ترتفع مستويات السكر في الدم كل ليلة، بغض النظر عما إذا كنت تنام أم لا، كجزء من دورة الإيقاع اليومي الطبيعي للإنسان، كما ترتفع مستويات السكر في الدم أثناء النوم، إذ تعتبر تقلبات السكر التي تحدث أثناء الليل وأثناء النوم أمر طبيعي ولا تشكل سبباً للقلق بالنسبة لمعظم الأشخاص الأصحاء، إلا أنّ إحدى الدراسات الحديثة كشفت عن ارتباط وثيق بين اضطرابات النوم وتأثيرها على مستويات السكر في الدم.

تأثير قلة النوم على سكر الدم في الجسم

وتوصلت إحدى الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات النوم لديهم مستويات أعلى من السكر في الدم، إذ قام الباحثون بفحص بيانات حوالي 800 رجل وامرأة خضعوا لاختبارات انقطاع التنفس أثناء النوم في المنزل، وهو حالة يتوقف فيها التنفس أو يصبح ضحلًا للغاية لفترات أثناء النوم، وارتدى الأشخاص المشاركون في الدراسة جهازًا يقيس متى كانوا مستيقظين أو نائمين لمدة أسبوع، وفحص الباحثون مدة نوم الأشخاص، وعدد المرات التي يستيقظون فيها أثناء الليل، والتغيرات في أنماط نومهم. وقارنوا هذه النتائج بمستويات الجلوكوز في الدم التي تم قياسها، وفقًا للمعاهد الوطنية الصحية في أمريكا.

وأظهرت النتائج أنّ حوالي ثلث المشاركين كانو يعانون من انقطاع التنفس أثناء النوم، ولم يتلق معظمهم العلاج لهذه الحالة، وكان لدى الأشخاص الذين يعانون من انقطاع التنفس أثناء النوم أو اضطرابات النوم مستويات أعلى من الجلوكوز في الدم، أما الأشخاص الذين يعانون من انقطاع التنفس أثناء النوم الأكثر شدة كان لديهم مستويات أعلى من الجلوكوز في الدم بنسبة 14% مقارنة بأولئك الذين لا يعانون منه.

وأشار الباحثون إلى أنّ النوم المريح يعمل على خفض مستويات السكر غير الصحية في الدم من خلال تعزيز الأنظمة الصحية، إذ تعتبر قلة النوم هي عامل خطر لارتفاع مستويات السكر في الدم، حتى الحرمان الجزئي من النوم لمدة ليلة واحدة يزيد من مقاومة الأنسولين، مما قد يؤدي بدوره إلى زيادة مستويات السكر في الدم، ونتيجة لذلك ارتبط قلة النوم بمرض السكري، وهو اضطراب في سكر الدم.

وبدأ الباحثون في اكتشاف سبب تأثير النوم على سكر الدم والآليات الأساسية التي تلعب دورًا في ذلك، إذ تلعب العوامل الفسيولوجية التالية دورًا في العلاقة بين النوم وسكر الدم: 

- يزيد الكورتيزول بسبب الحرمان من النوم ويزيد من نسبة الجلوكوز.

- تنخفض حساسية الأنسولين بسبب الحرمان من النوم ويؤثر على الجلوكوز.

- يؤثر وقت نوم الشخص خلال اليوم على مستويات الأنسولين والكورتيزول، وكلاهما يؤثر على الجلوكوز.

أعراض انخفاص السكر أثناء النوم

واكتشف الباحثون أيضًا أنّ انخفاض سكر الدم  يمكن أن يؤدي إلى حدوث مشاكل في النوم، ويمكن أن يحدث نقص سكر الدم لدى الأشخاص المصابين بالسكري أو غير المصابين به، فنقص سكر الدم الليلي هو شكل من أشكال نقص سكر الدم الذي يحدث في الليل، ووفقًا للمعهد الوطني للسكري وأمراض الجهاز الهضمي والكلى، فإنّ انخفاض نسبة السكر في الدم أثناء النوم يمكن أن يسبب الأعراض التالية:

- كوابيس.

- البكاء أو الصراخ أثناء النوم.

- التعرق بغزارة.

- الشعور بالانزعاج أو الارتباك عند الاستيقاظ.

ونصح الباحثون باتباع بعض النصائح التي تساعد على الحصول على نوم هادئ في الليل وتتمثل في الآتي:

- ابتعد عن الشاشات لبضع ساعات قبل النوم.

- تجنب الشرب قبل النوم مباشرة.

- حافظ على جدول منتظم للذهاب إلى السرير والاستيقاظ.

- بيئة النوم المريحة تساعد بشكل كبير على الحصول على نوم هانئ ليلًا كالحفاظ على غرفة نوم معتدلة الحرارة.

جودة النوم تؤثر على مرضى السكري 

الدكتور محمد إسماعيل استشاري أمراض الباطنة والسكر، يقول إنّ العلماء قد اكتشفوا وجود علاقة معقدة تربط نمط النوم وجودته باحتمال الإصابة بمرض السكري، مشيرًا إلى أنّ الأبحاث لا تزال جارية لفهم الطرق التي تؤثر بها اضطرابات النوم على زيادة مخاطر الإصابة بهذا المرض.

وأضاف استشاري أمراض الباطنة والسكر في حديثه لـ«الوطن» أنّ الاضطرابات في النوم تؤثر على مرض السكري بشكل مباشر وغير مباشر، وذلك عن طريق إحداث تغييرات في الهرمونات، مما يساهم في زيادة الوزن والإصابة بالسمنة، ونتيجة لذلك، يتغير كل من سلوك المصابين وأسلوب حياتهم، وفي المقابل يساهم التمتع بنوم جيد في زيادة قدرة الجسم على ضبط الهرمونات والأنسولين لتنظيم السكر في الدم، كما أنّ المرضى المصابين بمرض السكري أكثر عرضة للإصابة بانقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم، وكلما كانت المشاكل التي يعاني منها الشخص بالنوم بالغة الخطورة، زاد خطر إصابته بمرض السكري.

ووفقًا للدكتور محمد إسماعيل فإنّ عدم الحصول على كميات كافية من النوم بمعدل 8 ساعات يوميًا، لا يعد العامل الوحيد الذي يزيد من خطر الإصابة بالسكري، حيث من المهم أن نأخذ بعين الاعتبار جودة النوم وأنماطه فضلا عن العادات التي نتّبعها. فقد كشفت الأبحاث العلمية أن النوم الرديء يمكن أن يؤثر على عملية الأيض، بما يتسبب في زيادة مخاطر الإصابة بهذا المرض.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: قلة النوم نقص السكر في الدم مستوى السكر في الدم مستويات السكر في الدم سكر الدم اضطرابات النوم انقطاع التنفس أثناء النوم مستویات السکر فی الدم اضطرابات النوم بمرض السکری یعانون من قلة النوم النوم على سکر الدم من النوم

إقرأ أيضاً:

فوائد لتناول البرتقال قبل النوم.. تعرف عليها

الجديد برس| منوعات| قد يكون تناول الطعام ليلاً صعباً، خصوصاً عندما يتعلَّق الأمر بالفاكهة، ويبدو البرتقال صحياً، ولكن هل هو شديد الحموضة أو السكر قبل النوم؟ لستَ الوحيد الذي يتساءل إن كان تناول البرتقال في وقت متأخر من الليل يُساعد على نومك أم يُعيقه. تعتمد فوائد تناول البرتقال ليلاً على التوقيت، وحجم الحصة، وكيفية تفاعل جسمك معه. وإليك ما يحدث فعلياً عند تناول برتقالة بعد العشاء، وكيفية القيام بذلك بطريقة مفيدة لا تضر. هل تناول البرتقال ليلاً مفيد أم ضار؟ قد يكون تناول البرتقال ليلاً مفيداً لبعض الأشخاص، ولكنه ليس مثالياً للجميع. ستحصل على جرعة من فيتامين «ج» والألياف والترطيب، مما قد يدعم الهضم وإصلاح البشرة والترطيب طوال الليل. لكن السكر الطبيعي والحموضة قد يسببان ارتجاع المريء أو مشكلات في النوم لدى بعض الأشخاص. إذا كنت تعاني من ارتجاع المريء، أو مشكلات في سكر الدم، أو تعاني من اضطرابات في النوم، فمن الأفضل تجنبه في وقت متأخر من الليل. بالنسبة لمعظم الأشخاص الآخرين، عادةً ما يكون تناول برتقالة واحدة قبل النوم بساعة كافياً. فوائد تناول البرتقال ليلاً تناول برتقالة قبل النوم يُعزز الهضم، والترطيب، وصحة البشرة، والنوم، إذا تم تناولها في الوقت المناسب وبكميات مناسبة. قد يُعزز الاسترخاء والهدوء البرتقال غني بفيتامين «ج»، الذي قد يُساعد على تقليل التوتر عن طريق خفض مستويات الكورتيزول. وهذا بدوره يُساعد على استرخاء الجسم والعقل قبل النوم. مع أنه لا يُساعد على النوم، فإن حلاوة البرتقال ورائحته الخفيفة قد تُهدئان حواسك وتجعلان وقت النوم أكثر هدوءاً. يساعد على الترطيب يتكون البرتقال من أكثر من 85 في المائة من الماء، مما يُساعد على الحفاظ على رطوبة الجسم طوال الليل. هذا يُمكن أن يمنع جفاف الفم، ويُقلل من العطش ليلاً، ويدعم عملية التبريد الطبيعية لجسمك في أثناء النوم. كما يُساعد الحفاظ على رطوبة الجسم بشرتَك وعملية الهضم على العمل بكفاءة أكبر أثناء الراحة. يُعزز الهضم طوال الليل تُساعد الألياف الموجودة في البرتقال على نقل الطعام عبر جسمك، وقد تُقلل من الانتفاخ أو الإمساك. إذا تم تناول البرتقال في وقت مبكر من المساء، فإنه يُعطي أمعاءك وقتاً لمعالجته قبل النوم. يلعب الجهاز الهضمي السليم دوراً في تحسين النوم وتقليل الشعور بعدم الراحة في أثناء الليل. قد يُعزز تجديد البشرة خلال النوم يدعم فيتامين «ج» إنتاج الكولاجين، الذي يستخدمه جسمك لإصلاح البشرة في أثناء الراحة. تناول البرتقال ليلاً يمنح جسمك جرعةً منعشةً من هذا العنصر الغذائي الأساسي، خصوصاً عند تناوله مع ترطيب جيد. يساعد هذان العنصران معاً على جعل بشرتك أكثر نعومةً وتعافياً من ضغوط الحياة اليومية. يُمكنه الحد من الرغبة الشديدة في تناول الطعام بوقت متأخر ليلاً البرتقال حلو المذاق ومُشبِع بطبيعته، مما قد يُساعدك على تجنب تناول الوجبات الخفيفة أو الحلويات المُصنّعة. تُبطئ أليافه عملية الهضم، مما يُشعرك بالشبع لفترة أطول. إذا كنت تشعر بالجوع كثيراً في الليل، يُمكن أن تكون برتقالة واحدة خياراً أخف وزناً ولكنه يُلبي احتياجاتك. يُقدم وجبة خفيفة سهلة الهضم مقارنةً بالوجبات الثقيلة، يُعد البرتقال منخفض السعرات الحرارية وسهل الهضم عند تناوله باعتدال. فهو لا يُثقل على المعدة، مما يُساعدك على الشعور براحة أكبر قبل النوم. ولكن تجنب تناوله في وقت متأخر جداً أو قبل النوم مباشرةً. قد يساعد على الشفاء الليلي يوفر البرتقال مضادات أكسدة تدعم أنظمة إصلاح الجسم في أثناء النوم. تساعد هذه العناصر الغذائية على حماية خلاياك من الإجهاد والتلف. يقوم جسمك بشكل طبيعي بمزيد من الشفاء ليلاً، لذا فإن الحصول على الفيتامينات من الفواكه الكاملة، مثل البرتقال، قد يساعد على دعم هذه العملية. يدعم صحة القلب خلال النوم يساعد البوتاسيوم الموجود في البرتقال على تنظيم ضربات القلب وضغط الدم، حتى خلال النوم. يدعم تناول الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم بانتظام إيقاع قلبك الطبيعي. يُضيف تناول البرتقال ليلاً إلى حصتك اليومية دون أن يكون ثقيلاً أو صعب الهضم. مصدر طبيعي للطاقة الصباحية إذا تناولت برتقالة في المساء، وليس قبل النوم مباشرةً، فقد يساعدك ذلك على الاستيقاظ وأنت تشعر بمزيد من الانتعاش. قد تدعم السكريات الطبيعية والألياف والترطيب استعادة الطاقة ليلاً.ويستخدم جسمك العناصر الغذائية من الطعام حتى في أثناء راحتك، مما يُهيئه لليوم التالي. الفيتامينات والمعادن الأساسية في البرتقال البرتقال غني بفيتامين «ج»، الذي يدعم صحة المناعة وإصلاح البشرة. كما أنه يحتوي على البوتاسيوم، الذي يساعد على تنظيم ضغط الدم ووظائف العضلات. يدعم حمض الفوليك صحة الخلايا، وقد يعزِّز المغنسيوم النوم بشكل أفضل. معاً، تقدم هذه العناصر الغذائية فوائد تستمر في العمل حتى في أثناء الراحة. ويحتوي البرتقال على ألياف قابلة للذوبان وغير قابلة للذوبان، مما يُحسّن عملية الهضم ويُحافظ على انتظام حركة الأمعاء طوال الليل. كما يُساعد محتواه العالي من الماء على الحفاظ على ترطيب الجسم في أثناء النوم، مما قد يُقلل من الشعور بالعطش ليلاً ويُعزز صحة البشرة. يُساعد تناول برتقالة واحدة قبل النوم على دعم هذه الوظائف بشكل طبيعي.

مقالات مشابهة

  • قبل ما تنام .. ماذا يفعل تناول موزة واحدة في جسمك؟
  • الالتزام بمواعيد ثابتة للنوم يخفض ضغط الدم
  • دراسة جديدة: اضطراب مواعيد النوم يربك الساعة البيولوجية ويرفع ضغط الدم
  • المشروبات الغازية الخالية من السكر أم «الدايت»: أيهما أفضل للصحة؟
  • كيف يؤثر المشي بعد تناول الطعام على السكر في الدم؟
  • أسباب عض اللسان أثناء النوم .. 7 أسباب محتملة
  • أهمها النوم الجيد.. 10 عادات يومية تحمي قلبك وتقلل مخاطر أمراض القلب
  • بديل أوزمبيك ... أطعمة شتوية تساعد على التحكم في نسبة السكر في الدم
  • عادة ليلية بسيطة تقلل خطر ارتفاع ضغط الدم أثناء النوم
  • فوائد لتناول البرتقال قبل النوم.. تعرف عليها