بقلم : حسين الذكر ..

ظلت ايران وتركيا لقرون تتحكمان في العرب عامة والجزء الشرقي منه خاصة لا بالعناوين فذلك ليس محل البحث الا ان التركيبة والعقلية والوسيلة والموقعية كانت وما زالت – وستبقى – ذات مساحة وقدرة فاعلة واثر واضح . هنا لا اتحدث عن الجانب السياسي وتقييمه سلبا او إيجابا بقدر ما يهمنا ان يكون للعرب – باقل التقدير – فكرة حرة موضوعية بالرؤية والتحرك .


في واحدة من حلقات (البود كاست) المنتشرة بالفضاء الإعلامي من الغث وبعضه سمين كما سمعته من الأستاذ عبد القادر فائز مدير مكتب الجزيرة في ايران لسنوات مكنته من دراسة المجتمع الإيراني عن قرب..
يقول عبد القادر : ( الفارسي شخصية مركبة تؤمن بالشيء ونقيضه تتمتع بقدرة على تطويع الفكر النفعي لتحقيق الغاية بصورة جعلته يعتمد خطط متعددة لبلوغ الهدف يذكر شيء من التراث الإيراني ان احدهم سئل من هو الفارسي الأصيل؟ فاجبوه : ( هو من يتحدث بلسانه بشيء وفي قلبه يؤمن بشيء آخر وفي فكره شيء ثالث ويحتفظ بجيبه بشيء رابع وان أخفق فعنده بديل خامس ) .
عبد القادر فايز عربي مسلم سني فلسطيني سوري المولد – كما عرف نفسه – يقول ( الصدفة قادتني لإيران ومنها انطلقت لعالم الاعلام والسياسة والشهرة مضيفا : ( دخلت كلية الصحافة في طهران جامعة العلامة الطباطائي وهي جامعة لم أتوقع انها بهذا التطور وكنت الأجنبي الوحيد فيها مما جعلني اشبه بالنكتة اذ تساءل البعض عن اسباب اختياري قسم الاعلام في ايران التي يقال عنها بانها بلا حرية تعبير ولا قدرة على التعاطي مع الراي العام مما جعلني بتحدي حقيقي للنجاح . يضيف فائز : ( ان ايران بعد 2003 عملت وفقا : ان لم تفرض مشروعك فعليك اسقاط مشروع الأخر لذا شجعت ودعمت – بمختلف العناوين والاتجاهات – كل من يحمل لواء معارضة المشروع الأمريكي في العراق )
فيما يخص الاعلام الإيراني قال : ( صحافة متنوعة تملك قدر من الحرية في الطرح فبعض الصحف تنشر عناوين مثيرة ونقيضها بنفس القوة في صحف أخرى .. بعد احتلال أمريكا للعراق كانت رؤية الإيرانيين بضرورة ولادة قناة بتاثير اقليمي فولدت (قناة العالم) التي نجحت في البداية لكنها اخذت بالفتور لان ايران دولة صاحبة مشاريع إقليمية ومنظومة الاعلام مضطرة للتعامل مع رؤى الدولة لذا نطلقت القناة بسقف وطموح كبير ثم رويدا رويدا خضعت لمنطق إقليمية الدولة فوصلت الى ما هي عليه) .
عن ايران وقناة الجزيرة يقول : ( اشتكوا الايرانيين مرة عن قناة الجزيرة بانها تكرههم ، فقلت نعم تكرهكم وانتم أيضا لا تعجبكم قناة الجزيرة فاقترح ان نعمل إدارة لهذه الكراهية نسميها ( إدارة عدم الاعجاب المتبادل ) وقد تفهم الايرانيون وفعلا حدث انعطاف وقبول لجملة من الأفكار واستطعنا نوع ما العمل كما نريد بشكل افضل للقناة ولايران ).
تطرق للعلاقة بين المجتمع الإيراني ( الشيعي ) والتركي ( السني ) .. وقارن بصورة ليست مباشرة عما يقال في الاعلام العربي عن ايران فيما لا يجده بتركيا .. كما انه لم يجد ما يسيء لتركيا في ايران .. فلا يوجد قلق متبادل بينهما في الاعلام والمجتمع والسياسة كلاهما يتقبل الاخر بلا تعنصر كانهما قريبين من بعض برغم حجم التنافس الكبير بينهما .. الاتراك لا ينظرون ولا يحكمون بالافكار المسبقة على ايران كما يحدث لدى العرب .. يعلل الدكتور فائز ذلك : ( ان ايران وتركيا لها مشتركات وتفاهم كبير في المساحة الحضارية والمجتمعية والتجريبية والسياسية جعلهما قريبين من بعض اكثر من قربهما للعرب) .
ليس آخراً ، يضيف : ( الشخصية الإيرانية تميل لانجاز الصفقات اكثر من الاتفاقات والتوافقات الكبرى .. لان الصفقة تنسجم مع محددات إيرانية وتحقق مصالح وليدة ظروف ما دون تحميلها مسؤولية في مساحة الزمن فالصفقات تحقق مكاسب وهدف ما ثم تنتهي .. فالاخر يمكنه عقد صفقات عدة مع الايرانيين اسهل من بناء اتفاق تام معهم ).

حسين الذكر

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات قناة الجزیرة

إقرأ أيضاً:

الصبيحي .. العناني يرسب في امتحان الاعلام والسياسة

#سواليف

كتب .. #المحامي محمد الصبيحي

لقد تبوأت أعلى مناصب في الدولة وكنت لفترة الى جانب الحسين السياسي المحنك الذي لم يشهد القرن العشرين سياسيا عربيا بمستواه، ولكنك لم تتعلم من الدرس إلا قليلا وإنه لمن المحزن أن كاتبا مبتدئا مثلي ينبري هنا ليعطيك الدرس الأول في فن الحديث مع #العدو .

إذا كنت ترى انه لا مانع من التحدث مع العدو فليكن حديثك بنبرة قوية واستعلائية لا تعبر عن تقرب ولا تهاون ولا ضعف .

ولا ينبغي أبدا ان تكون في موقف المدافع وانما كن مهاجما بلغة منطقية قوية، ولكنك تحدثت معبرا برقة ولطف وكأن #الشعب_الأردني يستجدي #السلام_الدافئ من #قاتل #جزار ومبررا وجود تطرف في الجانبين .

لقد تركت المنصب الرسمي الذي يقيد الكلمات والتصريحات منذ سنوات طويلة ولكنك لم تستطع حتى الان ان تخلع عباءة المنصب وهي التي غطت حديثك بوشاح الديبلوماسية دون ان تأخذ باعتبارك المتغيرات التي فرضها العدو في #حرب_الابادة التي يشنها على الشعب الفلسطيني .

تحدثت بهدوء وديبلوماسية وانت خارج المنصب الرسمي وكأنك لم تشاهد تصريحات وزير الخارجية أيمن الصفدي القوية الغاضبة وهو في المنصب الرسمي، أليس في هذا درس في فن الاعلام يا معالي وزير الاعلام الاسبق ؟!!.

إذا كنت خارج المنصب الرسمي ولا تمثل هيئة ما او حزبا ما فلا تتحدث للأخرين بلغة الجمع فيتصدى لك من يسألك عن التفويض الذي يخولك التحدث عن شعبنا .

انا لن أوجه لك اتهامات التخوين والتشكيك في الوطنية كما سيفعل كثيرون اليوم ولا أشك أبدا أن د. جواد العناني وطني صادق ولكنها وطنية على سلم الامتحان هبطت الى درجة مقبول بعد ان كانت تؤهل صاحبها محاضرا في حضرة الجيل الجديد .

سؤال أخير : بعد بحر الدم الذي يفصل بيننا وبينهم هل بقي ثمة حديث عن سلام دافئ أو بارد ؟؟..

مقالات ذات صلة ارتفاع سعر الذهب محليا 1.1 دينارا 2025/05/24

مقالات مشابهة

  • الروقي: النصر يكسب القضايا داخليًا ويخسرها خارجيًا
  • الجمعان يعلق عقب كسب القضية أمام العروبة
  • "نَخل للمسرح" تناقش الخطط المستقبلية
  • رسمياً .. قبول احتجاج النصر ضد الرويلي
  • صناعة المحتوى .. بين الطموح وعصف الاجندات !
  • بالصور | عبدالجليل يفتتح مستشفى قمينس ويؤكد التزامه بتحسين الخدمات الصحية
  • ايران: المفاوضات مع أمريكا جرت في أجواء هادئة
  • الصبيحي .. العناني يرسب في امتحان الاعلام والسياسة
  • نتنياهو يقول إن إسرائيل مستعدة لصفقة تؤدي لوقف نار مؤقت بغزة
  • المغرب بعيون إسكندرانية.. من فاس للقاهرة في رحلة عبر مراكش