٢٦ سبتمبر نت:
2025-12-11@15:49:48 GMT

وساطة عمانية.. ومصاعب الإنجاز

تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT

وساطة عمانية.. ومصاعب الإنجاز

لكن يبقى الأمل في إحداث متغير إيجابي في هذه المفاوضات ولاسيما ان الملف الانساني هو الاساس وله الأولوية .. ومن المعلوم ان التفاؤل بدأ يتسع بشان النجاح وتحقيق تقدم ملموس في المفاوضات من اجل ترسيخ قيم السلام والأمن والاستقرار التي تحتاجه المنطقة بعد هذه السنوات التسع العجاف التي أكلت الأخضر واليابس ولم يعد يحتملها أحد .

. وضاقت منها كل الفئات المجتمعية في المنطقة وتحديداً في اليمن في ظل انعدام الامن الغذائي واتساع رقعة الجوع والمخاوف من استمرار انسداد الأفق السياسي الذي يضع تحديات عديدة امام المشهد السياسي العام في اليمن كما يؤكد  مراقبون ومهتمون .. ومعلوم ان المبعوث الامريكي إلى اليمن " تيموتي ليندركينغ " كان قد سبق زيارة الوفد العماني لصنعاء بلقاء جمعه بوكيل وزارة الخارجية العماني خليفة الحارثي يوم الخميس 18 أغسطس الجاري في سعي كما يقال إلى ايجاد حل سياسي شامل في اليمن .. ومن المهم ان ندرك أن هذا الاندفاع الامريكي يقف خلفه الرغبة الغربية في تأمين خطوط نقل الطاقة وإنتاجها جراء استمرار الحرب الروسية الاوكرانية والتذمر الكبير الذي تبديه أوروبا التي ترى ان واشنطن قد ورطتها في الدعم المكشوف لا وكرانيا في مواجهة  روسيا.. ومن المهم ان نكون ملمين بما تريده قيادة صنعاء من ايجاد حلول ناجعة وسليمة , ولاسيما الاصرار الغربي على أن يكون النقاش والتفاوض حول قضايا جرى بحثها وتم البت فيها مثل : صرف المرتبات .. وبهذا الشأن يقول عبد الملك العجري عضو وفد قيادة صنعاء المفاوض الذي قال : ليس من المعقول ان يتم التفاوض والمساومة قضايا مثل المرتبات والملف الانساني وتتحول هذه القضايا إلى مارثون مضنٍ ؟!

ووجه اتهامه بصورة مباشرة إلى تحالف العدوان الذي وصف موقفه بالمتعنت ؟!  من جانبها أمريكا تؤكد اهتماماً متزايداً بما يجري في اليمن فالدبلوماسية الامريكية تدفع إلى تعيين نائب للمبعوث الاممي إلى اليمن بدلاً عن معين شريم اذ تسعى الى تعيين ستيفياني ويليامز نائب للمبعوث الاممي إلى اليمن, وهذه السيدة ستيفياني دبلوماسية امريكية عملت لأكثر من عشرين عاماً في بعثات دبلوماسية امريكية في المنطقة العربية ..

ومما يحفز في واقع المفاوضات ذلك التفاؤل ورغبة في التوقيع على اتفاق مع السعودية وهذا ما صرح به عضو الوفد المفاوض عن قيادة صنعاء علي ناصر قرشة الذي قال انه توجه من صعدة إلى صنعاء لاستقبال الوفد العماني ظهر يوم 17 اغسطس الجاري لاستئناف المفاوضات التي كانت قد توقفت منذ شهر ونصف وقال على الرغم ان انصار الله مستعدون لتوقيع اتفاق مع السعودية سواء في صنعاء أو في الرياض .. ويبدو أن الرياض قد انهكت جراء هذه الحرب العدوانية الطويلة وهذا ما دفع مندوبها الدائم في الامم المتحدة السفير عبد العزيز الواصل خلال جلست مجلس الأمن الدولي الأربعاء 17 اغسطس الجاري إلى التأكيد على المبادرة الاستراتيجية لا نها الحرب في اليمن والتوصل إلى حل سياسي شامل ..  

الخلاصة .. ان الجميع يراقب ما ستتمخض عنه نتائج مفاوضات صنعاء بشأن الوصول إلى هدنة كبيرة تفضي إلى ارساء دعائم قوية للاستقرار والأمن والسلام في اليمن والمنطقة .. ويبدو ان مؤشر التفاؤل هو السائد في هذه الايام رغم تشكيك العديد من المراقبين والاعلاميين من أن المفاوضات جرت في المنطقة الرمادية وهناك التباس واضح في اجراءات كسب الثقة قائم في إطار هذه المفاوضات كما يرى كثيرون من المتابعين والمهتمين.. ومؤخراً بدأت مؤشرات ايجاد حلول للمشكلات وتوضح بعض المعلومات المسربة ان هناك توافقات مهمة يمكن ان تضع حداً لهذه الحروب العدوانية العبثية .

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: فی الیمن

إقرأ أيضاً:

كيف لتحول السلطة في جنوب اليمن أن يفاقم المخاطر في المنطقة المضطربة

بعد فترة هدوء طويلة أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يسعى لانفصال جنوب اليمن السيطرة على مساحات شاسعة في تحول كبير على ما يبدو في السلطة ينذر بإعادة اشتعال حرب أهلية استمرت 10 سنوات، الأمر الذي يلقي بحالة جديدة من الضبابية في بلد قريب من ممرات بحرية مهمة.

 

ويقول المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي دعمته دولة الإمارات في السابق، إنه سيطر على محافظتي حضرموت والمهرة شرق اليمن، وهو الآن موجود بقوة في جميع محافظات دولة اليمن الجنوبي السابقة.

 

ويشكل المجلس الانتقالي الجنوبي جزءا مهما من التحالف الذي يقاتل إلى جانب الحكومة المعترف بها دوليا ضد جماعة الحوثي التي تسيطر على العاصمة اليمنية صنعاء والمناطق الشمالية الغربية ذات الكثافة السكانية العالية.

 

* لماذا انهار اليمن؟

 

كان اليمن، الواقع بين السعودية وطريق ملاحي مهم على البحر الأحمر، منقسما إلى دولتين شمالية وجنوبية حتى عام 1990.

 

وكان اليمن الجنوبي هو الدولة العربية الشيوعية الوحيدة، ووافق على الوحدة مع الشمال بعد حرب أهلية بين الفصائل في عام 1986 قضت على قيادتها السياسية، وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي الذي كان راعيها المالي الرئيسي.

 

وبعد الوحدة فرض الشمال سيطرته، فيما سعى الجنوب إلى الانفصال، مما أدى إلى حرب قصيرة في عام 1994 سرعان ما انتصرت فيها الحكومة المتمركزة في صنعاء في الشمال.

 

وفي الوقت نفسه ظهرت جماعة الحوثي في الشمال في أواخر التسعينيات، وخاضت حروب عصابات ضد الحكومة بسبب ما اعتبروه تهميشا لطائفتهم الزيدية الشيعية.

 

وبعد اندلاع احتجاجات الربيع العربي في عام 2011، انهار الجيش اليمني ودعمت دول الخليج عملية انتقالية مع حكومة مؤقتة في صنعاء ومحادثات حول دستور اتحادي جديد عارضه كل من الحوثيين والانفصاليين الجنوبيين.

 

وسيطر الحوثيون على صنعاء في أواخر عام 2014، وفرّت الحكومة المؤقتة إلى الجنوب في عام 2015، وتدخل تحالف تقوده السعودية نيابة عنها لمواجهة الحوثيين.

 

* ما أهمية استيلاء المجلس الانتقالي الجنوبي على مناطق؟

 

ظلت الحرب الأهلية في اليمن مجمدة على خطوط جبهة مستقرة نسبيا لسنوات لكن سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي على جزء كبير من الجنوب يهدد الآن بزعزعة هذا الوضع الهش.

 

وأدت غارات الحوثيين على الملاحة في البحر الأحمر خلال حرب غزة إلى اضطراب التجارة العالمية، مما يؤكد احتمال تجدد الصراع الذي قد يتردد صداه خارج اليمن، رغم عدم وجود أي مؤشر على ذلك حتى الآن.

 

ويعني الاستيلاء على مناطق في الشرق السيطرة الآن على جزء كبير من احتياطيات اليمن النفطية المتواضعة ومنشآت الإنتاج في حين أن الاستيلاء على عدن، عاصمة الجنوب القديمة، يعني أن الحكومة المدعومة دوليا ربما تواجه مشكلات.

 

ويطل اليمن على مضيق باب المندب، وهو ممر مائي ضيق يربط البحر الأحمر بخليج عدن وطريق تجاري بحري مهم بين أوروبا وآسيا والشرق الأوسط.

 

* هل سينفصل الجنوب؟

 

تم تشكيل المجلس الانتقالي الجنوبي في عام 2017 من مجموعات متنافسة عديدة كانت تشكل الحراك الجنوبي.

ويصف المجلس، الذي يرفع علم اليمن الجنوبي القديم، الاستقلال بأنه طموح جميع الجنوبيين ويسعى إلى مزيد من الحكم الذاتي للجنوب الذي كان دولة مستقلة حتى توحيده مع الشمال، ويقول إن أولويته الفورية هي محاربة الحوثيين.

 

ويشكل قلب المجلس الانتقالي الجنوبي شبكة من القادة العسكريين والأمنيين الأقوياء المرتبطين بشكل وثيق بدولة الإمارات، والذين برزوا خلال معركة طرد الحوثيين من عدن في عام 2015.

 

وانضم المجلس الانتقالي الجنوبي في عام 2022 إلى مجلس القيادة الرئاسي، وهو الهيئة التي تولت مهام رئاسة البلاد في الحكومة المدعومة دوليا. ومع ذلك، ليس من الواضح إلى أي مدى تمكن الحراك الجنوبي من تنحية الانقسامات الجهوية والقبلية والأيديولوجية، التي عانى منها لعقود من الزمن، وتوحيد صفوفه حول أهداف مشتركة.

 

* ماذا عن الحكومة المعترف بها دوليا؟

 

في حين أن الحكومة المعترف بها دوليا تتخذ من عدن مقرا رسميا منذ الفرار من الحوثيين في أوائل عام 2015، فقد أمضت معظم ذلك الوقت تعمل من العاصمة السعودية الرياض.

 

وذكر المجلس الانتقالي الجنوبي أن رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي ورئيس الوزراء سالم صالح بن بريك غادرا عدن إلى الرياض عندما تولى المجلس الانتقالي الجنوبي السلطة.

 

وقال العليمي إن تصرفات المجلس الانتقالي الجنوبي تقوض شرعية الحكومة وتنتهك اتفاقات تقاسم السلطة. لكن الحكومة واجهت انشقاقات في تحالفها من قبل عندما اشتبك مقاتلو المجلس الانتقالي الجنوبي مع موالين للحكومة في عام 2017.

 

* ما هو دور الحوثيين؟

 

لا يزال الحوثيون متحصنين بقوة في المناطق الأكثر اكتظاظا بالسكان في اليمن على المرتفعات وساحل البحر الأحمر.

وفي حين أنهم لا يزالون أعداء لدودين لكل من الحكومة المدعومة دوليا والمجلس الانتقالي الجنوبي، إلا أنه لم يقع قتال يذكر لسنوات وليس من الواضح ما إذا كانت مكاسب الجنوب ستغير ذلك.

 

* ما هي الدول الأجنبية الضالعة؟

 

يتحالف الحوثيون مع إيران التي زودتهم ببعض التدريب والمعدات.

 

وتتمتع السعودية بنفوذ في اليمن منذ فترة طويلة، وتدخلت في عام 2015 لدعم الانتقال السياسي الذي توسطت فيه وبسبب المخاوف من علاقة الحوثيين بإيران العدو اللدود للرياض في المنطقة.

 

وتدعم السعودية الحكومة المعترف بها دوليا في اليمن ومختلف القوات التي تدعمها، بما في ذلك المقاتلون المتحالفون مع الإخوان المسلمين حول مأرب في الشمال.

 

وانضمت الإمارات إلى التحالف الذي تقوده السعودية في عام 2015 وكانت نشطة عسكريا في الجنوب، حيث دعمت الجماعات الجنوبية، مما كشف عن وجود خلافات بين البلدين. وترفض الإمارات بشدة وجود جماعة الإخوان المسلمين.


مقالات مشابهة

  • وساطة عُمانية ثلاثية الأبعاد لإنقاذ لبنان.. السفير الأميركي: المفاوضات لا تعني توقف إسرائيل
  • تحوّلات المشهد الجيوسياسي جنوب اليمن.. الصهيونية تهندس معركة البقاء في الإقليم
  • صحافة عالمية: أوروبا قادرة على قيادة المفاوضات ووضع شروط ترهب موسكو
  • الزبيدي: تحرير صنعاء لن يتحقق بظهر مكشوف.. وتأمين الجنوب حجر الزاوية
  • كيف لتحول السلطة في جنوب اليمن أن يفاقم المخاطر في المنطقة المضطربة
  • مركز بحثي أمريكي: أي تحالف عسكري محتمل ضد صنعاء سيعرض المنطقة لخطر صواريخها
  • اليمن.. عقدة الجغرافيا التي قصمت ظهر الهيمنة: تفكيك خيوط المؤامرة الكبرى
  • روسيا تطلب من رعاياها مغادرة شرق اليمن وسط تحذيرات دولية من حرب وشيكة
  • من إدلب الى عدن فشل مُحقق ورهان خائب
  • الانتقالي الجنوبي يسيطر على مناطق واسعة في اليمن.. ما الذي يحصل؟