لجريدة عمان:
2025-06-18@19:12:39 GMT

دولة قطر وأدوار محورية مهمة

تاريخ النشر: 27th, January 2025 GMT

أتى إعلان دولة قطر مساء يوم الأربعاء ١٥ يناير الحالي، على لسان الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية بدولة قطر، عن التوصل رسميًا إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، لإيقاف العدوان ومجازر الكيان الصهيوني على القطاع، التي استمرت لأكثر من ١٥ شهرًا. راح ضحيتها أكثر من ٦٠ ألف شهيد فلسطيني، بين قتيل ومفقود، وأكثر من ١١٢ ألف جريح، وآلاف المعتقلين، وتدمير شبه تام، لكل مظاهر الحياة في قطاع غزة.

أتى هذا الإعلان - وبالطبع بمشاركة فاعلة لجمهورية مصر العربية في هذا الشأن - وحضور وسيط أمريكي يمثل إدارة بايدن، لا أعلم بالضبط ماذا كان دوره وماذا كان يفعل. أتى هذا الإعلان ليضيف إلى النجاحات المهمة للدبلوماسية القطرية في الـ ٢٥ سنة الماضية، في العديد من القضايا السياسية المعقدة والشائكة؛ فأن تكون وسيطًا على مدى أكثر من ٤٧٠ يوما، وتقوم بجهود مضنية، للوصول إلى اتفاق، ويقوم بعدها رئيس وزراء الكيان الصهيوني المجرم بنيامين نتانياهو بنسف كل هذه الجهود، ويدعي - كذبًا - في كل مرة، أن حماس هي من نسفت جهود الوسطاء، وتقوم بعدها الإدارة الأمريكية، ومن وراءها العواصم الغربية الفاعلة بترديد هذا القول، وهي تعلم علم اليقين أن رئيس وزراء الكيان الصهيوني المجرم هو من أفسد دور الوسطاء، وأنه لا يرغب في الوصول إلى اتفاق، وتستمر بعد ذلك في تكملة أدوار الوساطة بنفس الروح التي بدأت بها، فهذا أيضًا يعد إنجازًا أخر. فدولة قطر استطاعت منذ أن تولى الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني مقاليد الحكم في ٢٧ يونيو ١٩٩٥م خلفًا لوالده، أن تضع لنفسها مكانة على الخريطة الدولية في الشأن السياسي والاقتصادي، وأن ترفع من مستوى ناتجها المحلي ومن مستوى معيشة المواطن. حيث احتفظت دولة قطر في العام ٢٠١٢م بلقب أعلى معدل دخل فرد في العالم للعام الثالث على التوالي، بعد أن تجاوزت لوكسمبورج للمرة الأولى في العام ٢٠١٠م. وأكمل هذا الدور بنجاح، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الذي سلمه والده مقاليد الحكم في ٢٥ يونيو ٢٠١٣م. حتى أصبحت دولة قطر يشار لها بالبنان في القيام بأدوار الوساطة لحل العديد من النزاعات الإقليمية والدولية. وبالطبع، أن دولة قطر، ما كانت لتصل إلى هذه المكانة إلا لما تحظى به من سمعة عالمية كوسيط محايد ونزيه موثوق به، يقف على مسافة واحدة من أطراف هذه النزاعات. ولا يوجد أدنى شك، أن هناك أدوارًا كبرى مشابهة لسلطنة عمان في هذا الشأن، ولعدد من دول مجلس التعاون. وأن أي نجاح لأي دولة من دول مجلس التعاون في هذا الشأن، هو نجاح للجميع. فنجاح شقيقك هو نجاح لك. ومن ضمن النجاحات التي يشار للدبلوماسية القطرية لها بالبنان في السنوات الماضية - على سبيل المثال لا الحصر -، التوسط بين الفصائل اللبنانية المتنازعة في العام ٢٠٠٨م، وصولًا إلى اتفاق الدوحة، الذي أنهى أزمة سياسية استمرت لـ ١٨ شهرًا، والقيام بجهود وساطة دبلوماسية خلال الفترة من العام ٢٠٠٨م إلى العام ٢٠١٣م، لإحلال السلام في السودان، من خلال استضافة الدوحة لمحادثات السلام بين الحكومة السودانية ومختلف الأطراف المعنية، بما في ذلك حركة العدل و المساواة في إقليم دارفور.

وقيام دولة قطر بجهود الوساطة التي أسفرت في العام ٢٠٢٠م، عن توقيع اتفاقية بين الولايات المتحدة الأمريكية وحركة طالبان بعد سنوات من الحرب و الصراع. إضافة إلى، جهود كبيرة مشابهة لإحلال السلام في اليمن في العام ٢٠٠٨م، و كذلك توقيع اتفاق السلام بين السودان وتشاد في العام ٢٠١٠م، وجهودها كذلك لتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين جيبوتي وإرتيريا في يونيو ٢٠١٠م. وجهود مشابهة أخرى في الوساطة بين الأطراف والفصائل الأفغانية في العام ٢٠١٣م، ودورها في استئناف العلاقات الدبلوماسية بين كينيا والصومال، وتوقيع اتفاقية الحدود الصومالية الكينية في مايو ٢٠٢١م. إضافة، إلى الجهود الكبيرة لدولة قطر، في التوسط لوقف إطلاق النار في غزة بين الكيان الصهيوني المحتل وحركة حماس في اعتداءات وحروب سابقة. وغيرها الكثير من الوساطات و النجاحات لدولة قطر في هذا الشأن، على المستويين الإقليمي والدولي، لا يتسع المجال هنا لذكرها جميعًا. استطاعت دولة قطر، بأدوارها وجهودها الهامة هذه، أن تثبت، أن مكانة الدول وقوتها في العالم ليس بمساحتها أو عدد سكانها. فدولة قطر، لا تتعدى مساحتها ١١,٥٧١ كم مربع، ولا يتجاوز عدد سكانها ٣ ملايين و ١٢٠ الف مواطن ومقيم، لكنها تملك قيادة ذات رؤية طموحة وهمة عالية، مكنتها عبر السنوات الثلاثين الماضية من جعل اسم دولة قطر يتردد في كل عواصم العالم.

خالد بن عمر المرهون، متخصص في القانون الدولي والشؤون السياسية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الکیان الصهیونی فی هذا الشأن دولة قطر فی العام

إقرأ أيضاً:

باحث في الشأن الدولي: مضيق هرمز يمثل الورقة الأقوى بيد إيران

تناول الباحث في الشأن الدولي، الدكتور زياد منصور، أفق المواجهة بين إيران وإسرائيل، مؤكدا أن “العدوان الإسرائيلي على دولة ذات سيادة يخالف القواعد الدولية”.
وفي حديث لإذاعة “سبوتنيك”، أشار منصور إلى أن “إيران خدعت بمفاوضات مزعومة استخدمت فيها أدوات الغدر الدبلوماسي، ما أدى إلى ضربة مفاجئة أفقدتها التوازن قبل أن تعيد ترتيب أوراقها”. واعتبر أن “استمرار المواجهة لنحو أسبوعين سيكون هدفه الأساسي ضرب المشروع النووي الإيراني ودفع طهران لتوقيع اتفاقية مذلة”.

وحذر الباحث في الشأن الدولي من أن “الضربات المتواصلة للمواقع النووية واستغلال الوضع الداخلي الإيراني قد تؤدي إلى زعزعة الوحدة الوطنية”. كما لفت إلى أن “استمرار الصراع سيؤثر على الاقتصادين الإقليمي والدولي، مع ما يترتب عليه من نتائج كارتفاع أسعار النفط، وتداعيات اقتصادية واستراتيجية تطال اقتصادات العالم وتؤدي إلى تعطل حركة المطارات”، محذرا من احتمال “اعتماد تكتيكات عسكرية لاستنزاف القدرات الصاروخية الإيرانية، ومحاولات لتقويض النظام وإيجاد بديل له.”
واعتبر منصور أن “طبيعة الاستهداف تؤكد التخطيط المسبق، بغطاء أميركي وصمت دولي”، مؤكدًا أن “لا مصلحة لأحد في استمرار التصعيد”، وأضاف : “الرد الإيراني رغم أهميته لم يبلغ المستوى المطلوب،” مشيرًا إلى أن “الممرات البحرية، خصوصًا مضيق هرمز، تمثل الورقة الأقوى بيد طهران”.
ووصف الترحيب الدولي بالعدوان الإسرائيلي بـ “المُريب”، واعتبره مؤشرًا على “وجود مشروع كبير يحضر للمنطقة”. كما أشار إلى “الموقف اللافت للمملكة العربية السعودية في إدانة إسرائيل”، متوقعًا أن يقتصر تدخل الدول في هذا الصراع على الإدانة بانتظار ما ستؤول إليه التطورات، ومحذرًا من أن “المرحلة المقبلة قد تكون أكثر خطورة، خاصة بعد تزود إسرائيل بالقنابل الدقيقة والثقيلة”.

واعتبر منصور أن “روسيا هي الأكثر قدرة على لعب دور الوساطة، ودورها محوري وأساسي والأكثر فاعلية وتأثيرا”، معتبرًا أن “دولة مثل ايران مستعدة لمواجهة مثل هذا النوع من العدوان إنما عنصر المفاجأة كان مؤثرًا”، وأكد أن “المواجهة بين ايران وإسرائيل لا تصب في مصلحة الدول الكبرى”، وأن “التداعيات الاقتصادية والسياسية ستكون خطيرة أيضًا على الكيان الإسرائيلي”، مشيرا إلى أن “أي انتكاسة إسرائيلية أو ضربات متتالية قد تُحدث تغييرات داخلية في إسرائيل، وتكسر الصورة النمطية عن المجتمع الإسرائيلي وجيشه، وعن قدرته على فرض موازين جديدة للقوى في المنطقة، ضمن مشروع غربي–أميركي–إسرائيلي يسعى لفرض شرق أوسط أحادي القطب تكون فيه إسرائيل القوة المهيمنة”.
وختم بالتأكيد على أن ” الرهان الأساسي يجب أن يكون على شعوب المنطقة، لأن إرادتها في مواجهة أي عدوان، مهما كانت هويته، هي الأقوى”، معتبرًا أن “مسلسل التنازلات الإيرانية بدأ منذ اغتيال الرئيس رئيسي وإسماعيل هنية”، وأن “طهران ستقف وحيدة في مواجهة المشروع الإسرائيلي في المنطقة وقد تعود في النهاية إلى طاولة المفاوضات”، محذرًا من “سيناريوهات خطيرة في حال ضربت إيران قواعد أميركية أو تصاعدت محاولات التغيير الداخلي”.

وكالة سبوتنيك

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • محافظ الفيوم خلال لقائه بالقيادات المحلية الجديدة: العمل العام مهمة شاقة تتطلب الإخلاص والمثابرة لخدمة المواطنين
  • ليست هناك حاجة إلى اتفاق نووي جديد
  • أحمد عبد الوهاب بين الكوميديا والتاريخ: موسم فني مزدحم وأدوار متنوعة في السينما والدراما
  • الرئيس المشاط: إيران ليست لقمة سائغة ولديها القدرة الكافية للرد على العدوان الصهيوني
  • باحث في الشأن الإيراني: إسرائيل تسعى لتحويل طهران إلى مدينة منكوبة وخالية من السكان
  • وزير الدولة بوزارة الخارجية يجري اتصالاً هاتفياً مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية
  • "تعليم الشورى" تناقش معايير استحقاق المخصصات المالية لطلبة الابتعاث الداخلي
  • خسائر الكيان الصهيوني الاقتصادية منذ 7 أكتوبر
  • مختص: 4 أسباب لتباطؤ التضخم بالمملكة في مايو
  • باحث في الشأن الدولي: مضيق هرمز يمثل الورقة الأقوى بيد إيران