السيد بدر: الحوار نهج دبلوماسي تقوم عليه السياسة الخارجية العمانية
تاريخ النشر: 31st, January 2025 GMT
العمانية: أكد معالي السيد بدر بن حمد البوسعيدي وزير الخارجية على أن الحوار نهج دبلوماسي وهو الأساس الراسخ الذي تقوم عليه السياسة الخارجية العمانية، والمتجذر في التاريخ العماني وقيمه.
جاء ذلك في كلمة معاليه خلال الجلسة الافتتاحية لملتقى منظمة الرؤساء الشباب 2025 في المتحف الوطني بمسقط بمشاركة وفد من الرؤساء التنفيذيين الشباب بالمنظمة في إطار زيارتهم الحالية لسلطنة عُمان ضمن جولة تستهدف تعزيز الحوار وتبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية.
وقال معاليه: إن سلطنة عمان تؤمن بمساحات للحوار، حيث يمكن حل النزاعات بواقعية، وتعمل المصالح المشتركة على توحيد وجهات النظر المختلفة، بدلا من أن تُستخدم كأداة للفرقة والعداء.
واستعرض معاليه الرؤية والمبادئ التي تقوم عليها السياسة الخارجية العُمانية المرتكزة على الانفتاح، والحياد، والاحترام المتبادل، مبيّنا أن هذه القيم أساسية لضمان تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
وأكد معاليه أن الدبلوماسية العمانية ليست مجرد أداة للسياسة الخارجية، بل هي انعكاس لهُوية سلطنة عمان ونهجها الراسخ في التعامل مع العالم، وعلى مر التاريخ، كانت ولا تزال حلقة وصل بين القارات والثقافات والأفكار، حيث استقبلت شواطئها المستكشفين والتجار والمفكرين من مختلف أنحاء العالم، مما أسهم في تشكيل هُويتها الوطنية ونهجها القائم على الحوار والانفتاح.
وأشار معاليه إلى أن الضيافة في سلطنة عُمان ليست مجرد عمل من أعمال الكرم، بل هي أسلوب حياة يعكس رؤيتنا للعلاقات الدولية، فأن نرحّب بشخص ما في منازلنا ومجتمعاتنا ووطننا يعني أننا نؤمن بقدرتنا على إثراء حياة بعضنا البعض وبهذا المعنى، فإن الضيافة هي دبلوماسية عملية، وهي الخطوة الأولى نحو بناء علاقات قائمة على التفاهم والانفتاح.
وقال معاليه: إن الدبلوماسية، في جوهرها، هي "فن التوازن"، مشيرا إلى أن سلطنة عُمان لطالما قامت بدور محوري في تعزيز الحوار والتفاهم بين الأطراف المختلفة، كما أن الدبلوماسية في سلطنة عُمان ليست مجرد ممارسة سياسية، بل هي انعكاس لقيمها المتجذرة في تاريخها وثقافتها، وهي بالنسبة لنا ليست مجرد أداة للسياسة الخارجية، بل هي جزء من نسيج هويتنا.
وأكد معالي السيد وزير الخارجية، أن الخطط الدولية المتعلقة بمستقبل فلسطين غالبا ما تُبنى على أسس غير عادلة وغير مستدامة، مشيرا إلى أن هذه الخطط تستند في كثير من الأحيان إلى سياسات قائمة على العداء، مما يحرم الشعب الفلسطيني من حقه في اختيار قيادته وتقرير مصيره.
وأعرب معاليه عن قلقه المتزايد إزاء تصاعد العداء في المشهد العالمي، مؤكدا أن هذه الظاهرة لا تشكّل مصدر قلق فحسب، بل إنها أيضا غير مجدية، وتسهم في إطالة أمد النزاعات وتعقيد مسارات الحلول السّلمية.
وقال معاليه: إن الخطط الخارجية الخاصة بمستقبل الحكم في فلسطين غالبا ما تستند إلى العداء، وهذا ما يجعلها غير مستدامة وغير عادلة، لأنها تُحرم الفلسطينيين من حقّهم الأساسي في اختيار قياداتهم وتقرير مستقبلهم.
وعن تأثير السياسات القائمة على العداء في حل النزاعات، أشار معاليه إلى أن العديد من الجهات الدولية ترفض الانخراط في الحوار مع خصومها، مما يؤدي إلى تعميق الخلافات وتأجيج النزاعات بدلا من حلها.
وقال معاليه: الكثيرون يصرّون على عدم التحدث إلى خصومهم كمسألة مبدأ، ويرون في الحوار مكافأة يجب حجبُها عن الأطراف التي يختلفون معها، لكن في الواقع، هذا النهج لا يؤدي إلا إلى تفاقم المشكلات ويجعل الحلول السلمية أكثر صعوبة.
وفي سياق حديثه عن القضية الفلسطينية، أوضح معاليه أن العديد من الحكومات ترى أن تحقيق السلام في فلسطين يجب أن يتم عبر حل الدولتين، لكنها في الوقت ذاته تمتنع عن الاعتراف بدولة فلسطين بسبب موقفها من بعض الفصائل السياسية، مثل حركة حماس، وأكد معاليه أن هذا الموقف يعمي هذه الجهات عن إدراك المطالب المشروعة لتلك الفصائل التي تتقاطع في كثير من الأحيان مع تطلعات الشعب الفلسطيني في تحقيق الأمن والاستقلال، وهي حقوق مكفولة بموجب القانون الدولي والإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
وأضاف معاليه: إذا كنا نسعى لإيجاد حلول دائمة، فعلينا أن نكون مستعدين للحوار مع من نختلف معهم، والأهم من ذلك، أن نصغي إليهم ونحاول فهم وجهات نظرهم.
يُذكر أن منظمة الرؤساء الشباب (YPO) هي مجتمع عالمي يضم أكثر من 35 ألفا من كبار الرؤساء التنفيذيين في مختلف القطاعات من 142 دولة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: وقال معالیه لیست مجرد إلى أن
إقرأ أيضاً:
ردينة الحجرية تواصل قيادة جمعية الصداقة العمانية البحرينية وجواهر آل خليفة نائبة للرئيسة
مسقط - العُمانية
عقدت جمعية الصداقة العمانية البحرينية اجتماعها الدوري في مقر النادي الدبلوماسي بقاعة الاجتماعات، بحضور أعضاء مجلس الإدارة وممثلين من سلطنة عمان ومملكة البحرين، وذلك لمناقشة أبرز المحاور المتعلقة بتعزيز العلاقات الثنائية وتطوير برامج التعاون بين البلدين.
تأسست الجمعية عام 2022 بموجب القرار الوزاري رقم 19/2022 الصادر عن وزارة الخارجية العمانية، بهدف بناء جسور التعاون وتعزيز أواصر الأخوة بين الشعبين العماني والبحريني في مختلف المجالات، سواء على الصعيد الرسمي أو الشعبي والاجتماعي . ومنذ تأسيسها، قادتها الأستاذة ردينة بنت عامر الحجرية برؤية استراتيجية ركزت على المجالات الاقتصادية وفتح مجالات الاستثمار بين البلدين ومجالات التنمية المستدامة، الفنون والثقافة، دور المرأة، التبادل الثقافي، الأنشطة الشبابية والرياضية، والتواصل المجتمعي، إلى جانب النشر والإعلام المعرفي لتعريف الشعبين بتراثهما الغني المشترك.
افتتحت الأستاذة ردينة الحجرية الاجتماع مرحبة بالحضور، حيث جرى استعراض التقرير السنوي لعام 2024 ومناقشة الحساب الختامي، إلى جانب استعراض خطة عمل الجمعية لعام 2025. كما ناقشت الجمعية آلية الانتساب المعتمدة للأعضاء واعتمدت المقترح النهائي لتسمية اللجان الدائمة، مع تعيين رؤسائها وتحديد آليات تفعيلها.
وشهد الاجتماع انتخابات مجلس الإدارة للفترة من 2025 إلى 2028، حيث أُعيدت تزكية الأستاذة ردينة بنت عامر الحجرية رئيسة للمجلس لفترة ثانية على التوالي، مع انتخاب الشيخة جواهر بنت خليفة آل خليفة نائبة للرئيسة، والدكتور أحمد بن سعيد الجهوري أمينًا عامًا، وأحمد بن محمد بن محفوظ العارضي أمينًا ماليًا. كما ضم مجلس الإدارة من الجانب العماني: سعادة الشيخ عمر بن علي الجنيبي، محمد بن عبدالله الخروصي، عبدالله بن محمد العجمي، ومن الجانب البحريني: سعادة السيد يوسف صلاح الدين إبراهيم، جنات حسن موسى شفيعي، السيد علي كاظم أحمد الموسوي، زهراء باقر ، ومحمد حسن عبدالحسين الوزير.
كما تم اعتماد تشكيل اللجان الدائمة للجمعية وتعيين رؤسائها: اللجنة الاقتصادية برئاسة عبدالله بن صالح الشنفري، لجنة العضويات والانتساب برئاسة منار مال الله البلوشي، لجنة التواصل والإعلام برئاسة مريم بنت غالب العلوي، لجنة البرامج والفعاليات برئاسة شهاب بن أحمد المجيني، واللجنة الرياضية برئاسة الكابتن إسماعيل العجمي
أعربت الأستاذة ردينة بنت عامر الحجرية عن شكرها العميق للأعضاء وثقتهم، مؤكدة أن الجمعية ستواصل جهودها لتعزيز التعاون السياحي والثقافي والاقتصادي بين سلطنة عمان ومملكة البحرين. وأكدت أن المرحلة المقبلة ستشهد مزيدًا من المبادرات النوعية والبرامج الهادفة لتعزيز التواصل بين الشعبين وإبراز القيم المشتركة.
رفعت الجمعية في ختام الاجتماع أسمى عبارات الشكر والتقدير لسفارة سلطنة عمان في البحرين ولسفارة مملكة البحرين في عمان على دعمهما المتواصل، كما جددت ولاءها للمقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم، ولصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، على دعمهما اللامحدود لمسيرة العمل المشترك وتعزيز العلاقات التاريخية المتينة بين البلدين. ووزارة الخارجية على التوجيهات والدعم المستمر منذ تأسيس الجمعية.