أحد المنازل الأكثر شهرة في التاريخ..كيف يبدو منزل سري لكاتبة مشهورة هربت من النازيين؟
تاريخ النشر: 29th, January 2025 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- قبل وفاتها نتيجة مرض التيفوس في سن الخامسة عشرة داخل معسكر الاعتقال الألماني "بيرغن بيلسن"، عاشت الكاتبة آن فرانك لعامين داخل ملحق سري مساحته 45 مترًا في أعلى منزل بالعاصمة الهولندية أمستردام.
وكانت فرانك تختبئ من النازيين مع والديها، وشقيقتها، وأربعة آخرين.
ويمكن الآن استكشاف هذا المكان، الذي يُعتَبَر من أشهر المساكن في التاريخ، عن بُعد في مدينة نيويورك الأمريكية، وذلك بفضل مذكرات فرانك الأكثر مبيعًا، والمسرحيات، والأفلام التي تبعتها لاحقًا.
ويأخذك معرض آن فرانك (Anne Frank The Exhibition) إلى عالمها الغامض والبعيد.
ومن تاريخ 27 يناير/كانون الثاني (اليوم الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست) حتّى 30 أبريل/نيسان، يمكن لزوار مركز التاريخ اليهودي في نيويورك القيام بجولة ذاتية التوجيه للمسكن كامل الحجم الذي أُعيد صنعه من جديد، والاقتراب من المتعلقات الشخصية لسكانه.
وهذه رحلة مؤثرة تجسّد النطاق الهائل والمرعب لمحرقة الهولوكوست، التي قُتل فيها حوالي 6 ملايين يهودي أوروبي، من خلال الحياة والتجارب المشتركة لعدد قليل منهم.
ويبدو كتاب فرانك، الذي تُرجم إلى أكثر من 70 لغة، وبيعت منه أكثر من 30 مليون نسخة حتى الآن، كمسرحية غير روائية في بعض الأحيان.
كما هو الحال مع بعض المسرحيات، فإن الديكور ذاته عبارة عن شخصية بحدّ ذاتها.
تستحضر قراءة مذكرات فرانك الشهيرة خريطة بصرية لتخطيط المسكن.
وتُعد مقارنة المسكن الذي يتخيّله المرء جزءًا من جاذبية زيارة مسكن فرانك السري الحقيقي في أمستردام، والذي أصبح مفتوحًا للزوار منذ عام 1960.
عندما تزوره، قد تُصاب بالذهول من حجمه، وقد تعتقد أنّه أكبر أو أصغر حجمًا ممّا كنت تتوقعه.
وقد تندهش من الأهمية المصيرية للمدخل الخفي خلف خزانة كتب متحركة، أو من الأشياء الصغيرة المعروضة التي يتقاسمها البشر.
يمكنك أن تحظى بهذه التجربة في مانهاتن الآن، ولأول مرة خارج أمستردام.
وتظهر بالمعرض الصور والأغراض الأصلية التي تنتمي إلى العائلة مثل منزل آن فرانك في أمستردام، والملاحظات المكتوبة بخط اليد، والأمتعة، وطاولة المكتب، وما إلى ذلك.
تُعتبر الغُرَف ذاتها بمثابة لقطة حية للزمان والمكان، حيث يمكن رؤية لعبة تشبه الـ"مونوبولي" تُدعى "Het Beursspel" بمنتصف الطاولة في منطقة تناول الطعام، وجورب لا تزال فيه إبرة حياكة.
ووفقا للمعرض، يبدو أن فرانك تقاسمت الغرفة مع رجل أكبر سنًا لم يكن من أفراد العائلة، كما أنّها زيّنت الجدران بصور لمشاهير من أوائل الأربعينيات لإضفاء بعض البهجة على المكان.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: نيويورك آن فرانک
إقرأ أيضاً:
عندما يفارق راكب الحياة أثناء الرحلة الجوية.. هكذا تتصرف الطواقم
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- في وقتٍ مبكر من يوم الإثنين، مطلع سبتمبر/أيلول، رنّ هاتف بِن فوس عند الساعة الخامسة صباحًا. أبلغه فريق مراقبة الحركة الجوية في مطار سخيبول بأمستردام بوفاة أحد الركاب على متن رحلة متجهة من آسيا إلى هولندا.
وهكذا بدأت عملية يشرف عليها فوس مئات المرات في السنة مجدّدًا، وهي إدارة رعاية ما بعد الوفاة للمسافرين الذين يموتون في الخارج أو على متن الطائرة (في هذه الحالة تحديدًا).
ويعمل فوس منسقًا في مشرحة سخيبول الواقعة خارج منطقة البيع بالتجزئة والمطاعم مترامية الأطراف التي تسبق منطقة التفتيش الأمني في المطار.
بعد وصول الرحلة عند الساعة 6 صباحًا، رافق فوس ممثلًا لوكالة هولندية تتولى مراقبة الحدود إلى الطائرة بعد مغادرة الركاب.
وكان من الضروري تواجد الطبيب الشرعي أيضًا، الذي أجرى تقييمًا أوليًا استنتج خلاله أنّ سبب الوفاة نوبة قلبية.
وقام فوس وموظف الوكالة لاحقًا بوضع الراكب المتوفى في كيس جثث لإخراجه من الطائرة، عبر مخرج طوارئ خلفي، خلف الأجنحة، للتوجه إلى المشرحة.
يُعدّ ضمان أقصى قدر من الخصوصية والاحترام للمتوفى جزءًا أساسيًا من دور فوس، إلى جانب دعم المفجوعين، الذين لا يشعرون بالحزن فقط، بل يتعاملون أيضًا مع الواقع المُرهِق لسيناريو لا يُفكّر فيه الكثير من المسافرين عند التخطيط لعطلتهم القادمة، وهو: ما الذي سيحدث إذا تُوفّوا في الخارج؟
تلقى فوس وفريقه المكوَّن من ثلاثة أفراد في مشرحة مطار سخيبول تدريبًا خاصًا للتعامل مع هذه العملية تحديدًا، والتي تُعرف في هذا المجال بإعادة جثامين المتوفين إلى الوطن، أو "RMR".
الأولى من نوعهاليس غريبًا أن تحتوي المطارات على مشارح أو مرافق تخزين مُبرّدة في الموقع، لكنّ وجود مرافق ذات خدمات متكاملة ومُخصصة لرعاية الموتى أمر نادر للغاية.
أصبحت مشرحة سخيبول، المعروفة بـ"MOS"، أول مشرحة من هذا النوع عندما بدأت عملياتها في العام1997، في المطار الذي يُعتبر ثاني أكثر مطارات أوروبا ازدحامًا.
في العام 2017، انتقلت المشرحة إلى موقعها الحالي، مفصولةً عن بعض بوابات المغادرة في المطار بسياجٍ من الأسلاك الشائكة.
تحتوي المنشأة التي تبلغ مساحتها حوالي901 متر مربع على جميع عناصر دور الجنازات، من غرفة للتحنيط، ومنطقة تخزين باردة، وأخرى لغسل الجثث قبل الدفن، كونها خطوة مهمة في بعض الديانات والثقافات، وغرفة عرض ذات فتحة دائرية في السقف.
تتّسع وحدات التبريد في المنشأة لـ36 جثة، لكن كجزء من خطة الطوارئ الخاصة بالمطار، يمكن زيادة سعتها لتستقبل 400 جثة.
وقال السكرتير التنفيذي للمنظمة العالمية لمتعهدي الجنازات "FIAT-IFTA"، إيمرسون دي لوكا: "إنّك تقلل من احتمالية تحلل المتوفين. هذا أول شيء يجب القيام به".
يتعاون فوس وفريقه مع الأطباء، وموظفي شركات الطيران، والمطارات، والأطباء الشرعيين، والهيئات الحكومية،ضمنًا السفارات، للحصول على شهادات الوفاة والإقرارات الجمركية.
الخدمة متوفرة على مدار الساعة، مع ضرورة وجود موظَّفَين على الأقل في الموقع طوال الوقت.
موسم الذروة للوفيات في الخارجتشرف المشرحة على 2,500 عملية لإعادة الرفات إلى الوطن سنويًا.
هذا الرقم يشمل المواطنين الهولنديين الذين يموتون في الخارج وتتم إعادتهم إلى هولندا، والمواطنين الأجانب الذين يموتون في هولندا، وتتم إعادتهم إلى بلدانهم الأصلية، أو إلى وجهات أخرى في الخارج.
لاحظ فوس بعض الأنماط على مرّ الأعوام، فهو يعتبر موسم الشتاء على سبيل المثال "فترة مزدحمة للغاية"، لأنّ العديد من المسافرين يذهبون للتزلج، بينما يميل كبار السن إلى زيارة وجهات تتمتع بطقسٍ دافئ.
وأوضح: "يسافر الكثير من المواطنين الهولنديين إلى إسبانيا والبرتغال، لكنهم كبار في السن وقد يموتون هناك".
يتمتع فوس وفريقه بخبرةٍ واسعة في طقوس وعادات الحداد المختلفة، ويعملون جنبًا إلى جنب مع الكهنة، والحاخامات، والأئمة أثناء دعم الأشخاص المفجوعين من ثقافات مختلفة حول العالم.
القواعد والمعاييرلا يوجد قانون عالمي يحكم عملية نقل الرفات البشرية عبر الحدود الدولية.
لكن قواعد شركات الطيران المختلفة، ومعايير القطاع تلعب دورًا، واللوائح الصحية، سواء في البلد الذي توفي فيه الشخص أو في وجهته النهائية، لها دور مهم.
ومع ذلك، وُضعت أول اتفاقية دولية لتحديد معايير لهذه الممارسة في العام 1973، عبر الاتفاقية الدولية لنقل الجثث.
صمَّمت هذه الاتفاقية وثيقة سفر موحَّدة للمتوفى تتضمن معلومات أساسية مثل الاسم الكامل وسبب الوفاة. كما وَضَعت قواعد للتوابيت، ضمنًا الحد الأدنى المسموح لِسُمكها.
حاليًا، يتبع قطاع الطيران البروتوكولات والإرشادات التي وضعها الاتحاد الدولي للنقل الجوي "IATA".
أهمية التأمين