في خطوة وُصفت بأنها "جريئة وثورية"، اعتبر الدكتور عبد الهادي مقبل، رئيس قسم الاقتصاد بكلية الحقوق بجامعة طنطا، أن القرارات الأخيرة للبنوك المصرية تمثل منعطفًا مهمًا في مسار ضبط سوق النقد الأجنبي وحركة الأموال عبر الحدود. تأتي هذه الإجراءات في وقت تحتاج فيه الدولة إلى إحكام السيطرة على مواردها من العملة الصعبة وتوجيهها نحو أولويات الاقتصاد الوطني، بعيدًا عن المضاربات أو الممارسات غير المشروعة.

ضبط سوق العملة وإغلاق منافذ السوق السوداء
أشار مقبل إلى أن إعلان البنك الأهلي المصري عن توفير النقد الأجنبي للمسافرين ضمن الحدود القانونية، يعكس نية واضحة لإغلاق الثغرات التي استغلتها السوق السوداء في السابق. فهذه الخطوة، بحسب تعبيره، ستحد من المضاربات غير المشروعة وتضمن أن تذهب العملة الصعبة إلى من يحتاجها بالفعل لأغراض السفر، مما يعكس إيجابيًا على استقرار سوق الصرف.

إصلاح منظومة الدفع الخارجي وتشديد الرقابة
وحول تعديل البنك المركزي المصري للقواعد المنظمة لاستخدام البطاقات الائتمانية خارج البلاد، أكد مقبل أن هذه السياسة الصارمة تهدف إلى تتبع حركة الأموال إلكترونيًا وتقليل فرص إساءة الاستخدام أو تهريب النقد الأجنبي. وأضاف أن هذه الخطوة تغلق منافذ خروج العملة الأجنبية دون مبرر اقتصادي، وتحافظ على الاحتياطي النقدي للدولة، مما يعزز من قدرتها على مواجهة التحديات المالية.

تحفيز المعاملات البنكية الرسمية وتنافسية الأسعار
أما عن خفض البنك التجاري الدولي لهامش أسعار صرف العملات الأجنبية على البطاقات الائتمانية إلى 3%، فقد رآه مقبل إشارة إيجابية للعملاء ورسالة دعم لاستخدام القنوات البنكية الرسمية بدلًا من السوق الموازي. وأوضح أن هذا التخفيض يخلق بيئة أكثر تنافسية بين البنوك ويصب في صالح المستهلكين.

توقعات مستقبلية واستقرار مرتقب
اختتم مقبل تصريحاته بالتأكيد على أن نجاح هذه القرارات مرهون بتطبيقها الصارم واستمرار الرقابة الفاعلة، ما سيؤدي إلى استقرار في سوق الصرف وتخفيف الضغط على الجنيه المصري، إضافة إلى زيادة الثقة في الجهاز المصرفي. لكنه شدد على أن هذه الإجراءات يجب أن تُستكمل بسياسات اقتصادية أشمل، لتعزيز الإنتاج المحلي وزيادة الصادرات وموارد النقد الأجنبي.


تبدو القرارات الأخيرة للبنوك المصرية جزءًا من خطة أوسع لإعادة الانضباط المالي وحماية موارد الدولة من العملة الصعبة. ورغم أن تأثيراتها المباشرة قد تظهر على المدى القريب في صورة استقرار نسبي، إلا أن استدامة هذا الاستقرار ستتطلب رؤية اقتصادية متكاملة توازن بين ضبط السوق وتعزيز الإنتاج.

طباعة شارك البنك الأهلي الاقتصاد النقد الأجنبي البنك المركزي البنك التجاري الدولي

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: البنك الأهلي الاقتصاد النقد الأجنبي البنك المركزي البنك التجاري الدولي النقد الأجنبی

إقرأ أيضاً:

هل يسجن البلوجر ياسمين مع الرجال أم السيدات.. خبير يوضح

تصاعدت التساؤلات على مواقع التواصل الاجتماعي حول مكان احتجاز التيك توكر "ياسمين"، الشاب الذي ظهر مرتديًا ملابس نسائية مثيرة، عقب القبض عليه بسبب نشره فيديوهات أثارت جدلاً واسعًا.

وتفاوتت ردود الأفعال بين رواد السوشيال ميديا الذين تساءلوا إن كان المحتجز يقبع في حجز الرجال أم السيدات، في ظل الظهور غير التقليدي للشاب.

 

خبير أمني يوضح مكان احتجاز البلوجر ياسمين وفق القانون

وفي هذا السياق، أوضح اللواء علاء عبد المجيد الخبير الأمني أن عملية الحجز تتم وفقًا لبيانات بطاقة الرقم القومي، أي يتم الاحتجاز في القسم المخصص للذكور أو الإناث بناءً على الجنس المدون رسميًا، بغض النظر عن المظهر الخارجي أو الملابس التي يرتديها المحتجز.

يواجه المتهم عدة اتهامات قانونية، تتعلق بـ نشر محتوى خادش للحياء العام عبر منصات التواصل الاجتماعي، ما يعرّضه للمساءلة القضائية وفقًا لقوانين مكافحة الجرائم الإلكترونية وقوانين حماية الآداب العامة.

تأتي هذه القضية في ظل تشديد السلطات على ضرورة احترام القيم المجتمعية، ومراقبة المحتوى المنشور على الإنترنت، خاصة بعد تزايد انتشار فيديوهات تُعد مثيرة للجدل، وتسعى إلى تحقيق أرباح على حساب الأخلاق.

 

التحديات الأمنية في مواجهة الانحرافات على السوشيال ميديا

ويؤكد القانون على أن نشر أي مواد منافية للآداب أو تحمل طابعًا خادشًا يعرض ناشرها لعقوبات قد تصل إلى الحبس والغرامات المالية، وذلك لضمان حماية المجتمع والحفاظ على التقاليد والأخلاق العامة.

وتُعد قضية "ياسمين" نموذجًا لما تواجهه الأجهزة الأمنية من تحديات في التعامل مع المحتوى الرقمي، حيث يتعين عليها موازنة الحرية مع الضوابط القانونية التي تحمي المجتمع من الانحرافات.

في انتظار صدور الحكم القانوني، تبقى القضية محور نقاش واسع بين المؤيدين لحرية التعبير والمعنيين بحماية القيم، مما يسلط الضوء على أهمية التوعية والمسؤولية في استخدام منصات التواصل الاجتماعي.



مقالات مشابهة

  • بنكا «الأهلي» و «التجاري الدولي» يخفضان عمولة تدبير النقد الأجنبي على بطاقات الائتمان إلى 3%
  • البنك الأهلي المصري يعزز خدماته لتلبية احتياجات العملاء من النقد الأجنبي
  • هل يسجن البلوجر ياسمين مع الرجال أم السيدات.. خبير يوضح
  • البنك الأهلي يعلن إتاحة العملة الأجنبية للمسافرين بدون حد أقصي
  • حكومة المرتزقة تقر بهشاشة انخفاض أسعار الصرف في عدن والمحافظات المحتلة
  • للشهر الثاني.. تدفقات النقد الأجنبي تهبط بـ الدولار أدنى 49 جنيها مصريا
  • رئيس الوزراء : تحسن سعر الصرف فرصة لضبط أسعار السلع الأساسية وحماية القدرة الشرائية
  • إجراءات حكومية لضبط أسعار الأسماك والخضروات في الأسواق المحلية
  • قرارات صارمة لضبط الواردات ومعالجة تكدس الموانئ والمعابر