مسقط- الرؤية

أعلن بنك المشرق، المؤسسة المالية الرائدة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عن نتائجه المالية للعام 2024؛ حيث قال بيان مالي إن النمو المزدوج في صافي الربح قبل الضرائب يعكس الأداء القوي للكفاءة التشغيلية ونمو الإيرادات؛ وهي إشارة واضحة إلى القدرة على تحقيق أعلى قيمة في القطاع للمساهمين.

وبلغ صافي أرباح المشرق قبل الضريبة 9.9 مليار درهم إماراتي بزيادة 12% في عام 2024؛ ما يؤكد الأسس المالية القوية التي يتمتع بها البنك والإدارة الفعّالة للتكاليف. وبالرغم من دفع ضرائب بقيمة 869 مليون درهم إماراتي، ارتفع صافي الربح ما بعد الضريبة إلى 9 مليارات درهم إماراتي، وذلك بزيادة بنسبة 78% على أساس ربع سنوي، و4% على أساس سنوي. وحقق المشرق إيرادات بلغت 13.4 مليار درهم، وهو ما يمثل زيادة بنسبة 24% على أساس سنوي، وحافظ على معدل نمو سنوي مركب قوي على مدار ثلاث سنوات متتالية بنسبة 32%، ما يعكس قدرة وكفاءة المشرق على استغلال الفرص وتنويع مصادر الدخل.

وارتفع صافي دخل الفوائد بنسبة 9% على أساس سنوي بالرغم من خفض أسعار الفائدة في عام 2024، ما يعكس هوامش البنك القوية على خلفية النمو القوي لميزانيته العمومية. ونما الدخل من غير الفوائد بنسبة 63% على أساس سنوي إلى 5 مليارات درهم، ما يؤكد على التركيز المستمر على تنويع مصادر الإيرادات من خلال أنشطة مختلفة قائمة على الرسوم والمشاركة القوية للعملاء في سوق الصرف الأجنبي والمشتقات والسلع. وأوضح البنك أن النمو في الدخل من غير الفوائد يعكس مرونة نموذج أعمال المشرق وقدرته على التوسع، وتحقيق أداء قوي بالرغم من تقلب أسعار الفائدة. وحقق المشرق مكاسب لمرة واحدة بقيمة 1.2 مليار درهم إماراتي من صفقة استراتيجية من بيع جزئي لإحدى الشركات التابعة له، ما يعكس قدرته على تحديد واستغلال فرص السوق ذات القيمة المضافة.

وتعكس المكاسب في الكفاءة النجاح المستمر في تحسين الكفاءة التشغيلية وتعزيز مبادرات التحول الرقمي، بالإضافة إلى إتاحة المجال للاستثمارات الإستراتيجية. وتحسنت نسبة التكلفة إلى الدخل بمقدار 339 نقطة أساس لتصل إلى 28% (1) في عام 2024. وجرى تسجيل هذا التحسن على الرغم من زيادة النفقات التشغيلية بنسبة 11% على أساس سنوي في عام 2024

وشهدت القروض نموًا قويًا بنسبة 18% في عام 2024 وذلك بتمويل كبير من نمو ودائع العملاء، وارتفع إجمالي الأصول بنسبة 11% على أساس سنوي إلى 267 مليار درهم، مدفوعًا بنمو القروض للأفراد والشركات. وارتفعت ودائع العملاء من الأفراد والشركات لتصل إلى 161 مليار درهم، ومثلت أرصدة حسابات التوفير والحسابات الجارية لعملاء الخدمات المصرفية 66% من إجمالي ودائع العملاء.

وحافظ المشرق على مستويات قوية من السيولة ورأس المال، مما عزز قدرته على دعم النمو والتحوّط من الاضطرابات المحتملة في السوق. وبلغ معدل الأصول السائلة للمشرق 34%، ووصلت نسبة تغطية السيولة إلى 150% في عام 2024، مما يعكس النهج الحكيم لإدارة السيولة والقدرة على تخطي المتطلبات التنظيمية.

ويتمتع المشرق بمستويات قوية لرأس المال والتي سجلت المزيد من التحسن عمّا كانت عليه في نهاية العام 2023؛ حيث تحسن معدل كفاية رأس المال ليصل إلى 17.5%، في حين بلغ معدل الشق الأول من رأس المال 16% (Tier1 Capital)، وبلغ المستوى الأول من رأس المال العادي 14.5% (CET1). وتُسلِّط هذه المعدلات الضوء على الاستراتيجية المنضبطة التي يتبعها المشرق لإدارة رأس المال، والتي تضمن أسسًا متينة للنمو.

وواصل المشرق ريادته في جودة الائتمان، مؤكدًا نهجه الاستراتيجي في الإقراض المدروس واعتماد ممارسات متقدمة لإدارة ومراقبة الأصول. وجرى صرف المبلغ الصافي 166 مليون درهم من مخصصات انخفاض القيمة وذلك عبر تحصيل مبالغ كبيرة من القروض المتعثرة، وإدارة مخاطر الائتمان بشكل منضبط، ما يعكس استمرار هذا التوجه للسنة الثانية على التوالي. وبلغت نسبة القروض المتعثرة إلى إجمالي القروض 1.35% بنهاية عام 2024 (1.3% للسنة المالية 2023)، وهي واحدة من أدنى المعدلات في القطاع، نتيجة التدابير المنضبطة والفعّالة للتقليل من المخاطر. وبلغت نسبة التغطية 209% لعام 2024 (247% للسنة المالية 2023)، وهي من بين أقوى النسب في القطاع، وتعكس النهج الحكيم للمشرق في التحوط من خسائر الائتمان المحتملة، وضمان توفير مخصصات كافية لتحمل تقلبات السوق.

وقال معالي عبد العزيز الغرير رئيس مجلس إدارة المشرق: "في ضوء أداء المشرق خلال عام 2024، برزت مسيرتنا كنموذج للمرونة والابتكار والتميز، وسط بيئة عالمية وإقليمية شهدت العديد من التحديات والتحولات الجذرية. إن الإنجازات الملحوظة التي تحققت في دولة الإمارات العربية المتحدة، من خلال التزامها المستمر بالابتكار وتوجيهها الراسخ نحو تنويع الاقتصاد، تعكس بوضوح مكانتها المرموقة كمركز عالمي رائد في مجالات المال والأعمال والتكنولوجيا.

وقال أحمد عبد العال الرئيس التنفيذي لمجموعة المشرق: "لقد كان عام 2024 محطة تحولية أُخرى في مسيرة المشرق، حيث شهدت تحقيق إنجازات غير مسبوقة والتزامًا راسخًا بتقديم قيمة مستدامة لعملائنا وشركائنا والمجتمعات التي نعمل فيها. كما أن نمو إيراداتنا بنسبة 24% على أساس سنوي وارتفاع العائد على حقوق المساهمين بنسبة 29% يعكس نجاح استراتيجيتنا وقدرتنا على التكيف والتميز في ظل ظروف السوق المتغيرة.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

فورين أفيرز: العلاقة الاستثنائية بين أميركا وإسرائيل غير قابلة للاستمرار

ظل رابط الولايات المتحدة وإسرائيل وثيقا استثنائيا على مدى 3 عقود، حافظت فيها الولايات المتحدة على انسجام كامل مع إسرائيل في زمن السلم والحرب، مع تقديم دعم دبلوماسي وعسكري غير مشروط لها.

انطلاقا من هذه الفكرة قدمت مجلة فورين أفيرز تحليلا شاملا لأزمة هذه العلاقة، مشيرة إلى أنها تطورت على مدى عقود بوصفها استثنائية، وقائمة على دعم غير مشروط وتفضيل غير مسبوق، ولكنها لم تعد قابلة للاستمرار، لما تلحقه من أضرار سياسية وأمنية وإنسانية بثلاثة أطراف، هم الأميركيون والإسرائيليون والفلسطينيون.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2صحف عالمية: تدمير ممنهج لمباني غزة وأوروبا تتأهب للدفاع عن نفسهاlist 2 of 2كاتب أميركي: ترامب بحاجة لمخرج من فنزويلاend of list

وذكرت المجلة -في مقال طويل بقلم أندريو ميلر- رد فيه هذه العلاقة إلى فترة التسعينيات، حين اعتقدت واشنطن أن دعمها المطلق لإسرائيل سيشجعها على اتخاذ خطوات نحو السلام، بأن النهج الأميركي في العلاقة بإسرائيل كان قائما على أربعة افتراضات أساسية.

العلاقة الاستثنائية بين واشنطن وإسرائيل تضر بالمصالح الأميركية (رويترز)

أول هذه الافتراضات -حسب المقال- أن المصالح الأميركية والإسرائيلية متوافقة في الغالب إن لم تكن متطابقة، وثانيها أن إسرائيل تفهم مصالحها والتهديدات التي تواجهها، وثالثها أن حل أي خلافات بينهما لا يكون علنا، وآخرها أن تستجيب إسرائيل للهواجس الأميركية الكبيرة.

ولكن العلاقة -حسب الكاتب- تحولت مع الوقت إلى منظومة تمنح إسرائيل حصانة سياسية وعسكرية، وتضمن لها المساعدات الضخمة بغض النظر عن سياساتها، مع قيام الولايات المتحدة بحمايتها دبلوماسيا في الأمم المتحدة، وتجاوز قوانينها الخاصة المعمول بها مع دول أخرى، خاصة انتهاكات حقوق الإنسان.

تكاليف باهظة

وقد كشفت حرب غزة التي أعقبت هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 أن الحفاظ على هذا النوع من العلاقة الثنائية يأتي بتكاليف باهظة، إذ فشلت واشنطن في إعادة ضبط طريقة إدارة إسرائيل للحرب، بسبب طبيعة العلاقة "الاستثنائية" التي تربطها بإسرائيل، حسب المجلة.

إعلان

وفعلا ظلت واشنطن تتجنب ممارسة أي ضغط حقيقي على إسرائيل بالرغم من قلقها من ارتفاع أعداد الضحايا المدنيين الفلسطينيين، ومن أساليب الجيش الإسرائيلي، ولم تضع واشنطن -حسب الكاتب- قوانين أميركية تمنع تقديم المساعدة العسكرية لدول تعرقل الإغاثة، ولم تربط المساعدات بشروط واضحة.

العلاقة القائمة على نهج محدد بين واشنطن وتل أبيب تحولت مع الوقت إلى منظومة تمنح إسرائيل حصانة سياسية وعسكرية، وتضمن لها المساعدات الضخمة بغض النظر عن سياساتها

وقد أضرت هذه الاستثنائية بمصالح البلدين، فضلا عن إلحاق ضرر بالغ بالفلسطينيين -كما يقول الكاتب- وبدلا من المساعدة في ضمان "بقاء إسرائيل" الذي يعد الهدف المعلن لهذه السياسة، سمح الدعم الأميركي غير المشروط لأسوأ غرائز القادة الإسرائيليين بالازدهار.

وكانت النتائج زيادة مستمرة في المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية وعنف المستوطنين في الضفة الغربية، وسقوط أعداد كبيرة من الضحايا المدنيين في غزة، إلى جانب نشر المجاعة هناك، كما يقول الكاتب.

كما أدت هذه السياسة إلى قيام تل أبيب بأعمال عسكرية متهورة في أنحاء الشرق الأوسط وتوترات إقليمية أكبر، حيث نفذت عمليات عسكرية في سوريا ولبنان، وأشعلت حربا خاطفة مع إيران، مما فاقم الأخطار الوجودية التي تواجهها.

استمرار الدعم الأميركي لإسرائيل يشجعها على ارتكاب الفظائع (الجزيرة)مخاطر أخلاقية

ومع أن واشنطن ساعدت في احتواء التصعيد، فإن علاقتها المترددة مع حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو جعلت نفوذها محدودا، بل إن حرية إسرائيل في التحرك زادت -حسب الكاتب- مع عودة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض وتبنيه مواقف داعمة لكل قراراتها في غزة، مما أدى إلى تفاقم الكارثة الإنسانية.

ومع ذلك، تواجه إسرائيل نفسها، إلى جانب الأضرار التي لحقت بالفلسطينيين، نتائج خطرة تتمثل في عزلة دولية متصاعدة، وتراجع غير مسبوق في الدعم الشعبي الأميركي خاصة لدى الشباب، وارتفاع التوترات الداخلية بسبب سياسات حكومة نتنياهو، إضافة إلى مخاطر إستراتيجية تتعلق بإيران وغزة والضفة الغربية.

ومثل إسرائيل والفلسطينيين، دفعت الولايات المتحدة -حسب الكاتب- ثمنا باهظا من مكانتها الدولية واستقرارها السياسي الداخلي، إذ استغل خصومها، مثل الصين وروسيا تراجع صورتها، وازداد الانقسام الحزبي الأميركي بسبب الحرب.

وقد أدى الدعم غير المشروط -حسب المجلة- إلى مخاطر أخلاقية لكلا البلدين، إذ لم يعد لدى إسرائيل سبب لتلبية الهواجس والمصالح الأميركية لأن تجاهلها لا يترتب عليه أي ثمن، مما شجعها على اتباع مواقف متشددة غالبا ما تتعارض مع المصالح الأميركية وأحيانا مع مصالح إسرائيل نفسها.

وبناء على هذه النتائج توصل الكاتب إلى أن استمرار العلاقة بين إسرائيل والولايات المتحدة بالشكل الاستثنائي الحالي يشجع السياسات الإسرائيلية الأكثر خطورة، ويعوق الوصول إلى حلول سياسية، ويهدد مصالح الولايات المتحدة على مستوى العالم.

التضامن مع غزة أدى إلى عزلة إسرائيل والدعوات إلى قطع العلاقات بها واعتقال مرتكبي الإبادة (الجزيرة)ضرورة إستراتيجية وسياسية وأخلاقية

وعليه يقترح المقال نموذجا جديدا قائما على "تطبيع" العلاقة، بفرض شروط واضحة على المساعدات، وتطبيق القوانين الأميركية والدولية على إسرائيل كما تطبق على غيرها، وتحديد خطوط حمراء مشتركة، ومنع التدخل في سياسات الطرفين الداخلية.

إعلان

ويرى الكاتب في هذا التعديل الذي قد يكون متأخرا، ضرورة إستراتيجية وسياسية وأخلاقية بالنسبة للولايات المتحدة، خاصة أن من شأن علاقة أميركية إسرائيلية طبيعية أن تحقق نتائج أفضل من علاقة استثنائية غالبا ما تشجع السلوك الإسرائيلي الخطر وتستنزف النفوذ الأميركي العالمي.

ومثل هذا التحول -كما يرى الكتاب- يمكن أن يمنع خطوات إسرائيلية خطرة مثل ضم الضفة الغربية، كما أنه يفتح الباب لتنسيق أكثر فعالية تجاه إيران، ويُسهم في إعادة بناء مسار سياسي للفلسطينيين.

ويحذر ميلر من أن عدم القيام بهذه المراجعة سيؤدي إلى تفاقم الخسائر بالنسبة لجميع الأطراف، ومن أن المستقبل قد يشهد انهيار أسس العلاقة إذا استمرت بلا إصلاح، خصوصا مع حكومة إسرائيلية متشددة وإدارة أميركية متذبذبة.

وخلص أندريو ميلر إلى أن إعادة ضبط العلاقة بين البلدين ليس خصومة، بل ضرورة لحماية مصالح الأميركيين والإسرائيليين، ولبدء مسار يمنح الفلسطينيين فرصة لحياة سياسية قابلة للاستمرار.

مقالات مشابهة

  • اقتصاد النمسا يواصل التعافي بوتيرة معتدلة
  • قفزة بنفقات التعليم في تركيا
  • أعلى عائد شهري وربع سنوي في البنك الأهلي
  • ارتفاع مبيعات الشقق في الأردن
  • أسواق المال العالمية تترقب خفضاً جديداً لأسعار الفائدة الأميركية
  • فورين أفيرز: العلاقة الاستثنائية بين أميركا وإسرائيل غير قابلة للاستمرار
  • مصرف سوريا المركزي: النمو أسرع من توقعات البنك الدولي وعملة جديدة في الطريق
  • أداء إيجابي لأسواق الأسهم المحلية في ختام تداولات الأسبوع
  • طقس فلسطين اليوم الجمعة: أجواء صافية جافة ومغبرة
  • يوتيوب يطلق رسمياً ميزة Recap .. ملخص سنوي لمشاهداتك واهتماماتك في 2025