من ممر النزوح إلى طريق العودة.. ماذا نعرف عن محور «نتساريم» في غزة؟
تاريخ النشر: 27th, January 2025 GMT
في قطاع غزة، حيث تختلط المعاناة بالأمل، برز اسم "نتساريم" ليحمل أبعادًا سياسية وإنسانية عميقة، الممر الذي كان شاهدًا على نزوح الآلاف أصبح اليوم بوابة لعودتهم، بعد انسحاب القوات الإسرائيلية منه تنفيذًا لاتفاق الهدنة.
وبين التاريخ العسكري والدلالات الاستراتيجية، يحتل محور نتساريم مكانة محورية في المشهد الفلسطيني والإسرائيلي، ليصبح رمزًا يعكس الصراع المستمر وآمال الفلسطينيين في العودة.
بدأت القوات الإسرائيلية انسحابها من محور نتساريم يوم الإثنين 27 يناير 2025، في خطوة ترمز إلى تطبيق بنود الهدنة التي تم التوصل إليها مؤخرًا، مع هذا الانسحاب، شهد القطاع عودة تدريجية للسكان النازحين إلى شمال غزة، حيث أظهرت لقطات تلفزيونية تدفق الحشود عبر الطريق، وسط مشاعر مختلطة من الفرح والحذر.
وفتحت نقطة العبور الأولى في وسط القطاع في الساعة السابعة صباحًا بالتوقيت المحلي، وسمح بعودة الفلسطينيين مشيًا على الأقدام عبر شارع الرشيد، المعروف بطريق البحر، بينما تمت الموافقة على مرور المركبات عبر طريق صلاح الدين بعد التفتيش الأمني في الساعة التاسعة صباحًا.
ويمتد محور نتساريم من الحدود الإسرائيلية شرقًا إلى البحر الأبيض المتوسط غربًا، بطول يقارب سبعة كيلومترات، الاسم يرتبط بمستوطنة إسرائيلية سابقة تحمل نفس الاسم، ويعود تاريخ ظهوره كممر استراتيجي إلى خطة "الأصابع الخمسة" الإسرائيلية في سبعينيات القرن الماضي، التي هدفت إلى تشريح القطاع لتحقيق السيطرة العسكرية.
ورغم انتهاء وجود المستوطنة، ظل الممر أداة استراتيجية خلال الحروب الأخيرة، حيث استخدمته إسرائيل لمراقبة وتنظيم حركة الفلسطينيين بين شمال القطاع وجنوبه، مع فرض قيود صارمة عليه أثناء الحرب.
ويمثل، هذا الممر جزءًا من خطة إسرائيلية طويلة الأمد تهدف إلى تقسيم غزة إلى قسمين، وإقامة منطقة عازلة تمنع الهجمات على غرار هجوم السابع من أكتوبر.
وترى القيادة الإسرائيلية في الطريق شريانًا أمنيًا يتيح التنقل السريع بين المواقع العسكرية، بينما أثار الممر جدلًا واسعًا حول أهدافه الحقيقية، حيث يخشى الفلسطينيون أن يكون بداية لتكريس تقسيم القطاع أو إعادة احتلال مناطق منه.
في المقابل، أصرت حركة حماس على ضرورة انسحاب إسرائيل الكامل من محور نتساريم، معتبرة أن أي وجود إسرائيلي في هذه المنطقة يهدد وحدة القطاع ويعمق الأزمة الإنسانية، الممر، الذي كان يُمنع الفلسطينيون من استخدامه في السابق، تحول الآن إلى شريان حياة يحمل أمل العودة، لكنه يظل في الوقت نفسه نقطة صراع تعكس التحديات السياسية والأمنية بين الجانبين.
بين انسحاب القوات الإسرائيلية وعودة النازحين، يقف محور نتساريم شاهداً على صراع طويل ومستمر. ورغم أن فتح الطريق يمثل خطوة إيجابية للمدنيين الفلسطينيين، إلا أن مستقبل الممر يظل معلقاً بين كونه بوابة للعودة أو أداة لتقسيم القطاع.
وفي ظل هذه التطورات، تظل القضية الفلسطينية حاضرة بقوة في المشهد الدولي، حيث تتطلب الجهود السياسية حلاً جذرياً يضمن حقوق الشعب الفلسطيني ويحفظ وحدته الوطنية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: قطاع غزة غزة محور نتساريم نتساريم المزيد محور نتساریم
إقرأ أيضاً:
الرئيس السيسي وملك البحرين يؤكدان رفضهما القاطع لتهجير الفلسطينيين من أرضهم
تلقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، اتصالًا هاتفيًا من الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك مملكة البحرين الشقيقة.
وصرح السفير محمد الشناوى، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن الاتصال تناول مجمل العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين وسبل مواصلة تعزيزها في مختلف المجالات بما يخدم المصالح المشتركة ويعزز أواصر الأخوة والتضامن العربي.
وأشار المتحدث الرسمي، إلى أن الاتصال تطرق كذلك إلى مستجدات الأوضاع الإقليمية، وبشكل خاص تطورات الوضع في قطاع غزة، حيث شدد الزعيمان على ضرورة التنفيذ الكامل لاتفاق وقف الحرب في القطاع، وضمان نفاذ المساعدات الإنسانية بشكل عاجل ودون عوائق، فضلًا عن حتمية البدء في عملية إعادة إعمار القطاع بما يكفل عودة الحياة الطبيعية لأهاليه.
وأكد الرئيس والملك حمد بن عيسى آل خليفة رفضهما القاطع لأي مساعٍ تستهدف تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، مشددين على أن القضية الفلسطينية ستظل في صدارة الاهتمام العربي والدولي. كما اتفقا على أهمية التنفيذ الكامل لخطة الرئيس ترامب للسلام، وفقًا لما تم اعتماده في قرار مجلس الأمن ذي الصلة رقم (٢٨٠٣)، باعتبارها إطارًا لتحقيق السلام العادل والشامل.
وأضاف المتحدث الرسمي أن الرئيس والملك اتفقا على مواصلة الاتصالات والتنسيق بشأن القضايا محل الاهتمام المشترك، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة، بما يعزز وحدة الموقف العربي ويخدم مصالح شعوبها.
اقرأ أيضاًعاجل.. الرئيس السيسي يؤكد دعم مصر الكامل لسيادة ليبيا ووحدة وسلامة أراضيها
الرئيس السيسي: السلام سيظل خيار مصر الاستراتيجي
الرئيس السيسي يستقبل ملك البحرين في مقر قمة شرم الشيخ للسلام