزيرة التضامن تكشف حجم المساعدات التي قدمتها مصر لـ غزة خلال 4 أيام
  • الجماز: الرئيس الجديد للهلال لن يكون له الصلاحيات التي كان يتمتع بها من سبقه
  • بالصور: عبد الله وعنتر العجلة: من تجارة الأقمشة إلى بيع الخشب في غزة
  • بعد زلزال روسيا والتسونامي الذي ضرب عدداً من البلدان... هذا ما كشفه خبير جيولوجي عن لبنان
  • أحمد ربيع: اللعب للزمالك كان حلمًا.. وسأقاتل لإسعاد الجماهير
  • الحمد لله الذي جعلنا يمنيين
  • فضيحة مدوية.. شاهد ما الذي كانت تحمله شاحنات المساعدات الإماراتية التي دخلت غزة (فيديو+تفاصيل)
  • ما المساعدات التي دخلت قطاع غزة؟ ومن المستفيد منها؟
  • الأوقات التي تُكرَه فيها الصلاة؟.. الإفتاء توضح