«شبح الأرق الدائم».. هل تؤثر قلة النوم على مستويات السكر في الدم؟
تاريخ النشر: 1st, February 2025 GMT
ترتفع مستويات السكر في الدم كل ليلة، بغض النظر عما إذا كنت تنام أم لا، كجزء من دورة الإيقاع اليومي الطبيعي للإنسان، كما ترتفع مستويات السكر في الدم أثناء النوم، إذ تعتبر تقلبات السكر التي تحدث أثناء الليل وأثناء النوم أمر طبيعي ولا تشكل سبباً للقلق بالنسبة لمعظم الأشخاص الأصحاء، إلا أنّ إحدى الدراسات الحديثة كشفت عن ارتباط وثيق بين اضطرابات النوم وتأثيرها على مستويات السكر في الدم.
وتوصلت إحدى الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات النوم لديهم مستويات أعلى من السكر في الدم، إذ قام الباحثون بفحص بيانات حوالي 800 رجل وامرأة خضعوا لاختبارات انقطاع التنفس أثناء النوم في المنزل، وهو حالة يتوقف فيها التنفس أو يصبح ضحلًا للغاية لفترات أثناء النوم، وارتدى الأشخاص المشاركون في الدراسة جهازًا يقيس متى كانوا مستيقظين أو نائمين لمدة أسبوع، وفحص الباحثون مدة نوم الأشخاص، وعدد المرات التي يستيقظون فيها أثناء الليل، والتغيرات في أنماط نومهم. وقارنوا هذه النتائج بمستويات الجلوكوز في الدم التي تم قياسها، وفقًا للمعاهد الوطنية الصحية في أمريكا.
وأظهرت النتائج أنّ حوالي ثلث المشاركين كانو يعانون من انقطاع التنفس أثناء النوم، ولم يتلق معظمهم العلاج لهذه الحالة، وكان لدى الأشخاص الذين يعانون من انقطاع التنفس أثناء النوم أو اضطرابات النوم مستويات أعلى من الجلوكوز في الدم، أما الأشخاص الذين يعانون من انقطاع التنفس أثناء النوم الأكثر شدة كان لديهم مستويات أعلى من الجلوكوز في الدم بنسبة 14% مقارنة بأولئك الذين لا يعانون منه.
وأشار الباحثون إلى أنّ النوم المريح يعمل على خفض مستويات السكر غير الصحية في الدم من خلال تعزيز الأنظمة الصحية، إذ تعتبر قلة النوم هي عامل خطر لارتفاع مستويات السكر في الدم، حتى الحرمان الجزئي من النوم لمدة ليلة واحدة يزيد من مقاومة الأنسولين، مما قد يؤدي بدوره إلى زيادة مستويات السكر في الدم، ونتيجة لذلك ارتبط قلة النوم بمرض السكري، وهو اضطراب في سكر الدم.
وبدأ الباحثون في اكتشاف سبب تأثير النوم على سكر الدم والآليات الأساسية التي تلعب دورًا في ذلك، إذ تلعب العوامل الفسيولوجية التالية دورًا في العلاقة بين النوم وسكر الدم:
- يزيد الكورتيزول بسبب الحرمان من النوم ويزيد من نسبة الجلوكوز.
- تنخفض حساسية الأنسولين بسبب الحرمان من النوم ويؤثر على الجلوكوز.
- يؤثر وقت نوم الشخص خلال اليوم على مستويات الأنسولين والكورتيزول، وكلاهما يؤثر على الجلوكوز.
واكتشف الباحثون أيضًا أنّ انخفاض سكر الدم يمكن أن يؤدي إلى حدوث مشاكل في النوم، ويمكن أن يحدث نقص سكر الدم لدى الأشخاص المصابين بالسكري أو غير المصابين به، فنقص سكر الدم الليلي هو شكل من أشكال نقص سكر الدم الذي يحدث في الليل، ووفقًا للمعهد الوطني للسكري وأمراض الجهاز الهضمي والكلى، فإنّ انخفاض نسبة السكر في الدم أثناء النوم يمكن أن يسبب الأعراض التالية:
- كوابيس.
- البكاء أو الصراخ أثناء النوم.
- التعرق بغزارة.
- الشعور بالانزعاج أو الارتباك عند الاستيقاظ.
ونصح الباحثون باتباع بعض النصائح التي تساعد على الحصول على نوم هادئ في الليل وتتمثل في الآتي:
- ابتعد عن الشاشات لبضع ساعات قبل النوم.
- تجنب الشرب قبل النوم مباشرة.
- حافظ على جدول منتظم للذهاب إلى السرير والاستيقاظ.
- بيئة النوم المريحة تساعد بشكل كبير على الحصول على نوم هانئ ليلًا كالحفاظ على غرفة نوم معتدلة الحرارة.
جودة النوم تؤثر على مرضى السكريالدكتور محمد إسماعيل استشاري أمراض الباطنة والسكر، يقول إنّ العلماء قد اكتشفوا وجود علاقة معقدة تربط نمط النوم وجودته باحتمال الإصابة بمرض السكري، مشيرًا إلى أنّ الأبحاث لا تزال جارية لفهم الطرق التي تؤثر بها اضطرابات النوم على زيادة مخاطر الإصابة بهذا المرض.
وأضاف استشاري أمراض الباطنة والسكر في حديثه لـ«الوطن» أنّ الاضطرابات في النوم تؤثر على مرض السكري بشكل مباشر وغير مباشر، وذلك عن طريق إحداث تغييرات في الهرمونات، مما يساهم في زيادة الوزن والإصابة بالسمنة، ونتيجة لذلك، يتغير كل من سلوك المصابين وأسلوب حياتهم، وفي المقابل يساهم التمتع بنوم جيد في زيادة قدرة الجسم على ضبط الهرمونات والأنسولين لتنظيم السكر في الدم، كما أنّ المرضى المصابين بمرض السكري أكثر عرضة للإصابة بانقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم، وكلما كانت المشاكل التي يعاني منها الشخص بالنوم بالغة الخطورة، زاد خطر إصابته بمرض السكري.
ووفقًا للدكتور محمد إسماعيل فإنّ عدم الحصول على كميات كافية من النوم بمعدل 8 ساعات يوميًا، لا يعد العامل الوحيد الذي يزيد من خطر الإصابة بالسكري، حيث من المهم أن نأخذ بعين الاعتبار جودة النوم وأنماطه فضلا عن العادات التي نتّبعها. فقد كشفت الأبحاث العلمية أن النوم الرديء يمكن أن يؤثر على عملية الأيض، بما يتسبب في زيادة مخاطر الإصابة بهذا المرض.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: قلة النوم نقص السكر في الدم مستوى السكر في الدم مستويات السكر في الدم سكر الدم اضطرابات النوم انقطاع التنفس أثناء النوم مستویات السکر فی الدم اضطرابات النوم بمرض السکری یعانون من قلة النوم النوم على سکر الدم من النوم
إقرأ أيضاً:
أهمها النوم الجيد.. 10 عادات يومية تحمي قلبك وتقلل مخاطر أمراض القلب
تُعد أمراض القلب أحد أبرز أسباب الوفاة حول العالم لدى الرجال والنساء، إلا أن الخبراء يؤكدون أن تبني بعض العادات اليومية البسيطة يمكن أن يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بها؛ ووفقًا لتقرير نشره موقع تايمز أوف إنديا، قدّم المعهد الهندي للقلب والرئة والدم قائمة تضم 10 عادات أساسية تساعد في تعزيز صحة القلب ورفع كفاءة الجهاز الدوري.
فيما يلي دليلك الكامل للعادات اليومية التي يجب أن تبدأ بتطبيقها لحماية قلبك:
1. النوم الجيد.. أساس صحة القلبقلة النوم أو اضطراباته تؤثر مباشرة على ضغط الدم ووظائف القلب.
لذا يوصي الأطباء بالحصول على 7–9 ساعات يوميًا مع الالتزام بموعد ثابت للنوم والاستيقاظ، وتجنب الكافيين والتدخين والتمارين المرهقة قبل النوم بساعات.
2. الحفاظ على وزن صحيالوزن الزائد يرفع خطر الإصابة بارتفاع الضغط وتصلب الشرايين.
ينصح الخبراء بتناول وجبات خفيفة صحية مثل الفواكه والمكسرات والزبادي، والحد من الوجبات ذات السعرات العالية، إضافةً إلى شرب الماء بانتظام وممارسة التمارين الهوائية لمدة 150 دقيقة أسبوعيًا على الأقل.
3. تناول طعام متوازن وصحي للقلباتباع أنظمة غذائية مثل حمية «داش DASH» يساهم في خفض ضغط الدم والكوليسترول. احرص على تقليل الدهون المشبعة والسكريات والصوديوم، وتناول اللحوم الخالية من الدهون، ووجبتين أسبوعيًا من الأسماك، مع استبدال الوجبات المصنعة بالفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة.
4. زيادة مستوى النشاط البدنيالنشاط اليومي يقلل فرص الإصابة بأمراض القلب والسكتات الدماغية. ينصح الخبراء بممارسة الرياضة لمدة 150 دقيقة أسبوعيًا، وتقليل الجلوس الطويل، وصعود السلالم، والمشي المتكرر، مع ممارسة تدريبات القوة مثل رفع الأثقال أو تمارين المقاومة.
5. الإقلاع عن التدخينالتدخين—even لو كان بسيطًا—يدمر القلب والأوعية الدموية. يجب تحديد موعد للتوقف والالتزام به، مع استشارة الطبيب للبحث عن الحلول المناسبة والانضمام لبرامج الدعم التي تقدمها المستشفيات أو الهيئات المجتمعية.
6. السيطرة على مستوى الكوليسترولارتفاع الكوليسترول يزيد من خطر انسداد الشرايين. برنامج (TLC) الذي يعتمد على تعديل النظام الغذائي والنشاط البدني وإدارة الوزن، يساعد في خفض الكوليسترول السيئ وتحسين صحة القلب.
7. إدارة مستويات السكر في الدماستقرار مستويات السكر عنصر أساسي لصحة القلب، خاصة لمرضى السكري.
يعتمد ذلك على تناول أغذية طبيعية غنية بالألياف مثل البقوليات والحبوب الكاملة والخضراوات، وتقليل السكريات، ومراقبة مستويات الجلوكوز بشكل دوري.
8. التحكم في التوترالتوتر المستمر يرهق القلب والجسم؛ ينصح الخبراء بتمارين الاسترخاء والتنفس العميق، والتأمل، وممارسة اليوجا، والحرص على أخذ فترات راحة كافية خلال اليوم.
9. متابعة ضغط الدم بانتظامارتفاع ضغط الدم المزمن فوق 130/80 مم زئبق يمثل خطرًا كبيرًا على صحة القلب.
يجب قياس الضغط خلال زيارات الطبيب واستخدام جهاز منزلي للمتابعة اليومية، وتسجيل القراءات، والالتزام بتعليمات الطبيب خاصة أثناء الحمل.
10. الرعاية الذاتية والدعم الاجتماعيالعناية بالنفس تُعد جزءًا مهمًا في الوقاية من أمراض القلب؛ الحصول على دعم الأهل والأصدقاء يعزز القدرة على الالتزام بالعادات الصحية. وينصح الخبراء بالبدء بخطوة إيجابية يومية مثل تحديد موعد طبي مؤجل أو الانضمام لمجموعة رياضية أو برنامج إدارة وزن.